مقطع حق
13-12-2010, 08:28 AM
الحرية
بقلم/ هادي الهاجري
الحرية حق مكفول لأي شخص مهما كان دون النظر إلى أصله أو فصله أو لونه أو عرقه، وهذه الحرية - بمفهومها الواسع - يجب أن تصان عبر دستور أي بلد يحترم نفسه وأبناء شعبه الذين هم شركاء حقيقيون في بنائه ودون اغفال حقيقة هامة وهي أنه كما عليهم واجبات تجاه أوطانهم، فإنهم بالمقابل لديهم حقوق ليس لاحد - مهما كان - له فضل أو منة في التفضل بها عليهم.
_ وحتى لا يفهم مما سبق أننا ندعو إلى ترك الأمور على عواهنها فإنا نقول ونطالب برفع سقف الحريات وعلى وجه العموم إلى أعلى حد بحيث لا يتردد المرء أكثر من مرة في التعبير عن وجهة نظرة حول أي موضوع ما بشرط تحري الدقة والموضوعية في الطرح والبعد كل البعد عن الأمور الشخصية التي تضعف الحجة وتحولها إلى تصفية حسابات وهذا ما نرفضه ولا نوافق عليه.
_ نعم للضوابط التي تقنن تلك الحرية بالقدر الذي يحقق العدل للطرفين: الناقد والمنتقد، ولو حدث انحياز لطرف على حساب آخر، فإن هذه الحرية تفقد ميزتها وتصبح شعارا يهدف ربما للفت انظار العالم الخارجي الذي تغريه وتغويه القشور الخارجية لا الجوهر وبعدئذ يصدر صك «الاجادة» على تلك الدولة التي منحها شرف تنفس الحرية النقية لكنها في الحقيقة حرية ملوثة ومزيفة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والأمثلة على ذلك كثيرة خصوصا في عالمنا العربي .
_ بقليل من التأمل حولنا نجد أن معظم ضحايا حرية الكلمة هم من الصحفيين الذين نذروا أنفسهم لهذه المهنة الشريفة.. وكأي تهمة أخرى تجد فيها الغث والسمين، من يقول الحق ولا يخشى فيه لومة لائم وهناك الصنف المناقض له وأقصد به ذوي الوجوه المتعددة الذين يتقلبون حسب الزمان المكان وهؤلاء هم مكمن الخطورة ومع ذلك تجدهم في أمن وأمان بينما صاحب القلم الحر والنزيه عرضة لما هب ودب من الأخطاء والتي قد تفضي في بعض الأحيان لفقدان حياته كل ذلك في سبيل مبادئ أسسها واتخذها منهجا لا يحيد عنها قيد أنملة وهم قلة مع شديد الأسف في وقتنا الحالي الذي تتحكم فيه المصالح المشتركة وتلميع الصور ومسح الجوخ.
_ أشيد هنا بجميع الزملاء الصحفيين في عالمنا العربي وليسمحوا لي أن أسوق مثالا رائدا نذر حياته في خدمة بلاط صاحبة الجلالة وفقدها بسببها وأعني هنا الصحفي الشهيد جبران تويني، جبران ألقى خطبة عصماء واستشهد بقسمه الشهير الذي دعا فيه كافة الطوائف للالتفات حول بلدهم وليلقوا بالطائفية جانبا ولأن مثل هذه المواقف الشجاعة لا تعجب جلاوزة الحرية وتؤرق مضاجعهم اغتالت يد الغدر جبران ولحق بقافلة الشهداء الشرفاء التي استهلت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وتلاه آخرون منهم جبران وجورج حاوي وسمير قصير وغيرهم.
_ لقد تابعت مراسم دفن شهيد الصحافة اللبنانية الأستاذ جبران تويني بحزن شديد وأجللت وأكبرت لوالده: شيخ الصحفيين اللبنانيين الأستاذ غسان تويني - أطال الله بعمره - حينما ألقى كلمة مقتضبة من اب مكلوم مفجوع برحيل ولده فقال لا اريد عنفا ولا انتقاما ولم يرعد ولم يزبد بل اراد ألا يشارك في تمزيق لبنان وفتح جبهة صراع جديدة ويكمل مسيرة ابنه الذي يحلم بسلام ووئام لبلده لبنان وبالتأكيد حمل اللواء ابناء جبران وزملاؤه في جريدة النهار التي لن يتوقف «ديكها» عن الصياح بقول الحقيقة.
_ اتابع وبأسى الموقف الذي يمر به الاعلامي اللامع الاستاذ حمدي قنديل صاحب المواقف العروبية المشرفة والتي ظل قلمه الشريف سلاحا يذود به عنها، وقد شرفت بمتابعة ذلك من خلال برنامجه التليفزيوني «قلم رصاص»، وللانصاف فانني لم اجد فيه حاملا على طرف دون آخر بل كان منصفا وسدا منيعا ضد المؤامرات التي تحاك ضد العالمين العربي والاسلامي وصاغ آراءه الشجاعة تلك بلغة سهلة مبسطة تجذب السامع له وبطريقة مشوقة.. ولا يساورني ادنى شك في عدالة القضاء المصري في احقاق الحق ونتضامن مع زميلنا الاعلامي بشدة ونسأل الله ان يجلو هذه الغمة ويعود حمدي قنديل قنديلا ساطعا كما عهدناه واكثر ومرة اخرى لا لسياسة تكميم الافواه وان كان لا بد فلتكن للاصوات النشاز بشرط اثبات انها نشاز وبالثلث وإلا فلا وألف لا.
تم النشر في: 13 Dec 2010 جريدة الوطن القطرية
************************************************** *****************
أحسنت يا هادي الهاجري مقال هادف وذو معاني سامية فقلت"الحرية حق مكفول لأي شخص مهما كان دون النظر إلى أصله أو فصله أو لونه أو عرقه، وهذه الحرية - بمفهومها الواسع".
تسلم وإذا لم تكون الحريه هكذا في هذا العصر"عصر الإنفتاح على العالم" متى ستكون ؟!
بقلم/ هادي الهاجري
الحرية حق مكفول لأي شخص مهما كان دون النظر إلى أصله أو فصله أو لونه أو عرقه، وهذه الحرية - بمفهومها الواسع - يجب أن تصان عبر دستور أي بلد يحترم نفسه وأبناء شعبه الذين هم شركاء حقيقيون في بنائه ودون اغفال حقيقة هامة وهي أنه كما عليهم واجبات تجاه أوطانهم، فإنهم بالمقابل لديهم حقوق ليس لاحد - مهما كان - له فضل أو منة في التفضل بها عليهم.
_ وحتى لا يفهم مما سبق أننا ندعو إلى ترك الأمور على عواهنها فإنا نقول ونطالب برفع سقف الحريات وعلى وجه العموم إلى أعلى حد بحيث لا يتردد المرء أكثر من مرة في التعبير عن وجهة نظرة حول أي موضوع ما بشرط تحري الدقة والموضوعية في الطرح والبعد كل البعد عن الأمور الشخصية التي تضعف الحجة وتحولها إلى تصفية حسابات وهذا ما نرفضه ولا نوافق عليه.
_ نعم للضوابط التي تقنن تلك الحرية بالقدر الذي يحقق العدل للطرفين: الناقد والمنتقد، ولو حدث انحياز لطرف على حساب آخر، فإن هذه الحرية تفقد ميزتها وتصبح شعارا يهدف ربما للفت انظار العالم الخارجي الذي تغريه وتغويه القشور الخارجية لا الجوهر وبعدئذ يصدر صك «الاجادة» على تلك الدولة التي منحها شرف تنفس الحرية النقية لكنها في الحقيقة حرية ملوثة ومزيفة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والأمثلة على ذلك كثيرة خصوصا في عالمنا العربي .
_ بقليل من التأمل حولنا نجد أن معظم ضحايا حرية الكلمة هم من الصحفيين الذين نذروا أنفسهم لهذه المهنة الشريفة.. وكأي تهمة أخرى تجد فيها الغث والسمين، من يقول الحق ولا يخشى فيه لومة لائم وهناك الصنف المناقض له وأقصد به ذوي الوجوه المتعددة الذين يتقلبون حسب الزمان المكان وهؤلاء هم مكمن الخطورة ومع ذلك تجدهم في أمن وأمان بينما صاحب القلم الحر والنزيه عرضة لما هب ودب من الأخطاء والتي قد تفضي في بعض الأحيان لفقدان حياته كل ذلك في سبيل مبادئ أسسها واتخذها منهجا لا يحيد عنها قيد أنملة وهم قلة مع شديد الأسف في وقتنا الحالي الذي تتحكم فيه المصالح المشتركة وتلميع الصور ومسح الجوخ.
_ أشيد هنا بجميع الزملاء الصحفيين في عالمنا العربي وليسمحوا لي أن أسوق مثالا رائدا نذر حياته في خدمة بلاط صاحبة الجلالة وفقدها بسببها وأعني هنا الصحفي الشهيد جبران تويني، جبران ألقى خطبة عصماء واستشهد بقسمه الشهير الذي دعا فيه كافة الطوائف للالتفات حول بلدهم وليلقوا بالطائفية جانبا ولأن مثل هذه المواقف الشجاعة لا تعجب جلاوزة الحرية وتؤرق مضاجعهم اغتالت يد الغدر جبران ولحق بقافلة الشهداء الشرفاء التي استهلت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وتلاه آخرون منهم جبران وجورج حاوي وسمير قصير وغيرهم.
_ لقد تابعت مراسم دفن شهيد الصحافة اللبنانية الأستاذ جبران تويني بحزن شديد وأجللت وأكبرت لوالده: شيخ الصحفيين اللبنانيين الأستاذ غسان تويني - أطال الله بعمره - حينما ألقى كلمة مقتضبة من اب مكلوم مفجوع برحيل ولده فقال لا اريد عنفا ولا انتقاما ولم يرعد ولم يزبد بل اراد ألا يشارك في تمزيق لبنان وفتح جبهة صراع جديدة ويكمل مسيرة ابنه الذي يحلم بسلام ووئام لبلده لبنان وبالتأكيد حمل اللواء ابناء جبران وزملاؤه في جريدة النهار التي لن يتوقف «ديكها» عن الصياح بقول الحقيقة.
_ اتابع وبأسى الموقف الذي يمر به الاعلامي اللامع الاستاذ حمدي قنديل صاحب المواقف العروبية المشرفة والتي ظل قلمه الشريف سلاحا يذود به عنها، وقد شرفت بمتابعة ذلك من خلال برنامجه التليفزيوني «قلم رصاص»، وللانصاف فانني لم اجد فيه حاملا على طرف دون آخر بل كان منصفا وسدا منيعا ضد المؤامرات التي تحاك ضد العالمين العربي والاسلامي وصاغ آراءه الشجاعة تلك بلغة سهلة مبسطة تجذب السامع له وبطريقة مشوقة.. ولا يساورني ادنى شك في عدالة القضاء المصري في احقاق الحق ونتضامن مع زميلنا الاعلامي بشدة ونسأل الله ان يجلو هذه الغمة ويعود حمدي قنديل قنديلا ساطعا كما عهدناه واكثر ومرة اخرى لا لسياسة تكميم الافواه وان كان لا بد فلتكن للاصوات النشاز بشرط اثبات انها نشاز وبالثلث وإلا فلا وألف لا.
تم النشر في: 13 Dec 2010 جريدة الوطن القطرية
************************************************** *****************
أحسنت يا هادي الهاجري مقال هادف وذو معاني سامية فقلت"الحرية حق مكفول لأي شخص مهما كان دون النظر إلى أصله أو فصله أو لونه أو عرقه، وهذه الحرية - بمفهومها الواسع".
تسلم وإذا لم تكون الحريه هكذا في هذا العصر"عصر الإنفتاح على العالم" متى ستكون ؟!