فيصل 111
16-12-2010, 08:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1242هـ - 1331هـ
يعتبر الشيخ قاسم مؤسس الدوله و مؤسس اسرة آل ثاني ويرجع بالنسب بعد آل ثاني إلى المعاضيد من الوهبه من حنظلة من بني تميم واسمه الكامل : هو الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني بن محمد بن ثامر بن علي بن سيف بن محمد بن راشد بن علي بن سلطان بن بريد بن سعد بن سالم بن عمرو بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعه بن ابي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن اد بن طابخه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام
من مواليد 1826م الموافق 1242هـ
ولد في البحرين سنة 1242هجري ، حيث انه قد امضى السنوات الأولى من حياته في فويرط التي تقع شمال قطر ، تلقى تعليمة المبكر على أيدي العلماء الذين يتوافدون على مجلس والده
الشيخ محمد بن ثاني ، وكان والده صاحب كلمة مسموعه في قطر كما كان معروفاً بمكانته ولذلك ذاع صيته إلى خارج شبة جزيرة قطر وكان يتردد على مجلسه كبار رجال القبائل والعلماء والشعراء والتجار ورجال الفكر والإدب . وهكذا نشأالشيخ قاسم في بيت رئاسة وقيادة.
،حكم قطر من سنة 1878م إلى 1913م ويعتبر من المؤسسين لدولة قطر ، خاض نحو 15 معركة مع مختلف الجهات ما بين ناهب لخيرات البلاد ورافض لدعوة التوحيد.
صفاتة: كان الشيخ قاسم رحمة الله يتمتع بصفات وخصائص قلما تتوفر في شخصية قيادية فهو الحاكم في قلعته والخطيب في المسجد والقاضي والفارس والشاعر والتاجر المحسن السخي ، وهو حكيم في حكمه ملتزم بتعاليم دينه ، شجاع في اتخاذ قراراته.
حكم قطر على أساس العدل والحكمة والرحمة حتى أحبته رعيته .
التنافس العثماني البريطاني على قطر
لم تستطيع بريطانيا أن تسيطر على قطر ، وكان رافض للوجود البريطاني على أرضه.
،عندما دخلت القوات العثمانية إلى الاحساء 1871 للميلاد طلب من الدولة العثمانية أن تساعده على مواجهة الضغوط البريطانية، علماََ أنهُ كان حازماً في مواقفه ضد الاستفزازات العثمانية سواء بالسيطرة على الحكم أو بفرض ضرائب وتحصيل الرسوم الجمركية وفي هذه الظروف وقعت معركة بينه وبين الجيش العثماني وانتصر عليهم في معركة الوجبه. استغلت بريطانيا هذه الظروف لصالحها وقدمت مساعدتها العسكرية والمادية للشيخ قاسم لكنه رفض هذه الإغراءات الدسيسة ، وبعد هذه الهزيمة أرسل الخليفة عبدالحميد الثاني ،نقيب الأشراف للاعتذار للشيخ قاسم وعزل والي البصرة من منصبة.
وبنا مسجد صغير ومدرسة ابتدائية على نفقة الخليفة.
وقيل عن الشيخ قاسم انه كان يركب الخيل في أواخر عهده وكان يركب معه ستون فارساً من أولاده وأحفاده.
توفي في قطر سنة 1331هـ الموافق 1913م .
---------------------------------------
قالو عن الشيخ قاسم
أثني على الشيخ قاسم كثير من الأعلام بما يكشف مقامه، ويبين منزلته فليس غريباً أن يكتب العلماء والأدباء عن هذا الطود الشامخ والأديب المبرز، والعالم الفاضل للثناء عليه، وليس غريباً أن يتسابق الشعراء على مدحه في حياته، وعلى رثائه من بعد موته، ولنقتطف هنا من كلامهم ما جاء في صفات هذا الرجل العظيم: قال محمود شكري الآلوسي: "وهو من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعاته، مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مبرات كثيرة على المسلمين… وهو مسموع الكلمة بين قبائله وعشائره، وهم ألوف مؤلفة…"وقال تلميذ الآلوسي محمد بهجت الأثري: الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر من كبار أنصار الإصلاح الإسلامي. وقال خالد بن عبد الله الفرج: "كان مشهوراً بالكرم، والتمسك بالديانة، وإيراده من تجارة اللؤلؤ التي هي حياة سكان ضفاف الخليج
وقال أيضاً: "هو من أمراء العرب العصاميين المشهورين رحمه الله".
وقال عبد الله بن خميس: "هو العالم الجليل، والسلفي المحض، والموقف نفسه وماله لخدمة العلم والعلماء". وقال عثمان القاضي: "كان رجلاً من فحول الرجال علماً وحلماً ورأياً ثاقباً وكرماً حاتمياً" وقال أيضاً: تحت عنوان: فصل فيمن اشتهر من الأدباء المتأخرين رحمهم الله: "قاسم بن ثاني أمير قطر أديب بارع، وجواد سخي". يقول سليمان الدخيل عنه: "هو من النابغين في الأمة العربية، العاملين لسعادة الدين والوطن، وقد آتاه الله من فضله خيراً كثيراً، ومن العلم والمال والولد
وقال الزركلي: "كان أريحياً جواداً"
وقال جون فيلبي: "وكان هذا الرجل ذا سمعة أسطورية فاحتفظ بقوته العقلية والجسمانية حتى النهاية، وكثيراً ما كان يشاهد وهو يمتطي جواده مع فرقة من الخيالة كلها من أبنائه وأحفاده،
قال امين الريحاني : حارب ابن ثاني الاتراك فكسرهم في وقعات عديدة وكان ولوعآ في جمع العبيد وعتقهم ومن دواعي احسانه الورع والتقوى فقد كان حنبلي المذهب متصلبآ فيه يصرف واردات اوقافه على الجوامع والخطباء بل كان هو نفسه يعلم الناس الدين ويخطب فيهم خطبة الجمعة اضف إلى الورع والتقوى فصاحة اللسان والى الفصاحة العلوم الدينية والفقه والى العلوم الضمير الحي واليقين والى ذلك كله الثراء والجود عاش جيلآ ويزيد في قطر فكان أميرها وخطيبها وقاضيها ومفتيها والمحسن الأكبر فيها.
وكانت تربطه علاقات مع علماء الدعوة السلفية سواء في نجد كالعلامة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ أو في العراق كالشيخ العلامة محمود شكري الآلوسي.
وفي يوليو 1913م توفي الشيخ قاسم الذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة ودفن بمقبرة الوسيل
--------------------------------------
وتميزت حياة الشيخ قاسم بعبقرية فذه فائقة في تقدير الامور ومن الثابت ان المواهب النادرة التي وهبها الله له كان لها دورها الفعال في مواجهة الواقع والمصاعب التي خاضها والتي لم تكن قليلة او بسيطه بمقياس عصره حيث قال في احد قصائده..
فلولا القضى يا دار يجري على الفتى
والاقدار مـا عنهـا مطيـر وحايـل
كان البدو والحضر ماجـوا سوقـك
ونقدع شبا يا دار من جـاك صايـل
كما قال أيضاً :
يلومني العذال في مطلـب العـلا
يقولون يسلك بك ادروبٍ صعايب
فلولا ركوب الصعب في كل شده
وصبر على شداتهـا والكرايـب
ما لذ فـي الدنيـا لذيـذ مطعـم
ولا لذ لي فيها لذيـذ المشـارب
قد ذكر عن معالم هذه الشخصية الثرية بالخير والعطاء والتقوى والاستقامة والفضل فقد كان رحمه الله يتمتع بالفطنه ورجاحة العقل وسداد الرأي .
وقد ضمن قصائده الكثير من الأبيات التي أبرزت الجانب الديني في حياته حيث قال:
كذا قد بدا الاسلام في حال غربة
ويرجع غريب وحن بعد اغراب
لك الحمد يا من بتقـواه عزنـا
وجعل لنا الين القويـم احجـاب
حجابٍ حجبنا عن موالاة غيـره
وإذا شان من طاع الإله اثيـاب
كما قال أيضاً :
فسبحانك اللهم مالك كل مالك
شديد عقابـك قـادر قهـار
تعز بالطاعه ضعيف لجابـك
وتذل بعزك طاغـي جبـار
وذاعت شهرته في المنطقة وانتشرت على مستوى الخليج خاصة لكونه ملتزماً بالعدل واحقاق الحق ونصرة المظلومين.
حيث قال عنه أبنه الشيخ علي بن قاسم في مدحه مبيناً بعض صفاته :
أبوي الذي له منتهى الجود والكرم
وللمـال بـذال وللحمـد كاسـب
كما قال :
رقي ذروة العليا من المجد واشتهر
وله في المعال كـل يـوم مطالـب
إلى أن قال :
وشاد المكارم وابتني شامخ الفخر
وابرم براية محكمـات اللوالـب
وكثيراً ما كان يلجأ اليه ويستجير رجال من قبائل المنطقة وخارجها :
فقال في أحدى قصائده :
أجرنا بها الحيين من ضيم حقهم
وتوسع لهم عقب المضيق قضاه
وجرنا بها أخو صافيه يوم ضدته
جميع النحايـا والرفيـق جفـاه
كما قال عنه محمد بن عثيمين :
ويا قاسم المعروف للملتجي الذي
تحاماه من عظم الجناية صاحبه
وعندما نتحدث عن شعر الشيخ قاسم فإننا نتحدث عن ركيزة أساسية من ركائز تكوين الشعر في شبة الجزيرة العربية .
فمع خصوبة الحياة التي كان يعيشها وكثرة أعبائها كان هناك جانب هام في حياة الشيخ قاسم وهو حبه للشعر وشغفه في مجالسة الشعراء ومحاورتهم ، وبلغ في ذلك أن مؤرخوا الأدب قد عدوه من رواد الشعر النبطي في المنطقة بل عدوا ديوانه أول ديوان يطبع لهذا الشعر فقد تمت طباعته في الهند كأول ديوان نبطي في التاريخ .
فقد قال عنه الشاعر الكويتي عبدالله الفرج أبياتاً أتت ضمن احدى قصائده التي يمتدح بها الجانب الشعري لدى المغفور له أن شاء الله ، حيث وصف كلامه بالعبد المطيع لسيده ويصف النثر بالجند لما له رحمه الله من مقدره على تطويع المفردات لاظهار الصور الجماليه التي تخدم مواضيع قصائده ..
فقال :
اديب غدى يستعبد القيل مذعن
له النثر جند والنظـام رعـال
إذا قال ما خلى مقـال لقايـل
واذا ورد ما ورد السراب ولال
أما عنه رحمه الله فلم يكن يتفاخر بشعره بل كان ينظر إلى شعره بنظرة المتواضع حيث قال في إحدى قصائدة :
قد قلت أنا هذا ولاني بشاعر
ولاني بحباب لبدع المثايـل
فقد يتناول في اغلب قصائده سرداً شبه مفصل لاهم الاحداث التي كانت تمر به كما انه تميز بالوصف الدقيق لبيئته الجغرافية التي عاش أو مر بها كما كان يقوم بتبين صفات بعض الشخصيات التي عاصرها بشكل يعكس ما كان عليه الحال ان ذاك.
مرت بي العيرات عد(ن) ومنزل=ورسم(ن) لنا ماغيرته الهبايب
دار لنا نعتادها كل موسم=مرباعنا لازخرفتها العشايب
وعهدي بها خودأ من البيض كنها=حورية من عين حور غرايب
غناوية رسم الغنى في جبينها=مواري علاماته حسان عذايب
تنحلتها في سن سبع نحيله=وتميت أراعيها مراعاة غايب
ألين أنتهت في سن عشر ومثلها=كما فرع موز نودتها الهبايب
فعهدي بليل الهم والعسر والعنى=بليل جمعنا فيه جزل الوهايب
على سنة الرحمن صار أجتماعنا=بليل القدر ثم أصبح الكيف طايب
توالفن قلوبنا في ضحى اللقى=وصرنا كما ضيرين ولف وربايب
وقمنا بها سبعة وعشرين حجة=حليفين عهد ماندوس العتايب
ألينه قضى الرحمن فينا بماقضى=وصبر على ماجاء من الله واجب
وصبر على ماجاء من الله طاعة=له الحكم والتسليم لله واجب
فلاواعنا جسم مع الناس حاضر=وقلبه جعل تحت اللحد والنصايب
وجفن جفاه النوم مالذ بالكرى=يراعي نجوم الليل طالع وغايب
وعين تهل الدمع من حر موقها=كما جدول حامي غروبه صبايب
وآه من عبرة في زفرة ضمها الحشا=تفككت منها قفول صلايب
فلا وآخليل ماتدنيه ضمر=ولاتاصله هجن خفاف نجايب
فلو ينفدي بالمال والملك كله=فديناه به لو كان نظهر سلايب
ولو تنقسم الايام بيني وبينه=مما بقى هانت علي المصايب
وياما عسفت القلب في حب غيرها=بنات(ن) كسن نهودهن الذوايب
ثلاثين عذرى في ثلاثين حجة=خراعيب فيهن من بعيد وقرايب
لعيون هافية الحشى زينة النبا=طلقتهن من غير جرم وسبايب
ثمانين ألف سقتها في مهورهن=راح (ن) بها ماصار فيهن طلايب
أحدى قصائد الشيخ والشاعر
ثلاثين ليلية ما غمض الجفن بالكرى = اعالج بها للنايبات أفكار
أعالج بها نفسٍ وقلبٍ توفقن = بطرق المعالي عادهن صغار
قلبً يوردني ونفسً تسوقني = لمواريد عزٍ حولهن إخطار
تبين لنا مع مغرب الشمس عارض= من الشام غطت ضلمته لقطار
ارجف بدولات النصارا من العجم=وغدا منه بقلوب الملوك ذعار
وحنا نصاغيهم على غير شفهم = يمينٍ ومن بعد اليمين يسار
ضرع الهنادي في عوالي متونهم = وضمّن برمي المارتين ..قرار
وله ايضاً ..
يا الله يا المعبود بالخوف والرجا = ويا واحد ما للعباد اسواه
ويا ناصر من قام في نصر دينه = ويا حامي من يلتجي بحماه
نشكره في السرا ونحمده في القضا = ونرضى ونغضب لغضبه ورضاه
ونخلص له التوحيد بالقول والعمل = على الحق لا نغلو ولا نجفاه
فالي عرضت الدنيا علينا وديننا = تركنا الدَّنِيَّة لاتباع رضاه
وعاديت من عاداه واظهرت بغضه =وعاديت معه اللي بعد والاه
فأقسمت ما اعطي السلاطين طاعه = ولا أحكم القانون في القضاة
وجاهدت فيك الدولتين وتبعهم =رجا فيك يا من لا يخيب رجاه
وصبرت في حرب النصارى وحزبهم = خشاش رعاعٍ مارقين نعاه
ثمانين ليل يرتجينا نطيع له = وحن كل يوم نستزيد اعصاه
وثلاثين ليل القبس فوق روسنا = ويرمي ولكن الآله اطفاه
يبغي يطوعنا وزدنا قسوةٍ = بغى طب عينه والطبيب اعماه
مضرى على فرس السلاطين والعرب = إذا قال قولٍ يبتغون رضاه
ورجع مكره ما ما نال منا مطلبه = ولا لحق فينا غايتة ولا مناه
وطردناه من ساحاتنا ما يمرها = ونفيناه منها والآله نفاه
وعلى كل من والاه صارت عقايبه = مؤليه تسبا واستحل حماه
وفزنا بالدين الحنيفي وغيرنا= تخسر بدينة واختسر دنياه
فالحمدلله كل ما جات نايبه = جعلها لنا عزٍ رفيعٍ وابناه
يختار ما لا نستخيره بعلمه= وتاتي لنا الخيره على عقباه
فله الثنا و الحمد والملك والسنا= وله الشكر منا على نعماه
وعرضنا غوالي الروح من دون جارنا = وجعلنا له المال النفيس افداه
وسرنا على من عزيز وجارنا = عطى مطلبة يرجع على ماواه
ويلومني العذال على مطلب العلا = ويلومني من لا هواي هواه
وحن كعبة المضيوم إلى ما وزابنا = بخيره ولا نرضى بغير ارضاه
ولنا هضبة يأمن بها من نجيره = على رغم من ضده ومن عاداه
أجرنا بها الحيين من ضيم حقهم = وتوسع بهم عقب المضيق قضاه
وأجرنا بها أخو صافية يوم صدته = جميع النحايا والرفيق جفاه
وكم من دهتنا من خطوب ملمه = ولا لينت منا صليب جناه
صبرنا على صكات بقعا فعاننا = إله علا من فوق عرش سماه
شابت عوارضنا وثابت اعقولنا = ولا شايب إلا من يشيب نباه
على نصر مظلوم وعلى قمع ظالم =ومقام حق في رضا الإله
وربعي إلى ما جا من الدهر نايبة = إلى قلت قولٍ ما يرون سواه
------------------------------------------------------
الموضوع منقووول
1242هـ - 1331هـ
يعتبر الشيخ قاسم مؤسس الدوله و مؤسس اسرة آل ثاني ويرجع بالنسب بعد آل ثاني إلى المعاضيد من الوهبه من حنظلة من بني تميم واسمه الكامل : هو الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني بن محمد بن ثامر بن علي بن سيف بن محمد بن راشد بن علي بن سلطان بن بريد بن سعد بن سالم بن عمرو بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعه بن ابي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن اد بن طابخه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام
من مواليد 1826م الموافق 1242هـ
ولد في البحرين سنة 1242هجري ، حيث انه قد امضى السنوات الأولى من حياته في فويرط التي تقع شمال قطر ، تلقى تعليمة المبكر على أيدي العلماء الذين يتوافدون على مجلس والده
الشيخ محمد بن ثاني ، وكان والده صاحب كلمة مسموعه في قطر كما كان معروفاً بمكانته ولذلك ذاع صيته إلى خارج شبة جزيرة قطر وكان يتردد على مجلسه كبار رجال القبائل والعلماء والشعراء والتجار ورجال الفكر والإدب . وهكذا نشأالشيخ قاسم في بيت رئاسة وقيادة.
،حكم قطر من سنة 1878م إلى 1913م ويعتبر من المؤسسين لدولة قطر ، خاض نحو 15 معركة مع مختلف الجهات ما بين ناهب لخيرات البلاد ورافض لدعوة التوحيد.
صفاتة: كان الشيخ قاسم رحمة الله يتمتع بصفات وخصائص قلما تتوفر في شخصية قيادية فهو الحاكم في قلعته والخطيب في المسجد والقاضي والفارس والشاعر والتاجر المحسن السخي ، وهو حكيم في حكمه ملتزم بتعاليم دينه ، شجاع في اتخاذ قراراته.
حكم قطر على أساس العدل والحكمة والرحمة حتى أحبته رعيته .
التنافس العثماني البريطاني على قطر
لم تستطيع بريطانيا أن تسيطر على قطر ، وكان رافض للوجود البريطاني على أرضه.
،عندما دخلت القوات العثمانية إلى الاحساء 1871 للميلاد طلب من الدولة العثمانية أن تساعده على مواجهة الضغوط البريطانية، علماََ أنهُ كان حازماً في مواقفه ضد الاستفزازات العثمانية سواء بالسيطرة على الحكم أو بفرض ضرائب وتحصيل الرسوم الجمركية وفي هذه الظروف وقعت معركة بينه وبين الجيش العثماني وانتصر عليهم في معركة الوجبه. استغلت بريطانيا هذه الظروف لصالحها وقدمت مساعدتها العسكرية والمادية للشيخ قاسم لكنه رفض هذه الإغراءات الدسيسة ، وبعد هذه الهزيمة أرسل الخليفة عبدالحميد الثاني ،نقيب الأشراف للاعتذار للشيخ قاسم وعزل والي البصرة من منصبة.
وبنا مسجد صغير ومدرسة ابتدائية على نفقة الخليفة.
وقيل عن الشيخ قاسم انه كان يركب الخيل في أواخر عهده وكان يركب معه ستون فارساً من أولاده وأحفاده.
توفي في قطر سنة 1331هـ الموافق 1913م .
---------------------------------------
قالو عن الشيخ قاسم
أثني على الشيخ قاسم كثير من الأعلام بما يكشف مقامه، ويبين منزلته فليس غريباً أن يكتب العلماء والأدباء عن هذا الطود الشامخ والأديب المبرز، والعالم الفاضل للثناء عليه، وليس غريباً أن يتسابق الشعراء على مدحه في حياته، وعلى رثائه من بعد موته، ولنقتطف هنا من كلامهم ما جاء في صفات هذا الرجل العظيم: قال محمود شكري الآلوسي: "وهو من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعاته، مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مبرات كثيرة على المسلمين… وهو مسموع الكلمة بين قبائله وعشائره، وهم ألوف مؤلفة…"وقال تلميذ الآلوسي محمد بهجت الأثري: الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر من كبار أنصار الإصلاح الإسلامي. وقال خالد بن عبد الله الفرج: "كان مشهوراً بالكرم، والتمسك بالديانة، وإيراده من تجارة اللؤلؤ التي هي حياة سكان ضفاف الخليج
وقال أيضاً: "هو من أمراء العرب العصاميين المشهورين رحمه الله".
وقال عبد الله بن خميس: "هو العالم الجليل، والسلفي المحض، والموقف نفسه وماله لخدمة العلم والعلماء". وقال عثمان القاضي: "كان رجلاً من فحول الرجال علماً وحلماً ورأياً ثاقباً وكرماً حاتمياً" وقال أيضاً: تحت عنوان: فصل فيمن اشتهر من الأدباء المتأخرين رحمهم الله: "قاسم بن ثاني أمير قطر أديب بارع، وجواد سخي". يقول سليمان الدخيل عنه: "هو من النابغين في الأمة العربية، العاملين لسعادة الدين والوطن، وقد آتاه الله من فضله خيراً كثيراً، ومن العلم والمال والولد
وقال الزركلي: "كان أريحياً جواداً"
وقال جون فيلبي: "وكان هذا الرجل ذا سمعة أسطورية فاحتفظ بقوته العقلية والجسمانية حتى النهاية، وكثيراً ما كان يشاهد وهو يمتطي جواده مع فرقة من الخيالة كلها من أبنائه وأحفاده،
قال امين الريحاني : حارب ابن ثاني الاتراك فكسرهم في وقعات عديدة وكان ولوعآ في جمع العبيد وعتقهم ومن دواعي احسانه الورع والتقوى فقد كان حنبلي المذهب متصلبآ فيه يصرف واردات اوقافه على الجوامع والخطباء بل كان هو نفسه يعلم الناس الدين ويخطب فيهم خطبة الجمعة اضف إلى الورع والتقوى فصاحة اللسان والى الفصاحة العلوم الدينية والفقه والى العلوم الضمير الحي واليقين والى ذلك كله الثراء والجود عاش جيلآ ويزيد في قطر فكان أميرها وخطيبها وقاضيها ومفتيها والمحسن الأكبر فيها.
وكانت تربطه علاقات مع علماء الدعوة السلفية سواء في نجد كالعلامة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ أو في العراق كالشيخ العلامة محمود شكري الآلوسي.
وفي يوليو 1913م توفي الشيخ قاسم الذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة ودفن بمقبرة الوسيل
--------------------------------------
وتميزت حياة الشيخ قاسم بعبقرية فذه فائقة في تقدير الامور ومن الثابت ان المواهب النادرة التي وهبها الله له كان لها دورها الفعال في مواجهة الواقع والمصاعب التي خاضها والتي لم تكن قليلة او بسيطه بمقياس عصره حيث قال في احد قصائده..
فلولا القضى يا دار يجري على الفتى
والاقدار مـا عنهـا مطيـر وحايـل
كان البدو والحضر ماجـوا سوقـك
ونقدع شبا يا دار من جـاك صايـل
كما قال أيضاً :
يلومني العذال في مطلـب العـلا
يقولون يسلك بك ادروبٍ صعايب
فلولا ركوب الصعب في كل شده
وصبر على شداتهـا والكرايـب
ما لذ فـي الدنيـا لذيـذ مطعـم
ولا لذ لي فيها لذيـذ المشـارب
قد ذكر عن معالم هذه الشخصية الثرية بالخير والعطاء والتقوى والاستقامة والفضل فقد كان رحمه الله يتمتع بالفطنه ورجاحة العقل وسداد الرأي .
وقد ضمن قصائده الكثير من الأبيات التي أبرزت الجانب الديني في حياته حيث قال:
كذا قد بدا الاسلام في حال غربة
ويرجع غريب وحن بعد اغراب
لك الحمد يا من بتقـواه عزنـا
وجعل لنا الين القويـم احجـاب
حجابٍ حجبنا عن موالاة غيـره
وإذا شان من طاع الإله اثيـاب
كما قال أيضاً :
فسبحانك اللهم مالك كل مالك
شديد عقابـك قـادر قهـار
تعز بالطاعه ضعيف لجابـك
وتذل بعزك طاغـي جبـار
وذاعت شهرته في المنطقة وانتشرت على مستوى الخليج خاصة لكونه ملتزماً بالعدل واحقاق الحق ونصرة المظلومين.
حيث قال عنه أبنه الشيخ علي بن قاسم في مدحه مبيناً بعض صفاته :
أبوي الذي له منتهى الجود والكرم
وللمـال بـذال وللحمـد كاسـب
كما قال :
رقي ذروة العليا من المجد واشتهر
وله في المعال كـل يـوم مطالـب
إلى أن قال :
وشاد المكارم وابتني شامخ الفخر
وابرم براية محكمـات اللوالـب
وكثيراً ما كان يلجأ اليه ويستجير رجال من قبائل المنطقة وخارجها :
فقال في أحدى قصائده :
أجرنا بها الحيين من ضيم حقهم
وتوسع لهم عقب المضيق قضاه
وجرنا بها أخو صافيه يوم ضدته
جميع النحايـا والرفيـق جفـاه
كما قال عنه محمد بن عثيمين :
ويا قاسم المعروف للملتجي الذي
تحاماه من عظم الجناية صاحبه
وعندما نتحدث عن شعر الشيخ قاسم فإننا نتحدث عن ركيزة أساسية من ركائز تكوين الشعر في شبة الجزيرة العربية .
فمع خصوبة الحياة التي كان يعيشها وكثرة أعبائها كان هناك جانب هام في حياة الشيخ قاسم وهو حبه للشعر وشغفه في مجالسة الشعراء ومحاورتهم ، وبلغ في ذلك أن مؤرخوا الأدب قد عدوه من رواد الشعر النبطي في المنطقة بل عدوا ديوانه أول ديوان يطبع لهذا الشعر فقد تمت طباعته في الهند كأول ديوان نبطي في التاريخ .
فقد قال عنه الشاعر الكويتي عبدالله الفرج أبياتاً أتت ضمن احدى قصائده التي يمتدح بها الجانب الشعري لدى المغفور له أن شاء الله ، حيث وصف كلامه بالعبد المطيع لسيده ويصف النثر بالجند لما له رحمه الله من مقدره على تطويع المفردات لاظهار الصور الجماليه التي تخدم مواضيع قصائده ..
فقال :
اديب غدى يستعبد القيل مذعن
له النثر جند والنظـام رعـال
إذا قال ما خلى مقـال لقايـل
واذا ورد ما ورد السراب ولال
أما عنه رحمه الله فلم يكن يتفاخر بشعره بل كان ينظر إلى شعره بنظرة المتواضع حيث قال في إحدى قصائدة :
قد قلت أنا هذا ولاني بشاعر
ولاني بحباب لبدع المثايـل
فقد يتناول في اغلب قصائده سرداً شبه مفصل لاهم الاحداث التي كانت تمر به كما انه تميز بالوصف الدقيق لبيئته الجغرافية التي عاش أو مر بها كما كان يقوم بتبين صفات بعض الشخصيات التي عاصرها بشكل يعكس ما كان عليه الحال ان ذاك.
مرت بي العيرات عد(ن) ومنزل=ورسم(ن) لنا ماغيرته الهبايب
دار لنا نعتادها كل موسم=مرباعنا لازخرفتها العشايب
وعهدي بها خودأ من البيض كنها=حورية من عين حور غرايب
غناوية رسم الغنى في جبينها=مواري علاماته حسان عذايب
تنحلتها في سن سبع نحيله=وتميت أراعيها مراعاة غايب
ألين أنتهت في سن عشر ومثلها=كما فرع موز نودتها الهبايب
فعهدي بليل الهم والعسر والعنى=بليل جمعنا فيه جزل الوهايب
على سنة الرحمن صار أجتماعنا=بليل القدر ثم أصبح الكيف طايب
توالفن قلوبنا في ضحى اللقى=وصرنا كما ضيرين ولف وربايب
وقمنا بها سبعة وعشرين حجة=حليفين عهد ماندوس العتايب
ألينه قضى الرحمن فينا بماقضى=وصبر على ماجاء من الله واجب
وصبر على ماجاء من الله طاعة=له الحكم والتسليم لله واجب
فلاواعنا جسم مع الناس حاضر=وقلبه جعل تحت اللحد والنصايب
وجفن جفاه النوم مالذ بالكرى=يراعي نجوم الليل طالع وغايب
وعين تهل الدمع من حر موقها=كما جدول حامي غروبه صبايب
وآه من عبرة في زفرة ضمها الحشا=تفككت منها قفول صلايب
فلا وآخليل ماتدنيه ضمر=ولاتاصله هجن خفاف نجايب
فلو ينفدي بالمال والملك كله=فديناه به لو كان نظهر سلايب
ولو تنقسم الايام بيني وبينه=مما بقى هانت علي المصايب
وياما عسفت القلب في حب غيرها=بنات(ن) كسن نهودهن الذوايب
ثلاثين عذرى في ثلاثين حجة=خراعيب فيهن من بعيد وقرايب
لعيون هافية الحشى زينة النبا=طلقتهن من غير جرم وسبايب
ثمانين ألف سقتها في مهورهن=راح (ن) بها ماصار فيهن طلايب
أحدى قصائد الشيخ والشاعر
ثلاثين ليلية ما غمض الجفن بالكرى = اعالج بها للنايبات أفكار
أعالج بها نفسٍ وقلبٍ توفقن = بطرق المعالي عادهن صغار
قلبً يوردني ونفسً تسوقني = لمواريد عزٍ حولهن إخطار
تبين لنا مع مغرب الشمس عارض= من الشام غطت ضلمته لقطار
ارجف بدولات النصارا من العجم=وغدا منه بقلوب الملوك ذعار
وحنا نصاغيهم على غير شفهم = يمينٍ ومن بعد اليمين يسار
ضرع الهنادي في عوالي متونهم = وضمّن برمي المارتين ..قرار
وله ايضاً ..
يا الله يا المعبود بالخوف والرجا = ويا واحد ما للعباد اسواه
ويا ناصر من قام في نصر دينه = ويا حامي من يلتجي بحماه
نشكره في السرا ونحمده في القضا = ونرضى ونغضب لغضبه ورضاه
ونخلص له التوحيد بالقول والعمل = على الحق لا نغلو ولا نجفاه
فالي عرضت الدنيا علينا وديننا = تركنا الدَّنِيَّة لاتباع رضاه
وعاديت من عاداه واظهرت بغضه =وعاديت معه اللي بعد والاه
فأقسمت ما اعطي السلاطين طاعه = ولا أحكم القانون في القضاة
وجاهدت فيك الدولتين وتبعهم =رجا فيك يا من لا يخيب رجاه
وصبرت في حرب النصارى وحزبهم = خشاش رعاعٍ مارقين نعاه
ثمانين ليل يرتجينا نطيع له = وحن كل يوم نستزيد اعصاه
وثلاثين ليل القبس فوق روسنا = ويرمي ولكن الآله اطفاه
يبغي يطوعنا وزدنا قسوةٍ = بغى طب عينه والطبيب اعماه
مضرى على فرس السلاطين والعرب = إذا قال قولٍ يبتغون رضاه
ورجع مكره ما ما نال منا مطلبه = ولا لحق فينا غايتة ولا مناه
وطردناه من ساحاتنا ما يمرها = ونفيناه منها والآله نفاه
وعلى كل من والاه صارت عقايبه = مؤليه تسبا واستحل حماه
وفزنا بالدين الحنيفي وغيرنا= تخسر بدينة واختسر دنياه
فالحمدلله كل ما جات نايبه = جعلها لنا عزٍ رفيعٍ وابناه
يختار ما لا نستخيره بعلمه= وتاتي لنا الخيره على عقباه
فله الثنا و الحمد والملك والسنا= وله الشكر منا على نعماه
وعرضنا غوالي الروح من دون جارنا = وجعلنا له المال النفيس افداه
وسرنا على من عزيز وجارنا = عطى مطلبة يرجع على ماواه
ويلومني العذال على مطلب العلا = ويلومني من لا هواي هواه
وحن كعبة المضيوم إلى ما وزابنا = بخيره ولا نرضى بغير ارضاه
ولنا هضبة يأمن بها من نجيره = على رغم من ضده ومن عاداه
أجرنا بها الحيين من ضيم حقهم = وتوسع بهم عقب المضيق قضاه
وأجرنا بها أخو صافية يوم صدته = جميع النحايا والرفيق جفاه
وكم من دهتنا من خطوب ملمه = ولا لينت منا صليب جناه
صبرنا على صكات بقعا فعاننا = إله علا من فوق عرش سماه
شابت عوارضنا وثابت اعقولنا = ولا شايب إلا من يشيب نباه
على نصر مظلوم وعلى قمع ظالم =ومقام حق في رضا الإله
وربعي إلى ما جا من الدهر نايبة = إلى قلت قولٍ ما يرون سواه
------------------------------------------------------
الموضوع منقووول