المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص التائبين .. ما أحلى الرجوع الى الله



هتـان قطر
29-12-2010, 04:25 PM
اعزائي الكرام .. في هذا الموضوع سوف اعرض عليكم قصص للتائبين

وقصص الداخلين الى نور الاسلام .. الخارجين من ظلام الجهل

الموضوع للكل ويحق للجميع ان يعرضوا فيه قصص مقروءة

او قصص واقعية .. لمن دخل في الاسلام او لمن تاب ورجع الى الله

الموضوع مفتوح للجميع..





كتاب الرف القديم...كان البداية؟!
هناك كثيرٌ من القصص التي تبقى في الذاكرة، ويتناقلها الرواة، لما حملته في طياتها من فائدة ومعان سامية، ولعل خير مثال على تلك النوعية؛ أحداث قصتنا العجيبة التي أعرضها لكم نقلاً على لسان من عاش وقائعها وكتبها بنفسه، وهو أحد الدعاة حيث ذكر قصة طفلٍ صغير فتح الله قلبه، وأنار بصيرته لنور الإسلام، وتعرف على هذا الدين في صغره، ومرَّ بعقبات وصلت للقتل خلال رحلته الإيمانية...فهاكم القصة.
ركب الدكتور عرفان الطائرة المتجه إلى باريس، وبينما هو على متن الطائرة شاهد صديقه أبو محمد يعد وسادته لأخذ عفوة، فألقى إليه التحية، ولما رفع الرجل بصره وعرفه هَبَّ واقفاً وقال: غير معقول، لم يجل بخاطري رؤيتك، توقعت مقابلتك في فرنسا أو جنوب إفريقيا..فأجابه قائلاً: عليك التصديق، إنني أمامك بكامل هيئتي، ولكني أراك شارد الذهن؟ فيما كنت تفكر؟
أجابني أبو محمد: كنت أفكر في طفلٍ عمره عشر سنوات، اعتنق الإسلام ووالده كان قسيساً!! فتعجب الدكتور وقال:ماذا طفل أسلم ووالده قسيس؟! قُم..قُم حالاً وأخبرني القصة، أشم رائحة قصة جميلة، قصة عطرة، هيا أخبرني، فرد عليه أبو محمد: إنها قصة غريبة، ولكن اللّه سبحانه إذا أراد شيئاً فلا راد لحكمه، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وإليك القصة:
في مدينة جوهانسبرج عند تأديتي الصلاة في أحد المساجد، لفت نظري طفلاً يلبس ثياباً عربية ـ ثوباً أبيض وعباءة عربية خليجية ـ وعلى رأسه الغترة والعقال، شدني منظره، فليس من عادة أهل جنوب أفريقيا لبس هذا الزي!! لأنهم يرتدون البنطال والقميص، ويضعون كوفية على رؤوسهم، أو يلبسون الزي الذي يلبسه مسلمو الهند وباكستان، مر بقربي وألقى التحية، فرددت عليه، وبادرته بالسؤال: هل أنت سعودي؟ فأجابني: لست سعودياً، إنني مسلم أنتمي لكل قطر إسلامي، تعجبت وسألته: ما الذي يدعوك إلى لبس الزي الخليجي؟ فرد عليّ: لاعتزازي بهذا اللباس، فهو زي المسلمين.
في تلك اللحظة، مر رجلٌ يعرف الصبي، وقال لي: اسأله عن كيفية إسلامه؟ فتعجبت من كلام الرجل، وقلت للرجل: أليس مسلماً!! ثم وجهت سؤالي للصبي: ألم تكن مسلماً من قبل؟! ألست من عائلة مسلمة؟! ثم تدافعت الأسئلة في رأسي، ولكن الصبي قال: سأخبرك حكايتي من البداية وحتى النهاية، ولكن أخبرني من أي البلاد أنت؟ فقلت له: إنني من أهل مكة المكرمة.
ما إن سمع الطفل جوابي بأني من مكة المكرمة حتى اندفع نحوي يريد معانقتي وتقبيلي وأخذ يقول: من مكة!! من مكة!! ما أسعدني أن أرى رجلاً من بلد اللّه الحرام، إني أتشوق لرؤيتها.. دُهشت من كلام الفتى، وقلت له: بربك أخبرني عن قصتك.
قال الفتى: ولدت لأب كاثوليكي، يعمل قسيساً؛ وعشنا في مدينة ( شيكاغو ) بأمريكا، هناك نشأت وتعلمت القراءة والكتابة في روضة أمريكية تابعة للكنيسة، وكان والدي يقدم لي العناية الفائقة من الناحية التعليمية، كان يصحبني دائماً إلى الكنيسة ويخصص لي رجلاً لتعليمي، ثم يتركني في مكتبة الكنيسة لمطالعة المجلات الخاصة بالأطفال والمصبوغة بقصص المسيحية.
في أحد الأيام بينما كنت في مكتبة الكنيسة، مددت يدي إلى كتاب وضع على أحد أرفف المكتبة، قرأت عنوان الكتاب، فإذا به ( الإنجيل )، كان مهترئاً وللفضول أردت تصفحه، وعندما فتحته سقطت عيناي على سطر كُتبت فيه آية:( وقال المسيح: سيأتي نبي عربي من بعدي اسمه أحمد )، استغربت تلك العبارة، وهرعت إلى والدي أسأله: والدي، هل قرأت هذا الكلام في ( الإنجيل )؟ فرد والدي: وماهو؟ فقلت: في هذه الصفحة المسيح يخبرنا بقدوم نبي عربي يأتي من بعده!! من هو ذلك النبي العربي؟ كما ذكر بأن اسمه أحمد؟ وهل ظهر أم ليس بعد؟! فقام والدي بالصراخ في وجهي قائلاً: من أين أتيت بهذا الكتاب؟! فأجبته: من مكتبة الكنيسة، مكتبتك الخاصة التي تقرأ فيها، فقال لي: ما ورد في هذا الكتاب كذبٌ وافتراء على السيد المسيح. فقاطعته: ورد في ( الإنجيل ) ألم تقرأ هذا مكتوباً فيه؟! فأجابني والدي: دعك من هذا، مازلت صغيراً ولا تعي الأمور كما هي، وأخذني إلى المنزل مع الوعيد الشديد بعدم الاستمرار في الأمر، وبذلك أيقنت بوجود شيء أراد والدي إخفاءه عني، فألهمني الله سبحانه للبحث عن أحد العرب لمعرفة الحقيقة، فوجدت مطعماً عربياً في بلدتي، فدخلت وسألت عن النبي العربي، فأرشدني صاحب المطعم بالذهاب إلى مسجد المسلمين، فهناك سأجد الحقيقة كاملة عن النبي وبشكل أفضل، فذهبت إلى المسجد وصرخت بصوت عال: هل هناك عرب في المسجد؟! فتكلم أحدهم: ماذا تريد من العرب؟! قلت: أريد سؤالهم عن النبي العربي أحمد؟ قال: تفضل اجلس، ماذا تريد معرفته عن النبي العربي؟! أجبته: قرأت في ( الإنجيل ) الموجود في مكتبة الكنيسة أن المسيح يخبر عن نبيٍ عربيٍ اسمه أحمد سيأتي من بعده، هل هذا صحيحاً؟! قال الرجل: حقاً قرأت هذا؟! ما تقوله صحيح ونحن أتباع النبي العربي محمد صلى اللّه عليه وسلم أيها الفتى، وقد ذكر ( القرآن الكريم ) مثل ما ذكرته لنا الآن. فصاح الغلام: صحيح ذلك؟! فرد الرجل: نعم، صحيح، انتظر قليلاً، ثم ذهب وأحضر معه نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم وأخرج الآية التي تقول:[وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ] الصَّف:6 فصاح الفتى: أريد رؤيتها، فأشار الرجل إلى الآية المترجمة، أصابتني الدهشة، وقلت: كما هي في الإنجيل، لم يكذب المسيح، ولكن والدي هو من كذب، كيف أفعل أيها الرجل لأكون من أتباع هذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم، فقام ذلك المسلم بتعليمي كيفية نطق الشهادتين؛ ونطقتها وبعدها انطلقت فرحاً لتبشير والدي بذلك.
ذهب الفتى فرحاً لوالده القسيس يخبره بمعرفة الحقيقة، وإخباره أن المسلمين في أمريكا هم أتباع النبي العربي، وأنه شاهد كتابهم ( القرآن الكريم ) يذكر نفس الآية التي رآها في ( الإنجيل )، ويخبره بأمر إسلامه، ويطلب من والده اعتناق الإسلام.فإذا بالخبر ينزل على الأب القسيس كنزول الصاعقة على رأسه، فقام بسحب ابنه الصغير، وأدخله في غرفة صغيرة وأغلق عليه الباب، وطالب بعدم الرأفة به، وظل الفتى سجيناً لأسابيع؛ يؤتى إليه بالطعام والشراب، ثم يؤصد عليه مرة أخرى، وعندما خاف الأب فضح أمره لدى السلطات الحكومية - بعد أن أخذت المدرسة تبعث الرسائل للسؤال عن غياب الابن - ومن تطور الأمر مما يؤدي به إلى السجن، فكر في نفي ابنه إلى دولة تنزانيا حيث يعيش والدا القسيس، فأرسله إليهما وأخبرهما بعدم رحمته في حال عودته لكلامه وهذيانه كما يزعمون، حتى لو كلفهما الأمر قتله، فهناك لن يبحث عنه أحد .
سافر الغلام إلى دولة تنزانيا ولم ينس إسلامه، وبحث عن العرب والمسلمين حتى وجد مسجداً، فدخله وجلس إلى المسلمين وأخبرهم بأمره، فعلموه بقية أمور الدين، فاكتشف الجد أمره فأخذه وسجنه كما فعل والده سابقاً، وقام بتعذيبه، لكنه لم ينجح في ثني الفتى عن عزمه، ولم يتمكن من تغيير مساره عما أراد، بل زاده السجن والتعذيب تثبيتاً وقوة للمضي في طريق الحق، وفي نهاية الأمر قرر جده التخلص منه، فوضع له السم في الطعام، لكنه لم يُقتل في تلك الجريمة البشعة بعد حفظ الله له، فبعد أن أكل قليلاً من الطعام أحس بألم في أحشائه فتقيأ، ثم قذف بنفسه إلى الحديقة عبر شرفة الغرفة وفر هارباً إلى جماعة المسجد الذين قدموا العلاج اللازم له حتى شفاه الله، وطلب الاختباء لديهم حتى موعد رحيله إلى دولة أثيوبيا .
بعد ذلك قامت الجماعة بالخوف على الغلام، فأرسلوه إلى دولة جنوب أفريقيا، فجالس للعلماء وحضر اجتماعات دعوة الناس إلى الإسلام، الدين الخاتم، الذي بشر به المسيح عليه السلام، وختم الغلام الداعية الكلام بقوله: لو أن المسيحيين اتبعوا ما جاء فيها حقيقة لسعدوا في الدنيا والآخرة، فـ ( الإنجيل ) غير المحرف الذي وجدته في مكتبة كنيسة مدينة ( شيكاغو ) يخبر بذلك، أرشدني ربي لذلك الكتاب، وأولى الصفحات التي أفتحها وأول سطر أقرأه تظهر لي تلك الآية التي تقول:( قال المسيح إن نبياً عربياً سيأتي من بعدي اسمه أحمد ) يارب ما أرحمك، ما أعظمك، هديتني وأنا من صلب رجل ينكر ويجحد ذلك!!.
دمعت عيناي لذلك الفتى، يقطع هذه المسافات هارباً بدينه، استمعت إليه وصافحته وقبلته، ثم قام بوداعي وتوارى في المسجد، لن أنسى ذلك الوجه المشع بالنور والإيمان؛ وجه ذلك الطفل الصغير الذي سمى نفسه محمداً. وتذكرت قوله تعالى: [إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ] القصص:56 .

روضة
29-12-2010, 04:46 PM
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/4/fgsgsdg.gif

هتـان قطر
29-12-2010, 06:47 PM
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/4/fgsgsdg.gif

اجمعين ان شالله

هتـان قطر
29-12-2010, 07:00 PM
بحثت عن الإسلام ثلاثة عشر عاماً


أنا أخوكم في الله (زبير) وكان اسمي قبل الإسلام (سودير) وأنا هندي الجنسية، وعندما خرجت على هذه الحياة وجدت عائلتي والمجتمع المحيط بي على الدين النصراني فلم يكن مني سوى اتباع المنهج الذي عليه عائلتي ومجتمعي، فاتخذت الديانة النصرانية لي ديناً، وعندما كبرت في السن، ووجبت على بعض الأمور الدينية مثل:الصلاة في الكنيسة؛ ظهر لي بعض النقص في العقيدة النصرانية، وبدأت أشعر بالخلل فيها، وعدم الكمال، وأن الإنسان صاحب الفكر القويم يستطيع اكتشاف هذه العيوب بسهولة، ومن العيوب التي ظهرت لي: أنه عندما قرأت في الإنجيل عرفت بأن مريم هي زوجة الله، وقامت بإنجاب عيسى عليه السلام وهو ابن الله، ولكننا نقوم بعبادة عيسى، ومن هنا يأتي الاستغراب فكيف نقوم بعبادة الابن وترك الأب ؟! ألم يكن من الأولى عبادة الأب؛ لأنه الأصل في وجود الابن!! كما أنني قرأت في الكتاب المقدس فوجدت الكثير من الاختلاف والتحريف في الأحكام والنسخ ؟! فإذا كان هو الكتاب المقدس فلماذا تم تحريفه واختلاف أحكامه؟!ويزيد الأمر سوءاً التنوع في الطوائف مثل: ( الكاثوليك البروتستانت الإرثودوكس ) ولكل طائفة كتاب ومنهج يختلف عن الطائفة الأخرى، بالإضافة إلى أن المعايير والقوانين تختلف وليست ثابتة، وتتغير كل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة بواسطة باباوات الكنيسة، أليس من الواجب أن تكون الأحكام ثابتة لو كان الدين صحيحاً؟! ومن الأشياء المستغربة في الديانة النصرانية هو تشجيع أفراد المجتمع على فعل المعصية، وارتكاب الفواحش؛ وذلك عن طريق تقديم صكوك الغفران؟! هذه الأمور السابقة كانت دليلاً على عدم صحة وسلامة الدين النصراني لمن كان يملك من العقل الشيء القليل؛ ولذلك قررت البحث عن دين يكون أكثر صحة ويقيناً.
أما فيما يتعلق بحياتي قبل الإسلام فقد كنت أعيش حياة الضياع والتخبط، لأنه لا يوجد لدي عقيدة صحيحة ترشدني إلى الطريق القويم، فلا يوجد أخلاق أو معايير انضباطية في المجتمع الذي أعيش فيه، والمجتمع بأكمله يعيش في نفس الجهل والضلال، حيث يمكنني القيام بأي عمل سيئ ولا أجد من يردعني، أو يقدم لي النصيحة، فبإمكاني أن أشرب الخمر وألهو مع النساء بدون خوف من العقاب سواءً في الحياة الدنيا أم في الآخرة؛ لسهولة إمكانية حصولي على صك الغفران من البابا؛ وبذلك فقد كانت حياتي شديدة الظلمة والضياع.
كما ذكرت سابقاً فإني لم أقتنع بالديانة النصرانية، وكنت قد درست عن الإسلام الشيء القليل، وعندما سألت مجموعة من أصدقائي الدارسين في الجامعة عن الإسلام أخبروني بأنه دين مشابه للشيوعية من حيث الأنظمة والقوانين، وأن المسلمين ليس لديهم وازع ديني، وهم مجموعة من الدول يحكمهم الحكم الشيوعي، كما أنهم مجتمع يقوم على العنف في التعامل، وأن الرسول الذي بعث إليهم في الناحية العقلية والأنظمة والتشريعات، مثل: تفكير الشيوعي (كارل ماركس) وبما أنني لم أكن قد قرأت كتباً عن الإسلام وأهله فإنني صدقت جميع ما قيل لي عنه، ولكن في نفس الوقت كان لدي شعور بأن هذا عكس الحقيقة، وأثار ذلك حفيظة في نفسي للبحث عن حقيقة الإسلام، فقمت بإحضار كتب عن الإسلام ودراستها مدة عشر سنوات ولكني لم أعتنقه، ومن ثم توالت الأيام، وحصلت على عقد عمل بالمملكة العربية السعودية، وحضرت وأنا أحمل الخوف من هذا الشعب الذي وصف بالمواصفات السابق ذكرها، وخلال تواجدي في المملكة تعرفت إلى أحد العاملين معي من نفس جنسيتي، وكان يعلم بأني أعتنق المسيحية، فدعاني إلى منزله، وقام بإهدائي نسخة مترجمة بلغتي من القرآن الكريم بعدما شرح لي نبذة بسيطة عن الإسلام، فعكفت على دراسة القرآن لمدة ثلاث سنوات ووجدت فيه الكثير من الحقائق الملموسة، ومع هذا فلم يهتد قلبي لاعتناق الإسلام.
توالت الأيام في حياتي يوماً بعد يوم، وفي أحدها تعرضت لحادث، واضطررت للبقاء في المستشفى من أجل إجراء عملية جراحية في الأنف، وكان الوضع كئيباً حيث كنت أرى العديد من الناس يموتون في الأقسام التي بجانبي، وفي الليلة قبل الأخيرة من أجراء العملية جلست أفكر كالعادة، وتواردت الأسئلة في رأسي: إلى أين سيذهب هؤلاء الموتى بعدما فارقوا الحياة؟! إلى النعيم أم الجحيم؟! ماذا قدمت للآخرة لو أن الموت جاءني في هذه العملية؟! هل هناك أعمال حسنة سوف تساعدني أم ذنوب وخطايا سوف تكبلني؟! لو كان هناك حساب وعقاب فماذا سيكون مصيري ؟! لو كان هناك جنة ونار فإلى أيهما سأذهب؟ لأنني تذكرت ما قرأته في القرآن عن الحياة بعد الموت والحساب والعقاب، وبغير شعور مني في تلك اللحظة نظرت إلى السماء من خلال النافذة، وشعرت أن هناك من يسمع حديثي، ويشاهدني، ولكني لا أشاهده أو أسمعه فقلت بصوت مستغيث: يارب إني أطلبك الرحمة، وكانت هذه آخر الكلمات التي تفوهت بها قبل نومي، وفي الصباح من اليوم التالي انتقلت إلى غرفة العمليات، ووضع لي المخدر، وبدأت العملية وبعد فترة استيقظت وكانت العملية قد انتهت، وعندما جاءت الممرضة لإعطائي بعض الأدوية شعرت ببعض الضيق والكتمة في تنفسي، وأصبحت أتنفس بصعوبة بالغة، وشعرت بنبضات قلبي قد زادت، والحرارة في جسمي قد ارتفعت، ونظرت إلي الممرضة فوجدت في عينيها نظرة رعب وخوف لم أر مثلها في حياتي قط، ورأيت مجموعة من الأطباء تقبل نحوي مسرعة؛ فأحسست بأنها النهاية وفي وسط هذه الأحداث. بدأت ذاكرتي تعود بي إلى الوراء، وصار شريط حياتي يعرض أمام عيني وأنا لا أجد فيه أي شيء يساعدني في محنتي تلك، فأدرت وجهي استعداداً للموت الذي مهما حاولت الهرب فلن أهرب منه. وكنت أقول في نفسي: يارب الرحمة.. يارب الرحمة، إني استغفرك من ذنبي فأغفر لي، ولم أعد أعلم بأي شيء حدث بعد ذلك، وعندما استيقظت وجدت صديقي المسلم يجلس بالقرب مني، ولما رأيته اعتدلت في جلستي فقال لي:الحمد لله الذي وهبك عمراً جديداً، فنزلت هذه الكلمات على قلبي كنزول الصاعقة، ثم أخذت أجهش بالبكاء، وأخبرته بأني أريد الدخول في الإسلام.
بعدما خرجت من المستشفى ذهبت أنا وصديقي إلى مكتب الجاليات، وأعلنت إسلامي، وكم كانت فرحتهم كبيرة بذلك، حيث قام المسلمون في المكتب بالتهليل والتكبير، ومصافحتي والمباركة لي على دخولي في الإسلام، وهذا ما طمأنني على أن اختياري كان صحيحاً، وأني قد عرفت طريق الحق بعد ضلالة، والحمد لله الذي هداني لنعمة الإسلام، وأشعر بالعزة والفخر بأني أصبحت من المسلمين؛ حيث أستمد القوه من قوتهم، والكرامة من تمسكي بالإسلام وتعاليمه، وحسن التعامل، وحسن الخلق من أهله، كما أن قلبي أصبح حريصاً على التقوى ومخافة الله سبحانه وتعالى، وأصبحت الصلاة هي محور حياتي أشعر عند أدائها بحلاوة الإيمان والطمأنينة والسكينة، وقمة سعادتي هي أني اهتديت أخيراً إلى الإله الواحد القهار رب العالمين أجمعين، وإني أستغل هذه الفرصة لأقول لأخواني المسلمين الجدد: عليكم بالتمسك بهذا الدين، وتقوى الله، ومخافته سراً وعلانية، والحرص على الأعمال الصالحة؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، والصبر والاحتساب فيما قد تواجهون من أذى أو مضايقة، فأنتم أصحاب دين حق والشيطان يتربص بكم، ويحاول أن يرجعكم إلى الضلالة التي كنتم فيها، كما أتوجه بالنصيحة لغير المسلمين فأقول لهم: عليكم بمراجعة أنفسكم ومحاسبتها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم



لا يعرف السعادة الا من تشرب بحلاوة الايمان

R 7 A L
29-12-2010, 10:12 PM
ما أجملها من قصص
الله يثبتهم
ويهدي غيرهم
للامانة الكثيرين هنا في امريكا سهل ان يسلمون لانهم غير مقتنعين بالنصرانية ولكن تبقى اللغة وقوة الحجة لدينا هي السبب الرئيسي لضعف دعوتنا لهم .
يبقى الامر الان في ايدي ابناء جلدتهم من المسلمين فهم اكثر من يستطيع ان يهديهم

جزاك الله خير اختي وبارك الله فيك موضوع رائع

هتـان قطر
30-12-2010, 12:04 AM
ما أجملها من قصص
الله يثبتهم
ويهدي غيرهم
للامانة الكثيرين هنا في امريكا سهل ان يسلمون لانهم غير مقتنعين بالنصرانية ولكن تبقى اللغة وقوة الحجة لدينا هي السبب الرئيسي لضعف دعوتنا لهم .
يبقى الامر الان في ايدي ابناء جلدتهم من المسلمين فهم اكثر من يستطيع ان يهديهم

جزاك الله خير اختي وبارك الله فيك موضوع رائع


نسأل الله لنا ولهم الثبات ..

اخوي رحال.. الدعوة الى الاسلام تكون بشتى الصور

وان كانت اللغة حائلا بينكم وبين الاخرين الا ان هناك

المعاشرة الحسنة وهناك الاخلاق الرفيعة وهناك الكثير

من الخصال الحميدة التي يتحلى بها كل مسلم وتظهر عليه

وقد يتأثر بها الاخرون وتكون سببا في دخولهم للاسلام

فانت وغيرك من الشباب المسلم يقع على عاتقكم

حمل الدعوة وحمل همها ولا تتهاونون في ذلك

فانتم سفراء للاسلام في بلاد الغرب.. اسأل الله ان يوفقكم

ويهون عليكم الغربة ..

هتـان قطر
30-12-2010, 12:06 AM
في جزيرة مايوركا...أفقت


عندما كتب الله سبحانه وتعالى ولادتي على هذه البسيطة، نشأت في إحدى القرى الفرنسية، في محيط ينبذ وجود الله، حيث كنت أنتمي لعائلة تعيش في غياهب الإلحاد، فلا تؤمن بالخالق، وتجزم بأن تصرفات الأحوال الكونية تعود إلى الطبيعة!! وعندما يفتح الحوار حول بداية الخًلِيْقَة أو يتم النقاش على مستوى البيت أو المدرسة، أجد قناعتهم الكاملة بنظرية ( داروين )!؟ والتي تقوم كما يزعمون على أساس فرضية الإنسان من نسل القِرَدة؛ ومع تعاقب الأجيال حدثت له تغيرات حتى وصل إلى شكله الحالي!! عقول لا أدري كيف تفكر!وعندما كبرت قليلاً والتحقت بالمراحل التعليمية الأولى، كان التعليم لا يتضمن أي حديث بشأن بالأديان وليس في الكتب الدراسية ولا يتوفر من يشرح لنا حولها، ولذا كنت أجهلها.
ومع مرور الأيام شعرت بصدام في داخلي مع الفطرة السليمة التي جبل الله الناس عليها، رغم صغر سني حينها وتربيتي في بيئة إلحادية، كنت أجد نفسي تدعوني للتفكر بالكون من حولي، ورؤية صنيع الله الذي أحسن كل شيء، وأرى جميع القرائن تدل على الخالق!! فلا يمكن لمن وُهب العقل الإيمان بأن الطبيعة أو البشر لهما التحكم والسيطرة على الكون والحياة بكل تلك الدقة المتناهية، لأن ذلك يرفضه العقل البشري المستنير جملة وتفصيلاً.
وعندما بلغت الثالثة عشرة من عمري ازدادت تساؤلاتي لمعرفة من أوجد الكون؟ وهُديت للبحث الذاتي عن طريق الكتب التي تتحدث عن نشأة وبدء الخليقة، ومحاولة معرفة النظرة العلمية لطريقة تنظيم الكون والمخلوقات التي تعيش فيه، وأسباب وجود الإنسان داخل تلك المنظومة العجيبة، ونشأة الكون والغرض منه، لكن الإجابة الشافية التي تطفئ لهيب بحثي لم أجد لها جواباً إذ لم أقف على كتاب يحاكي عقلي ويقنعني.
قطع طريق بحثي وتفكيري سفري إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأجل استكمال دراستي، وخلال إقامتي عرفت مجموعة من الشباب المتدين بالمذهب ( الكاثوليكي ) يؤمنون بالخالق، وكان يعد شيئاً جديداً لي، وفي الوقت نفسه الخطوة الأولى، فقد ثبتت لدي القناعة الكاملة بفكرتي السابقة بوجود الخالق، وتحولت من رجل ملحد إلى شخص باحث عن الحقيقة.
أعترف بأنني لم أصل لنتيجة تريحني، ولكني كنت مصمماً مهما كلف الأمر في البحث الدؤوب، وعند بلوغي الرابعة والعشرين من العمر، قررت التوقف عن الدراسة والعمل، وانتقلت للعيش في المدن الأمريكية بدءاً من مدينة ( لوس أنجلوس ) إلى مدينة ( نيويورك )، وخلال تنقلاتي كنت كثير التفكر والتأمل فيما أهمني وأحاول إيجاد ما يملأ الفراغ داخلي، وكانت لدي تساؤلات عديدة كنت أريد طرحها على متخصص، فكنت أسأل من أقابلهم من رجال دين أو مثقفين، بل وتوجهت لقراءة الكتب، ولكن دون الوصول إلى نهاية.
تحولت للعيش في إحدى الولايات الشرقية لأمريكا، وعندما استقليت الحافلة في طريقي إلى إحدى المدن، فجأة ودون سابق إنذار أصابتني نوبة بكاء شديدة استمرت لمدة ساعة لا أدري سببها؟ وبعد سيرنا مسافة، توقفنا في استراحة لنيل قسطٍ من الراحة، فأردت التنحي عن بقية الركاب، كنت بحاجة لأن أنفرد بنفسي، فذهبت لمنطقة منعزلة على الشاطئ، وعند وصولي غلبني النعاس ودخلت في سبات عميق لم أصحو منه سوى اليوم التالي بسبب لفح شمس الصباح لوجهي، وأول شيء تبادر لذهني تلك اللحظة، شعوري القوي بوجود إله لهذا الكون وعليّ الإيمان به، فبدأ قلبي في الطمأنينة.
رجعت لمكان إقامتي وقررت العودة لمواصلة دراستي، وفي الجامعة قابلت بعض الشباب المتدين، وأخذوا في دعوتي للنصرانية، واصطحبوني إلى الكنيسة وهناك أعلنت اعتناقي (للمسيحية الكاثوليكية ) وبدأت أدرس ( الإنجيل )، ولكني صُدمت بعقيدة ( التثليث ) ولم أؤمن بها! ودخلت في نقاش مع القسيس حولها، حاول خلالها إقناعي فلم أقتنع بكلامه ولم أستجب له، ورفضت الفكرة جملة وتفصيلاً رغم تكرار محاولاته، فقررت ترك الكنيسة وعدت إلى منزلي وبدأت بسرد شريط الأحداث التي مررت بها، وأعدت التفكير بتناقضات النصرانية التي قررت التخلي عنها.
خلال ذلك رغبت في العودة إلى بلدي فسافرت إلى كندا مروراً ببريطانيا ففرنسا، وبعد أن مكثت مدة أردت الرجوع مرة أخرى لأمريكا، ولكن هذه المرة مع أخي الأصغر عبر رحلة بحرية، فركبنا مركباً شراعياً وهنا بدأت رحلة التحول في حياتي بصدق، فبينما نحن وسط المياه تغيرت حالة الجو وهبت عاصفة شديدة رفعت منسوب الأمواج عالياً إلى حوالي عشرة أمتار، شعرنا بالذعر الشديد والخوف من تحطم المركب والغرق في البحر، وأخذت الأمواج تتلاعب بنا يمنة ويسرة، حتى انخلعت قلوبنا، وأيقنا بالهلاك، وحدث مالم نتوقعه فقد توقف مركبنا على حجر صخري قريباً من جزيرة ( مايوركا )، فأدركنا بأن نهايتنا حانت.
مكثنا في مكاننا الليل كله، وعند اليوم التالي، أقبل علينا رجل سمح الوجه، لطيف الكلام بقاربٍه الشراعي، فسألنا عن حالنا وسبب وصولنا هنا ؟ فأخبرناه أمرنا، وبادلته الحديث وأخبرته بخوفي من الموت، فأوضح لي بأن الله قدَّر وقوفنا حيث نحن وهوالقادر على إخراجنا منه، فكل شيء بإذنه وتحت تصرفه ومشيئته، وكان كثيراً ما يردد في كلامه كلمة ــ إن شاء الله، بإذن الله ــ بأننا سنخرج من هذا المأزق، مما جعلني أُصغي بكل جوارحي لحديثه وأنتبه لكل كلمة يقولها، فقد كانت كلماته تبث في قلبي الراحة، وتدخل في نفسي السكينة. كلمات كان لها وقع مؤثر في قلبٍ فارغٍ من الإيمان، كم كنت أحتاج لمثل هذه العبارات الرائعة المريحة.
بقينا على الجزيرة مدة أسبوع كامل، كان خلالها صاحب القارب ( عبدالله ) بجوارنا يواسينا ويثبتنا بحديثه الشيق، ثم شرع في حديثه لنا عن الإسلام وذكر محاسنه، وكان يكثر الكلام عن كتاب يملكه ويقرأ فيه أسماه بـ ( الكتاب الكبير )، دفعني الفضول إلى طلب ذلك الكتاب منه، والذي عرفت فيما بعد بأنه ترجمة لمعاني القرآن الكريم، فأخذته وقرأت في ترجمة سورة المائدة، وعندما أنهيت قراءتها شعرت براحة عظيمة لم أَمرَّ بها في حياتي قط، وأحسست بأمن وإيمان، وتبدل خوفي إلى سكينة، وفي صباح اليوم التالي، قابلت ( عبدالله ) وطلبت منه تعليمي كيفية الدخول في الإسلام، فبادرني بالسؤال عن مدى عزمي، فأخبرته بأنني على يقين تام بأن الإسلام هومن سعيت جاهداً للبحث عنه طوال رحلتي، فطلب مني نطق الشهادتين وعلمني الطهارة وأداء الصلاة ، فبادرت على الفور مسروراً بفعل ذلك، وتبدلت نظرتي للحياة وشعرت بأني ولدت الساعة، وذلك بعد أن نطقت بالشهادتين وأديت الصلاة ، وحمدت الله أن أصبحت مسلماً بفضله ومنته ، تلك أحبتي هي قصة إسلامي، أسأل الله لي ولكم الثبات على الدين والخاتمة الحسنة.

نورالهدى
30-12-2010, 01:51 AM
لا إله إلا الله

القيادة
30-12-2010, 01:56 AM
يعطيج العافية على هذي القصص

قريتها بتمعن

جزاكي الله خير

The Master
30-12-2010, 02:49 AM
الله يجزاك خير اختي هتان
ولو عندك او حد من الاعضاء قصص صارت لهم بيكون الموضوع احلى واجمل...

لاهنتي اختي...

حنين الماضى
30-12-2010, 07:12 AM
القصص كثيره والعبره هى الاهم الرجعه الى الله مافى احلى منها راحت بال ونفس وبركه فى المال والصحه

والله رحيم وغفور

هتـان قطر
30-12-2010, 07:54 AM
لا إله إلا الله

لا اله الا الله محمد رسول الله

:)



يعطيج العافية على هذي القصص

قريتها بتمعن

جزاكي الله خير

واياك .. بارك الله فيك

ودائما ندعوا الله ان ينفعنا بما علمنا

وتكون تلك القصص عبرة وعضة لمن اتعض

هتـان قطر
30-12-2010, 07:56 AM
الله يجزاك خير اختي هتان
ولو عندك او حد من الاعضاء قصص صارت لهم بيكون الموضوع احلى واجمل...

لاهنتي اختي...


والله اتمنى ذلك ان احنا نقرا قصص واقعية

واللي منحرج يعرض قصته .. يقدر يرسلها لي وانا

راح اعرضها بدون اسماء .. فقط للعبرة

وبيكون سره في بير عمييييق باذن الله :)




القصص كثيره والعبره هى الاهم الرجعه الى الله مافى احلى منها راحت بال ونفس وبركه فى المال والصحه

والله رحيم وغفور


سبحانه ما احلمه وما ارحمه على عباده

هتـان قطر
30-12-2010, 07:58 AM
قصة اليوم .. يرويها الشيخ عايض القرني لشخص يعرفه




جندي عرف الله


حدثني هذا الرجل بقصته يوم تاب إلى الله تبارك وتعالى، إنها قصة عجيبة، إنها قصة الإنسان يوم يعيش حياتين وفترتين ومرحلتين.. يوم يعيش الظلام والنور.. الهدى والضلال.. الحفظ والضياع.. هذا الرجل لا أذكر اسمه، وهو مشهور بين أهل بلده بعبادته وبكائه وخشوعه وتلاوته، يحدّثك عن قصة عودته إلى ربه وعيناه تذرفان.
كان جندياً بإحدى المدن يحمل بندقيته في حراسة متقطعة، وكان في تلك الفترة قوي البنية، لكنه ميت القلب.. ريّان الشباب، لكنه مفلس الإرادة، عملاق الجسم، لكنه هزيل الإيمان.
أخبرني أنه كان لا يسجد لله سجدة، لا يعرف الصلاة، وما هي الصلاة، وما قيمة الصلاة، لا يدخل المسجد، إلا مجاملة إذا اضطر إلى ذلك مصانعة للناس ومراءاة لهم.
كان معروضاً تماماً عن الله عز وجل:
" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه مِنْ بعد الله أفلا تذكّرون " .( الجاثية: الآية 23)
قال لي بأنه كان يستهزىء بالدين الإسلامي، لا يحب الصلاح والصالحين.. إذا دعي إلى الله تعالى ردّد كلمته المشهورة: " كفر صراح ولا دين مخشخش "!
كان لا يغتسل من الجنابة، وربما يضطر لمصانعة الناس فيدخل المسجد بجنابته ليصلي، لا يعرف الوضوء، لأن القلب في سباتٍ عميق، وفي غمرة هائلة، يقف في نوبته فيشعل السيجارة من السيجارة.
أطلق لقلبه الهيام في أودية المعاصي والشهوات، وأطلق لعينه النظر إلى الحرام، وأطلق لسمعه التلذذ بالغناء الفاحش، وأطلق لجوارحه العبث بالقيم والمبادىء، يرى الفتاة فيتابعها بعينيه اللتين كأنهما رصاصتان.
أما ليله فمع ثلة من الشباب الحيران الضائع، يسهر معهم في المجون، في البذاءة، في الهيام والغواية، فإذا زاره النوم رمى بجثمانه على الأرض كالجثة الهامدة حتى يدعي لنوبته، ينام بلا طهارة، بلا صلاة، بلا قرآن، بلا ذكر.. ينام نومة الهائم الضّال الذي ما عرف الطريق.
كان ينفر من السنن، ومن أهلها الملتزمين بها، يرى أن الدين مسخرة، والتمسك به تخلّف ورجعية، وأن قضايا الدين عتيقة، أكل عليها الدهر وشرب.
كره الصالحين والأخيار، لا لشيء، إلا لأنهم متدينون صادقون.. بينه وبين والديه ما يقارب ثلاثمائة ميل، لكنه هجرهم وقاطعهم، ومن قطع حبله مع الله فحري به أن يقطعه مع الناس.
ومضت الأيام، والليالي، والساعات، والدقائق، يملؤها باللهو واللعب، ويحشوها بالمجون والاستهتار.
وأرسل الله تعالى إلى تلك البلدة بداعية عملاق، داعية مؤثر جد مؤثر، شيخ علم ورجل فضل، خطيب مصقع، ومتكلم قدير، وقد مات قبل سنوات رحمه الله، ولم تذكره الكتب، ولكن ذكرته القلوب، ولم تتكلم عنه الصحف، ولكن تكلمت عنه العيون بدموعها.
كان هذا الداعية إذا تكلم تسابقت دموعه وكلماته، يقول أحد الصالحين: رأيت في المنام كأني دخلت سوقاً قد احتشد فيه الناس، وكأن الرسول قائم خطيباً في هذا السوق، وبكى في أثناء خطبته- بأبي هو أمي- فأغمي على بعض الناس من كثرة التأثر حتى رشوا بالماء، قال: وفي الصباح نزلت إلى سوق البلدة، فلما اجتمع الناس قام هذا الداعية يعظ، فارتفع صوته بالوعظ والبكاء حتى رأيت بعض الناس يسقطون في الشمس من التأثر، ويرشون بالماء، فكان هذا تأويل رؤياي من قبل.
هذا الداعية زار بلدة هذا الجندي، فدخل مسجداً صغيراً بجانب الإدارة التي يعمل بها هذا الرجل.
كان الجندي في حراسته بجانب المسجد، وقام الداعية بعد الصلاة، فتكلم، وسافر بالقلوب في رحلة إلى الدار الآخرة، تكلم، ولكنه أسر الأرواح، فأصحبت في يديه، فإمّا مناً بعد وإما فداءً، وأنصت الجندي بأذنيه لكلام الشيخ، وكان الشيخ يشرح قوله تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظرْ نفسٌ ما قدّمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ". ( الحشر: الآية 18)
وأفاض الداعية في ذكر الآخرة، وما فيها من عجائب وأهوال، وتحدث عن الجنة وعن النار، وسلم الجندي قلبه للداعية ليصله بالله عز وجل.
يقول الجندي عن نفسه: لقد أصبحت في حالة تشبه الذهول لا أدري أين أنا، لقد فقدت قوتي على القيام، فجلست على الأرض، وأتاني من البكاء ما الله به عليم.
لقد خاطب هذا الداعية الفطرة المودعة في هذا الرجل، فطرة الإيمان والتوحيد:
" فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم " . ( الروم: الآية 30)
لقد تذكر هذا الجندي أيامه السوداء البائسة، وتذكر وقوفه بين يدي ربه تبارك وتعالى، في يوم العرض الأكبر:
" يؤمئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية " ( الحاقة: الآية 18)
حينها استفاق قلبه، واستيقظ إيمانه، وغلى وجدانه.
لا إله إلا الله، ما أقوى هذا الدين إذا تغلغل في الأرواح، ولا إله إلا الله، ما أنفذ سلطان التوحيد إذ تملك القلوب ؟
انتهى الواعظ من موعظته، ولكن هذا المذنب النادم لم ينته من بكائه ولن ينتهي، ولماذا ينتهي ؟
وجاءه زملاؤه يهرعون إليه، وهو في غيبوبة البكاء، ما لك يا فلان ؟ ما لك يا فلان ؟ ما لك يا فلان ؟ ماذا أصابك ؟... سلامتك..!! وما ردّ عليهم إلا بالبكاء.
إذا اشتبكت دموع في خدودٍ
تبين منْ بكى مِمَّنْ تباكي
أخذوا سلاحه من يديه، وقام يتوكأ على زميله، ودخل غرفته يواصل نحيبه وحسرته، وفجأة انفجر كالبركان يعلن توبته أمام الله تعالى.. أتوب إلى الله، أستغفر الله.. يا رب تبت إليك.. غفرانك.. رحمتك يا رب..
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ". ( الزمر: الآية 53)
ذهب فاغتسل من الجنابة وخلع ملابسه ولبس ملابس أخرى نقية طاهرة، واستهل أول حياته- حياة الإيمان- بصلاة المغرب
" أو مَن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كَمَنْ مَّثله في الظلمات ليس بخارج منها ". ( الأنعام: الآية 122)
ولما انتهت صلاة المغرب ذهب التائب مع الشيخ الداعية إلى بيت مجاور للمسجد، ولما طاب المجلس اقترب صاحبنا من الشيخ وقصّ عليه قصة حياته: قصة الضياع، قصة الحرمان، قصة عدم المبالاة.
فانطلق الداعية الحكيم يصف له طريق الهداية، وسبيل السعادة، ويعلمه بمبادىء أمور الإسلام، وسنن الصلاة، وطلب من بعض الحاضرين تعليم هذا التائب كتاب الله عز وجل تجويداً وتلاوةً وحفظاً وعملاً.
قال لي هذا التائب: والله، ما نمت تلك الليلة من فرحي بالهداية والإقبال على الله
" أفمن شرح الله صدرَه للإسلام فهو على نورٍ مِن ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر الله ". ( الزمر: الآية 22)
واستمر هذا المقبل يعيش حياة الإيمان، وتالله لقد قال لي: حفظت القرآن في أربعة أشهر فحسب عن ظهر قلب.
لقد عكف على القرآن، ينام في الليل والنهار ساعتين فحسب، يقرأ القرآن قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وواصل النوافل، وصلح حاله وانشرح باله، وذهبت غمومه وهمومه، هو اليوم فوق الخمسين من عمره، وهو من أعبد من رأيت من الناس، يختم القرآن في كل ثلاثة أيام، وله أوراد من الأذكار الشرعية، أما دموعه فما أسرعها من دموع، طلق المحيّا، بشوش، ترى الولاية ظاهرة عليه.
وهذه القصة سجلتها منه، وإنني أعرف أن كثيراً من الأحبة يعرفونه، وإن في قصته لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
" ربَّنا إنَّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربِّكم فآمنّا ربَّنا فاغفر لنا ذُنوبنا وكفِّر عَنَّا سيئآتنا وتوفَّنا مع الأبرار ". (آل عمران: الآية 193)

بوخالد911
30-12-2010, 08:00 AM
بوررك فييكم