مغروور قطر
13-04-2006, 05:24 AM
متداولون يدخلون دنيا الملايين .. وآخرون إلى الطوارئ
«اضرب واهرب» في سوق الأسهم
ابراهيم عقيلي (جدة)-تصوير: عبدالسلام السلمي
الأسهم.. مفاجآتها.. احلامها ثم «صدماتها»، صارت هي الشغل الشاغل لأكثر من عشرة ملايين مواطن في مجالس أنسهم وسمرهم، ودخل المقيمون في الحلبة ولا يكاد يخلو تجمع أو لقاء من «سيرة الاسهم» وحكاياتها التي لا تنتهي.. عندما يضيء المؤشر باللون الاخضر ترتاح النفس وتتعالى الضحكات وتتمدد الاماني.. ولمّا «يحمّر» اللون تتبدل المشاعر.. من فرح غامر الى حزن ووجع..
السوق متاح للكل.. من يعلم ومن لا يعلم، والكل «يفتي» فيه، فما عادت المصطلحات الاقتصادية وفنونها حكراً على رجال المال والاعمال والعقار.. وكم من موظف متواضع الحال اصبح الآن من الميسورين.. وكم من ميسور صار يتخبط يسرة ويمنة بعد ان قالت الاسهم قولتها..
البداية الحقيقية للأسهم في السعودية كانت في عام 1934 من خلال الشركة العربية للسيارات وشركة الكهرباء وفي عام 1980 تم انشاء سوق للأسهم السعودية وكلفت لجنة وزارية ومؤسسة النقد لتقوم بالاشراف على الأمر.
750 مليارا
في عام 1990 تم تشغيل نظام الكتروني سريع لتسوية اجراءات بيع وشراء الاوراق المالية.. اما التطور الحقيقي لهذا السوق فكان في عام 2001 عندما تم تأسيس نظام الكتروني متقدم لبيع وشراء الاسهم حيث وصل عدد الشركات المدرجة 72 شركة وارتفع حجم رأس المال في السوق الى 750 مليار ريال..
وبدأ مؤشر السوق يتضاعف في عام 2004 ليغلق عند 8206 نقاط.. ثم كسر حاجز العشرة الاف نقطة وصولا الى 12 الف نقطة في هذا العام..
حُلم موظف بريد
قصص وحكايات مثيرة تتداولها صالات «التداول»، منها تجارب ناجحة وأخرى محبطة ومحزنة فكلما فتحت الاسهم الباب امام الاحلام اصابت آخرين بالخيبة والخسران..
موظف بريد يتقاضى خمسة الاف {«لجونة» و«سبوكة» أسماء دلال للشركات الرابحة و10 ملايين يخوضون اللعبة يومياً ريال راتبا شهريا ويتكفل بأسرة قوامها ستة اشخاص، تلقف فكرة الاسهم من أحد معارفه ودخل السوق باسماء افراد اسرته وجنى مبلغاً محترماً في فترة قصيرة.. وشجعه ذلك الى اقتراض مائة ألف من أحد البنوك.. وبعد جولات في السوق خرج بتجارب ناجحة.. وتضاعفت ارباحه برغم بعض الخسائر الطفيفة وصار في حسابه مبلغا لم يكن يحلم به.
السيدات والاسهم
ولم تسع الفرحة «علي» عندما تضاعفت مساهمته وكسب ارباحاً طائلة بعد ان غامر ببيع قطعة ارض كان ورثها، ثم اقترض من احد البنوك.. وادخل زوجته في لعبة الاسهم واشترى لها جهاز كمبيوتر وهو مداوم على متابعة الامر من «المكتب» فيما تشغل الزوجة نفسها بمتابعة السوق عبر النت من منزلها!
حظ عاثر
الحظ العاثر وقف حائلاً أمام «سعيد» فقد خرج خاسراً وقرر عدم العودة مكتفياً بخسارته والتفرغ لسداد قيمة القرض.. يقول الرجل: ذهبت منتشياً للبنك وطلبت قرضاً بقيمة مائة الف ريال للمضاربة في الاسهم المحلية وبعد أقل من شهر وجدت ان المبلغ المخصص للمضاربة فقد نحو 20%.. حاولت الاستمرار عدة مرات فوجدت نفسي ادور في محور واحد وسارعت اثر ذلك بتحويل الخطة من مضاربة يومية الى استثمار طويل الاجل.
«لجونة» و«سبوكة»
أحد المستثمرين في الاسهم واسمه «عبدالعزيز» تطرق الى جانب فارق ولطيف في السوق وهي ان المستثمرين والمضاربين يعمدون الى «تدليل» بعض المحافظ المحببة الى قلوبهم فمثلاً يطلقون على «لجين».. «لجونة».. وعلى سابك «سبوكة» و«توتو» على تهامة!
والعكس من ذلك فان هناك اسهما تطلق عليها اسماء «عقارب» وبعض مسميات السخط!
والمضاربون في كل الاحوال يفضلون الربح السريع ويقولون عن ذلك «اضرب واهرب».. ويعني ذلك البحث عن شركة المضاربة دون التقصي عن أوضاعها وقوتها..
تقاعد مبكر
يقول «يحيى» انه قضى نحو عقدين من الزمان موظفاً في احد القطاعات الحكومية ولم يستطع طوال فترة خدمته توفير مبلغ كالذي حصل عليه من الاسهم.. واخيراً شعر ان وظيفته الحكومية تعيق تحقيق طموحه سيما انه مرتبط بساعات دوام صباحية فاضطر الى طلب تقاعد مبكر ليتفرغ لصالات التداول والمضاربة.. ولم يندم على خطوته بعد ان تجاوز رأسماله سقف نصف المليون ريال في فترة وجيزة!
وداعاً للعقار
اللافت في لعبة الاسهم ان العقاريين هجروا نشاطهم وفضلوا صالات التداول.. ويقول عن ذلك العقاري عبدالله: بالرغم من المخاطر المحتملة الا ان اغلب تجار العقار فضلوا الاتجاه بمدخراتهم الى الاسهم بحثاً عن الارباح السريعة، ويعتبر عبدالله ان الارتفاعات القياسية في الاسهم ليس بالأمر الصحي.
ولا يختلف سمير البندقجي عن زميله ويقول ان العقاريين يعيشون هذه الايام طفرة كبرى قد لا تتكرر ويقول انه شخصياً جمّد انشطته العقارية واتجه الى الاسهم ولكنه على قناعة تامة رغم كل ذلك انه لا غنى عن سوق العقار.
من داخل الصالات
في صالات التداول عالم آخر، صمت ووجوم، ترقب وانتظار، لا وقت للراحة.
ويروي موظفو تداول الاسهم قصصاً وحكايات عن حال المتداولين، فهناك من يقوم دون شعور منه بالضرب على الطاولة بعد رؤية اسهمه المنهارة.
ومنهم من يصرخ فرحاً.. ويقول الموظف محمد الغامدي ان الامزجة في الصالة تكون في اغلب الاحوال متقلبة، فالمبتدئ في السوق يأتي طالباً فتح محفظة استثمارية وبعد اشهر تجده متسيداً طاولة التداول بلا خبرة!
وهناك متداولون يصابون بحالات غيبوبة مثل ذلك الذي سقط فجأة بسبب خسائره ونقل الى الطوارئ بالاسعاف.
«اضرب واهرب» في سوق الأسهم
ابراهيم عقيلي (جدة)-تصوير: عبدالسلام السلمي
الأسهم.. مفاجآتها.. احلامها ثم «صدماتها»، صارت هي الشغل الشاغل لأكثر من عشرة ملايين مواطن في مجالس أنسهم وسمرهم، ودخل المقيمون في الحلبة ولا يكاد يخلو تجمع أو لقاء من «سيرة الاسهم» وحكاياتها التي لا تنتهي.. عندما يضيء المؤشر باللون الاخضر ترتاح النفس وتتعالى الضحكات وتتمدد الاماني.. ولمّا «يحمّر» اللون تتبدل المشاعر.. من فرح غامر الى حزن ووجع..
السوق متاح للكل.. من يعلم ومن لا يعلم، والكل «يفتي» فيه، فما عادت المصطلحات الاقتصادية وفنونها حكراً على رجال المال والاعمال والعقار.. وكم من موظف متواضع الحال اصبح الآن من الميسورين.. وكم من ميسور صار يتخبط يسرة ويمنة بعد ان قالت الاسهم قولتها..
البداية الحقيقية للأسهم في السعودية كانت في عام 1934 من خلال الشركة العربية للسيارات وشركة الكهرباء وفي عام 1980 تم انشاء سوق للأسهم السعودية وكلفت لجنة وزارية ومؤسسة النقد لتقوم بالاشراف على الأمر.
750 مليارا
في عام 1990 تم تشغيل نظام الكتروني سريع لتسوية اجراءات بيع وشراء الاوراق المالية.. اما التطور الحقيقي لهذا السوق فكان في عام 2001 عندما تم تأسيس نظام الكتروني متقدم لبيع وشراء الاسهم حيث وصل عدد الشركات المدرجة 72 شركة وارتفع حجم رأس المال في السوق الى 750 مليار ريال..
وبدأ مؤشر السوق يتضاعف في عام 2004 ليغلق عند 8206 نقاط.. ثم كسر حاجز العشرة الاف نقطة وصولا الى 12 الف نقطة في هذا العام..
حُلم موظف بريد
قصص وحكايات مثيرة تتداولها صالات «التداول»، منها تجارب ناجحة وأخرى محبطة ومحزنة فكلما فتحت الاسهم الباب امام الاحلام اصابت آخرين بالخيبة والخسران..
موظف بريد يتقاضى خمسة الاف {«لجونة» و«سبوكة» أسماء دلال للشركات الرابحة و10 ملايين يخوضون اللعبة يومياً ريال راتبا شهريا ويتكفل بأسرة قوامها ستة اشخاص، تلقف فكرة الاسهم من أحد معارفه ودخل السوق باسماء افراد اسرته وجنى مبلغاً محترماً في فترة قصيرة.. وشجعه ذلك الى اقتراض مائة ألف من أحد البنوك.. وبعد جولات في السوق خرج بتجارب ناجحة.. وتضاعفت ارباحه برغم بعض الخسائر الطفيفة وصار في حسابه مبلغا لم يكن يحلم به.
السيدات والاسهم
ولم تسع الفرحة «علي» عندما تضاعفت مساهمته وكسب ارباحاً طائلة بعد ان غامر ببيع قطعة ارض كان ورثها، ثم اقترض من احد البنوك.. وادخل زوجته في لعبة الاسهم واشترى لها جهاز كمبيوتر وهو مداوم على متابعة الامر من «المكتب» فيما تشغل الزوجة نفسها بمتابعة السوق عبر النت من منزلها!
حظ عاثر
الحظ العاثر وقف حائلاً أمام «سعيد» فقد خرج خاسراً وقرر عدم العودة مكتفياً بخسارته والتفرغ لسداد قيمة القرض.. يقول الرجل: ذهبت منتشياً للبنك وطلبت قرضاً بقيمة مائة الف ريال للمضاربة في الاسهم المحلية وبعد أقل من شهر وجدت ان المبلغ المخصص للمضاربة فقد نحو 20%.. حاولت الاستمرار عدة مرات فوجدت نفسي ادور في محور واحد وسارعت اثر ذلك بتحويل الخطة من مضاربة يومية الى استثمار طويل الاجل.
«لجونة» و«سبوكة»
أحد المستثمرين في الاسهم واسمه «عبدالعزيز» تطرق الى جانب فارق ولطيف في السوق وهي ان المستثمرين والمضاربين يعمدون الى «تدليل» بعض المحافظ المحببة الى قلوبهم فمثلاً يطلقون على «لجين».. «لجونة».. وعلى سابك «سبوكة» و«توتو» على تهامة!
والعكس من ذلك فان هناك اسهما تطلق عليها اسماء «عقارب» وبعض مسميات السخط!
والمضاربون في كل الاحوال يفضلون الربح السريع ويقولون عن ذلك «اضرب واهرب».. ويعني ذلك البحث عن شركة المضاربة دون التقصي عن أوضاعها وقوتها..
تقاعد مبكر
يقول «يحيى» انه قضى نحو عقدين من الزمان موظفاً في احد القطاعات الحكومية ولم يستطع طوال فترة خدمته توفير مبلغ كالذي حصل عليه من الاسهم.. واخيراً شعر ان وظيفته الحكومية تعيق تحقيق طموحه سيما انه مرتبط بساعات دوام صباحية فاضطر الى طلب تقاعد مبكر ليتفرغ لصالات التداول والمضاربة.. ولم يندم على خطوته بعد ان تجاوز رأسماله سقف نصف المليون ريال في فترة وجيزة!
وداعاً للعقار
اللافت في لعبة الاسهم ان العقاريين هجروا نشاطهم وفضلوا صالات التداول.. ويقول عن ذلك العقاري عبدالله: بالرغم من المخاطر المحتملة الا ان اغلب تجار العقار فضلوا الاتجاه بمدخراتهم الى الاسهم بحثاً عن الارباح السريعة، ويعتبر عبدالله ان الارتفاعات القياسية في الاسهم ليس بالأمر الصحي.
ولا يختلف سمير البندقجي عن زميله ويقول ان العقاريين يعيشون هذه الايام طفرة كبرى قد لا تتكرر ويقول انه شخصياً جمّد انشطته العقارية واتجه الى الاسهم ولكنه على قناعة تامة رغم كل ذلك انه لا غنى عن سوق العقار.
من داخل الصالات
في صالات التداول عالم آخر، صمت ووجوم، ترقب وانتظار، لا وقت للراحة.
ويروي موظفو تداول الاسهم قصصاً وحكايات عن حال المتداولين، فهناك من يقوم دون شعور منه بالضرب على الطاولة بعد رؤية اسهمه المنهارة.
ومنهم من يصرخ فرحاً.. ويقول الموظف محمد الغامدي ان الامزجة في الصالة تكون في اغلب الاحوال متقلبة، فالمبتدئ في السوق يأتي طالباً فتح محفظة استثمارية وبعد اشهر تجده متسيداً طاولة التداول بلا خبرة!
وهناك متداولون يصابون بحالات غيبوبة مثل ذلك الذي سقط فجأة بسبب خسائره ونقل الى الطوارئ بالاسعاف.