الحلال فقط
30-12-2010, 09:13 PM
إعلام تمجيد الأقزام
راشد العودة الفضلي
بأطيافه وألوانه، ظل إعلامنا في أغلب مكوناته، أداة يوظفها عدد من المتسلطين وأدعياء الفكر والثقافة الذين نذروا أنفسهم لتلميع فئات يطلقون عليهم الألقاب والتسميات الرنانة الخادعة كنجوم الفن والثقافة أو المبدعين والرائعين وغيرها من صفات التمجيد والتميز والعطاء الفريد.
منذ فترة بعيدة وهم يجالسونهم ويحاورونهم ويخلعون عليهم تلك الصفات والأفعال غير العادية، ويجرون معهم اللقاءات المطوّلة ويلاحقون أخبارهم حتى في أتفه الأشياء وأسخف الحكايات ويغيّرون من أجلهم خطة البرامج، وقد يلغون برامج ومواد إعلامية مهمة جداً وهادفة، وإذا رأيتهم تمنيت أنك لم ترهم يوماً ولم تسمع عنهم، ويقدمونهم كقدوات ومثل عليا لشباب هذا الجيل، ويا له من وضع مقلوب وانتكاس شديد، أولئك المنتسبون للإعلام يجيزون لأنفسهم أن يقتطعوا أجزاء مهمة وحيوية من الإذاعة والصحافة والتليفزيون ويفرضوا أنفسهم ويتطفلوا على الجمهور بضيوفهم من الرموز المصطنعين والنجوم المزيفين، إذ كيف يكون نجماً من يضل الناس عن طريق الهداية والرشاد وينحرف بهم إلى هاوية الغواية والفساد؟!
ورغم ذلك فما نزال نرى ونسمع ونطالع وجوهاً وأصواتاً وأخباراً تنم عن نفاق وتملق ومحاولات مستمرة لتمرير وتسويق أفكار وممارسات دخيلة وسلوكيات هدامة وفضائح مخزية وأفعال منكرة!
والأبواق الدعائية من مذيعين ومقدمي برامج وصحفيين ومراسلين تواصل تطبيلها وتزميرها وتحلق بعيداً في فضاء تشويه المفاهيم وإفساد الأذواق وترويج العادات والأفعال الذميمة، وكم تتوارد على أسماعنا ألقاب رنانة وعبارات طنّانة توجه لمن يريدون تلميعه وإشهاره وإبراز شخصيته، ويتبادل الأطراف عبارات النفاق والمديح والمجاملة بأساليب ومشاهد تأباها النفوس الكريمة، وتترفع عنها العقول الواعية، والمتابع لما ينشر أو يعرض عما يسمى بمهرجان الدوحة الغنائي يلحظ ذلك بوضوح، وتسمع وترى عجباً وقولاً مفترى والمبالغات تصل حداً غير محدود في وصف وتمجيد من يطلقون عليهم فنانين ومثقفين وإعلاميين... إلخ، ويجعلون منهم نجوماً لامعين وهم ليسوا أهلاً لذلك أبداً، وفي المقابل يلاقي أصحاب الفكر المستنير والثقافة السليمة والأدب الرفيع التهميش والتقليل من شأنهم وحجب الأضواء عنهم وتجاهل أدوارهم ومنعهم من تقديم نتاجهم النافع البناء.
فهل إعلام كهذا جدير بنصر أمة، وإصلاح خلل، وصناعة مجد؟!
ولكي يكون الإعلام مؤثراً ومحققاً لأهدافه النبيلة، فلابد من إسناده إلى الأكفاء المؤهلين علماً وخلقاً ومهارة، مما يجعلهم قادرين على إعداد وتقديم مادة إعلامية هادفة وبناءة والتعامل بأمانة وموضوعية مع هذا الميدان الحيوي الحساس.
وإذا كنا نشجع التجديد والإبداع والتطور، فإننا نؤكد في الوقت ذاته على تقديم النافع المفيد للفرد والمجتمع وليس ما يقود للانسلاخ من القيم والتمرد على أعراف وتقاليد المجتمع الأصيل المحافظ، فأين نصنّف الفرق الوافدة الرافضة، وجماهير الابتذال والرقص الخليع، وأين موقع التعري واختلاط الجنسين في المقاعد والمدرجات والتمايل على أصوات المعازف المحرمة والكلمات الإيحائية المثيرة للغرائز والمحركة للشهوة، وكيف تكون الموسيقى المجنونة الصاخبة طرباً وانسجاماً، وهل اقتصرت ثقافتنا العريقة الزاخرة، على الموسيقى والغناء والرقص، ومحاكاة سقاطات الغربيين وأساليبهم الإباحية الماجنة، إننا نطالب بثقافة ترتقي لمفهوم الثقافة وبفن يحقق رسالة الفن الهادف النبيل، ونطالب كذلك بصون وحماية مرافقنا ومعالمنا التراثية والثقافية من أفعال الدخلاء ودعاة الرذيلة والفاحشة، وجماهير السفاهة والإسفاف.
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=222691
راشد العودة الفضلي
بأطيافه وألوانه، ظل إعلامنا في أغلب مكوناته، أداة يوظفها عدد من المتسلطين وأدعياء الفكر والثقافة الذين نذروا أنفسهم لتلميع فئات يطلقون عليهم الألقاب والتسميات الرنانة الخادعة كنجوم الفن والثقافة أو المبدعين والرائعين وغيرها من صفات التمجيد والتميز والعطاء الفريد.
منذ فترة بعيدة وهم يجالسونهم ويحاورونهم ويخلعون عليهم تلك الصفات والأفعال غير العادية، ويجرون معهم اللقاءات المطوّلة ويلاحقون أخبارهم حتى في أتفه الأشياء وأسخف الحكايات ويغيّرون من أجلهم خطة البرامج، وقد يلغون برامج ومواد إعلامية مهمة جداً وهادفة، وإذا رأيتهم تمنيت أنك لم ترهم يوماً ولم تسمع عنهم، ويقدمونهم كقدوات ومثل عليا لشباب هذا الجيل، ويا له من وضع مقلوب وانتكاس شديد، أولئك المنتسبون للإعلام يجيزون لأنفسهم أن يقتطعوا أجزاء مهمة وحيوية من الإذاعة والصحافة والتليفزيون ويفرضوا أنفسهم ويتطفلوا على الجمهور بضيوفهم من الرموز المصطنعين والنجوم المزيفين، إذ كيف يكون نجماً من يضل الناس عن طريق الهداية والرشاد وينحرف بهم إلى هاوية الغواية والفساد؟!
ورغم ذلك فما نزال نرى ونسمع ونطالع وجوهاً وأصواتاً وأخباراً تنم عن نفاق وتملق ومحاولات مستمرة لتمرير وتسويق أفكار وممارسات دخيلة وسلوكيات هدامة وفضائح مخزية وأفعال منكرة!
والأبواق الدعائية من مذيعين ومقدمي برامج وصحفيين ومراسلين تواصل تطبيلها وتزميرها وتحلق بعيداً في فضاء تشويه المفاهيم وإفساد الأذواق وترويج العادات والأفعال الذميمة، وكم تتوارد على أسماعنا ألقاب رنانة وعبارات طنّانة توجه لمن يريدون تلميعه وإشهاره وإبراز شخصيته، ويتبادل الأطراف عبارات النفاق والمديح والمجاملة بأساليب ومشاهد تأباها النفوس الكريمة، وتترفع عنها العقول الواعية، والمتابع لما ينشر أو يعرض عما يسمى بمهرجان الدوحة الغنائي يلحظ ذلك بوضوح، وتسمع وترى عجباً وقولاً مفترى والمبالغات تصل حداً غير محدود في وصف وتمجيد من يطلقون عليهم فنانين ومثقفين وإعلاميين... إلخ، ويجعلون منهم نجوماً لامعين وهم ليسوا أهلاً لذلك أبداً، وفي المقابل يلاقي أصحاب الفكر المستنير والثقافة السليمة والأدب الرفيع التهميش والتقليل من شأنهم وحجب الأضواء عنهم وتجاهل أدوارهم ومنعهم من تقديم نتاجهم النافع البناء.
فهل إعلام كهذا جدير بنصر أمة، وإصلاح خلل، وصناعة مجد؟!
ولكي يكون الإعلام مؤثراً ومحققاً لأهدافه النبيلة، فلابد من إسناده إلى الأكفاء المؤهلين علماً وخلقاً ومهارة، مما يجعلهم قادرين على إعداد وتقديم مادة إعلامية هادفة وبناءة والتعامل بأمانة وموضوعية مع هذا الميدان الحيوي الحساس.
وإذا كنا نشجع التجديد والإبداع والتطور، فإننا نؤكد في الوقت ذاته على تقديم النافع المفيد للفرد والمجتمع وليس ما يقود للانسلاخ من القيم والتمرد على أعراف وتقاليد المجتمع الأصيل المحافظ، فأين نصنّف الفرق الوافدة الرافضة، وجماهير الابتذال والرقص الخليع، وأين موقع التعري واختلاط الجنسين في المقاعد والمدرجات والتمايل على أصوات المعازف المحرمة والكلمات الإيحائية المثيرة للغرائز والمحركة للشهوة، وكيف تكون الموسيقى المجنونة الصاخبة طرباً وانسجاماً، وهل اقتصرت ثقافتنا العريقة الزاخرة، على الموسيقى والغناء والرقص، ومحاكاة سقاطات الغربيين وأساليبهم الإباحية الماجنة، إننا نطالب بثقافة ترتقي لمفهوم الثقافة وبفن يحقق رسالة الفن الهادف النبيل، ونطالب كذلك بصون وحماية مرافقنا ومعالمنا التراثية والثقافية من أفعال الدخلاء ودعاة الرذيلة والفاحشة، وجماهير السفاهة والإسفاف.
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=222691