المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب زيادة الإيمان------ التفكر



امـ حمد
03-12-2010, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن من أعظم أسباب زيادة الإيمان التفكر في مخلوقات الله تعالى وآياته التي تدل على عظمته ووحدانيته سبحانه وتعالى,وقد دعا الله عز وجل عباده للتفكر في هذه الآيات قال تعالى(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه, لو تفكر فيها لرأى فيها الآيات والعجائب, كما قال الله تعالى (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)قال الغزالي رحمه الله,لا يخفى أن الفكر هو مفتاح الأنوار ومبدأ الاستبصار,إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة ,والتفكر أصل الخير والشر؛ فإن مبدأ الإرادة والطلب في الزهد والترك والحب والبغض ،والفكر في آلاء الله ونعمه وأمره ونهيه وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته من كتابه وسنة نبيه وما والاهما ، وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة ، فإذا فكر في الآخرة وشرفها ودوامها ، وفي الدنيا وخستها وفنائها أثمر له ذلك الرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا,لما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أعجب شيء رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت, لما كانت ليلة من الليالي قال, يا عائشة ذريني أتعبد لربي, قلت, والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك. قالت, فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل لحيته ، قالت, ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ،فلما رآه يبكي قال, ي رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر, قال, أفلا أكون عبداّ شكوراّ ، لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمنّ قرأها ولم يتفكر فيها (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
وهذه أقوال الصالحين وأفعالهم,قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى, الفكرة في نعم الله عز وجل من أعظم العبادة,وقد بكى يوماّ بين أصحابه فسئل عن ذلك فقال, فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها ، ما تكاد شهواتها تنقضي حتى تكدرها مرارتها،ولئن لم يكن فيها عبرة لمن إعتبر إن فيها مواعظ لمن ادكر,ومن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون, إن ضياء الإيمان أو نور الإيمان التفكر,تفكر ساعة خير من قيام ليلة,أن لقمان كان يطيل الجلوس وحده ، فكان يمر به مولاه فيقول,يا لقمان ، إنك تديم الجلوس وحدك فلو جلست مع الناس كان آنس لك فيقول لقمان ,إن طول الوحدة أفهم للفكر،وطول الفكر دليل على طريق الجنة, وركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب، ومشاورة الحكماء ثبات في النفس، وقوة في البصيرة، ففكر قبل أن تعزم ، وتدبر قبل أن تهجم ، وشاور قبل أن تقدم,والفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك,عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر,أنفع الدواء أن تشغل قلبك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك؛فإن هذه خاصتك وحقيقتك التي لا تبتعد ولا تقترب من إلهك ومعبودك الذي لا سعادة لك إلا في قربه ورضاه عنك إلا بها ، وكل الشقاء في بعدك عنه وسخطه عليك،