المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه



واحد 11
25-11-2010, 10:54 PM
المقدمة


الحمد لله الواحد القهار مكورِ الليلِ على النهار ، الذي أوجب علينا تعظيم أصحاب نبيه المصطفيْن الأخيار ، برأهم الله من كل وصمة وعار ، وسقطة وعثار .


وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له ، الكريم الغفار ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، وأصلي وأسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً متلازمين ما تعاقب الليل والنهار .


فله الحمد على أن هدانا للإسلام ، شرح صدورنا للإيمان ، وجعل قلوبنا مملوءة حبا وتقديرا وإجلالا وتعظيماً لصحابة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – قال تعالى :
{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم } .



لا شك ولا ريب أن معاوية من أكابر الصحابة نسبا وقرباً من النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وعلماً وحلماً ، فاجتمع لمعاوية شرف الصحبة وشرف النسب ، وشرف مصاهرته للنبي – صلى الله عليه وسلم – وشرف العلم والحلم والإمارة ، ثم الخلافة ، وبواحدة مما ذكرنا تتأكد المحبة لأجلها فكيف إذا اجتمعت ؟ وهذا كاف لمن في قلبه أدنى إصغاء للحق ، وإذعان للصدق .


وقبل أن نتكلم عن هذا الموضوع ينبغي الإشارة إلى أن المبتدعة وخاصة الروافض يجادلون في المتشابه من القرآن أو السنة ،فإنهم هم أهل الزيغ، فهم يتركون الفضائل الثابتة في فضائل أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – ويأخذون بالمتشابه ، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب } قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم " ح ( 2665) .


قال الإمام النووي في شرح الحديث :" وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ،ومن يتبع المشكلات للفتنة ، فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه ،وجوابه واجب ، وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – صَبِيغ بن عَسْل حين كان يتبع المتشابه ".


فهؤلاء المبتدعة الكلام معهم لغو فأعرض عنهم أيها السني ، وابذل جهدك فيما ينفعك الله به في الدنيا والآخرة .



- الأدلة على عدالة الصحابة من القرآن :


- { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كمثل زرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً }.



- { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } .




- { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }



- { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } .
- { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى }
( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ، ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) .
- { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آمنوا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم } .



- { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوبُ فريقٍ منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم } .



- { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } .



- { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً }


حكم معاوية
و ابتداء عهد الجيل الثاني


إن أوّل من ولّى معاوية على دمشق ثمّ على الشام هو عمر بن الخطاب في أول خلافته. و كان عمر من أعظم الناس فراسة و أخبرهم بالرجال و أقومهم بالحق و أعلمهم به، حتى قال النبي r: «إن الله ضرب الحق على لسان عمر و قلبه»[1]، و قال: «لو لم أُبعث فيكم، لبعث فيكم عمر». و لذلك قال الذهبي عن معاوية: «حسبـُكَ بمن يؤمِّره عمر ثم عثمان على إقليمٍ و هو ثغرٌ، فيضبطه و يقوم به أتمَّ قيام، و يرضي الناس بسخائه و حلمه»[2].
فعندما ولِّيَ معاوية الشام من قبل عمر بن الخطاب، كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات و كانت رعيته تحبه و يحبُّهم. «قال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً و لا أكثر سؤدداً و لا أبعد أناة و لا ألين مخرجاً، و لا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية. و قال بعضهم: أسْمَعَ رجلٌ معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي. و في رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي»[3]. و قال أحمد: «كان معاوية كريماً حليماً». لذلك استجابو له عندما أراد المطالبة بدم عثمان و بايعوه على ذلك و وثقو له أن يبذلو في ذلك أنفسهم و أموالهم، أو يدركو بثأره أو ينفي الله أرواحهم قبل ذلك[4]. و لو كان ظالماً كما يصور الشيعة، لما استمات أهل الشام في الدفاع عنه.
و الذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا قلت لهم بأنه كان من الزاهدين و الصفوة الصالحين. روى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة عن أبيه قال: «رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس و عليه ثوب مرقوع»[5]. و أخرج ابن كثير عن يونس بن ميسر الزاهد –و هو أحد شيوخ الإمام الأوزاعي– قال: «رأيت معاوية في سوق دمشق و هو مردف وراءه وصيفاً و عليه قميص مرقوع الجيب و يسير في أسواق دمشق»[6]. ومن تواضعه رضي الله عنه عن أبي مجلز قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: «اجلس فإني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار"»[7].
و قد أوردت هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة المكذوبة التي كان أعداؤه و أعداء الإسلام يصورونه بها. فمن شاء بعد هذا أن يسمي معاوية خليفة، أو أمير المؤمنين، فإن سليمان بن مهران الأعمش –و هو من الأئمة الأعلام الحفاظ كان يسمى بالمصحف لصدقه– كان يفضّل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله[8]. و ذلك أنه قال للذين ذكرو عنده عمر بن عبد العزيز و عدله: «كيف لو ادركتم معاوية؟». قالو: «في حُلمه؟». قال: «لا و الله بل في عدله».
فهذه شهادة أحد الأئمة ممّن عاصر كلا الخليفتين العادِلين.
و لمّا تولّى الحكم أعاد الفتوحات إلى عهدها السابق بعد أن توقّفت طوال خلافة علي. فأرسل عقبة بن نافع على جيش من مصر، ففتح شمال إفريقيا حتى وصل للمحيط الأطلسي (بحر الظلمات كما يسمونه). و فتح النوبة في شمال السودان. و أرسل جيشاً عَرَمْرَمَاً لقتال الروم، فحاصر عاصمتهم القسْطنطِينية للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي كما سيمرُّ معنا.
قال ابن كثير ملخصاً حالت العالم الإسلامي في عهده رضي الله تعالى عنه: «الجهاد في بلاد العدو قائم، و كلمة الله عالية و الغنائم ترد إليه من أطراف الأرض و المسلمون معه في راحة و عدل و صفح و عفو». و قال أيضاً: «و كان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف و مرة في الشتاء، و يأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس. و حج هو سنة خمسين. و حج ابنه يزيد سنة احدى و خمسين. وفيها أو في التي بعدها أغزاه بلاد الروم فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينة، و قد ثبت في الصحيح "أول جيش يغزو القسطنطينة مغفور لهم"».


و قال سعيد بن عبد العزيز: «لما قتل عثمان و اختلف الناس، لم يكن للناس غازية و لا صائقة (الغزو في الصيف) حتى اجتمعت الأمة على معاوية سنة أربعين، و سموها سنة الجماعة».
و كان معاوية t يُعَدُّ من فقهاء الصحابة أيضاً. و لذلك وصفه حِبرُ الأمة إبن العباس t بالفقيه لمّا أوتر بالناس بركعة واحدة كما في الصحيح. و قال الصحابي الجليل أبي الدرداء t لأهل الشام: «ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله r من إمامكم هذا»[9] يعني معاوية. وقد بلغ من استقامته على جادة الإسلام أن قال فيه أمثال قتادة و مُجاهد و أبي إسحاق السبيعي –و كلّهم من الأئمة الأعلام من التابعين–: «كان معاوية هو المهدي»[10].
و قد سُئل الإمام عبد الله بن المبارك[11]، أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: «و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عمر بألف مرة. صلَّى معاوية خلف رسول الله r، فقال: سمع الله لمن حمده. فقال معاوية: ربّنا و لك الحمد. فما بعد هذا؟»[12]. و أخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال: سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران، فقال: يا أبا مسعود؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال: «لا يقاسُ بأصحاب محمد r أحد. معاوية t كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عزّ و جلّ»[13].
و الحق يقال أنه من تأمل سير ملوك المسلمين، فلن يجد بينهم أعدل من معاوية و لا أعلم منه بسياسة الحكم. حتى أن الإمام الزّهري (أحد كبار الأئمة التابعين) كان يقول: «عَمِلَ معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخْرِم منها شيئاً»[14]. و كان عبد الله بن عباس t يفضِّله على عبد الله بن الزبير t و يقول: «ما رأيت رجلا كان أخلقَ للملك من معاوية، إن كان الناس ليرِدون منه على وادي الرَّحبِ، و لم يكن كالضيّقِ الحصيصِ الضَّجِرِ المُتغضِّب (يقصد بن الزبير)»[15]. و قال سعد بن أبي وقاص t: «ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب، يعني معاوية»[16]. و قال قبيصة بن جابر: «ألا أخبركم من صحبت؟ صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلاً أفقه فقهاً و لا أحسن مدارسة منه، ثم صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى للجزيل من غير مسألة منه، ثم صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أحب رفيقاً ولا أشبه سريرة بعلانية منه»[17]. و كان العلامة المؤرخ إبن خلدون يقول: «إنَّ دولة معاوية و أخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين و أخبارهم، فهو تاليهم في الفضل و العدالة و الصحبة».
و لا يفهم من هذا تفضيل معاوية t على كل الصحابة في عصره، بل هو نفسه ينف ذلك. فهو يقول: «إني لست بخيركم. من هو خير مني: ابن عمر و عبد الله ابن عمرو و غيرهم. و لكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوكم، و أنعمكم لكم ولاية، و أحسنكم خلقاً»[18]. و لذلك من شروط الخليفة أن يكون الأقدر على الحكم، لأن الغاية الشرعية من الحاكم في الإسلام هو القدرة على تنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية و إحقاق العدل بين العباد و إحلال الأمن على الرعية. و ليس الأتقى بالضرورة هو الأقدر على الحكم فقد يكون فيه ضعف أو غفلة، فيعجز عن إخماد الفتن. و هذا هو مذهب الجمهور. و قد تولّى الحسن t الخلافة من قبله و في الناس سعد بن أبي وقاص t و هو بدريٌّ و من العشرة المبشرين بالجنة، أي أنه كان أحسن من الحسن باتفاق العلماء، و لم يختلف أحدٌ على صحّة خلافته.
قال معاوية: «إن رسول الله r كان معصوماً فولاني و أدخلني في أمره. ثم استُخلف أبو بكر t فولاني. ثم استُخلف عمر فولاني. ثم استخلف عثمان فولاني. فلم ألِ لأحدٍ منهم ولم إلا و هو راضٍ عني. و إنما طـَلب رسول الله r للأعمال أهل الجزاء عن المسلمين و الغناء، و لم يطلب لها أهل الاجتهاد و الجهل بها و الضعف عنها»[19].
و في الصحيح عن الصحابي الجليل أبي ذر t، قال قلت: «يا رسول الله، ألا تستعملني؟». فضرب بيده على منكبي ثم قال: «يا أبا ذر. إنك ضعيف. و إنها أمانة. و إنها يوم القيامة خِزيٌ و ندامة، إلا من أخذها بحقها و أدّى الذي عليه فيها»[20]. قال الإمام النوَوي في شرح ذلك: «هذا أصلٌ عظيمٌ في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعفٌ عن القيام بوظائف تلك الولاية. و أما الخِزي و النّدامة فهو في حقِّ من لم يكن أهلاً لها أو كان أهلاً و لم يعدِل فيها، فيخزيه الله تعالى يوم القيامة و يفضحه و يندم على ما فرّط. و أما من كان أهلاً للولاية وعدَل فيها، فله فضلٌ عظيمٌ تظاهرت به»[21]. و قد استعمل الرسول r أبا سفيان t على نجران و مات r و هو والٍ عليها، فدلّ هذا أن الولاية يأخذها الأقدر عليها.




ثمَّ إنَّ العصرَ قد تغيَّرَ و صرنا في الجيلِ الثاني. و قد سبَقَ و رأينا أنَّ النَّاس في الجِّيلِ الأوَّلِ قد كان فيهم مِنَ الوَرَعِ ما يدفعُهُم لطاعةِ الإمامِ حتى لَو لَمْ تكُن لهُ عُصبةٌ تدفعُ عنه. بل كانتِ العصبَّيةَ الإسلاميةَ هيَ الطَّاغية على المجتمعِ آنذاك. و مع ذلكَ فقدِ استغلَّ بعضُ الفجَّار مِن أتباعِ بنِ سبأ اليهودي تساهُلَ عثمانَ t و تورّعه عنِ الحزمِ معهم، فكانت الفتنةُ العظيمة التي أدَّت لمقتله و ما تزال آثارها في افتراقِ المسلمين حتى يومِنا هذا. فذاكَ كان أيَّامَ الصحابة و النَّاس كانو في الجِّيلِ الأوَّلِ فما بالُكَ بالجِّيلِ الثاني، و قد ضعُفَتْ العصبيَّةُ الدِّينيَّة و قويت العصَبيَّةُ القبليَّة؟ لا ريب أنَّ ذلك مِمَّا يحتِّمُ على الحاكِمِ أن يكونَ حازماً لكن دونَ أن يكونَ ظالماً. و لذلكَ نجِدُ أنَّ معاويةَ قد حَكَمَ الشامَ عشرين سنةَ ولايةَ و عشرينَ سنةً خلافةً، فما خرج منها فتنةٌ واحدة. حتى صارَ معاوية مضرِبَ المَثَلِ في حُسْنِ التَّدبيرِ و السـِّياسة. و قد عبّر عن سياسته بمقولته الشهيرة: «إنّي لا أضع سَيفي حيث يكفيني سوطي، و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني. و لو أنّ بيني و بين الناس شَعْرة ما انقطعت». فقيل له: «و كيف ذلك»؟ قال: «كنت إذا مدّوها أرخيتها، و إذا أرخوها مددتها». و قيل: «الدُّهاة أربعة: معاوية بن أبي سفيان t للرَويَّة، و عَمْر بن العاص t للبديهة، و المغيرة بن شُعْبة للمُعْضِلات، و زياد بن أبي سفيان لكلّ صغيرةٍ و كبيرة»[22].
و قد أشرنا إلى اختلاف البيئة و تأثره في أنظمة الحكم. بل إن معاوية نفسه ذكر ذلك لعمر لما قدم الشام و تلقاه معاوية في موكب عظيم، فاستنكر عمر t ذلك، و اعتذر له معاوية t بقوله: «إنّا بأرضٍ جواسيس العدو فيها كثيرة، فيجب أن نظهر عزَّ السلطان ما يكون فيه عزٌّ للإسلام و أهله، و نرهبهم به». فقال عبد الرحمن بن عوف لعمر رضي الله عنهما: «ما أحسن ما صدر عمّا أوردته فيه يا أمير المؤمنين». فقال عمر: «من أجل ذلك جشّمناه ما جشمناه»[23].
و لذلك قال شيخ الإسلام إبن تيمية: «و لم يتولّ أحدٌ من الملوك خيراً من معاوية. فهو خير ملوك الإسلام، و سيرته خيرٌ من سيرة سائر الملوك بعده»[24]. قلتُ: و لا كان الناس في زمن ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية.

____

الوراثة في الحكم


كانت السمة التى ميزت الدولة الأموية: تطبيق مبدأ الوراثة فى الحكم، لقد تخلى معاوية عن القواعد التى جرى عليها انتخاب الخلفاء الراشدين من قبله، معتقدًا أن المجتمع الإسلامى بعد هذه السنين قد تطور، وأن قوى جديدة فيه قد ظهرت تريد أن تبحث لها عن دور، وأن القبائل الكبرى التى قامت بالدور البارز فى حركة الفتوح وقيادة الجيوش لم تعد تقبل بسهولة أن تنقاد لمن لا ترى مصالحها عنده، وتضمن نفوذها لديه، وأن الأمصار والولايات الجديدة قد أصبحت حريصة على جعل جهاز الحكم فيها، أو قريبًا منها، مما يهدد الدولة الإسلامية بالتنازع والحروب الداخلية فرأى أن يستخلف ولده يزيد إذ تؤيده قوة أهل الشام وتحميه قوة قبيلة كلب التى منها أمه وأخواله. .
وبالرغم من العقبات التى اعترضت معاوية فإنه استطاع الحصول على البيعة لابنه يزيد سنة 56هـ / 676م، وبهذا تم تحويل الخلافة إلى سلطة مبدأ التوريث.
وصار معاوية بذلك مؤسس الدولة الأموية، وأول من طبق الوراثة فى الخلافة الإسلامية.
منجزات معاوية:
أما عن عهد معاوية فقد كان حافلا بالإنجازات، فقد أعاد حبات العقد التى انفرطت فنظمها من جديد، وبعث الجيوش شرقًا وغربًا، وقضى على الفتنة، وأتاح للراية الإسلامية أن تواصل تقدمها فى كل اتجاه، ولقن أعداء الأمة دروسًا لا تنسى!
ولقد تحقق له ما أراد، فأقام دولة لبنى أمية وَوَرَّثَ ابنه يزيد الخلافة من بعده، ثم أجاب داعى الله بعد حياة حافلة، وقد قال فيه رسول الله (: "اللهم اجعله هاديًا مهديّا واهدِِ به" [أحمد والترمذى].
وقد لقى معاوية ربه، فى رجب سنة 60هـ / 680م.

منقووووول

ابو علاوي
25-11-2010, 11:43 PM
و ما ضر المسك – معاوية – عطره،,,,,,,,,,,,, أن مات من شمه الزبال والجعل.


رغم أنف من أبى .

خالـــــد
25-11-2010, 11:46 PM
و ما ضر المسك – معاوية – عطره،,,,,,,,,,,,, أن مات من شمه الزبال والجعل.


رغم أنف من أبى .


خشمك يا بو علاوي

ولا هنت يا راعي الوضوع

ومعاويه رضي الله عنه امير المؤمنين غصب عن خشم كل رافضي عفن

ابو علاوي
26-11-2010, 09:41 PM
خشمك يا بو علاوي

ولا هنت يا راعي الوضوع

ومعاويه رضي الله عنه امير المؤمنين غصب عن خشم كل رافضي عفن

http://www10.0zz0.com/2010/11/26/18/846849036.jpg (http://www.0zz0.com)

البدع
26-11-2010, 10:42 PM
معاوية هو كاتب القرآن

وهو افضل مني 1000 مرة ان لم يكون مليون مرة

ولكن اتسائل عن سبب اعطاءه الولاية لابنه

هذه لم افهمها منه ابدا

والصراحة لم اتقبلها

ابو علاوي
26-11-2010, 11:04 PM
معاوية هو كاتب القرآن

وهو افضل مني 1000 مرة ان لم يكون مليون مرة

ولكن اتسائل عن سبب اعطاءه الولاية لابنه

هذه لم افهمها منه ابدا

والصراحة لم اتقبلها

كان معه وجهة نظر قوية في فعله. و هي أنه لما رأى من ضعف الوازع الديني (أي العصبية الإسلامية) و ما حدث من فتن، فرأى أن يضع الخلافة في يد بني أمية أقوى بطون قريش درأً للفتنة. إذ لو لم يستخلف من بعده و ترك الأمر للمسلمين لحدث الاقتتال و تفرقت الكلمة التي كان جمعها و تأليفها، أهمُّ عليه من أمرٍ ليس وراءه كبير مخالفة

هذا مع يقينه أنه كان في الصحابة من هو خير من يزيد و من ألف يزيد. بل لا مجال للمقارنة عنده بينهم. فلما قتل سيدنا علي بن أبي طالب على يدِ الخوارج و جاء الحسن بن علي إلى معاوية, فقال له معاوية: «لو لم يكن لكَ فضلٌ على يزيد إلاَّ أنَّ أُمَّكَ مِن قُرَيشَ و أُمُّهُ امرَأةٌ مِن كلب، لكان لكَ عليهِ فضل، فكيفَ و أمَّك فاطِمة بنتُ رسُول الله .

و لكنَّ الحُسين لم يكن له عصبة يقفون معه إلا الشيعة في العراق ممن يزعمون نصرته، و هم الذين خذلو أباه و قتلوه، ثم طعنو أخاه، ثم سيخذلوه و يقتلوه كما سنرى. فكيف سيحكم تلك الدولة الشاسعة الكبيرة بدون أنصار ترُدُّ عنه؟ و كذلك كان حالُ بقيًّةُ الصّحابة. فقد رآى معاوية أنَّه العصبية في ذلك الوقت كانت لأهل الشّام، فلا بُدَّ من موافقتهم على الخليفة القادم، لأنّهم هم أهل الحلِّ و العقدِ و بيدهِم أمر تعيين الخليفة. و أهل الشام لن يبايعو إلا لبني أميَّة. و بنو أميّة كانو أشدَّ العرب عصبية في الجاهلية و الإسلام، فلن يبايعو إلا واحداً منهم. و لذلكَ اختارَ معاوية من بني أميَّة رجُلين ظنَّ فيهما حزم و عدل و هما: يزيد إبنه و مروان بن الحكم



تحياتي

الكواري 1972
26-11-2010, 11:26 PM
متابع

جزاكم الله خير

البدع
27-11-2010, 02:30 AM
في سوريا، تجدهم يمدحون بشراسة للدولة الأموية ويذمون الدولة العباسية

وفي العراق، تجدهم يمدحون بشراسة للخلافة العباسية ويذمون الأموية

قرار بيعة يزيد لم افهمها

فهناك العشرات من الصحابة في ذلك الزمن

ومنهم عبدالله بن الزبير

ابو علاوي
27-11-2010, 03:49 AM
في سوريا، تجدهم يمدحون بشراسة للدولة الأموية ويذمون الدولة العباسية

وفي العراق، تجدهم يمدحون بشراسة للخلافة العباسية ويذمون الأموية

قرار بيعة يزيد لم افهمها

فهناك العشرات من الصحابة في ذلك الزمن

ومنهم عبدالله بن الزبير

منو قاللك بسورية يكرهون الدولة العباسية؟؟
أما الشيعة بالعراق مايحبون احد لا العباسيين ولا الامويين

busheikha
27-11-2010, 08:34 AM
قال الله تعالى : " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون".

(سورة البقرة.الآية. 134)