تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العيد الوطني يوم من أيام الوفاء للوطن



رجل مثالي
19-12-2010, 09:08 AM
هذه الأيام نتذكر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر ومؤسسها وباني مجدها خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين حتى وفاته سنة 1013 م. كان الشيخ جاسم بجانب عمله في إدارة دفة الحكم متفوقا في: الخطابة والأدب والشعر والقضاء
وكل هذه الأعباء جعلت منه شخصية سياسية محنكة وفذة، تدير شؤون الحكم في البلاد بجانب القيام بالأعباء الأخرى مع اهتمامه بالعمل في تجارة اللؤلؤ التي جعلت منه شخصية معروفة على مستوى لخليج في مجال بيع وشراء اللؤلؤ الطبيعي. وقد التف الشعب القطري حول المؤسس للدفاع عن قطر وخاضوا معه الكثير من الحروب التي أبلى فيها شعبنا بلاء حسنا دفاعا عن أسوار وحدود الوطن، ولم يخشوا في الله لومة لائم. والمتتبع لسيرة ومسيرة الشيخ جاسم يجد مدى افتخاره واعتزازه بالدين الإسلامي الذي دافع عنه بشتى الطرق والوسائل، فعمل — رحمه الله — في تطبيق الشريعة والعمل بها في كافة شؤون الحياة، كما عمل
في القضاء أشاع الأمن والعدل بين سكان قطر وهذا ما كان ديدنه طوال
حياته وحتى وفاته. وقد عرف عنه أيضا حبه للمشاريع الخيرية والتطوعية فنشر الإسلام في الكثير من بقاع العالم، ووزع المصاحف والكتب الفقهية في شتى أرجاء الجزيرة العربية وما جاورها، كما أوقف الكثير من الأعمال الخيرية باسمه ومن حسابه الخاص لخدمة المسلمين، وساهم كذلك في بناء المساجد لوجه الله حرصا منه على تبليغ رسالته ونشرها في كل
مكان. التفاف الشعب القطري حول الحاكم: ¨ خلال الفترة التي حكم فيها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني دولة قطر استطاع الشعب القطري أن يضرب أفضل الأمثلة الحية في الشعب الوفي والمخلص لوطنه، وتؤكد الروايات والمصادر التاريخية أن القطريين خاضوا المعارك والغزوات الكثيرة دفاعا عن قطر في عهد الشيخ جاسم. وعندما بايعوه حاكما على قطر كانوا على ثقة بأنه سيكون نعم الحاكم ونعم القائد.. فالتفوا حوله وساندوه في السراء والضراء.. وقد سجل
التاريخ بأحرف من نور لشعب قطر هذه المواقف المشرفة التي ستظل تفتخر بها أجيال اليوم والأجيال المقبلة.. لأنها كانت تقوم على عدة مبادئ وأهداف منها: أولا: حب الأرض ثانيا: مؤازرة الحاكم ثالثا: تطبيق الشريعة رابعا: المساهمة في بناء الدولة خامسا: الدفاع عن الوطن في شتى الظروف سادسا: الاهتمام بالارتقاء بالمجتمع القطري اقتصاديا. لقد عرف عن المجتمع القطري في عهد الشيخ جاسم أنه كان يجعل مصدر رزقه من خلال العمل في البحر والغوص على اللؤلؤ، هذا من ناحية، وحياة البادية التي كانت مصدر الرزق الثاني بعد البحر منناحية أخرى. ورغم ذلك واجه الشعب القطري الكثير من الأزمات والكوارث البيئية أثناء مجتمع الغوص على اللؤلؤ وبخاصة قبل اكتشاف النفط.. ورغم ذلك كان الشعب القطري صبورا ومؤمنا بربه ومكافحا من اجل لقمة العيش. ومن هذه الكوارث التي واجهها الشعب القطري، وعرفت باسم السنة التي نذكر منها: سنة الرحمة — سنة الطاعون — سنة الجدري - — سنة
القحط (سنة الفقر) — سنة التعبير (أي تعبير الدواب) — سنة الدالوب (سنة الطبعة) — سنة موت السمك.. وغيرها. قطر اليوم والنظرة لمستقبل زاهر: © بعد اختيار دولة قطر لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم سنة 2022 م أصبح الكثير منا يطالب بعد صدور هذا القرار الذي أعلن في الثاني من ديسمبر 2010 م بأن نسعى إلى تكوين دولة عصرية وحديثة منفتحة
على العالم. وتهدف بشكل خاص إلى العمل على: — بناء بنية تحتية متميزة عن بقية الدول.
— العناية بتأسيس شبكة قطارات فريدة من نوعها. — إنشاء مطار دولي بمواصفات عالمية متميزة. — الاهتمام أكثر بعامل الهوية والتراث. — تأسيس المزيد من المتاحف والمؤسسات الثقافية مثل تأسيس متحف مشابه لمتحف اللوفر يكون مزارا للسياح والزائرين، فوجود
المتحف الإسلامي كمتحف يتيم لا يكفي ولابد من دراسة مثل هذه المشاريع السياحية الرائدة التي ستكسب قطر بكل تأكيد سمعة عالمية. — إنشاء دار للأوبرا. — إنشاء مركز لرعاية "حوار الحضارات" — التأكيد على الانفتاح بيننا وبين الشعوب الأخرى في شتى المجالات. — التواصل الحضاري بيننا أولا وبين الآخرين ثانيا بالصورة الصحيحة.
— إنشاء المزيد من الجامعات الوطنية. والخاصة في كل التخصصات
والعلوم الحديثة — الارتقاء بكادر الجيش والشرطة. — وضع خطة للتنمية الصحية.
— تقنين ومكافحة العمالة السائبة والهاربة — العمل على تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية في شتى المجالات وهي قضية مهمة وأساسية لبناء دولة عصرية تعتمد أولا وأخيرا على
مواطنيها. وفي الختام: نبارك لقطر قيادة وشعبا العيد الوطني.. ونتمنى أن تشهد السنوات المقبلة مزيدا من العمل الجاد مع عدم تكرار الأخطاء، فليس لدينا وقت لنضيعه، وقد جاءت الفرصة لنا لنبدع ونبتكر وننتج بكل ما أوتينا من قوة.. فنحن نمتلك رأس المال والقوى البشرية وأمامنا الكثير من العمل وعلينا عدم الالتفات للوراء.. فالوقت يسبقنا.. لنبدأ دون تردد أو
خوف.. حفظ الله قطر وشعبها وقيادتها من كيد الحاسدين والحاقدين. اللهم آمين.
ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي عندما تغنى بالوطن قائلا: اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي
نسي
ُ
يّامَ أ
َ
اُذكُرا لِي الصِبا وَأُ وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنه
نازَعَتني إلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
ؤادِ في سَلسَبيلٍ الفُ فا بِ وَهَ
مسِ شَ لِلسَوادِ مِن عَينِ
ٌ
ظَمَأ
شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفون


منقول جريدة الشرق