مغروور قطر
12-04-2006, 05:00 AM
متابعات اقتصادية - السوق يواصل ارتفاعه بتعقل
تاريخ النشر: الأربعاء 12 ابريل 2006, تمام الساعة 03:05 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
بقلم: بشير يوسف الكحلوت :
أشرت في معظم مقالاتي السابقة التي حملت رأياً محدداً في موضوع الأسهم إلى أن ذلك رأي يحتمل الصواب والخطأ، وأنه يعكس وجهة نظري الشخصية في الموضوع. وقد أخذني الحماس في مقال الأسبوع الماضي فتحدثت بثقة زائدة عن قناعتي بأن السوق بوجه عام قد تجاوز مرحلة الهبوط في وقت ما من شهر مارس، وأنه الآن في مرحلة ارتفاع. وقد زادتني التطورات التي حدثت على مدى الأيام الماضية اقتناعاً بصحة وجهة نظري هذه، فجئت اليوم كي أؤكدها، لإدراكي بأن ذلك يحمل بشارة طيبة لجماهير غفيرة من المتعاملين. وقد قررت مع ذلك أن أبين للقراء الأعزاء مقدماً أنها وجهة نظر شخصية قائمة على استقراء ظواهر الأمور ودلائلها، دون الاعتماد على أي معلومات رسمية من هنا أو هناك. وسأتناول في مقال اليوم جملة المؤشرات التي استند إليها في التأكيد على ما أقول.
أولاً: أن حصيلة أيام التداول الخمسة من الأربعاء الماضي وحتى مساء الثلاثاء قد أضافت للمؤشر 256 نقطة جديدة رفعته إلى نحو 9470 نقطة. وهذه الزيادة تضاف إلى 275 نقطة في الأسبوع الأول من إبريل وإلى 339 نقطة في كل شهر مارس. وإذن نحن أمام عملية تراكم هادئة أسبوعاً بعد أسبوع دونما مغالاة في الارتفاع أو تشنج في الهبوط. وقد استرد المؤشر الآن نحو 700 نقطة من النقاط التي خسرها بعد ارتفاعه القوي في الأسبوع الأول من مارس، وأصبح على مسافة 300 نقطة فقط من أعلى ارتفاع في تلك الفورة، وإذا ما أمكن تجاوز هذه النقاط على مدى أسبوع، فإنه يفتح المجال لمحاولة اختراق حاجز 10000 نقطة.
ثانياً: أن أداء السوق قد اختلف من شركة لأخرى، فهو ارتفاع قوي في عدد من الشركات، وارتفاع أقل وبدرجات متفاوتة في شركات أخرى، ومراوحة أو انخفاض محدود في شركات أخرى، مع ملاحظة أن حجم التداول معبراً عنه بعدد الأسهم المتداولة وقيمتها قد ارتفع ووصل بالأمس إلى 8.4 مليون سهم وما قيمته 512 مليون ريال، وهو أداء متوسط بين القوي والضعيف، وهذه سمة الأسواق الطبيعية التي ليست في حالة إنهيار ولا في حالة فوران.
ثالثاً: أن مجمل التحركات الظاهرة على شاشة عرض الأسعار توحي بأن هناك عودة حقيقية للسوق من جانب أعداد متزايدة من المتعاملين الذين خرجوا في وقت سابق، بعد أن اقتنعوا بأن السوق في حالة ارتفاع في الوقت الراهن. وفي الوقت ذاته فإن هناك بوادر تغيير مراكز ما بين شركة وأخرى، سعياً من المتعاملين للتخلي عن بعض الأسهم التي لا ترتفع أسعارها بشكل مقنع، والانتقال إلى أسهم شركات أكثر ميلاً للارتفاع.
رابعاً: أن الأرباح التي أعلن عنها بنك قطر الوطني عن فترة الربع الأول من العام كانت ضخمة بشكل بدد المخاوف التي كانت تتحدث عن احتمال تراجع أرباح الشركات هذا العام بعد الأداء القياسي الذي تحقق في العام 2005.
خامساً: أن هناك جهوداً حقيقية تبذلها الجهات المعنية في الحكومة من أجل إزالة العوامل المسببة لفقدان الثقة في السوق والأسعار، وأن من بين هذه الجهود الملموسة آثارها عدم التعجل في إدراج اسهم مصرف الريان، وعدم التعجل في طرح أسهم بنك الخليج التجاري للاكتتاب، مع مرور عملية الاكتتاب في أسهم شركة إسمنت الخليج بيسر وسلاسة على عكس ما انطبع في الأذهان من علاقة سلبية بين الاكتتابات الجديدة وأسعار الأسهم في السوق.
خامساً: في مقابلة تلفزيونية مع السيد محمد مندني مساعد مدير البنك التجاري (برنامج إحداثيات اقتصادية يوم الأحد 9 أبريل) صرح السيد مندني رداً على سؤال عن الصناديق، بأن بدء الترخيص للصناديق في العام الماضي قد جاء في وقت الذروة بالنسبة لأسعار الأسهم مما دفع الكثيرين عن الإحجام عن التأسيس، في حين أن مثل هذا الإجراء بات ممكناً الآن في ظل الأسعار الراهنة. وهذا التصريح من مسؤول مصرفي كبير يشير إلى امكانية تزايد الطلب على الأسهم في الأسابيع القادمة بتأثير هذا العامل.
سادساً: أن أسعار النفط قد عادت هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى لها قريباً من 70 دولاراً للبرميل، وهو ما يعزز من وضع السيولة في الاقتصاد القطري، خاصة وأن الموازنة العامة للدولة للعام الجديد تحمل أرقاماً هي الأخرى قياسية بكل المقاييس.
والخلاصة أن السوق يواصل ارتفاعه بثقة وبتعقل، وأن بعض الشركات تسبق غيرها في هذا المجال استناداً لما هو متاح من معطيات عن واقع كل شركة على حدة ، وهذا الأمر لا يعني تفاوتاً مطلقاً فقد تتوقف أسعار بعض الشركات في الغد عن الارتفاع وتنطلق أسعار أسهم شركات أخرى وهذا هو حال السوق الطبيعي.
تاريخ النشر: الأربعاء 12 ابريل 2006, تمام الساعة 03:05 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
بقلم: بشير يوسف الكحلوت :
أشرت في معظم مقالاتي السابقة التي حملت رأياً محدداً في موضوع الأسهم إلى أن ذلك رأي يحتمل الصواب والخطأ، وأنه يعكس وجهة نظري الشخصية في الموضوع. وقد أخذني الحماس في مقال الأسبوع الماضي فتحدثت بثقة زائدة عن قناعتي بأن السوق بوجه عام قد تجاوز مرحلة الهبوط في وقت ما من شهر مارس، وأنه الآن في مرحلة ارتفاع. وقد زادتني التطورات التي حدثت على مدى الأيام الماضية اقتناعاً بصحة وجهة نظري هذه، فجئت اليوم كي أؤكدها، لإدراكي بأن ذلك يحمل بشارة طيبة لجماهير غفيرة من المتعاملين. وقد قررت مع ذلك أن أبين للقراء الأعزاء مقدماً أنها وجهة نظر شخصية قائمة على استقراء ظواهر الأمور ودلائلها، دون الاعتماد على أي معلومات رسمية من هنا أو هناك. وسأتناول في مقال اليوم جملة المؤشرات التي استند إليها في التأكيد على ما أقول.
أولاً: أن حصيلة أيام التداول الخمسة من الأربعاء الماضي وحتى مساء الثلاثاء قد أضافت للمؤشر 256 نقطة جديدة رفعته إلى نحو 9470 نقطة. وهذه الزيادة تضاف إلى 275 نقطة في الأسبوع الأول من إبريل وإلى 339 نقطة في كل شهر مارس. وإذن نحن أمام عملية تراكم هادئة أسبوعاً بعد أسبوع دونما مغالاة في الارتفاع أو تشنج في الهبوط. وقد استرد المؤشر الآن نحو 700 نقطة من النقاط التي خسرها بعد ارتفاعه القوي في الأسبوع الأول من مارس، وأصبح على مسافة 300 نقطة فقط من أعلى ارتفاع في تلك الفورة، وإذا ما أمكن تجاوز هذه النقاط على مدى أسبوع، فإنه يفتح المجال لمحاولة اختراق حاجز 10000 نقطة.
ثانياً: أن أداء السوق قد اختلف من شركة لأخرى، فهو ارتفاع قوي في عدد من الشركات، وارتفاع أقل وبدرجات متفاوتة في شركات أخرى، ومراوحة أو انخفاض محدود في شركات أخرى، مع ملاحظة أن حجم التداول معبراً عنه بعدد الأسهم المتداولة وقيمتها قد ارتفع ووصل بالأمس إلى 8.4 مليون سهم وما قيمته 512 مليون ريال، وهو أداء متوسط بين القوي والضعيف، وهذه سمة الأسواق الطبيعية التي ليست في حالة إنهيار ولا في حالة فوران.
ثالثاً: أن مجمل التحركات الظاهرة على شاشة عرض الأسعار توحي بأن هناك عودة حقيقية للسوق من جانب أعداد متزايدة من المتعاملين الذين خرجوا في وقت سابق، بعد أن اقتنعوا بأن السوق في حالة ارتفاع في الوقت الراهن. وفي الوقت ذاته فإن هناك بوادر تغيير مراكز ما بين شركة وأخرى، سعياً من المتعاملين للتخلي عن بعض الأسهم التي لا ترتفع أسعارها بشكل مقنع، والانتقال إلى أسهم شركات أكثر ميلاً للارتفاع.
رابعاً: أن الأرباح التي أعلن عنها بنك قطر الوطني عن فترة الربع الأول من العام كانت ضخمة بشكل بدد المخاوف التي كانت تتحدث عن احتمال تراجع أرباح الشركات هذا العام بعد الأداء القياسي الذي تحقق في العام 2005.
خامساً: أن هناك جهوداً حقيقية تبذلها الجهات المعنية في الحكومة من أجل إزالة العوامل المسببة لفقدان الثقة في السوق والأسعار، وأن من بين هذه الجهود الملموسة آثارها عدم التعجل في إدراج اسهم مصرف الريان، وعدم التعجل في طرح أسهم بنك الخليج التجاري للاكتتاب، مع مرور عملية الاكتتاب في أسهم شركة إسمنت الخليج بيسر وسلاسة على عكس ما انطبع في الأذهان من علاقة سلبية بين الاكتتابات الجديدة وأسعار الأسهم في السوق.
خامساً: في مقابلة تلفزيونية مع السيد محمد مندني مساعد مدير البنك التجاري (برنامج إحداثيات اقتصادية يوم الأحد 9 أبريل) صرح السيد مندني رداً على سؤال عن الصناديق، بأن بدء الترخيص للصناديق في العام الماضي قد جاء في وقت الذروة بالنسبة لأسعار الأسهم مما دفع الكثيرين عن الإحجام عن التأسيس، في حين أن مثل هذا الإجراء بات ممكناً الآن في ظل الأسعار الراهنة. وهذا التصريح من مسؤول مصرفي كبير يشير إلى امكانية تزايد الطلب على الأسهم في الأسابيع القادمة بتأثير هذا العامل.
سادساً: أن أسعار النفط قد عادت هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى لها قريباً من 70 دولاراً للبرميل، وهو ما يعزز من وضع السيولة في الاقتصاد القطري، خاصة وأن الموازنة العامة للدولة للعام الجديد تحمل أرقاماً هي الأخرى قياسية بكل المقاييس.
والخلاصة أن السوق يواصل ارتفاعه بثقة وبتعقل، وأن بعض الشركات تسبق غيرها في هذا المجال استناداً لما هو متاح من معطيات عن واقع كل شركة على حدة ، وهذا الأمر لا يعني تفاوتاً مطلقاً فقد تتوقف أسعار بعض الشركات في الغد عن الارتفاع وتنطلق أسعار أسهم شركات أخرى وهذا هو حال السوق الطبيعي.