المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كي يظل قلبك حياّ



امـ حمد
17-12-2010, 01:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كي يظل قلبك حياّ

القلب هو جوهر الحياة في الإنسان, فبحسب حياته, وسلامته ونقائه,تكون حياة الإنسان وسلامته ونقاؤه,ومن هنا فإن المسلم الحكيم هو من يفتش عن أسباب صلاح قلبه، وأسباب قوته وعافيته؛ لأنه يدرك أنه متى أمتلك قلبًا سليمًا من الآفات, فقد امتلك الحياة, وامتلك نقاءها وجمالها,إن قلبك هو مفتاح السعادة والغنى, ووعاء السلامة والهدى, ومصدر القوه,والرضى,كن صاحب عقيدة,فتوحيد الله جلّ وعلا نور يملأ القلوب,ويبصِّرها ويقويها,فهي أساس قوته وسلامته,ولا حياة للقلب إلا بالإيمان بالله , والسكينة في النفوس,ويولِّد فيها الثقة بالله، واليقين به ,فالإيمان بالله جلّ وعلا نور يسري في قلب المؤمن, يضيء له الطريق,فيرى به الأشياء على حقيقتها, القبيح قبيحًا, والحسن حسنًا, كما قال تعالى(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى,وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)وأن محل الهدى هو القلب, ولا يمكنه حمل الهدى إلا إذا كان فيه من الإيمان واليقين ما يؤهله لذلك, وعلى قدر معرفة المؤمن بربّه, ويقينه به,تكون بصيرته وخشيته وهدايته, ما يدل على أن قلب المؤمن أعقل حين سماع ذكر الله,وهو ما يجعله متأثرًا به,وأبصر بالآيات ,بعكس ضعيف الإيمان الذي مات إحساس قلبه,فلا يسمع ولا يعقل كما قال تعالى(أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا، وكما قال تعالى(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
فقلب المؤمن, قلب عاقل, لا تخدعه مظاهر الأشياء لأنه لا يرى بعينه فقط, وإنما بقلبه أيضًا, منور بتوحيد الله,فإنه أعقل بالآيات الكونية والشرعية,وأنه مع ثبوت الإيمان في القلوب, يزداد إيمانهم كلما تليت عليهم آيات الله، ويزداد خوفهم ووجلهم كلما ذكر الله, وهم في قلوبهم وسرهم متوكلون على الله,إن الإيمان بالله جلّ وعلا، والتوكل عليه، واليقين به يولِّد في القلب قوة، وبصيرة وعقلاً يزن بها الأمور, ويحقق بها الهدى ليعيش آمنًا من شرور الغي وطرق الردى,لكن سنة الله اقتضت أن يظل المؤمن في تنازع، ومكابدة ليظل قلبه ثابتًا على الإيمان والتقوى, لكن المؤمن مهما كانت قوة إيمانه؛ فلابد له من غفوة وضعف, فإنما سمي القلب لشدة تقلبه, وعدم ثبته على حاله,وما سمي الإنسان إلا لأنسه,ولا القلب إلا أنه يتقلب,وهذا التقليب الذي ، هو منشأ كون الإنسان موصوفًا بالظلم والغدر والخطأ, تغلبه الشهوة, ويطغى عليه النسيان كما يتمادى به الهوى والطغيان, وتغره المتاع, قال رسول الله (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)وليطلعه على رحمته إذا هو تبصَّر بذنبه وعاد إلى الله تائبًا طائعًا،وتجديد التوبة والإكثار من الاستغفار؛ فإنهما يطهران القلب من شوائب المعاصي وآثارها وسوادها،أن الذنوب تمرض القلوب,وتطمس بصيرتها, وتعطل عقلها, فاحرص على تطهير قلبك من أمراض المعاصي,باجتنابها,وملازمة التوبة والاستغفار لإبطال مضراتها, فإن قوة قلبك وسلامته مرهونة بصفائه ونقائه,
بالتوبة إلى الله والاستغفار من الذنب,ولإكثار من الحسنات، فإنهن يذهبن السيئات، فإن طهارة القلب من أمراضه,وخلوّه، من أعراضها, هو أعظم أسباب قوته ولينته ورقته وخشوعه, وصاحبه هو خير الناس وأحبهم, ومن نقاء القلوب,اجتناب الإثم، والبغي، والحسد,والتي ما أصابت قلبًا إلا ملأته سوءًا,وظلمة, وطمست نوره وأضعفت بصيرته,واعلم أن الحسد هو من الاعتراض على حكم الله سبحانه,من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد,لكن القلوب الحية بالإيمان تبصر شعاعه, فتعكسه وتطرده وترده خائبًا,لكن القلوب الضعيفة تستجيب,ولذلك قال تعالى(وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) والحسد, يعطل القلب من اكتساب أعظم الثواب، إذ القلب الخالي من الحسد مملوء بالخير؛ فلا تجد صاحبه إلا يحدث نفسه بفعل الخيرات، وإن عجز عنها,قد سارت به نيته الصافية, وحبه لنفع العباد,فوطن نفسك على الصبر، وجاهد نفسك في بذل النفع للعباد,تحسن إلى من أساء إليك، وتصل من قطعك,وتعطي من منعك,وتسامح من آذاك, فصبرك على الحسود, واحتمالك لأذاه, وإحسانك إليه, يوجب لك الخيرية والراحة والنصر,كما يمتص حسد الحاسد ويرده,أما القناعة والرضى بما كتبه الله من الرزق,فيوجب للقلب الغنى,ويولِّد فيه الطمأنينة,والسكينة,والقناعة متى سكنت القلوب,أصابها الخير كله,وسلمت من آفات الشح والحرص والبخل,

ارين
19-12-2010, 01:30 AM
جزاك الله خير يا أم حمد ..