المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توقعات 2011: عودة التفاؤل بالأسهم.. وصعود جديد للذهب



الوعب
11-12-2010, 12:35 PM
إيمان عطية
التنبؤ أو التوقع عمل محفوف بالمخاطر. وفي تقديمهم لتوقعاتهم لعام 2011 الى العديد من القيمين على صناديق المعاشات التقاعدية، حدد مجموعة من خبراء الاقتصاد في حي المال والأعمال حدوث قفزة حادة في معدل التضخم على أنها ستكون الخطر الأكبر الذي سيواجه المستثمرين. في حين سيكون الانكماش الكلي أو المطلق ثاني أكبر المخاطر التي ستواجههم. ويقول جيرارد ليون، رئيس الأبحاث العالمية في ستاندرد تشارترد: «المشكلة تكمن في أنه في الوقت الذي ينبغي أن تكون فيه أساسيات الاقتصاد واضحة وبينة، يبدو أن هناك خلافا واسعا النطاق حول ماهيتها».
ويلقي ليون باللائمة على الدور المركزي الذي يلعبه السياسيون ومحافظو البنوك المركزية في الأسواق بشأن حال الغموض وعدم اليقين في ما يتعلق بما تحمله السنة المقبلة. وكون الحكومات هي الدافع الأكبر لأسعار الأصول، وكون الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ودول في آسيا تعاني جميعها من تحديات مختلفة، فان التوقع يصبح بالتالي أكثر صعوبة.
ويضيف ليون: «من الممكن بناء مجموعة واسعة من السيناريوهات المختلفة ذات المصداقية للعام المقبل. ومن بين تلك السيناريوهات لا يمكن استبعاد السيناريوهات المتطرفة».

أنباء جيدة
وعند وضع تلك التحذيرات جانبا، فان نوعا من السيناريو الذي يشكل قاعدة أساسية يبرز من ضمن جميع التقارير التي تخرج عن فرق الأبحاث للبنوك الاستثمارية. وتجمع الآراء على أن انتعاش الاقتصاد العالمي سوف يستمر، وسط بعض الضغوط التضخمية، لكن ذلك الانتعاش لن يكون كافيا لدفع البنوك المركزية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا واليابان على عكس سياساتها النقدية الفضفاضة للغاية.
ولعل في ذلك أنباء جيدة بالنسبة للأسهم. وفي الواقع، فان فريق الأسهم الأوروبية في مصرف مورغان ستانلي يتبنى سيناريو متفائلا، اذ يعتقد أعضاء الفريق أن مزيدا من النمو سوف يساعد مؤشر ام اس سي آي أوروبا على الصعود بنسبة %11 الى 1250 نقطة خلال العام المقبل. لكن الطريق لن يكون سهلا وممهدا. اذ يحمل تقريرهم العنوان التالي «وعرة لكن أفضل من السندات».
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، يتوقع جون لينش، كبير الاستراتيجيين المتخصصين في الأسهم في ويلز فارغو، أن يرتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 الى 1300 نقطة بحلول نهاية 2011 مقارنة مع 1200 في نهاية العام الحالي، أي أن يحقق المؤشر مكاسب بنسبة %8.
ويقول لينش: «نتوقع أداء أفضل بصورة طفيفة للشركات الكبيرة مقارنة بالصغيرة، كما نوصي ونتوقع أداء أفضل للأسهم التي تحقق نموا يتجاوز متوسط السوق والتي لا توزع أرباحا على الأسهم المقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية». ويضيف أن الخطر يكمن في أن يؤدي تباطؤ التوظيف الى أن يخفض المستثمرون من توقعاتهم بشأن الأرباح.
ويبدو تفاؤل لينش باهتا أمام محللي غولدمان ساكس، الذين يتحدثون عن ارتفاع في مؤشر ستاندارد آند بورز 500 يصل الى 1450 نقطة، أي مكاسب بنسبة %19 بحلول العام المقبل، بدعم من انخفاض تكاليف الاقتراض وتراجع معدل التضخم واستمرار نمو الأرباح.
ذلك التوقع هو ضمن سلسلة من التوقعات المتفائلة الصادرة عن المحللين الاستراتيجيين في البنك، والذين يستندون في توقعاتهم على عام آخر من نمو يزيد على المتوسط في الانتاج العالمي عند %4.6، مقارنة مع توقعات تجمع على نمو بنسبة %4.1.
وعلى النقيض من غولدمان، يتوقع محللو سيتي غروب أن يبلغ النمو العالمي %3.4 في العام المقبل. ويقول مايكل سوندرز، الخبير الاقتصادي في البنك أن ذلك يعود الى أن نصف الاقتصاد العالمي فقط توسع خلال العام الجاري بوتيرة أسرع من المتوسط على المدى الطويل.
ويضيف «بالنسبة الى ما يقرب من نصف الاقتصاد العالمي، لم يكن 2010 عاما جيدا. وبالنسبة لعام 2011، نتوقع حوالي %45 من الناتج المحلي الاجمالي العالمي أن يكون في الاقتصادات ذات النمو العالي».

أسعار الفائدة
وتعتبر أسعار الفائدة محورية بالنسبة لتوقعات المستثمرين. ويتوقع معظم المحللين ألا يكون هناك زيادة من قبل البنوك المركزية الرئيسية على أساس أنه لا يزال يوجد سعة اضافية كافية في الاقتصادات المتقدمة لاستيعاب سياسات نقدية فضفاضة للغاية.
وسيؤدي ذلك الى مزيد من الضعف في قيمة الدولار، ليس أقله بسبب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتبني جولة ثانية من «التخفيف الكمي» أو بسبب الشراء المكثف لسندات الخزينة لتحفيز الاقتصاد، وهو برنامج سيدوم الى يونيو المقبل في أقل تقدير.
التحركات التي تقدم عليها بعض البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة ستبقي الدولار أيضا تحت الضغوط. ويقول جون نورماند، رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في «جي بي مورغان»، الذي يضع المناطق التي تشهد تضخما في أسعار المساكن مثل البلدان الاسكندنافية وسويسرا، كدول محتملة لرفع أسعار الفائدة، يقول «على العديد من البنوك المركزية التشديد في 2010 نظرا للمخاطر القادمة من الولايات المتحدة وأوروبا والصين. أسواق المال ليست مثمنة وفق هذه النتيجة والتحركات على صعيد الفائدة الناجمة عن ذلك ينبغي أن تؤدي الى هبوط الدولار».

المعدن الأصفر
ومن المرجح أن تعمل أسعار الفائدة الأميركية المنخفضة والدولار الضعيف على دعم أسعار الذهب، الذي يرى فيه بعض المستثمرين تحوطا ضد المخاطر قصيرة الأجل والركود المتتالي والارتفاع الكبير وطويل الأجل في التضخم.
مرة أخرى، فان الخبراء الاستراتيجيين في «غولدمان ساكس» يأخذون زمام المبادرة ويتوقعون قفزة تصل الى %20 في أسعار الذهب. وعندها سيصل الذهب الى ذروة تبلغ حوالي 1750 دولارا في 2012، وفق ما يقولون. أحد خبراء السلع الاستراتيجيين في المصرف وهو ديفيد غريلي يقول «من الحكمة والحصافة بالنسبة للمستثمرين في الذهب أن يبدؤوا في الاستعداد لأن ترتفع أسعار الذهب الى الذروة في 2012، ونقترح أن يحموا أنفسهم من الجانب السلبي والمخاطر في ما نواصل توقع اتجاه تصاعدي للسوق في 2011».

.. وللتشاؤم مكان
الاجماع الساحق ربما يتعلق بالنمو، ومع ذلك فهناك الكثير من المتشائمين.
واحد من الاكثر شهرة بينهم هو ديفيد روسينبيرغ، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين في غلوسكين شيف.
ويتوقع شيف نموا اسميا من خانة واحدة فقط في الاقتصاد الاميركي خلال العام المقبل، مقابل توقعات بنمو نسبته %2.7 من غولدمان، و%2.5 من سيتي غروب.
ويقول «بعد عام مفاجئ لجهة ارتفاع الارباح، ستبدأ المفاجأة على الجانب السلبي». ونتيجة لذلك فان مؤشر ستاندرد آند بورز سيتراجع الى ادنى المستويات التي بلغها في التداول في الآونة الاخيرة عند 1000 - 1200 و«من المحتمل جدا التراجع دون ذلك ايضا»، على حد قوله.
ويشبه الصعود الذي حصل في 2009 بمكاسب سوق الأسهم التي تحققت فيما بعد الانهيار في عام 1930، حين ارتفعت الأسهم بنسبة %20. وهنا تكمن القصة التحذيرية، وفق ما يقول.
69742


فايننشال تايمز