امـ حمد
12-12-2010, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه ,وقال يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده, فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك إنتفع به, قال لا والله لا آخذه أبداّ وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم,فإن لباس الرجل الذهب محرم ومنكر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الذهب والحرير, أنهما أحلا لنساء أمتي وحرما على ذكورها فلا يجوز للرجل أن يلبس خاتماّ من ذهب ولا أن يلبس قلادة من ذهب ولا أن يلبس ثياباّ فيها أزرة من ذهب, يجب أن يتجنب الذهب كله, وذلك أن الذهب تلبسه المرأة لتتجمل لزوجها, قال الله عز وجل (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) وأما لباس الفضة لا بأس به يجوز أن يلبس الرجل خاتماّ من فضة ولكن بشرط أن لا يكون هناك عقيدة في ذلك كما يفعله بعض الناس الذين اعتادوا عادات النصارى في مسألة الدبلة التي يلبسها البعض عند الزواج ,إن النصارى إذا أراد الرجل منهم أن يتزوج جاء إليه القسيس بمنزلة العالم عند المسلمين وأخذ الخاتم ووضعه في أصابعه إصبع بعد إصبع حتى ينتهي إلى ما يريد ثم يقول هذا الرباط بينك وبين زوجتك فإذا لبس الرجل هذه الدبلة معتقداّ ذلك فهو تشبه بالنصارى مصحوب بعقيدة باطلة فلا يجوز حينئذ للرجل أن يلبس هذه الدبلة أما لو لبس خاتماّ عادياّ بغير عقيدة فإن هذا لا بأس به وليس التختم من الأمور المستحبة ,أما الأمر فإن يأمر أمراّ موجهاّ إلى شخص معين أو إلى طائفة معينة, يا فلان إحرص على الصلاة إترك الكذب إترك الغيبة,أما التغيير فأن يغير هذا الشيء يزيله من المنكر إلى المعروف كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين نزع الخاتم من صاحبه نزعاّ وطرحه على الأرض طرحاّ ,لأنه فهم أن هذا من باب التعزيز وإتلافه عليه لأنه حصلت به المعصية والشيء الذي تحصل به المعصية أو ترك الواجب ,لا حرج على الإنسان أن يتلفه انتقاماّ من نفسه بنفسه,فإذا رأى الإنسان أن شيئاّ من ماله ألهاه عن طاعة الله وأراد أن يتلفه انتقاماّ من نفسه وتعزيزاّ لها فإن ذلك لا بأس به وفي هذا الحديث دليل على أن لبس الذهب موجب للعذاب بالنار والعياذ بالله ,فإن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل هذا جمرة من نار يعني يعذب بها يوم القيامة وهو عذاب جزئي أي على بعض البدن على الجزء الذي حصلت به المخالفة ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم فيمن جر ثوبه أسفل من الكعبين قال ما أسفل من الكعبين ففي النار ونظيره أيضاّ حين قصر الصحابة في غسل أرجلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من النار فهذه ثلاثة نصوص من السنة كلها فيها إثبات أن العذاب بالنار قد يكون على جزء معين من البدن وفي القرآن أيضا من ذلك كقوله تعالى( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم)مواضع معينة فالعذاب كما يكون عاماّ على جميع البدن قد يكون خاصاّ ببعض أجزائه , فإن هذا الرجل لما قيل له خذ خاتمك انتفع به قال لا آخذ خاتماّ طرحه النبي عليه الصلاة والسلام وذلك من كمال إيمانه رضي الله عنه ولو كان ضعيف الإيمان لأخذه وانتفع به ببيع أو بإعطائه أهله واستعمل معه الرسول صلى الله عليه وسلم الشده,والأعرابي الذي بال في المسجد لم يستعمل معه النبي عليه الصلاة والسلام الشدة ولعل ذلك لأن هذا الذي لبس خاتم الذهب علم النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان عالماّ بالحكم والتحريم ,ولكنه متساهل بخلاف الأعرابي فإنه كان جاهلاّ ووجد هذه الفسحة في المسجد فجعل يبول يحسب نفسه أنه في البر ولما قام إليه الناس يزجرونه نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك, وكذلك استعمل النبي صلى الله عليه وسلم اللين مع الرجل الذي جامع زوجته في نهار رمضان فلكل مقام مقال,قال تعالى( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراّ كثيراّ وما يذكر إلا أولوا الألباب )
نسأل الله أن يجعلنا ممن أوتي الحكمة ونال بها خيراّ كثيراّ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه ,وقال يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده, فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك إنتفع به, قال لا والله لا آخذه أبداّ وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم,فإن لباس الرجل الذهب محرم ومنكر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الذهب والحرير, أنهما أحلا لنساء أمتي وحرما على ذكورها فلا يجوز للرجل أن يلبس خاتماّ من ذهب ولا أن يلبس قلادة من ذهب ولا أن يلبس ثياباّ فيها أزرة من ذهب, يجب أن يتجنب الذهب كله, وذلك أن الذهب تلبسه المرأة لتتجمل لزوجها, قال الله عز وجل (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) وأما لباس الفضة لا بأس به يجوز أن يلبس الرجل خاتماّ من فضة ولكن بشرط أن لا يكون هناك عقيدة في ذلك كما يفعله بعض الناس الذين اعتادوا عادات النصارى في مسألة الدبلة التي يلبسها البعض عند الزواج ,إن النصارى إذا أراد الرجل منهم أن يتزوج جاء إليه القسيس بمنزلة العالم عند المسلمين وأخذ الخاتم ووضعه في أصابعه إصبع بعد إصبع حتى ينتهي إلى ما يريد ثم يقول هذا الرباط بينك وبين زوجتك فإذا لبس الرجل هذه الدبلة معتقداّ ذلك فهو تشبه بالنصارى مصحوب بعقيدة باطلة فلا يجوز حينئذ للرجل أن يلبس هذه الدبلة أما لو لبس خاتماّ عادياّ بغير عقيدة فإن هذا لا بأس به وليس التختم من الأمور المستحبة ,أما الأمر فإن يأمر أمراّ موجهاّ إلى شخص معين أو إلى طائفة معينة, يا فلان إحرص على الصلاة إترك الكذب إترك الغيبة,أما التغيير فأن يغير هذا الشيء يزيله من المنكر إلى المعروف كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين نزع الخاتم من صاحبه نزعاّ وطرحه على الأرض طرحاّ ,لأنه فهم أن هذا من باب التعزيز وإتلافه عليه لأنه حصلت به المعصية والشيء الذي تحصل به المعصية أو ترك الواجب ,لا حرج على الإنسان أن يتلفه انتقاماّ من نفسه بنفسه,فإذا رأى الإنسان أن شيئاّ من ماله ألهاه عن طاعة الله وأراد أن يتلفه انتقاماّ من نفسه وتعزيزاّ لها فإن ذلك لا بأس به وفي هذا الحديث دليل على أن لبس الذهب موجب للعذاب بالنار والعياذ بالله ,فإن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل هذا جمرة من نار يعني يعذب بها يوم القيامة وهو عذاب جزئي أي على بعض البدن على الجزء الذي حصلت به المخالفة ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم فيمن جر ثوبه أسفل من الكعبين قال ما أسفل من الكعبين ففي النار ونظيره أيضاّ حين قصر الصحابة في غسل أرجلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من النار فهذه ثلاثة نصوص من السنة كلها فيها إثبات أن العذاب بالنار قد يكون على جزء معين من البدن وفي القرآن أيضا من ذلك كقوله تعالى( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم)مواضع معينة فالعذاب كما يكون عاماّ على جميع البدن قد يكون خاصاّ ببعض أجزائه , فإن هذا الرجل لما قيل له خذ خاتمك انتفع به قال لا آخذ خاتماّ طرحه النبي عليه الصلاة والسلام وذلك من كمال إيمانه رضي الله عنه ولو كان ضعيف الإيمان لأخذه وانتفع به ببيع أو بإعطائه أهله واستعمل معه الرسول صلى الله عليه وسلم الشده,والأعرابي الذي بال في المسجد لم يستعمل معه النبي عليه الصلاة والسلام الشدة ولعل ذلك لأن هذا الذي لبس خاتم الذهب علم النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان عالماّ بالحكم والتحريم ,ولكنه متساهل بخلاف الأعرابي فإنه كان جاهلاّ ووجد هذه الفسحة في المسجد فجعل يبول يحسب نفسه أنه في البر ولما قام إليه الناس يزجرونه نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك, وكذلك استعمل النبي صلى الله عليه وسلم اللين مع الرجل الذي جامع زوجته في نهار رمضان فلكل مقام مقال,قال تعالى( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراّ كثيراّ وما يذكر إلا أولوا الألباب )
نسأل الله أن يجعلنا ممن أوتي الحكمة ونال بها خيراّ كثيراّ