هتـان قطر
29-12-2010, 04:25 PM
اعزائي الكرام .. في هذا الموضوع سوف اعرض عليكم قصص للتائبين
وقصص الداخلين الى نور الاسلام .. الخارجين من ظلام الجهل
الموضوع للكل ويحق للجميع ان يعرضوا فيه قصص مقروءة
او قصص واقعية .. لمن دخل في الاسلام او لمن تاب ورجع الى الله
الموضوع مفتوح للجميع..
كتاب الرف القديم...كان البداية؟!
هناك كثيرٌ من القصص التي تبقى في الذاكرة، ويتناقلها الرواة، لما حملته في طياتها من فائدة ومعان سامية، ولعل خير مثال على تلك النوعية؛ أحداث قصتنا العجيبة التي أعرضها لكم نقلاً على لسان من عاش وقائعها وكتبها بنفسه، وهو أحد الدعاة حيث ذكر قصة طفلٍ صغير فتح الله قلبه، وأنار بصيرته لنور الإسلام، وتعرف على هذا الدين في صغره، ومرَّ بعقبات وصلت للقتل خلال رحلته الإيمانية...فهاكم القصة.
ركب الدكتور عرفان الطائرة المتجه إلى باريس، وبينما هو على متن الطائرة شاهد صديقه أبو محمد يعد وسادته لأخذ عفوة، فألقى إليه التحية، ولما رفع الرجل بصره وعرفه هَبَّ واقفاً وقال: غير معقول، لم يجل بخاطري رؤيتك، توقعت مقابلتك في فرنسا أو جنوب إفريقيا..فأجابه قائلاً: عليك التصديق، إنني أمامك بكامل هيئتي، ولكني أراك شارد الذهن؟ فيما كنت تفكر؟
أجابني أبو محمد: كنت أفكر في طفلٍ عمره عشر سنوات، اعتنق الإسلام ووالده كان قسيساً!! فتعجب الدكتور وقال:ماذا طفل أسلم ووالده قسيس؟! قُم..قُم حالاً وأخبرني القصة، أشم رائحة قصة جميلة، قصة عطرة، هيا أخبرني، فرد عليه أبو محمد: إنها قصة غريبة، ولكن اللّه سبحانه إذا أراد شيئاً فلا راد لحكمه، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وإليك القصة:
في مدينة جوهانسبرج عند تأديتي الصلاة في أحد المساجد، لفت نظري طفلاً يلبس ثياباً عربية ـ ثوباً أبيض وعباءة عربية خليجية ـ وعلى رأسه الغترة والعقال، شدني منظره، فليس من عادة أهل جنوب أفريقيا لبس هذا الزي!! لأنهم يرتدون البنطال والقميص، ويضعون كوفية على رؤوسهم، أو يلبسون الزي الذي يلبسه مسلمو الهند وباكستان، مر بقربي وألقى التحية، فرددت عليه، وبادرته بالسؤال: هل أنت سعودي؟ فأجابني: لست سعودياً، إنني مسلم أنتمي لكل قطر إسلامي، تعجبت وسألته: ما الذي يدعوك إلى لبس الزي الخليجي؟ فرد عليّ: لاعتزازي بهذا اللباس، فهو زي المسلمين.
في تلك اللحظة، مر رجلٌ يعرف الصبي، وقال لي: اسأله عن كيفية إسلامه؟ فتعجبت من كلام الرجل، وقلت للرجل: أليس مسلماً!! ثم وجهت سؤالي للصبي: ألم تكن مسلماً من قبل؟! ألست من عائلة مسلمة؟! ثم تدافعت الأسئلة في رأسي، ولكن الصبي قال: سأخبرك حكايتي من البداية وحتى النهاية، ولكن أخبرني من أي البلاد أنت؟ فقلت له: إنني من أهل مكة المكرمة.
ما إن سمع الطفل جوابي بأني من مكة المكرمة حتى اندفع نحوي يريد معانقتي وتقبيلي وأخذ يقول: من مكة!! من مكة!! ما أسعدني أن أرى رجلاً من بلد اللّه الحرام، إني أتشوق لرؤيتها.. دُهشت من كلام الفتى، وقلت له: بربك أخبرني عن قصتك.
قال الفتى: ولدت لأب كاثوليكي، يعمل قسيساً؛ وعشنا في مدينة ( شيكاغو ) بأمريكا، هناك نشأت وتعلمت القراءة والكتابة في روضة أمريكية تابعة للكنيسة، وكان والدي يقدم لي العناية الفائقة من الناحية التعليمية، كان يصحبني دائماً إلى الكنيسة ويخصص لي رجلاً لتعليمي، ثم يتركني في مكتبة الكنيسة لمطالعة المجلات الخاصة بالأطفال والمصبوغة بقصص المسيحية.
في أحد الأيام بينما كنت في مكتبة الكنيسة، مددت يدي إلى كتاب وضع على أحد أرفف المكتبة، قرأت عنوان الكتاب، فإذا به ( الإنجيل )، كان مهترئاً وللفضول أردت تصفحه، وعندما فتحته سقطت عيناي على سطر كُتبت فيه آية:( وقال المسيح: سيأتي نبي عربي من بعدي اسمه أحمد )، استغربت تلك العبارة، وهرعت إلى والدي أسأله: والدي، هل قرأت هذا الكلام في ( الإنجيل )؟ فرد والدي: وماهو؟ فقلت: في هذه الصفحة المسيح يخبرنا بقدوم نبي عربي يأتي من بعده!! من هو ذلك النبي العربي؟ كما ذكر بأن اسمه أحمد؟ وهل ظهر أم ليس بعد؟! فقام والدي بالصراخ في وجهي قائلاً: من أين أتيت بهذا الكتاب؟! فأجبته: من مكتبة الكنيسة، مكتبتك الخاصة التي تقرأ فيها، فقال لي: ما ورد في هذا الكتاب كذبٌ وافتراء على السيد المسيح. فقاطعته: ورد في ( الإنجيل ) ألم تقرأ هذا مكتوباً فيه؟! فأجابني والدي: دعك من هذا، مازلت صغيراً ولا تعي الأمور كما هي، وأخذني إلى المنزل مع الوعيد الشديد بعدم الاستمرار في الأمر، وبذلك أيقنت بوجود شيء أراد والدي إخفاءه عني، فألهمني الله سبحانه للبحث عن أحد العرب لمعرفة الحقيقة، فوجدت مطعماً عربياً في بلدتي، فدخلت وسألت عن النبي العربي، فأرشدني صاحب المطعم بالذهاب إلى مسجد المسلمين، فهناك سأجد الحقيقة كاملة عن النبي وبشكل أفضل، فذهبت إلى المسجد وصرخت بصوت عال: هل هناك عرب في المسجد؟! فتكلم أحدهم: ماذا تريد من العرب؟! قلت: أريد سؤالهم عن النبي العربي أحمد؟ قال: تفضل اجلس، ماذا تريد معرفته عن النبي العربي؟! أجبته: قرأت في ( الإنجيل ) الموجود في مكتبة الكنيسة أن المسيح يخبر عن نبيٍ عربيٍ اسمه أحمد سيأتي من بعده، هل هذا صحيحاً؟! قال الرجل: حقاً قرأت هذا؟! ما تقوله صحيح ونحن أتباع النبي العربي محمد صلى اللّه عليه وسلم أيها الفتى، وقد ذكر ( القرآن الكريم ) مثل ما ذكرته لنا الآن. فصاح الغلام: صحيح ذلك؟! فرد الرجل: نعم، صحيح، انتظر قليلاً، ثم ذهب وأحضر معه نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم وأخرج الآية التي تقول:[وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ] الصَّف:6 فصاح الفتى: أريد رؤيتها، فأشار الرجل إلى الآية المترجمة، أصابتني الدهشة، وقلت: كما هي في الإنجيل، لم يكذب المسيح، ولكن والدي هو من كذب، كيف أفعل أيها الرجل لأكون من أتباع هذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم، فقام ذلك المسلم بتعليمي كيفية نطق الشهادتين؛ ونطقتها وبعدها انطلقت فرحاً لتبشير والدي بذلك.
ذهب الفتى فرحاً لوالده القسيس يخبره بمعرفة الحقيقة، وإخباره أن المسلمين في أمريكا هم أتباع النبي العربي، وأنه شاهد كتابهم ( القرآن الكريم ) يذكر نفس الآية التي رآها في ( الإنجيل )، ويخبره بأمر إسلامه، ويطلب من والده اعتناق الإسلام.فإذا بالخبر ينزل على الأب القسيس كنزول الصاعقة على رأسه، فقام بسحب ابنه الصغير، وأدخله في غرفة صغيرة وأغلق عليه الباب، وطالب بعدم الرأفة به، وظل الفتى سجيناً لأسابيع؛ يؤتى إليه بالطعام والشراب، ثم يؤصد عليه مرة أخرى، وعندما خاف الأب فضح أمره لدى السلطات الحكومية - بعد أن أخذت المدرسة تبعث الرسائل للسؤال عن غياب الابن - ومن تطور الأمر مما يؤدي به إلى السجن، فكر في نفي ابنه إلى دولة تنزانيا حيث يعيش والدا القسيس، فأرسله إليهما وأخبرهما بعدم رحمته في حال عودته لكلامه وهذيانه كما يزعمون، حتى لو كلفهما الأمر قتله، فهناك لن يبحث عنه أحد .
سافر الغلام إلى دولة تنزانيا ولم ينس إسلامه، وبحث عن العرب والمسلمين حتى وجد مسجداً، فدخله وجلس إلى المسلمين وأخبرهم بأمره، فعلموه بقية أمور الدين، فاكتشف الجد أمره فأخذه وسجنه كما فعل والده سابقاً، وقام بتعذيبه، لكنه لم ينجح في ثني الفتى عن عزمه، ولم يتمكن من تغيير مساره عما أراد، بل زاده السجن والتعذيب تثبيتاً وقوة للمضي في طريق الحق، وفي نهاية الأمر قرر جده التخلص منه، فوضع له السم في الطعام، لكنه لم يُقتل في تلك الجريمة البشعة بعد حفظ الله له، فبعد أن أكل قليلاً من الطعام أحس بألم في أحشائه فتقيأ، ثم قذف بنفسه إلى الحديقة عبر شرفة الغرفة وفر هارباً إلى جماعة المسجد الذين قدموا العلاج اللازم له حتى شفاه الله، وطلب الاختباء لديهم حتى موعد رحيله إلى دولة أثيوبيا .
بعد ذلك قامت الجماعة بالخوف على الغلام، فأرسلوه إلى دولة جنوب أفريقيا، فجالس للعلماء وحضر اجتماعات دعوة الناس إلى الإسلام، الدين الخاتم، الذي بشر به المسيح عليه السلام، وختم الغلام الداعية الكلام بقوله: لو أن المسيحيين اتبعوا ما جاء فيها حقيقة لسعدوا في الدنيا والآخرة، فـ ( الإنجيل ) غير المحرف الذي وجدته في مكتبة كنيسة مدينة ( شيكاغو ) يخبر بذلك، أرشدني ربي لذلك الكتاب، وأولى الصفحات التي أفتحها وأول سطر أقرأه تظهر لي تلك الآية التي تقول:( قال المسيح إن نبياً عربياً سيأتي من بعدي اسمه أحمد ) يارب ما أرحمك، ما أعظمك، هديتني وأنا من صلب رجل ينكر ويجحد ذلك!!.
دمعت عيناي لذلك الفتى، يقطع هذه المسافات هارباً بدينه، استمعت إليه وصافحته وقبلته، ثم قام بوداعي وتوارى في المسجد، لن أنسى ذلك الوجه المشع بالنور والإيمان؛ وجه ذلك الطفل الصغير الذي سمى نفسه محمداً. وتذكرت قوله تعالى: [إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ] القصص:56 .
وقصص الداخلين الى نور الاسلام .. الخارجين من ظلام الجهل
الموضوع للكل ويحق للجميع ان يعرضوا فيه قصص مقروءة
او قصص واقعية .. لمن دخل في الاسلام او لمن تاب ورجع الى الله
الموضوع مفتوح للجميع..
كتاب الرف القديم...كان البداية؟!
هناك كثيرٌ من القصص التي تبقى في الذاكرة، ويتناقلها الرواة، لما حملته في طياتها من فائدة ومعان سامية، ولعل خير مثال على تلك النوعية؛ أحداث قصتنا العجيبة التي أعرضها لكم نقلاً على لسان من عاش وقائعها وكتبها بنفسه، وهو أحد الدعاة حيث ذكر قصة طفلٍ صغير فتح الله قلبه، وأنار بصيرته لنور الإسلام، وتعرف على هذا الدين في صغره، ومرَّ بعقبات وصلت للقتل خلال رحلته الإيمانية...فهاكم القصة.
ركب الدكتور عرفان الطائرة المتجه إلى باريس، وبينما هو على متن الطائرة شاهد صديقه أبو محمد يعد وسادته لأخذ عفوة، فألقى إليه التحية، ولما رفع الرجل بصره وعرفه هَبَّ واقفاً وقال: غير معقول، لم يجل بخاطري رؤيتك، توقعت مقابلتك في فرنسا أو جنوب إفريقيا..فأجابه قائلاً: عليك التصديق، إنني أمامك بكامل هيئتي، ولكني أراك شارد الذهن؟ فيما كنت تفكر؟
أجابني أبو محمد: كنت أفكر في طفلٍ عمره عشر سنوات، اعتنق الإسلام ووالده كان قسيساً!! فتعجب الدكتور وقال:ماذا طفل أسلم ووالده قسيس؟! قُم..قُم حالاً وأخبرني القصة، أشم رائحة قصة جميلة، قصة عطرة، هيا أخبرني، فرد عليه أبو محمد: إنها قصة غريبة، ولكن اللّه سبحانه إذا أراد شيئاً فلا راد لحكمه، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وإليك القصة:
في مدينة جوهانسبرج عند تأديتي الصلاة في أحد المساجد، لفت نظري طفلاً يلبس ثياباً عربية ـ ثوباً أبيض وعباءة عربية خليجية ـ وعلى رأسه الغترة والعقال، شدني منظره، فليس من عادة أهل جنوب أفريقيا لبس هذا الزي!! لأنهم يرتدون البنطال والقميص، ويضعون كوفية على رؤوسهم، أو يلبسون الزي الذي يلبسه مسلمو الهند وباكستان، مر بقربي وألقى التحية، فرددت عليه، وبادرته بالسؤال: هل أنت سعودي؟ فأجابني: لست سعودياً، إنني مسلم أنتمي لكل قطر إسلامي، تعجبت وسألته: ما الذي يدعوك إلى لبس الزي الخليجي؟ فرد عليّ: لاعتزازي بهذا اللباس، فهو زي المسلمين.
في تلك اللحظة، مر رجلٌ يعرف الصبي، وقال لي: اسأله عن كيفية إسلامه؟ فتعجبت من كلام الرجل، وقلت للرجل: أليس مسلماً!! ثم وجهت سؤالي للصبي: ألم تكن مسلماً من قبل؟! ألست من عائلة مسلمة؟! ثم تدافعت الأسئلة في رأسي، ولكن الصبي قال: سأخبرك حكايتي من البداية وحتى النهاية، ولكن أخبرني من أي البلاد أنت؟ فقلت له: إنني من أهل مكة المكرمة.
ما إن سمع الطفل جوابي بأني من مكة المكرمة حتى اندفع نحوي يريد معانقتي وتقبيلي وأخذ يقول: من مكة!! من مكة!! ما أسعدني أن أرى رجلاً من بلد اللّه الحرام، إني أتشوق لرؤيتها.. دُهشت من كلام الفتى، وقلت له: بربك أخبرني عن قصتك.
قال الفتى: ولدت لأب كاثوليكي، يعمل قسيساً؛ وعشنا في مدينة ( شيكاغو ) بأمريكا، هناك نشأت وتعلمت القراءة والكتابة في روضة أمريكية تابعة للكنيسة، وكان والدي يقدم لي العناية الفائقة من الناحية التعليمية، كان يصحبني دائماً إلى الكنيسة ويخصص لي رجلاً لتعليمي، ثم يتركني في مكتبة الكنيسة لمطالعة المجلات الخاصة بالأطفال والمصبوغة بقصص المسيحية.
في أحد الأيام بينما كنت في مكتبة الكنيسة، مددت يدي إلى كتاب وضع على أحد أرفف المكتبة، قرأت عنوان الكتاب، فإذا به ( الإنجيل )، كان مهترئاً وللفضول أردت تصفحه، وعندما فتحته سقطت عيناي على سطر كُتبت فيه آية:( وقال المسيح: سيأتي نبي عربي من بعدي اسمه أحمد )، استغربت تلك العبارة، وهرعت إلى والدي أسأله: والدي، هل قرأت هذا الكلام في ( الإنجيل )؟ فرد والدي: وماهو؟ فقلت: في هذه الصفحة المسيح يخبرنا بقدوم نبي عربي يأتي من بعده!! من هو ذلك النبي العربي؟ كما ذكر بأن اسمه أحمد؟ وهل ظهر أم ليس بعد؟! فقام والدي بالصراخ في وجهي قائلاً: من أين أتيت بهذا الكتاب؟! فأجبته: من مكتبة الكنيسة، مكتبتك الخاصة التي تقرأ فيها، فقال لي: ما ورد في هذا الكتاب كذبٌ وافتراء على السيد المسيح. فقاطعته: ورد في ( الإنجيل ) ألم تقرأ هذا مكتوباً فيه؟! فأجابني والدي: دعك من هذا، مازلت صغيراً ولا تعي الأمور كما هي، وأخذني إلى المنزل مع الوعيد الشديد بعدم الاستمرار في الأمر، وبذلك أيقنت بوجود شيء أراد والدي إخفاءه عني، فألهمني الله سبحانه للبحث عن أحد العرب لمعرفة الحقيقة، فوجدت مطعماً عربياً في بلدتي، فدخلت وسألت عن النبي العربي، فأرشدني صاحب المطعم بالذهاب إلى مسجد المسلمين، فهناك سأجد الحقيقة كاملة عن النبي وبشكل أفضل، فذهبت إلى المسجد وصرخت بصوت عال: هل هناك عرب في المسجد؟! فتكلم أحدهم: ماذا تريد من العرب؟! قلت: أريد سؤالهم عن النبي العربي أحمد؟ قال: تفضل اجلس، ماذا تريد معرفته عن النبي العربي؟! أجبته: قرأت في ( الإنجيل ) الموجود في مكتبة الكنيسة أن المسيح يخبر عن نبيٍ عربيٍ اسمه أحمد سيأتي من بعده، هل هذا صحيحاً؟! قال الرجل: حقاً قرأت هذا؟! ما تقوله صحيح ونحن أتباع النبي العربي محمد صلى اللّه عليه وسلم أيها الفتى، وقد ذكر ( القرآن الكريم ) مثل ما ذكرته لنا الآن. فصاح الغلام: صحيح ذلك؟! فرد الرجل: نعم، صحيح، انتظر قليلاً، ثم ذهب وأحضر معه نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم وأخرج الآية التي تقول:[وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ] الصَّف:6 فصاح الفتى: أريد رؤيتها، فأشار الرجل إلى الآية المترجمة، أصابتني الدهشة، وقلت: كما هي في الإنجيل، لم يكذب المسيح، ولكن والدي هو من كذب، كيف أفعل أيها الرجل لأكون من أتباع هذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم، فقام ذلك المسلم بتعليمي كيفية نطق الشهادتين؛ ونطقتها وبعدها انطلقت فرحاً لتبشير والدي بذلك.
ذهب الفتى فرحاً لوالده القسيس يخبره بمعرفة الحقيقة، وإخباره أن المسلمين في أمريكا هم أتباع النبي العربي، وأنه شاهد كتابهم ( القرآن الكريم ) يذكر نفس الآية التي رآها في ( الإنجيل )، ويخبره بأمر إسلامه، ويطلب من والده اعتناق الإسلام.فإذا بالخبر ينزل على الأب القسيس كنزول الصاعقة على رأسه، فقام بسحب ابنه الصغير، وأدخله في غرفة صغيرة وأغلق عليه الباب، وطالب بعدم الرأفة به، وظل الفتى سجيناً لأسابيع؛ يؤتى إليه بالطعام والشراب، ثم يؤصد عليه مرة أخرى، وعندما خاف الأب فضح أمره لدى السلطات الحكومية - بعد أن أخذت المدرسة تبعث الرسائل للسؤال عن غياب الابن - ومن تطور الأمر مما يؤدي به إلى السجن، فكر في نفي ابنه إلى دولة تنزانيا حيث يعيش والدا القسيس، فأرسله إليهما وأخبرهما بعدم رحمته في حال عودته لكلامه وهذيانه كما يزعمون، حتى لو كلفهما الأمر قتله، فهناك لن يبحث عنه أحد .
سافر الغلام إلى دولة تنزانيا ولم ينس إسلامه، وبحث عن العرب والمسلمين حتى وجد مسجداً، فدخله وجلس إلى المسلمين وأخبرهم بأمره، فعلموه بقية أمور الدين، فاكتشف الجد أمره فأخذه وسجنه كما فعل والده سابقاً، وقام بتعذيبه، لكنه لم ينجح في ثني الفتى عن عزمه، ولم يتمكن من تغيير مساره عما أراد، بل زاده السجن والتعذيب تثبيتاً وقوة للمضي في طريق الحق، وفي نهاية الأمر قرر جده التخلص منه، فوضع له السم في الطعام، لكنه لم يُقتل في تلك الجريمة البشعة بعد حفظ الله له، فبعد أن أكل قليلاً من الطعام أحس بألم في أحشائه فتقيأ، ثم قذف بنفسه إلى الحديقة عبر شرفة الغرفة وفر هارباً إلى جماعة المسجد الذين قدموا العلاج اللازم له حتى شفاه الله، وطلب الاختباء لديهم حتى موعد رحيله إلى دولة أثيوبيا .
بعد ذلك قامت الجماعة بالخوف على الغلام، فأرسلوه إلى دولة جنوب أفريقيا، فجالس للعلماء وحضر اجتماعات دعوة الناس إلى الإسلام، الدين الخاتم، الذي بشر به المسيح عليه السلام، وختم الغلام الداعية الكلام بقوله: لو أن المسيحيين اتبعوا ما جاء فيها حقيقة لسعدوا في الدنيا والآخرة، فـ ( الإنجيل ) غير المحرف الذي وجدته في مكتبة كنيسة مدينة ( شيكاغو ) يخبر بذلك، أرشدني ربي لذلك الكتاب، وأولى الصفحات التي أفتحها وأول سطر أقرأه تظهر لي تلك الآية التي تقول:( قال المسيح إن نبياً عربياً سيأتي من بعدي اسمه أحمد ) يارب ما أرحمك، ما أعظمك، هديتني وأنا من صلب رجل ينكر ويجحد ذلك!!.
دمعت عيناي لذلك الفتى، يقطع هذه المسافات هارباً بدينه، استمعت إليه وصافحته وقبلته، ثم قام بوداعي وتوارى في المسجد، لن أنسى ذلك الوجه المشع بالنور والإيمان؛ وجه ذلك الطفل الصغير الذي سمى نفسه محمداً. وتذكرت قوله تعالى: [إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ] القصص:56 .