العليا
30-12-2010, 08:30 PM
بعد أن شاع الترف بين الناس وكثرت الأموال وتحسنت الأحوال، اندثرت كثير من الخصال، ومات اغلب ما كان في الزمن الأول من التقشف والزهد!!
بعض الخصال عن الحياة تغيبت – من بعد ان عم الثراء وغيما
أين الذين ترقعت أثوابهم – راحوا مع الزمن البعيد – كأنما-
لكن ربي قد أنار بلادنا – بلدية تحيي التراث تكرما
ترى الناس تأكل أحسن الطعام، وتلبس أفخم اللبس، وتسكن المسكن المترف، وتركب المركب المرهف!
لم نعد نرى من يلبس الثوب المرقع في حياتنا، ولا من يرتدي البالي في أيامنا، فالحال تحسنت، والأوضاع تطورت، وصار لبس الرث فعلا مستوحشا، فانصرف الناس الى اللبس المزين والمزركش.
ولكن الله تعالى كريم جواد، وعطاؤه لا يحصيه حاصٍ ولا يعده عاد، فقيض الله تعالى لهذه الامة من يكشف الغمة، ويجلي لياليها المدلهمة ويحيي هذه الخصال الكريمة التي طالما تشوقنا ان نراها! كي تزهدنا في دنيانا!
أبت البلدية إلا أن تتصدى لهذه الثغرة فتسدها، وتسعى جاهدة لأن ترينا إياها وتعدها.
فاننا عندما نمر بشارع قد لبس ثوبه الاسود القشيب، وتزين كعروس ليلة عرسها قريب، فما يمضي على هذا الثوب الا ايام قليلة، حتى تأتينا البلدية بكل حيلة، وترقع هذا الثوب الأسود كي لا يغتر بدنياه، وكي يعد العدة ليوم اخراه.
فسرعان ما تشق فيه الانفاق، وتقصقص ثوبه من الأطراف والاعناق، لترقعه بعد ذلك فيكون لبس هذا الشارع لبسا زاهدا، ونحيي بذلك امرا اندثر مع كثرة الترف والغنى!
هل هذه خصلة حميدة، أم فعلة غير رشيدة؟!
لا يتذكر عمال البلدية أغراضهم التي سقطت في الأرض إلا بعد ان ينتهوا من تزفيته!
ولا يتذكرون السلك المقطوع، او الصرف المجدوع، إلا بعد الانتهاء من أعمالهم؟!
وأثواب الشوارع الرثة التي تكثر فيها الأوساخ، ما هي الا دورة تعليمية في السلوك والتربية كي لا يأخذه الغرور بثوبه الجديد فتدخله خصلة الكبر الذميمة!!
لكن هذا الأمر خطأ لأن الله تعالى يحب ان يرى اثر نعمته على عبده.
فالشارع ابن الدولة والدولة غنية مقتدرة وابن الغني غني وليس بفقير، ولا هو بمصرف من مصارف الزكاة والصدقة، فيجب عليه ان يكون ذا لبس نظيف، وهيئة حسنة، لكي يرى الناس اثر هذه النعمة عليه!
فهل سيأتي يوم نرى شوارعنا تلبس لباسا جديدا لا رقعة فيه ولا بقعة.. وما ذلك على الله بعزيز.
بعض الخصال عن الحياة تغيبت – من بعد ان عم الثراء وغيما
أين الذين ترقعت أثوابهم – راحوا مع الزمن البعيد – كأنما-
لكن ربي قد أنار بلادنا – بلدية تحيي التراث تكرما
ترى الناس تأكل أحسن الطعام، وتلبس أفخم اللبس، وتسكن المسكن المترف، وتركب المركب المرهف!
لم نعد نرى من يلبس الثوب المرقع في حياتنا، ولا من يرتدي البالي في أيامنا، فالحال تحسنت، والأوضاع تطورت، وصار لبس الرث فعلا مستوحشا، فانصرف الناس الى اللبس المزين والمزركش.
ولكن الله تعالى كريم جواد، وعطاؤه لا يحصيه حاصٍ ولا يعده عاد، فقيض الله تعالى لهذه الامة من يكشف الغمة، ويجلي لياليها المدلهمة ويحيي هذه الخصال الكريمة التي طالما تشوقنا ان نراها! كي تزهدنا في دنيانا!
أبت البلدية إلا أن تتصدى لهذه الثغرة فتسدها، وتسعى جاهدة لأن ترينا إياها وتعدها.
فاننا عندما نمر بشارع قد لبس ثوبه الاسود القشيب، وتزين كعروس ليلة عرسها قريب، فما يمضي على هذا الثوب الا ايام قليلة، حتى تأتينا البلدية بكل حيلة، وترقع هذا الثوب الأسود كي لا يغتر بدنياه، وكي يعد العدة ليوم اخراه.
فسرعان ما تشق فيه الانفاق، وتقصقص ثوبه من الأطراف والاعناق، لترقعه بعد ذلك فيكون لبس هذا الشارع لبسا زاهدا، ونحيي بذلك امرا اندثر مع كثرة الترف والغنى!
هل هذه خصلة حميدة، أم فعلة غير رشيدة؟!
لا يتذكر عمال البلدية أغراضهم التي سقطت في الأرض إلا بعد ان ينتهوا من تزفيته!
ولا يتذكرون السلك المقطوع، او الصرف المجدوع، إلا بعد الانتهاء من أعمالهم؟!
وأثواب الشوارع الرثة التي تكثر فيها الأوساخ، ما هي الا دورة تعليمية في السلوك والتربية كي لا يأخذه الغرور بثوبه الجديد فتدخله خصلة الكبر الذميمة!!
لكن هذا الأمر خطأ لأن الله تعالى يحب ان يرى اثر نعمته على عبده.
فالشارع ابن الدولة والدولة غنية مقتدرة وابن الغني غني وليس بفقير، ولا هو بمصرف من مصارف الزكاة والصدقة، فيجب عليه ان يكون ذا لبس نظيف، وهيئة حسنة، لكي يرى الناس اثر هذه النعمة عليه!
فهل سيأتي يوم نرى شوارعنا تلبس لباسا جديدا لا رقعة فيه ولا بقعة.. وما ذلك على الله بعزيز.