المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إتباع الهوى يصد عن الحق



امـ حمد
16-12-2010, 02:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الهوى هو ميل النفس إلى الشىء, وأكثر ما يستعمل فى الحب المذموم كما قال تعالى( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى ) ويقال إنما سمى هوى لأنه يهوى بصاحبه, فالهوى, ميل الطبع إلى ما يلائمه, وهو أيضاً ميل النفس إلى الشهوة,خلق الميل في الإنسان لضرورة بقائه, فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب ما أكل وما شرب ,ولما كان الغالب من مطيع هواه وشهوته وغضبه أنه لا يقف فيه على حد المنتفع به أطلق ذم الهوى, فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى فى كتابه إلا ذمه ، وكذلك في السنة لم يجىء إلا مذموماً ,وأهل الأهواء والبدع,هم أهل القبلة الذين لا يكون معتقدهم معتقد أهل السنة والجماعة كالذين يُكَفِّرون بالكبيرة أو يقولون, بعصمة الأئمة أو سقوط التكاليف عن الواصل, وقد صاروا فرقاً لاتباع أهوائهم، وبمفارقة الدين تشتت أهواؤهم فافترقوا, ولذلك برأ الله نبيه منهم بقوله( لست منهم في شيء)ومن علامات أهل الأهواء أنهم يكفرون المخالف لهم,ويفسقونه ويبدعونه بلا سبب موجب ، وعادتهم التقاطع والتنافر والتباغض ، أما أهل السنة فكانوا يتناظرون,في المسألة ما يقصدون إلا الخير ولا يتقاطعون ولا يتبارون حذراً من الفرقة التي نبه عليها بقوله تعالى(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء )(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا, من بعد ما جاءهم البينات)ولا يسلم العبد من الأهواء والبدع إلا بالرجوع للكتاب والسنة,وكل خير فى اتباع من سلف ,وكل شر فى ابتداع من خلف، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها,حذرت الآيات من اتباع الهوى ووبخت أهل الأهواء ،قال تعالى ( وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين )وقد حذر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته من اتباع أهواء الكفار والمنحرفين, كقوله سبحانه(ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله تعالى من منكرات الأخلاق و الأعمال والأهواء وكان مما يخشى على أمته شهوات الغي في البطون والفروج ومضلات الهوى,وأما المهلكات فشح مطاع,وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه,لقد كان السلف رضي الله عنهم يحذرون اتباع الهوى ,قول علي,رضي الله عنه,إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل،أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة,وقال, البلاء كله في هواك، والشفاء كله في مخالفتك إياه,من غلب هواه عقله وجزعُه صبرَه افتضح,العبد عبد النفس في شهواتها,والحر يشبع تارة ويجوع,على العبد أن يتأمل كم أضاعت معصيته من فضيلة، وكم أوقعت في رذيلة، وكم أكلة منعت أكلات، وكم من لذة فوتت لذات، وكم من شهوة كسرت جاهاً، ونكست رأساً، وقبحت ذكراً وأورثت ذماً، وأعقبت ذلاً، وألزمت عاراً لا يغسله الماء، غير أن صاحب الهوى عمياء,ويتخلص العبد من اتباع الهوى,بعون الله وتوفيقه يتم التخلص من هذه الآفة بعزيمة حر يغار لنفسه وعليها ,وجرعة صبر يصبر نفسه على مرارتها تلك الساعة، وقوة نفس تشجعه، وملاحظته الألم الزائد على لذة طاعة هواه، وإبقائه على منزلته عند الله تعالى وفى قلوب عباده، وهو خير وأنفع له من لذة موافقة الهوى، وإيثاره لذة العفة وعزتها وحلاوتها على لذة المعصية، والتفكر في أنه لم يخلق للهوى وإنما هيء لأمر عظيم,لا يناله إلا بمعصيته للهوى، وألا يختار لنفسه أن يكون الحيوانُ البهيمُ أحسنَ حالاً منه ؛ فالحيوان قد يحسن,التمييز بين ما ينفعه وما يضره، وأن يأنف لنفسه من ذل طاعة الهوى وأن يكون تحت قهر الشيطان، وأن
يوازن بين سلامة الدين والعرض والمال والجاه ونيل اللذة المطلوبة وأن يعلم أن الهوى ما خالط شيئاً إلا أفسده حتى وإن كان علماً وزهداً، والشيطان ليس له مدخل على ابن آدم إلا من باب هواه، ولو تأملت السبعة اللذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا
ظله، وجدتهم إنما نالوا ذلك كله بمخالفة الهوى ، فجاهد نفسك واستعن بالله واستشعر أنه لا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى.

مـــــنــاف
16-12-2010, 07:22 AM
الــله يجــــزاكـــم كــل خــير أخــتي (أمـــحمد) عــلى هــــذا الطـــرح الــرائــع , وهــذا لـــيس بــغريب عــــنكـن .

وفـــقكم اللــه إلــى مــا يــحــبّه ويــــرضــاه

نوفا91
16-12-2010, 01:40 PM
جزاج الله خير اختي ام محمد وفي ميزان حسناتج ان شاء الله ..

امـ حمد
19-12-2010, 01:26 AM
وبارك الله فيكم

وجزاكم ربي جنة الفردوس