المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرضى موجودون ويعانون.. والمتبرعون غائبون



amroo
14-12-2010, 05:09 PM
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=164120&issueNo=1052&secId=26

المرضى موجودون ويعانون.. والمتبرعون غائبون
مواطنون يطالبون بإنشاء مركز متخصص للتبرع بالكبد


2010-12-14
الدوحة - العرب - عمر عبداللطيف

عانى سالم غانم آل صالح كثيرا، وهو يبحث عن دواء لوالده المريض في الكبد، محاولا مساعدته بشتى الطرق، فمن الصعب الآن استئصال الكبد والبديل غير موجود، حيث توجد إجراءات كثيرة، فوجهه أحد الأطباء إلى مخاطبة المجلس الأعلى للصحة، حيث يوجد اتفاقية بين قطر والولايات المتحدة وبينها وبين الصين أيضا، بحيث يمكن للمريض أن يتقدم بطلب للحصول على متبرع بالكبد، ولكن أولا يجب أن تثبت التقارير مدى التطابق بين الشخص المتبرع والمريض، لذا فهو يعمل الآن على مراسلة الجهات المعنية في الصين وأميركا، «وربي يسهل إن شاء الله».


يرجع آل صالح في حديثه لـ «العرب» غياب البدائل إلى انعدام الوعي الصحي بمسألة التبرع في العالم العربي والخليج بالذات كما يقول، خاصة أن كثير من الناس تعاني من الأمراض سواء في القلب أو الكبد وغيرهما، وعندما لا يوجد البديل تحصل الوفاة، موضحا أن الإنسان يستطيع أن يتبرع ما دام جسمه سليما، فهذا أمر هام جدا، لكن لا بد أولا من حملة توعية للمواطنين والمقيمين، من أجل خلق وعي صحي يحتاج أصلا إلى التشجيع والفهم الصحيح من الناس.
هذه التوعية، حسب سالم، ستعرف الناس كم هو أمر عظيم أن تنقذ حياة شخص آخر، كالتبرع بالدم تماما، مشيراً إلى أنه صعب على بعض الناس التفكير في مسألة التبرع بالأعضاء، ولكن عندما يموت الإنسان، «خلاص ما عاد فيه يرجع»، فما المانع من تبرعه بعضو من أعضائه لشخص آخر بحاجة إليه؟ بعض الناس يقولون لك لن أتبرع، ولكنه سيموت ولن يعود إلى الحياة، فلماذا لا يتبرع بعضو من أعضائه وينقذ حياة شخص آخر، «في ناس تعاني وما في علاج»، وكل ذلك لأن ثقافة التبرع ضعيفة، ويجب أن تصل المعلومة الصحيحة إلى الناس.

مركز متخصص للتبرع بالكبد
ويتمنى آل صالح من وزارة الصحة والمجلس الأعلى للصحة أن تؤسس مركزا كبيرا للتبرع بالكبد، كمركز غسيل الكلى والمراكز الأخرى، لأنه يوجد أشخاص بحاجة إلى هذا الشيء، وهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لينقذوا حياتهم، وفي النهاية يموت الشخص.
ويتمنى آل صالح من الإعلام والمجلس الأعلى للصحة، أن يعمل على تشجيع الناس على التبرع، لأن دور الإعلام كبير في التوعية، ولكي تدخل الفكرة إلى الناس «كأنك تسوق لشيء ما، ولكن سوق بشكل صحيح، وفي إطار العلم والدين».

غياب المتبرعين
وردا على من يطالب بمركز متخصص للتبرع بالكبد يوضح الدكتور يوسف المسلماني رئيس لجنة زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية في حديثه لـ «العرب» أن برنامج زراعة الأعضاء سواء كان العضو كبدا أو قرنية أو كلية يعتمد على المتبرعين، المرضى موجودون، ولكن المتبرعين غير موجودين، إذا لم يوجد متبرعون لا يوجد زراعة.
إذن المسألة ليست مسألة أسماء، برأي الدكتور المسلماني، فلا يوجد شيء اسمه مركز للتبرع بالكبد مثلا، ولكن يوجد موظفون ومكاتب لاستقبال المتبرعين، «الناس تركز على الاسم، سنضع لوحة على باب أحد المكاتب، هذا شيء سهل أن نضع اسما»، لكن المهم هو أن الموظفين موجودون والإمكانات موجودة، «نحن بحاجة إلى ناس تتبرع، فالمشكلة تنحصر في عدم تقبل فكرة التبرع».
والحقيقة كما يؤكد المسلماني أن التبرع قليل، رغم أننا بدأنا في برامج توعية للناس من أجل حثهم على التبرع، ولدينا إعلان الدوحة الذي أطلقته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في رمضان لتشجيع التبرع بالأعضاء، كما أننا نجري لقاءات عديدة مع الناس، ولكن إلى الآن التبرع قليل.
التوعية موجودة أما ردة الفعل فهي سلبية
أما موضوع التوعية وتشجيع الناس على التبرع، فهو موجود، حسب المسلماني، «أجرينا العديد من المقابلات في التلفزيون، ونشاطات في الجامعات والمجمعات، وإلى الآن ردة الفعل قليلة»، ففي حال وجد مريض متوفى دماغيا في غرفة العناية المركزة، يرفض الأهل دائما فكرة التبرع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، لا نسألهم لماذا ولكن نطرح عليهم الفكرة ونحاول إقناعهم إلا أنهم يرفضون.
ويستشهد المسلماني على كلامه بالقول إنه في السنة الماضية كان يوجد حوالي 50 شخصا متوفون دماغيا، تبرع منهم اثنان فقط، وهذه السنة يوجد أيضا نحو 50 شخصا متوفون دماغيا تبرع منهم اثنان فقط، بما يعني %4 فقط.

اختلاف العلماء دفع الناس إلى الإحجام
لكن آل صالح الذي يرى أنه لا يوجد اتفاق بين رجال الدين على شرعية التبرع، ويدعو العلماء إلى تشجيع الناس على التبرع، فكيف أحدهم مثلا يتبرع بكلية وهو على قيد الحياة، ولا يتبرع وهو ميت، «العضو الصالح يحيي نفسا أخرى»، هنا المقصد أن يقتنع الشخص بالتبرع ولا يقول هذا صعب أو حرام، ولا بد أن يجتمع رجال الدين والعلم لكي يصلوا إلى نتيجة واحدة، ليكون الشعب واعيا، خاصة أن الكثيرين لا يعرفون شيئا عن التبرع.

من أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا
يؤكد الشيخ موافي عزب في حديثه لـ «العرب» اختلاف العلماء في مسألة التبرع وذلك نظرا لحداثتها، فذهب الفريق الذي لا يجيز التبرع بالأعضاء إلى أن الإنسان له حرمة، وأن حرمته كميت كحرمته وهو حي، وأن الإنسان لا يملك جسده وأنه أمانة عنده ولا يملك الحق في التبرع بشيء.
بينما ذهب الفرق الثاني، كما يشرح عزب، وهو الأكثرية من أهل العلم، إلى جواز التبرع بالأعضاء من باب النفع العام، ومن باب أن هذا الميت ستؤول أعضاؤه إلى التراب، في حين كان من الممكن أن يساهم في إدخال السرور وإعادة العافية إلى جسد شخص آخر، وهذا من قبيل الصدقة الجارية، حيث إن المتبرع له كلما صنع معروفا، كان هذا الذي تبرع شريكا له في الأجر، والذي عليه الأكثرية من أهل العلم من جواز التبرع بالأعضاء إذا كانت هنالك وصية من الميت، وأجازوا أيضا أن يتبرع الحي بأعضائه بشرط ألا يترتب على ذلك ضرر بنفسه وبدون مقابل أيضا، والميت إذا أوصى انتهت المسألة وإذا لم يوص انتقلت المسألة إلى ورثته أو أهله، فإذا أجازوا أخذ عضو من أعضائه كان جائزا ولا حرج فيه، وإذا منعوا ذلك لا يجوز لأحد أن يعتد على حرمته.
وفي حال أخذ المتبرع مالا أو ما شابه مقابل التبرع بعضوه، يقول عزب إذا كنا لن نعتبر هذا بيعا فهو جائز، فكون المستفيد من العضو يتبرع بشيء من ماله لمن منحه العضو من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليكم معروفا فكافئوه»، ولا يوجد معروف أعظم من الحياة والصحة، فيجوز للمتبرع أن يقدم أي هدية لصاحب التبرع، بصرف النظر عن كونها قليلة أو كثيرة، وبشرط أن لا تحمل صفة البيع.

وللإعلام دوره الهام
ويؤكد عزب على أهمية نشر ثقافة التبرع بين الناس، قائلا إنه شارك في بعض الندوات التي تتعلق بتجارة الأعضاء والتبرع ولكنها كانت لمختصين فقط، ولكن إذا أردنا أن نقوم بحملة، فيجب أن يكون هذا عبر أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية حتى توفر ثقافة عامة ورأيا عاما حول هذا الموضوع، داعيا الإعلام إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع.
وعن حجة من يقول بعدم جواز التبرع، يوضح الشيخ موافي عزب أن هؤلاء العلماء يقولون إن هذا انتهاك لحرمة الميت، وهو أصلا مملوك لله سبحانه وتعالى ولا يجوز له وهو حي أن يتبرع ولا يجوز لأهله أن يأخذوا شيئا وهو ميت، بناء على قوله تعالى: «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا»، فالإنسان مسؤول عن جسده، ولكن ليس مالكه وإنما مستفيد منه، ولا يجوز لك أن تتبرع بشيء ليس مملوكا لك، فمثلا «إن أعطاك أحدهم سيارته لتركبها لأسبوع، هل يجوز لك أن تبيعها، قطعا لا، ولكنني أميل إلى رأي الأكثرية».
وتعقيبا على تحريم التبرع من قبل بعض العلماء،يقول أحمد ناصر المرقب إنه يفترض بالعلماء أن ينصحوا الناس إلى طريق الرشاد، فهذا ما يوصي به القرآن الكريم الذي يحض على مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان، قائلا «أنا أنقذ شخصا من خلال التبرع بالدم، فكيف عندما أتبرع بعيني أو بكليتي»، خاصة إذا توفيت بحادث سيارة بينما يوجد شخص آخر يعاني على السرير وأقاربه وكل من يعز عليه يعاني بسبب مرضه، «أنت راحل راحل فلماذا لا تعمل الصح وتتبرع وأنت بكامل وعيك؟».

دافع ديني وخشية من الاتجار
في حين تفسر إخصائية علم النفس الدكتورة أمينة الهيل إحجام بعض الناس عن التبرع بالأعضاء بأن وراء ذلك دوافع دينية، أي أنهم يتحفظون على مسألة التبرع من جانب ديني، حيث يخاف البعض أن تستغل أعضاءه للتجارة بالبشر، بدلا من أن تذهب لجوانب إنسانية وإحياء شخص أخر، أي مدى حرمة الشيء، خاصة أن هنالك أناسا يتاجرون بأعضاء البشر ويسرقون الأطفال، ولذلك قامت في قطر مؤسسة لمكافحة الاتجار بالبشر أيا كانت نوعيته.
ورغم أن فكرة التبرع تطورت بشكل ملحوظ، إلا أن المجتمع لا زال متحفظا بالنسبة للتبرع، كما تنوه الهيل، مشيرة إلى أن الناس يقبلون على التبرع بالدم، في حين كانوا يحجمون عنه قديما، أما الآن فهم يتفاخرون بالتبرع بالدم، وأصبحت المؤسسات تكافئهم على التبرع به، كما أن التبرع في محيط الأسر موجود، من حيث تبرع الأخ لأخيه بالكلية مثلا، وبعض الأمراض مثل النخاع أو الكبد.
وتشرح الهيل في حديثها لـ «العرب» أن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وخلقه في أحسن تقويم، فالإنسان له حرمة، ولا يشوه بعد مماته، وإكرام الميت دفنه، ونهى عن تشويه الجثة واللعب بها أو أعضاء المتوفى، بينما في حالة إنقاذ شخص والتبرع بالأعضاء، يوجد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا»، كما أن التبرع يعود إلى نية الإنسان ومدى الاستفادة من العضو المتبرع به، فما الفائدة لو أخذت العضو وتاجرت به وجعلت منه قطع غيار «هنا حرمتها»، لكن إذا كان التبرع بقصد إنقاذ شخص يستفيد من الأعضاء السليمة فقد أباحها الشرع.
وتميل الهيل إلى التبرع، لأنه عمل إنساني أن يتبرع الإنسان وينفذ شخصا، فأهم شيء النية، أي أن تكون بقصد الإحياء وليس بقصد الاتجار، والأهل حينها سينظرون إلى التبرع على أنه عمل إنساني نبيل وصدقة جارية للمتبرع ينال الأهل عنها صدقة جارية أو كوقف مثلا.

ضعف الوازع الديني هو السبب
إلا أن أحمد ناصر المرقب لا يتفق مع ما ذهبت إليه الدكتورة الهيل، عندما يرجع إحجام الناس على التبرع بأعضائهم إلى ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري بين الأهل وبين الجيران، وإن كان لا ينكر تأثر البعض بآراء بعض العلماء الذين لا يبيحون التبرع بالأعضاء، قائلا إن القرآن أوصانا بمساعدة بعضنا البعض، الأخ يساعد أخاه والجار يساعد جاره، فكل إنسان مسلم ولديه وعي يجب أن يدرك أهمية التبرع بالأعضاء، متسائلا أين الوازع الديني ونحن لا نرى جارنا إلا في العيد؟
ففي حال حصل حادث سيارة أو غيره مع أي شخص -لا سمح الله- ووصل إلى درجة أنه سيموت، فلماذا لا أتبرع بكبده أو بكليته مثلا؟ يتساءل المرقب، قائلا: الحقيقة يوجد بعض الناس توقع على ورقة بحيث عندما يحصل معهم حادث وتوفوا يمكن للطبيب أن يأخذ كبده أو قرنيته لإنقاذ شخص آخر، وهنا عندما يرى الفريق الطبي ملف الشخص يتصرف على الفور لإنقاذ شخص مريض، وهذا «إنقاذ شخص آخر وزنه كبير عند الله سبحانه وتعالى».

التكافل بين الجاليات لمساعدة مرضاهم
الدكتور يوسف المسلماني، اقترح منذ فترة فكرة على الصحافيين ولكن لم يتحمس أحد لطرحها كما يقول، وهي تتعلق بالجاليات، فمثلا لماذا لا تتكفل الجاليات بمرضاها؟ خاصة أن كل جالية لديها ثلاث أو أربع حالات فشل كبدي أو كلوي، هنا يجب عليهم أن يتكافلوا ويتعاونوا، بحيث يتبرع أحدهم لإنقاذ المريض، وهنا «لا أقصد أن يتبرعوا فقط فيما بينهم، بل على العكس أن يتبرعوا للمواطنين والجاليات الأخرى أيضا»، ولكن من الضروري أن يساعدوا بعضهم البعض في إيجاد الأعضاء المطلوبة بدلا من السفر إلى دول أخرى للبحث عنها، فهناك أشخاص بحاجة شديدة إلى المساعدة، ويجب أن يناقشوا هذا الأمر في حفلاتهم وأعيادهم الوطنية فهو مهم، وأنا «أعتقد أنه يوجد بعض حالات الوفاة الدماغية لكنهم لا يتبرعون».

AL ZUBARAH
14-12-2010, 06:18 PM
هل حاول الولد التبرع لوالده

HiTec
14-12-2010, 06:37 PM
امر التبرع فيه بعض الصعوبة واصعب من الكلى او الدم او باقي الاعضاء