المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواج كبير لصناديق الملكية الخاصة بعد تذبذب البورصات الخليجية



Love143
14-04-2006, 02:24 AM
بيت التمويل الكويتي أحد أكبر البنوك الإسلامية المتخصصة في هذا النوع من الاستثمارات
رواج كبير لصناديق الملكية الخاصة بعد تذبذب البورصات الخليجية


كتب سعيد حبيب:

بدأ رواج صناديق الملكية الخاصة في المنطقة منذ ثلاث سنوات. ومع ان هذه الصناديق اكتسبت شهرة واسعة في كل من اوروبا والولايات المتحدة الامريكية منذ زمن طويل، الا انها لم تكتسب زخما قوياً في دول مجلس التعاون الخليجي الا مؤخراً. فقد ادت حالة الاضطراب الاخيرة التي طرأت على الاسواق المحلية الى تركيز اهتمام المستثمرين على تنويع محافظهم الاستثمارية.
ويمكن القول ان عمليات الملكية الخاصة على مدى الـعشرين سنة الماضية كانت افضل اداءً من سوق الاسهم في الولايات المتحدة الامريكية على كل من الاجلين القصير والطويل، حيث شهد هذا النشاط في العقدين الماضيين طفرة هائلة ارتفع معها حجم صناديق الملكية الخاصة في الولايات المتحدة الامريكية من 5 مليارات دولار في عام 1980م الى اكثر من 800 مليار دولار في عام 2005م.
ومع ان منطقة الشرق الاوسط تعتبر واحدة من اقل الاسواق نشاطا في مجال الملكية الخاصة
الا انها تشهد تغيرا حثيثا مع دخول مؤشرات جديدة الى السوق بما فيها مؤشرات من خارج المنطقة. فقد ركزت الحكومات في الشرق الاوسط بقوة على تعزيز دور القطاع الخاص من خلال مبادرات الخصخصة، وهو ما سيوفر فرصا ممتازة لشركات الملكية الخاصة، والتي ستصبح مصدراً رئيساً لتدفق المزيد من الصفقات في هذا المجال. كما شهدت المنطقة فتح قطاعات جديدة للاستثمار ظلت في السابق مقصورة على القطاع العام، منها على وجه الخصوص قطاعا النفط والغاز في السعودية.
من جهة اخرى، تواصل عمليات الاكتتاب العام الاولي للاسهم في السوق فتح شهية المستثمرين للبحث عن شركات وفرص استثمارية جديدة حتى مع حالة الاضطراب التي سادت الاسواق مؤخرا. وتشمل عمليات الاكتتاب (الاكتتاب العام الاولي) التي تمت مؤخرا في المنطقة: بنك الريان، قطر، بنك البلاد السعودية، املاك للتمويل الامارات ، شركة طيران الجزيرة الكويت، بنك السلام، استثمار.

التملك الخاص

مع ان الملكية الخاصة ليست جديدة على اسواق الخليج، الا انها لا تمثل سوى جزء بسيط من المشهد الاقتصادي العام بدول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط. وبالرغم من وفرة رأس المال في منطقة الشرق الاوسط، الا ان هذه المنطقة تعتبر من اقل الاسواق من حيث عدد عمليات الاندماج والتملك ومن اقل الاسواق نشاطا في مجال الملكية الخاصة على مستوى العالم. لكن، ونظرا للظروف الاقتصادية الخارجية المتغيرة والسوق المحلية النشطة، وهو ما اسفر عن ارتفاع سعر النفط
فقد عمل المستثمرون على الاحتفاظ بالمزيد من ثرواتهم في الاسواق المحلية
مما اسهم بدرجة ملموسة في تحفيز نشاط الاندماج المحلي وعمليات الملكية الخاصة.
وقد اصبح بنك »انفستكورب« الذي بدأ اعماله في عام 1982م رائداً في هذا المجال برؤية واضحة ازاء فتح فرص استثمارية جديدة في امريكا واوروبا للمستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي
حيث بلغت القيمة الاجمالية للصفقات التي انجزها اكثر من 28 مليار دولار.
كما إن الاتجاه الجديد الذي بدأت تتضح معالمه في منطقة الخليج هو صناديق الملكية الخاصة. فهناك العديد من الشركات البارزة في هذا المجال مثل شركة »ابراج كابيتال« في دبي التي كانت اول شركة خليجية تجمع مبلغا لصندوق الملكية الخاصة في عام 2003م وصل الى 116 مليون دولار لصندوق ابراج الاستثماري الاول وفي هذا العام جمعت الشركة مبلغ 500 مليون دولار لصندوق ابراج الاستثماري الثاني.
كذلك جمعت »شعاع كابيتال«، وهي شركة اخرى في دبي، مبلغ 200 مليون دولار في اغسطس 2005 م لاول صندوق للملكية الخاصة، والذي انجز اول استثماراته في يونيو 2005م بتملك شركة »داماس« للمجوهرات في الامارات العربية المتحدة.
وفي نهاية عام 2002م، اقفلت مجموعة الملكية الخاصة التابعة لبنك اتش اس بي سي صندوق الملكية الخاصة بمنطقة الخليج بقيمة 118 مليون دولار، وهي اول مرة يطرح فيها بنك اجنبي صندوق الملكية الخاصة في منطقة الشرق الاوسط.

الملكية الخاصة الاسلامية

من ابرز المجالات الواعدة في مجال الاستثمار الملكية الخاصة هي صناديق الملكية الخاصة الاسلامية. فحتى الآن لم نشاهد سوى القليل من المحاولات لطرح مثل هذه الصناديق.
لكن »بنك يونيكورن للاستثمار« بدأ بجمع رأس مال لاول صندوق للتملك الخاص والذي يعد اول صندوق للملكية الخاصة من نوعه على المستوى العالمي يتوافق مع ضوابط واحكام الشريعة الاسلامية. ويعتزم يونيكورن جمع ما يصل الى 150 مليون دولار لهذا الصندوق والذي يصفه البنك بأنه صندوق متنوع حقا. وبينما ركزت معظم صناديق الاستثمار في دول مجلس التعاون الخليجي على منطقة الخليج او الشرق الاوسط، وركز البعض الآخر منها على الولايات المتحدة الامريكية فان بنك يونيكورن يهدف الى ايجاد افضل الفرص للمستثمرين في جميع انحاء العالم.
وقطعت صناعة الملكية الخاصة شوطا طويلا خلال الخمس عشرة سنة الماضية وتطورت الى نظام مالي شامل. وقد بادرت البنوك في الخدمات المصرفية الاسلامية الى استثمار اموال المودعين. لكن الحافز الحقيقي الى تطوير الاستثمار في المساهمات الاسلامية ظهر في الثمانينيات مع طرح اول صندوق استثمار اسلامي، وهو الامر الذي اثار جدلا بين الفقهاء حول التزام الاستثمارات الرأسمالية بالشريعة الاسلامية وتوافقها مع مبادئها واحكامها. وقد انهت اكاديمية الفقه الاسلامي هذا الجدل بفتوى مفادها ان الاسهم في الشركة هي جزء غير مقسوم من اصول تلك الشركة، وبالتالي فهي مطابقة للشريعة.
وهكذا، فانه ينبغي على المستثمرين الاسلاميين تطبيق نموذج شركات الملكية الخاصة التي تتمحور استراتيجيتها حول تملك حصص اغلبية في شركات خاصة تعمل في الاقتصاد الحقيقي، الامر الذي يمكنها من الاحتفاظ بالسيطرة على تلك الشركات ويضمن التزام الشركات بمبادئ واحكام الشريعة الاسلامية. وبذلك، فان الملكية الخاصة توفر للمستثمرين الاسلاميين فرصا افضل قيمة وجدوى بالمقارنة مع انواع الاصول الاخرى من حيث الاداء والتنوع وعوائد اعلى على الاجل الطويل واستقرار الاسعار والفرص الاستثمارية المربحة.
وهناك القليل من المؤسسات المالية الاسلامية التي تنشط في مجال الملكية الخاصة، ومن ابرزها »بنك آركابيتا« و»بنك يونيكورن للاستثمار« و»بيت التمويل الخليجي« و»بيت التمويل الكويتي« و »التوفيق«، لها صناديق استثمارية في السوق.

وقد نشط بنك »آركابيتا« منذ تأسيسه سنة 1997م في مجالات الملكية الخاصة حيث ركز عملياته في مجال الملكية الخاصة في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا. وقد برز البنك بشكل ملحوظ في نوفمبر 2004م مسجلا انجازا غير مسبوق حينما قام بتملك شركة »ساوث ستافورد شاير«، وهي شركة مساهمة مدرجة في سوق الاوراق المالية ومقرها بريطانيا وتعمل في مجال تزويد المياه. وكانت هذه الصفقة اول عملية شراء لشركة مياه من قبل شركة اجنبية
مما فتح الباب امام الآخرين، خصوصا المستثمرين الاوروبيين
للبدء في البحث عن صفقات مماثلة في بريطانيا. وتخطط الشركة حاليا لتأسيس اول صندوق لها، والذي سيركز حصرياً على الشركات الامريكية.
اما »بيت التمويل الكويتي« فقد ظل احد اكبر البنوك الاسلامية واكثرها نشاطا في الملكية الخاصة، وطرح »بيت التمويل الكويتي« (البحرين) في عام 2003م صندوق الملكية الخاصة بقيمة 100 مليون دولار يركز على استراليا ونيوزيلندا. وبدأ البنك مؤخرا تركيزه على الاستثمارات في الملكيات الخاصة الاقرب الى السوق المحلية حيث طرح في عام 2004م صندوقا بقيمة 30 مليون دينار في الكويت وبدأ فتح خطوط مشابهة مثل صندوق كامكو للملكية الخاصة بمبلغ 20 مليون دينار والذي طرح في السنة التي سبقتها.
وهناك كذلك »بنك يونيكورن للاستثمار« الذي مضى على تأسيسه حوالي سنتين تقريبا ويحقق نتائج باهرة
ويبدو انه يؤسس لاتجاه جديد في المنطقة. واذا ما حذت المؤسسات الاخرى حذو هذا البنك كما هو متوقع، فان المستثمرين في منطقة الخليج يمكنهم ايصال صناعة الملكية الخاصة العالمية المستوى الى منطقتهم ان عاجلا ام آجلا.