R 7 A L
27-12-2010, 08:19 AM
لدي اليوم في جعبتي عدد من الفقرات التي أود أن يشاركني القراء الرأي بها حول عدد من الموضوعات ذات الأهمية والشأن المحلي وجديرة بتناولها بالطرح والمناقشة.
حرية الرأي والمناقشة في قطر
يعيش المواطن القطري في دولة تكفل الحريات المسؤولة لكل مواطن ومقيم على أرضها وتضمن له الحقوق في دستورها المنبثق من الشريعة الإسلامية ومن المنظمات العالمية ذات الصلة بحقوق الإنسان المدنية. نتمتع في قطر بحرية الفكر وحرية الرأي وحرية التعبير وحرية الإبداع. ويتميز المواطن القطري انه يؤكد على الإيجابيات ويتناول السلبيات موضع الطرح والمناقشة يوميا في مجلسه وبيته ومكان عمله وكل مكان عام يتواجد فيه. يتكلم المواطنون القطريون بكل راحة وشفافية ولا شيء يمنعهم. الصغير منهم قبل الكبير. والجاهل منهم قبل المتعلم والمرأة قبل الرجل والمقيم قبل المواطن في بلد يثمن حرية الرأي والرأي الآخر ويسمح بالأمر في الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والالكترونية. وقديماً قال ديكارت؛ مفكر فرنسي: « أنا أفكر أنا موجود» وأضيف عليه كمواطنة قطرية: « أنا أفكر، أنا موجود في قطر».
بعض المواطنين تجدهم حين تجالسهم وتتحدث معهم عن الحياة الحديثة والانفتاح على العالم تجدهم تأخذهم الحمية وكأننا أتينا بموضوع ضرب لديهم على الوتر الحساس. فسؤال مثل: « قول اللي في خاطرك» يجعلنا نفضفض ونتكلم في أمور نتمنى مناقشتها والأخذ بالسلبيات من أجل تلافيها والنظر فيها. « قول اللي في خاطرك» يجعل المواطنين يتكلمون بكل صراحة وشفافية. يقصدون بها تطوير البلد وحماية قطر والحفاظ عليها وعلى قيم المجتمع النبيلة من قيم دينية واجتماعية وثقافية وغيرها. ويتميز القطريون بالصراحة في القول والمبادرة والمبادأة ومن عميق محبتهم لقطر فإنهم يتمنون أن تكون الأفضل في كل شيء ويغيرون على قطر كأنها ابنتهم وليس بلدتهم فقط.
والمناقشات اليومية التي تنبض بواقع الشارع المحلي تبرز على ألسنة المواطنين الذين يثرون نقاشاتهم بآمال وطموحات ورغبات للتطوير على مستوى الأداء المؤسساتي وعلى مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. أحدى المواطنات الأمهات وجدتها في إحدى المراكز الصحية تشكو سوء الخدمة المقدمة لها من مستشفى حمد العام وأنها تجد راحتها في المركز الصحي التابع لمنطقتها ولكن تتمنى لو تكون فيه خدمات أكثر على مستوى العلاج وليس فقط الرعاية الأولية أو تطعيمات وقياس ضغط وحرارة وعلاج أسنان. فردت عليها إحدى الموظفات القطريات:( إنتي كله تتحلطمين وبس؛ ما في يعجبك؟ ). فالمسألة ليست أن ( تتحلطم ) الأم المواطنة القطرية بقدر ما هي رغبة داخلية أكيدة في أن تأمل الأفضل والأفضل لبلادها في خدمات بلادها الموجهة للمواطنين والمقيمين على حد سواء. ولكن تأخذ الطريقة العفوية وطريقة الشكوى الشفوية مع الموجودين من أجل أن تصل إلى مستوى الرضا بأن بلادها تستمع للمواطن وأن تكرار الملاحظات منها ومن غيرها يجعل من بيده المسؤولية ينتبه إلى نقطة النقاش وموضع النقص. فقد تعود المواطنون على التحدث بحرية ويقولون «اللي في خاطرهم» من فرط حبهم لبلادهم وليس الإساءة إليها. وحين يتحين المواطن فرصة الالتقاء بأحد المسؤولين الكبار فإنه ينقل له بكل عفوية وصدق جزء من الصورة الواقعية عن مؤسسته أو شركته ونقاط الاختلاف بينها وبين المتعاملين معها من باب النصح والحرص على بلاده ومن باب الأمل بتحسين الخدمات وليس من أجل ذكر السلبيات فقط أو «التحلطم» فقط.
برامج البث المباشر وخواطر المواطنين
يجد المواطنون القطريون كشريحة كبيرة من المستمعين القطريين وغير القطريين راحة كبيرة في الاتصال بالبرنامج الإذاعي الشهير( وطني الحبيب صباح الخير) كأشهر البرامج الجماهيرية التي تتلقى اتصالات يومية تتناول وتطرح جوانب حياتية مختلفة الشأن والطرح. وقد اشتهر البرنامج لكونه يتلقى المكالمات بعفوية ويستطيع المتصل أن يطرح ما لديه من موضوع أو مشكلة أو ملاحظة دون تردد ودون خوف، ويعلم أن قطر كلها تستمع إلى البرنامج؛ فالقيادة القطرية يهمها الشان المحلي ويهمها أن تأخذ بالملاحظات الجادة ويهمها رأي المواطنين، ويعلم المتصل أيضاً أن المسؤولين يستمعون إلى البرنامج من خلال قنوات الاتصال والإعلام لديهم. فيبث المتصل خواطره وملاحظاته على سجيته وفطرته وعفويته ويقول اللي في خاطره. وهذا سر نجاح برنامج «وطني الحبيب صباح الخير» كذلك فإن قوة بقية البرامج ترجع إلى قوة الاتصالات والمتحدثين وقوة القضايا المطروحة للنقاش. أذكر في هذا السياق برنامج « قضايا ساخنة» للأستاذ عبدالعزيز السيد الذي يطرح العديد من القضايا على مستوى الوطن العربي والخليج وعلى المستوى المحلي.كذلك برنامج « لكم القرار» التليفزيوني يتميز بالجرأة في الطرح والمباشرة في توجيه الأسئلة بكل عفوية تجاه المسؤولين ضيوف الحلقة بلا رقيب ولا تجاوز ولا مقص يقطع في الحوارات». كذلك برنامج « الدار» فإنه يتميز بالجرأة في الطرح من قبل المذيع اللامع حسن الساعي الذي يتناول يوماً بيوم موضوعات الشأن المحلي ومتفرقات تمس الشارع القطري وتهم المواطن والمقيم على أرض قطر ويتناول موضوعات الكتاب المحليين في الصحف ويناقش معهم موضوع الزاوية أو المقالة ويستضيف المسؤولين. حيث يعتبر برنامج «الدار» من أشهر البرامج التليفزيونية التي تمس موضوعات متفرقة في غاية الأهمية.
شواهد غير مرغوب بها في المجتمع القطري
برزت في المجتمع القطري بعض من الجوانب التي أصبحت شواهد تقض مضاجع المواطنين الذين ينقلون إلينا نحن الكتاب بعض منها و يأملون مناقشتها.
أحد أبرز هذه الشواهد هي المزاحمة في الخدمات والفرص بين المواطنين والأجانب من غير القطريين والذين بدأوا يزاحمون القطري في كل جوانب حياته بل ويظهرون وكأنهم هم أهل البلد وأن القطريين يعيشون كالغرباء في بلدهم. أحد المواطنين يندد بالانفتاح على العالم والسماح بالوافدين بالتدفق إلى قطر ومزاحمة القطريين في أعمالهم وحياتهم وأصبحوا يعيشون وسط أجواء من المنافسة غير المتكافئة بين المواطن القطري وغير القطري والفرص غير المتكافئة. أنا في الحقيقة مع المواطن القطري في وجهة نظره في ظاهرة التزاحم بيننا وبين غير القطريين ليس من باب المفاضلة أو من باب أن جنسية أفضل من أخرى لا؛ ولكن من باب عدم القدرة على المعيشة في ظل عدم التكافؤ بيننا وبين الأجانب في تلقي الخدمات بشكل عام ؟ كيف لنا في دولة عصرية حديثة غنية لا يجد المواطن القطري سريراً يرتاح عليه قبل خضوعه لعملية جراحية؟ كيف لا تجد المواطنة القطرية غرفةً ترتاح فيها بعد خضوعها لعملية ولادة؟ كيف يمكن أن نتصور أن مواطناً قطرياً لا يجد قوت يومه لأبناءه؟ كيف يمكن أن نتصور أن مواطناً قطرياً يسكن في منزل شعبي متهالك لا يملك المال لتحسين ظروفه المعيشية؟ كيف لنا أن نتصور مواطنة قطرية أرملة ذات عيال راتبها من الشؤون لا يغطي نفقاتها ونفقات عيالها؟. كيف لنا أن نتصور مواطنا قطريا يحمل نفس الشهادة التي يحملها الأجنبي فيشتغل الأجنبي بشهادته بنفس الجهة التي كان يتمنى المواطن القطري أن يعمل بها؟.
قول اللي في خاطرك يا المواطن القطري؟
من أبرز ما يدور في خواطر المواطنين أنقلها كما سمعتها وقرأتها وكما أثيرت أمامي كمواقف:
1-غالبية المواطنين القطريين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط مديونون والأكثر حرصاً منهم أيضاً مديون ليس من سوء تقدير أو تدبير ولكن يضطرون إلى الاستدانة من أجل تغطية نفقات معيشتهم ومن أجل تدبير مسكن العمر ويأملون اسقاط جزء من الديون عنهم ودراسة أوضاعم واستحقاقهم لإسقاط الديون.
2-غلاء المعيشة وارتفاع أسعار معظم المواد التموينية والاستهلاكية ومواد البناء. فالأسعار مولعة نار والخوف من زيادة أسعارها أكثر. وهذا لا يشعر به المواطنةن التجار والهوامير وكبار المسؤولين ولكن يشعر به المواطنون من ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة. ويأملون تدخل إدارة حماية المستهلك وتدخل الحكومة في الأمر حتى لا تصبح قطر مثل اليابان كدولة غنية لكن شعبها يكتوي بنار المعيشة المرتفعة.
3-عدم استطلاع رأي المواطنين في التغييرات الجذرية قبل تطبيقها. فمثلا يرى غالبية المواطنين القطريين فرض فكرة المدارس المستقلة على أبنائهم كأسلوب تعليمي مفروض عليهم بلا خيارات أخرى في إشارة إلى إلغاء المدارس الحكومية، وعدم شمولية المواطنين العاملين في القطاع الحكومي بفرصة التمتع بالكوبونات التعليمية للمدارس الأجنبية الخاصة.
4-راتب التقاعد لا يكفي في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وإن قاس المواطن القطري مصاريفه بالسنتميتر والكيل والمكيال. ووضع القطري بعد التقاعد معروف ولا يحتاج إلى أدلة ودراسات حالة. إذا كان اجمالي الراتب بالأساسي والعلاوات والبدلات لا يغطي تكاليف الحياة المرتفعة فكيف بالراتب بعد التقاعد؟ وهل يخفى هذا الأمر عن الذين لا يقتعنون بأن الراتب لا يغطي المصاريف والتكاليف ؟ وهل الراتب الأساسي والعلاوة الاجتماعية تشفع للمتقاعدين لتدبير حياتهم بعد التقاعد ؟ وهل يخفى على البلد أوضاع المتقاعدين لاسيما بعد تحويل أعداد كبيرة من المواطنين الموظفين إلى مقصلة التقاعد المبكر بحجة عدم وجود شواغر عمل مناسبة لهم؟.
5-لماذا هيئة التقاعد تقتطع 5% من الراتب لدى الموظفين القطريين ؟ ما الهدف من ذلك؟ لماذا أصلاً يتم الاقتطاع من راتبنا؟ ألا نستحق مكافأة عن التقاعد ونهاية الخدمة دون استقطاع؟ ولماذا حين يسري علينا نظام التقاعد لا يمكن الجمع بين راتب التقاعد ومكافأة نهاية الخدمة؟ لماذا نربط موضوع التحويل إلى التقاعد بموضوع عدم استحقاق مكافأة نهاية الخدمة ؟
6-الواسطة التي تقض مضاجع المواطنين وتضيع الفرص على المجتهدين والمستحقين. فقد أصبحت الواسطة اليوم مثل الداء العضال. ولم تعد تغني الخبرة ولا المؤهلات ولا السيرة ولا شيء دون واسطة. وبعض المسؤولين الذين بيدهم موضوع تعيين الموظفين يتجاوزون المعايير ويدمرون تكافؤ الفرص بطريقة مجحفة ويقدسون الواسطة كأمر خفي لا يعلنون عنه ولكنهم يبحثون عنها في الأوراق المتقدمة لطلب الوظيفة.
7-لماذا لا يتم النظر في موضوع منح القروض للمواطنين بعد منحهم الأرض من أجل بناء مسكن العمر من حيث منحهم القروض دون استرجاعها في أقساط شهرية تقصم ظهور المواطنين؟ لا سيما وأن غالبية المواطنين يسكنون في بيوت إيجار تقصم ظهورهم هي الأخرى؟.نحتاج إلى النظر في مثل هذه الموضوعات بصدق وحس واقعي والانتباه إلى أحوال المواطنين من الذين يتم تحويلهم إلى التقاعد مبكراً ويصبحون في عداد العاطلين عن العمل مبكراُ ويبقون عالة على المجتمع وغير منتجين. فأين هو الاستثمار في العنصر البشري القطري؟ وأي الفئات أصلا التي يتم استثمارها؟ هل هم صغار السن في مراحل الدراسة فقط ؟ بينما يظل الموظف في سن العطاء والإنتاج خارج الاستثمار وإقصائه عن العمل لأي ظرف من الظروف وإن أقدم هو من نفسه على التقاعد فكيف يسمح له بالموافقة على طلبه للإحالة إلى التقاعد في سن النضج؟ أين مشروع قطر الوطني في استثمار الجهود والعقول والتي ما أن تصل إلى عمر 35 عاماُ يظلون بلا عمل ويتقاعدون دون هدف ودون إنتاج ؟. فهل استثمار العقول له عمر معين في قطر؟ إنها طامة وما أسوأها من طامة في التفريط بالكفاءات القطرية في عمر مبكر.
8-مساعدات الزواج للشباب لا تزيد على 15.000 ريال قطري بينما نجد الدول الخليجية تفوق المساعدات الحكومية لأبنائهم الشباب 50.000 ريال قطري؟ لماذا لا يقوم المسؤولون بعمل دراسة حول موضوع زيادة المساعدة الحكومية المقدمة للشباب القطري في بادرة قوية مشجعة على الزواج؟هذا من ناحية وكذلك يأمل المواطنون سن علاوة أطفال بقيمة مالية تشجيعية تقديرية تشجيعاً على الإنجاب لا سيما وأن عدد القطريين لا يزال أقل من المليون نسمة.
9-قضية الاختلاط المفتوح على مصراعيه في أغلب الجامعات المفتوحة في قطر والسكوت عن العلاقات المغلفة بكلمات خادعة مثل علاقات صداقة أو علاقات بريئة أو زمالة بين الجنسين. إن الأسر القطرية محافظة بطبيعتها وبعضها يمنع الفتاة من استكمال تعليمها بحجة الاختلاط ومن العمل بحجة الاختلاط. فظاهرة الاختلاط أصبحت غير مبررة. حتى أصبحت نقطة تواجد الرجال في مدارس البنات علامة واضحة وغير مبررة في كثير من الأحيان. وبعد أن كانت مدارس البنات لا يدخلها الرجال إلا نادراً أصبح دخول الرجال لمدارس البنات أمرا عاديا جداً!!.
10-إعادة هدم وحفر الشوارع بعد ردمها ورصفها بصورة مكررة ومفزعة تنم عن سوء التخطيط وبقاء الشوارع الرئيسية وغير الرئيسية في حالة طوارىء وتشويه دائم للمنظر العام ولأسباب غير مقنعة. كيف لشارع جديد يتم العمل لشهور طويلة على رصفه وتشطيب ما في أسفلها ثم بنائه وبعد فترة لا تتعدى شهورا قليلة يتم كسره وهدمه وحفره مرة أخرى؟.
بقلم الكاتبة / هند السويدي
جريدة الوطن القطرية
حرية الرأي والمناقشة في قطر
يعيش المواطن القطري في دولة تكفل الحريات المسؤولة لكل مواطن ومقيم على أرضها وتضمن له الحقوق في دستورها المنبثق من الشريعة الإسلامية ومن المنظمات العالمية ذات الصلة بحقوق الإنسان المدنية. نتمتع في قطر بحرية الفكر وحرية الرأي وحرية التعبير وحرية الإبداع. ويتميز المواطن القطري انه يؤكد على الإيجابيات ويتناول السلبيات موضع الطرح والمناقشة يوميا في مجلسه وبيته ومكان عمله وكل مكان عام يتواجد فيه. يتكلم المواطنون القطريون بكل راحة وشفافية ولا شيء يمنعهم. الصغير منهم قبل الكبير. والجاهل منهم قبل المتعلم والمرأة قبل الرجل والمقيم قبل المواطن في بلد يثمن حرية الرأي والرأي الآخر ويسمح بالأمر في الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والالكترونية. وقديماً قال ديكارت؛ مفكر فرنسي: « أنا أفكر أنا موجود» وأضيف عليه كمواطنة قطرية: « أنا أفكر، أنا موجود في قطر».
بعض المواطنين تجدهم حين تجالسهم وتتحدث معهم عن الحياة الحديثة والانفتاح على العالم تجدهم تأخذهم الحمية وكأننا أتينا بموضوع ضرب لديهم على الوتر الحساس. فسؤال مثل: « قول اللي في خاطرك» يجعلنا نفضفض ونتكلم في أمور نتمنى مناقشتها والأخذ بالسلبيات من أجل تلافيها والنظر فيها. « قول اللي في خاطرك» يجعل المواطنين يتكلمون بكل صراحة وشفافية. يقصدون بها تطوير البلد وحماية قطر والحفاظ عليها وعلى قيم المجتمع النبيلة من قيم دينية واجتماعية وثقافية وغيرها. ويتميز القطريون بالصراحة في القول والمبادرة والمبادأة ومن عميق محبتهم لقطر فإنهم يتمنون أن تكون الأفضل في كل شيء ويغيرون على قطر كأنها ابنتهم وليس بلدتهم فقط.
والمناقشات اليومية التي تنبض بواقع الشارع المحلي تبرز على ألسنة المواطنين الذين يثرون نقاشاتهم بآمال وطموحات ورغبات للتطوير على مستوى الأداء المؤسساتي وعلى مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. أحدى المواطنات الأمهات وجدتها في إحدى المراكز الصحية تشكو سوء الخدمة المقدمة لها من مستشفى حمد العام وأنها تجد راحتها في المركز الصحي التابع لمنطقتها ولكن تتمنى لو تكون فيه خدمات أكثر على مستوى العلاج وليس فقط الرعاية الأولية أو تطعيمات وقياس ضغط وحرارة وعلاج أسنان. فردت عليها إحدى الموظفات القطريات:( إنتي كله تتحلطمين وبس؛ ما في يعجبك؟ ). فالمسألة ليست أن ( تتحلطم ) الأم المواطنة القطرية بقدر ما هي رغبة داخلية أكيدة في أن تأمل الأفضل والأفضل لبلادها في خدمات بلادها الموجهة للمواطنين والمقيمين على حد سواء. ولكن تأخذ الطريقة العفوية وطريقة الشكوى الشفوية مع الموجودين من أجل أن تصل إلى مستوى الرضا بأن بلادها تستمع للمواطن وأن تكرار الملاحظات منها ومن غيرها يجعل من بيده المسؤولية ينتبه إلى نقطة النقاش وموضع النقص. فقد تعود المواطنون على التحدث بحرية ويقولون «اللي في خاطرهم» من فرط حبهم لبلادهم وليس الإساءة إليها. وحين يتحين المواطن فرصة الالتقاء بأحد المسؤولين الكبار فإنه ينقل له بكل عفوية وصدق جزء من الصورة الواقعية عن مؤسسته أو شركته ونقاط الاختلاف بينها وبين المتعاملين معها من باب النصح والحرص على بلاده ومن باب الأمل بتحسين الخدمات وليس من أجل ذكر السلبيات فقط أو «التحلطم» فقط.
برامج البث المباشر وخواطر المواطنين
يجد المواطنون القطريون كشريحة كبيرة من المستمعين القطريين وغير القطريين راحة كبيرة في الاتصال بالبرنامج الإذاعي الشهير( وطني الحبيب صباح الخير) كأشهر البرامج الجماهيرية التي تتلقى اتصالات يومية تتناول وتطرح جوانب حياتية مختلفة الشأن والطرح. وقد اشتهر البرنامج لكونه يتلقى المكالمات بعفوية ويستطيع المتصل أن يطرح ما لديه من موضوع أو مشكلة أو ملاحظة دون تردد ودون خوف، ويعلم أن قطر كلها تستمع إلى البرنامج؛ فالقيادة القطرية يهمها الشان المحلي ويهمها أن تأخذ بالملاحظات الجادة ويهمها رأي المواطنين، ويعلم المتصل أيضاً أن المسؤولين يستمعون إلى البرنامج من خلال قنوات الاتصال والإعلام لديهم. فيبث المتصل خواطره وملاحظاته على سجيته وفطرته وعفويته ويقول اللي في خاطره. وهذا سر نجاح برنامج «وطني الحبيب صباح الخير» كذلك فإن قوة بقية البرامج ترجع إلى قوة الاتصالات والمتحدثين وقوة القضايا المطروحة للنقاش. أذكر في هذا السياق برنامج « قضايا ساخنة» للأستاذ عبدالعزيز السيد الذي يطرح العديد من القضايا على مستوى الوطن العربي والخليج وعلى المستوى المحلي.كذلك برنامج « لكم القرار» التليفزيوني يتميز بالجرأة في الطرح والمباشرة في توجيه الأسئلة بكل عفوية تجاه المسؤولين ضيوف الحلقة بلا رقيب ولا تجاوز ولا مقص يقطع في الحوارات». كذلك برنامج « الدار» فإنه يتميز بالجرأة في الطرح من قبل المذيع اللامع حسن الساعي الذي يتناول يوماً بيوم موضوعات الشأن المحلي ومتفرقات تمس الشارع القطري وتهم المواطن والمقيم على أرض قطر ويتناول موضوعات الكتاب المحليين في الصحف ويناقش معهم موضوع الزاوية أو المقالة ويستضيف المسؤولين. حيث يعتبر برنامج «الدار» من أشهر البرامج التليفزيونية التي تمس موضوعات متفرقة في غاية الأهمية.
شواهد غير مرغوب بها في المجتمع القطري
برزت في المجتمع القطري بعض من الجوانب التي أصبحت شواهد تقض مضاجع المواطنين الذين ينقلون إلينا نحن الكتاب بعض منها و يأملون مناقشتها.
أحد أبرز هذه الشواهد هي المزاحمة في الخدمات والفرص بين المواطنين والأجانب من غير القطريين والذين بدأوا يزاحمون القطري في كل جوانب حياته بل ويظهرون وكأنهم هم أهل البلد وأن القطريين يعيشون كالغرباء في بلدهم. أحد المواطنين يندد بالانفتاح على العالم والسماح بالوافدين بالتدفق إلى قطر ومزاحمة القطريين في أعمالهم وحياتهم وأصبحوا يعيشون وسط أجواء من المنافسة غير المتكافئة بين المواطن القطري وغير القطري والفرص غير المتكافئة. أنا في الحقيقة مع المواطن القطري في وجهة نظره في ظاهرة التزاحم بيننا وبين غير القطريين ليس من باب المفاضلة أو من باب أن جنسية أفضل من أخرى لا؛ ولكن من باب عدم القدرة على المعيشة في ظل عدم التكافؤ بيننا وبين الأجانب في تلقي الخدمات بشكل عام ؟ كيف لنا في دولة عصرية حديثة غنية لا يجد المواطن القطري سريراً يرتاح عليه قبل خضوعه لعملية جراحية؟ كيف لا تجد المواطنة القطرية غرفةً ترتاح فيها بعد خضوعها لعملية ولادة؟ كيف يمكن أن نتصور أن مواطناً قطرياً لا يجد قوت يومه لأبناءه؟ كيف يمكن أن نتصور أن مواطناً قطرياً يسكن في منزل شعبي متهالك لا يملك المال لتحسين ظروفه المعيشية؟ كيف لنا أن نتصور مواطنة قطرية أرملة ذات عيال راتبها من الشؤون لا يغطي نفقاتها ونفقات عيالها؟. كيف لنا أن نتصور مواطنا قطريا يحمل نفس الشهادة التي يحملها الأجنبي فيشتغل الأجنبي بشهادته بنفس الجهة التي كان يتمنى المواطن القطري أن يعمل بها؟.
قول اللي في خاطرك يا المواطن القطري؟
من أبرز ما يدور في خواطر المواطنين أنقلها كما سمعتها وقرأتها وكما أثيرت أمامي كمواقف:
1-غالبية المواطنين القطريين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط مديونون والأكثر حرصاً منهم أيضاً مديون ليس من سوء تقدير أو تدبير ولكن يضطرون إلى الاستدانة من أجل تغطية نفقات معيشتهم ومن أجل تدبير مسكن العمر ويأملون اسقاط جزء من الديون عنهم ودراسة أوضاعم واستحقاقهم لإسقاط الديون.
2-غلاء المعيشة وارتفاع أسعار معظم المواد التموينية والاستهلاكية ومواد البناء. فالأسعار مولعة نار والخوف من زيادة أسعارها أكثر. وهذا لا يشعر به المواطنةن التجار والهوامير وكبار المسؤولين ولكن يشعر به المواطنون من ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة. ويأملون تدخل إدارة حماية المستهلك وتدخل الحكومة في الأمر حتى لا تصبح قطر مثل اليابان كدولة غنية لكن شعبها يكتوي بنار المعيشة المرتفعة.
3-عدم استطلاع رأي المواطنين في التغييرات الجذرية قبل تطبيقها. فمثلا يرى غالبية المواطنين القطريين فرض فكرة المدارس المستقلة على أبنائهم كأسلوب تعليمي مفروض عليهم بلا خيارات أخرى في إشارة إلى إلغاء المدارس الحكومية، وعدم شمولية المواطنين العاملين في القطاع الحكومي بفرصة التمتع بالكوبونات التعليمية للمدارس الأجنبية الخاصة.
4-راتب التقاعد لا يكفي في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وإن قاس المواطن القطري مصاريفه بالسنتميتر والكيل والمكيال. ووضع القطري بعد التقاعد معروف ولا يحتاج إلى أدلة ودراسات حالة. إذا كان اجمالي الراتب بالأساسي والعلاوات والبدلات لا يغطي تكاليف الحياة المرتفعة فكيف بالراتب بعد التقاعد؟ وهل يخفى هذا الأمر عن الذين لا يقتعنون بأن الراتب لا يغطي المصاريف والتكاليف ؟ وهل الراتب الأساسي والعلاوة الاجتماعية تشفع للمتقاعدين لتدبير حياتهم بعد التقاعد ؟ وهل يخفى على البلد أوضاع المتقاعدين لاسيما بعد تحويل أعداد كبيرة من المواطنين الموظفين إلى مقصلة التقاعد المبكر بحجة عدم وجود شواغر عمل مناسبة لهم؟.
5-لماذا هيئة التقاعد تقتطع 5% من الراتب لدى الموظفين القطريين ؟ ما الهدف من ذلك؟ لماذا أصلاً يتم الاقتطاع من راتبنا؟ ألا نستحق مكافأة عن التقاعد ونهاية الخدمة دون استقطاع؟ ولماذا حين يسري علينا نظام التقاعد لا يمكن الجمع بين راتب التقاعد ومكافأة نهاية الخدمة؟ لماذا نربط موضوع التحويل إلى التقاعد بموضوع عدم استحقاق مكافأة نهاية الخدمة ؟
6-الواسطة التي تقض مضاجع المواطنين وتضيع الفرص على المجتهدين والمستحقين. فقد أصبحت الواسطة اليوم مثل الداء العضال. ولم تعد تغني الخبرة ولا المؤهلات ولا السيرة ولا شيء دون واسطة. وبعض المسؤولين الذين بيدهم موضوع تعيين الموظفين يتجاوزون المعايير ويدمرون تكافؤ الفرص بطريقة مجحفة ويقدسون الواسطة كأمر خفي لا يعلنون عنه ولكنهم يبحثون عنها في الأوراق المتقدمة لطلب الوظيفة.
7-لماذا لا يتم النظر في موضوع منح القروض للمواطنين بعد منحهم الأرض من أجل بناء مسكن العمر من حيث منحهم القروض دون استرجاعها في أقساط شهرية تقصم ظهور المواطنين؟ لا سيما وأن غالبية المواطنين يسكنون في بيوت إيجار تقصم ظهورهم هي الأخرى؟.نحتاج إلى النظر في مثل هذه الموضوعات بصدق وحس واقعي والانتباه إلى أحوال المواطنين من الذين يتم تحويلهم إلى التقاعد مبكراً ويصبحون في عداد العاطلين عن العمل مبكراُ ويبقون عالة على المجتمع وغير منتجين. فأين هو الاستثمار في العنصر البشري القطري؟ وأي الفئات أصلا التي يتم استثمارها؟ هل هم صغار السن في مراحل الدراسة فقط ؟ بينما يظل الموظف في سن العطاء والإنتاج خارج الاستثمار وإقصائه عن العمل لأي ظرف من الظروف وإن أقدم هو من نفسه على التقاعد فكيف يسمح له بالموافقة على طلبه للإحالة إلى التقاعد في سن النضج؟ أين مشروع قطر الوطني في استثمار الجهود والعقول والتي ما أن تصل إلى عمر 35 عاماُ يظلون بلا عمل ويتقاعدون دون هدف ودون إنتاج ؟. فهل استثمار العقول له عمر معين في قطر؟ إنها طامة وما أسوأها من طامة في التفريط بالكفاءات القطرية في عمر مبكر.
8-مساعدات الزواج للشباب لا تزيد على 15.000 ريال قطري بينما نجد الدول الخليجية تفوق المساعدات الحكومية لأبنائهم الشباب 50.000 ريال قطري؟ لماذا لا يقوم المسؤولون بعمل دراسة حول موضوع زيادة المساعدة الحكومية المقدمة للشباب القطري في بادرة قوية مشجعة على الزواج؟هذا من ناحية وكذلك يأمل المواطنون سن علاوة أطفال بقيمة مالية تشجيعية تقديرية تشجيعاً على الإنجاب لا سيما وأن عدد القطريين لا يزال أقل من المليون نسمة.
9-قضية الاختلاط المفتوح على مصراعيه في أغلب الجامعات المفتوحة في قطر والسكوت عن العلاقات المغلفة بكلمات خادعة مثل علاقات صداقة أو علاقات بريئة أو زمالة بين الجنسين. إن الأسر القطرية محافظة بطبيعتها وبعضها يمنع الفتاة من استكمال تعليمها بحجة الاختلاط ومن العمل بحجة الاختلاط. فظاهرة الاختلاط أصبحت غير مبررة. حتى أصبحت نقطة تواجد الرجال في مدارس البنات علامة واضحة وغير مبررة في كثير من الأحيان. وبعد أن كانت مدارس البنات لا يدخلها الرجال إلا نادراً أصبح دخول الرجال لمدارس البنات أمرا عاديا جداً!!.
10-إعادة هدم وحفر الشوارع بعد ردمها ورصفها بصورة مكررة ومفزعة تنم عن سوء التخطيط وبقاء الشوارع الرئيسية وغير الرئيسية في حالة طوارىء وتشويه دائم للمنظر العام ولأسباب غير مقنعة. كيف لشارع جديد يتم العمل لشهور طويلة على رصفه وتشطيب ما في أسفلها ثم بنائه وبعد فترة لا تتعدى شهورا قليلة يتم كسره وهدمه وحفره مرة أخرى؟.
بقلم الكاتبة / هند السويدي
جريدة الوطن القطرية