سيدي
02-01-2011, 07:33 PM
لدغاتها تسبب طفحاً وحكة مزعجة في الجلد
انتشار حشرة «بق الفراش» في الدوحة.. وشركات التنظيف عاجزة عن المكافحة
الدوحة – العرب
انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير حشرة بق الفراش في بيوت الكثيرين في أحياء الدوحة، وزادت شكاوى الناس منها، لما تسببه من إزعاج وطفح جلدي وحكة مزعجة، حيث قال أحد العاملين في شركة مختصة في التنظيف والمبيدات الحشرية إن هذه الحشرة تحولت إلى ما يشبه الآفة في البيوت بعد أن تزايدت الشكاوى منها بشكل لافت، وسجل تواجدها في الكثير من الأحياء، وإن كانت البؤر الأكبر في مناطق سكن العمالة الوافدة.
بدورهم أكد اختصاصيو أمراض الجلد في بعض المستشفيات زيادة ملحوظة في عدد المراجعين ممن يعانون من الآثار الصحية التي تسببها حشرة بق الفراش، كالطفح الجلدي في الأطراف والحكة الشديدة، والتي من بين آثارها الجانبية قلة النوم وما يصاحبه من إرهاق وتعب وعدم قدرة على مزاولة العمل اليومي.
وخلال استطلاعنا لآراء بعض المواطنين والمقيمين حول هذا الموضوع، أعرب بعضهم عن استغرابه من السرعة الكبيرة التي تتنقل بها هذه الحشرة وتتكاثر، منوهين إلى أن تزايد أعدادها ليس مرتبطاً بمنطقة محددة كما قد يتصور البعض، فالحشرة موجودة في الأحياء الراقية والفلل والعمارات الجديدة تماماً كوجودها في البيوت الشعبية والبورت كابين ومناطق سكن العمالة الوافدة، بل ظهرت في بعض الفنادق والمراكز السياحية.
واتفق أغلب المتحدثين على ما يسببه بق الفراش من إزعاج لكل أفراد العائلة، فيما قال أحدهم إنه انتقل من سكنه مرتين خلال عام واحد، واستبدل مفروشاته كاملة بسببها، ولعل قدرة الحشرة على مقاومة المبيدات العادية، وسرعة عودتها بعد أيام قليلة من رش المبيد، كلها أسباب تحول دون القضاء عليها بشكل فعال من قبل الشركات المختصة بالنظافة.
أرق البق!!
«... لن تصف الكلمات التي سأقولها لك ما عانيته من إزعاج بسبب هذه الحشرة اللعينة، التي لا تراها في النهار ولا يمكن أن تقضي عليها مهما استخدمت من مواد كيماوية، ومبيدات وأجهزة رش، إنها باختصار حشرة مؤذية، لا جزا الله خيراً من نقلها إلى بيتنا»، بهذه العبارات بدأ محمد عبدالله الجابري حديثه معنا حينما سألناه عن الأسباب التي دفعته للذهاب إلى شركة النظافة التي التقينا به عندها.
وأضاف الجابري: «بق الفراش منتشر بشكل كبير في المدينة، ويكاد لا يخلو منها بيت أو شقة في أغلب أحياء الدوحة، والسبب في هذا الانتشار الكبير الميزات الخاصة التي تتمتع بها هذه الحشرة، وقدرتها الفائقة على مقاومة المبيدات الحشرية العادية، وسرعة تكاثرها، تخيل أن حشرة واحدة منها عندما تدخل أي بيت بإمكانها أن تتحول إلى آلاف الحشرات في ظرف وجيز، وهكذا يدخل أهل البيت في دوامة لا نهاية لها من محاولات القضاء على البق، الذي يسبب الكثير من الإزعاج بسبب لدغاته التي حرمتني النوم وحرمته على أبنائي الصغار منذ شهرين».
وأكد الجابري أنه سبق واستأجر شركة مبيدات حشرية تدخلت للقضاء على البق منذ أسابيع في بيته، إلا أن الحشرة عادت بشكل أكبر وأعداد أكثر من السابق خلال أيام، مما دفعه للبحث عن شركة مبيدات أخرى علها تكون أكثر فاعلية.
في المساجد
أما عبد القادر حبيب فيلقي باللوم على مسجد الحي في سرعة انتقال «عدوى» بق الفراش في المنطقة التي يسكنها بأم غويلينة، حيث إن كل الجيران أصبحت أحاديثهم بعد كل صلاة تتمحور حول هذه الحشرة، وسبل القضاء عليها، وما يكابدونه بسببها حسب قوله.
ويردف عبد القادر: «السرعة الكبيرة التي ينتشر بها بق الفراش في البيت، وطرق اختباء هذه الحشرة من العوامل الأساسية التي أدت إلى انتشارها بهذا الشكل، إلا أن ما لاحظته وما اتفق عليه جيراني في العمارة أن السبب الأول الذي زاد من رقعة انتشارها في المنطقة هو المسجد الصغير الذي يتوسط الحي، حيث المكان الذي يجتمع فيه أغلب السكان في الوقت ذاته، وشاهدت جماعة المسجد أعداداً كبيرة من البق على سجادة المسجد، ورغم دعوات الإمام المتكررة لضرورة الحفاظ على النظافة العامة، وتخصيص ملابس خاصة للصلاة في المسجد، فإن هذا لم يمنع من انتشار الحشرة في المسجد، ومنه إلى بقية البيوت في حينا».
وأشار عبد القادر إلى أن المناطق التي تكثر فيها مساكن العمالة الوافدة تعتبر مناطق مهيأة لتكاثر الحشرات خاصة بق الفراش، حيث يتكدس عدد كبير من الأشخاص في ظروف غير صحية وبيوت تفتقر للشروط الأساسية للنظافة.
خسائر بآلاف الريالات
معاناة سيد أحمد مع بق الفراش إن كانت تتفق في ظاهرها مع ما ذكر آنفاً، إلا أن نتيجتها تختلف عن القصص السابقة التي رواها لنا محمد وعبد القادر مع بق الفراش.
بسبب البق خسر سيد أكثر من 5000 ريال من قيمة مفروشاته التي اضطر لبيعها بأي ثمن في سوق الحراج بعد أن نصحته الشركة التي استعان بها بضرورة التخلص من كل المراتب والأسِرَّة والطاولات والكراسي والخزانات الخشبية التي عششت فيها الحشرة، وتركت فيها بيضها المجهري الذي يستعصي على المبيدات وأجهزة الرش الوصول إليه.
يقول سيد: «عندما انتقلت للعيش في هذه الشقة التي أسكنها حالياً لم أكن أتصور أني سأعاني معاناة لن أنساها في حياتي بسبب حشرة البق، فالبناية حديثة التشطيب، وكل الأدوات الصحية المستخدمة فيها عالية الجودة، ناهيك عن خدمة النظافة الدورية التي يوفرها مالك العمارة المتعاقد مع شركة تنظيفات معروفة، إلا أن كل هذا لم يمنع من انتشار البق في كل الشقق تقريباً، بل إن بعض السكان انتقلوا إلى شقق أخرى تاركين خلفهم تقريباً كل الأثاث الذي احتله البق».
وعما يكابده شخصياً بسبب هذه الحشرة يقول سيد: «في البداية لم أكن أعرف السبب الذي جعلني أحس بحكة غريبة، وحساسية جلدية وطفح أحمر مزمن، قبل أن أذهب للطبيب الذي أكد لي وجود آثار للدغ حشرة البق، ولم أبحث كثيراً في البيت لأنه وبعد أيام غزت الشقة جحافل لا تعد ولا تحصى من هذه الحشرة، وأصبحت أخشى أن تعلق إحداها بملابسي، وتحولت إلى هاجس يومي ينتابني خوفاً من أن يرى أحد زملائي في العمل حشرة هنا أو هناك».
إبادتها صعبة
وضاح العطية -الذي يدير إحدى الشركات المتخصصة في صيانة وتنظيف المنازل وإبادة الحشرات- أكد أن أغلب من يطلبون خدماته يعانون من تواجد حشرة بق الفراش في بيوتهم، مؤكداً أن انتشارها لا تختص به منطقة أو حي من أحياء المدينة دون غيره.
وكشف العطية أن انخفاض درجات الحرارة خلال هذا الفصل من السنة يعتبر فرصة مناسبة لتكاثر بق الفراش، لأنه يتأثر بالحرارة وأشعة الشمس الساطعة.
يقول العطية: «ينتشر بق الفراش بشكل كبير مؤخراً، وفي أغلب مناطق المدينة، ولعل الجو البارد نسبياً حالياً، وانخفاض حرارة الشمس من العوامل التي زادت من تكاثره في البيوت، ووفرت لهذه الحشرة التي تحب الظلام والرطوبة ظروفاً ملائمة للعيش، كما أن القطع الخشبية كالسرير والخزانات والمراتب الإسفنجية تعتبر مخبأً ملائماً لهذه الحشرة التي تتكاثر في اليوم مئات المرات، حيث تنتج أكثر من 200 بيضة خلال الليلة الواحدة، وتنتقل بسرعة كبيرة من مكان إلى آخر في الملابس والحقائب والأمتعة».
الوقاية خير
وعن السبل التي يتبعها في القضاء على بق الفراش، وما إذا كانت توجد مبيدات تقضي عليها بكفاءة، قال العطية إن بق الفراش من الحشرات التي تستعصي على المبيدات العادية، وتتطلب مقاومتها الكثير من الإجراءات، وقد تستغرق العملية عدة أيام ورش المبيد أكثر من مرة.
ويردف العطية شارحاً سبل التصدي لبق الفراش: «توجد بعض المبيدات المخصصة لهذه الحشرة، وهي مبيدات فعالة ويمكنها القضاء على بق الفراش إن استخدمت بالطريقة المناسبة، إلا أن ما تتميز به هذه الحشرة من قدرة على التخفي في الأماكن الضيقة والبعيدة يزيد من صعوبة محاربتها، ناهيك عن اختفائها في النهار، لذلك لا بد أولاً من تعريض كل الأثاث لأشعة الشمس، وتنظيفه بالمطهرات الكيماوية، كما أن رش المبيد يجب أن يكون على ثلاث مراحل وخلال فترات متقاربة، مع ضرورة ترك الغرفة مطفأة الأنوار وبدون تكييف لمدة يوم بعد عملية الرش».
وعن أماكن تواجد الحشرة من واقع خبرته وتعامله اليومي، قال العطية إن البق يوجد في أغلب مناطق الدوحة، ولكن بشكل أكبر في أماكن سكن العمالة الوافدة، كالمنطقة الصناعية ومدينة خليفة الجنوبية ومعيذر والريان. أما بخصوص تكلفة إبادة بق الفراش، فيؤكد العطية إنها ليست غالية نسبياً، ولا تتعدى تقريباً 100 ريال للغرفة الواحدة.
طفح وحكة
الدكتور طارق الشواف استشاري الأمراض الجلدية بمستشفى العمادي قال إن لدغات حشرة البق تسبب نوعاً من الطفح والاحمرار للجلد، مشيراً إلى تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الحالات التي ترد إليه بسبب هذه الحشرة، معيداً هذا التزايد لسرعة انتشار البق في المنازل وسهولة انتقالها من بيت لآخر.
ويقول الدكتور الشواف: «انتشار البق سريع جداً، والقضاء على الحشرة في البيت يعتبر تحدياً أكبر وأصعب من علاج آثارها وما تسببه لدغاتها للإنسان، فهي تنتقل بواسطة الملابس، وبين المصلين في المساجد والتلاميذ في المدارس، وأكثر الأماكن التي تفضلها الحشرة هي الخشب كالسرير والخزانات، وتعيش في الأغطية والشراشف، والغريب أن هذه الحشرة لا تقتصر على لدغ مناطق ظاهرة في الجسم كالأطراف والظهر والكتفين، بل في بعض الأحيان تسبب طفحاً داخل الجلد، وعلاج الحالة سهل جداً ومتوفر، لكن المشكلة ليست في العلاج لأن الطفح والحكة ستعود طالما بقيت الحشرة في البيت».
ونبه الدكتور الشواف إلى أن من بين أسباب انتشارها الأساسية الاكتظاظ في مكان ضيق كمساكن العمال، ومن الأمراض التي تسببت فيها هذه النوعية من السكن الجماعي تسجيل ازدياد حالات الجرب والبق، والفرق بين الاثنين أن حشرة الجرب تعيش على كرياتين الجلد، بينما تتغذى حشرة البق على الدم، وبالتالي الجرب ينتقل بسهولة بين شخص وآخر، بينما البق ينتقل من بيت لآخر، وعلاج البق سهل جداً، حيث إن السبب في الاحمرار الذي تتركه لدغة البق بقاء خرطوم الحشرة في الجلد، ومرهم الكورتيزول ومضاد حيوي عادي كفيلان بعلاج هذا الطفح كما يقول الدكتور الشواف.
وعن احتمال نقل البق للأمراض، قال الدكتور طارق الشواف إن احتمالية هذا الأمر شبه مستحيلة، لأن نقل الفيروس مرتبطة بما يسمى «الفايرال لود»، التي تعني كمية الحمض الصبغي للفيروس في كمية الدم التي تستطيع الحشرة نقلها من شخص لآخر، «وحشرة البق تنقل كمية ضئيلة جداً لا تسبب نقل الأمراض المعدية، إلا أن لدغاتها بالليل تسبب حكة مزعجة يصعب معها النوم، وبالتالي تؤدي لمضاعفات ثانوية بسبب قلة الراحة والسهر».
مضيفاً أن حشرة البق تشابه كثيراً في انتقالها وانتشارها حشرة القمل، لأنهما تتغذيان على الدم وتنتقلان من شخص إلى آخر، وعدوى حشرة البق تسمى عدوى مكان، أي إنه بإبادتها تماماً في مكان السكن تنتفي مخاطرها وتأثيراتها.
ما هو بق الفراش؟
بق الفراش حشرة صغيره غير مجنحة وطولها (4 - 7مليمتر) ولونها يميل إلى البني الداكن وبيضاوية الشكل تمتص الدماء أثناء الليل وتسبب الحكة الشديدة والحساسية والإرهاق بسبب عدم النوم، تتغذى على الدم خصوصاً أثناء نوم الإنسان ليلا أو نهاراً في الغرف المظلمة، وتضع الأنثى حوالي (200) بيضة طوال فترة حياتها. وتحتاج الحشرة من 2-3 شهور كي تكتمل دورة حياتها. ويمكن أن تعيش 12-18 يوماً بدون طعام، ويكفي وجود أنثى واحدة بالمنزل لكي تتواجد بؤرة إصابة جديدة.
هذه الحشرة المؤذية تختبئ أثناء النهار، وتخرج ليلاً لتتغذى على دم النائم، تزحف أكثر من 100 قدم حتى تحصل إلى غذائها. يستدل البق على ضحاياه في الظلام عن طريق درجة حرارة جسم الشخص النائم وثاني أكسيد الكربون في هواء الزفير، حيث تثقب الجلد بمنقارها الطويل وتسحب الدم من خلاله ويستغرق الإشباع من 3 - 10 دقائق. وحتى لا يشعر بوجودها الشخص المستهدف تفرز مادة مخدرة موضعياً حتى لا ينتبه إليها المرء أثناء تغذيتها على دمه. كما أنها تفرز مادة مانعة لتجلط الدم من لعابها أثناء عملية سحب الدم حتى يسهل عليها امتصاص الدم بشكل متواصل.
حشرة البق الصغيرة انتشرت في أماكن عديدة من العالم، تختبئ ولا تكاد ترى، وظهرت حديثا في فراش أرقى الفنادق والشقق المفروشة في كثير من دول العالم.
والغريب أنه تم التخلص من بق الفراش في الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أنها عادت بقوة في الفترة الأخيرة لعدة أسباب منها منع استخدام مادة الـ ddt وغيرها من المبيدات الحشرية الضارة بالإنسان والبيئة حيث أصبح استخدامها محظوراً دولياً.
وتنتقل الحشرة بسهولة بواسطة الملابس والأمتعة ومما يساعد انتشارها أيضاً أن بيضها لا يرى بالعين المجردة، وبالتالي فإن شراء الأثاث المستعمل الذي يتكاثر ويختبئ به بق الفراش يؤدي إلى انتشاره في أماكن جديدة غير موبوءة.
مستوى النظافة داخل المنازل غالباً ليس له دخل بمعظم حالات انتشار وزيادة تلك الحشرات. فإذا ما تواجد بق الفراش في مكان ما فهو ينتشر من غرفة إلى أخرى ومن منزل إلى منزل وهكذا.
كما أن وجود حيوانات أليفة في المنزل كالكلاب والقطط يزيد من احتمال تواجد تلك الحشرة، لأن البق يتطفل أساساً على الإنسان وإذا لم يجده يتطفل على الحيوانات المستأنسة والطيور وحتى القوارض.
والبق يمكن أن يعيش في أي شق أو موقع محمي، وأكثر الأماكن شيوعاً هي الفراش، تختبئ عادة بين شقوق وثنايا وتحت الحواف وفي زوايا المراتب والأسرة. ويتطلب التفتيش الدقيق تفكيك الأسرة تماماً، بهدف البحث الدقيق. وللتخلص التام من هذه الحشرة الضارة يمكن غسل كل الملابس والمراتب بالكيروسين الأبيض، وكذلك رش الحوائط والشقوق والأبواب والشبابيك وكل ما هو مصنوع من الخشب بالكيروسين الأبيض الذي يقضي عليه فورا
البق يضرب السياحة في أستراليا وأميركا
أستراليا تعاني من وباء متوطن لبقة الفراش وتسببت في خسارة 100 مليون دولار أسترالي (75 مليون دولار) في العام مما أدى إلى خسائر بسبب هذه الحشرة الصغيرة الماصة للدماء، وهذا الوباء هو جزء من وباء عالمي حيث تضاعفت أعداد البق في العالم. وفي الولايات المتحدة أظهرت بيانات الفنادق وأجهزة مكافحة الحشرات زيادة نسبتها %20 في عام 2004.
ورفع عدد من نزلاء الفنادق الذين تضرروا من البق الكثير من الدعاوى القضائية حيث كانت الفنادق تستخدم رش المبيدات لمكافحة الصراصير، وفي الوقت نفسه كانت تلك المبيدات تقضي على البق ولكنهم غيروا تلك السياسة وبدؤوا في استخدام الطعوم السامة التي تنجذب إليها الصراصير وتأكلها وتموت وتبين بعد ذلك أن هذه الطعوم لا تؤثر على بق الفراش لأنه يمص الدماء ولا ينجذب لمثل تلك الطعوم.
وأعلنت الرابطة القومية للتحكم في الحشرات المنزلية بالولايات المتحدة الأميركية ارتفاع نسبة الإصابات بحوادث لدغ البق السريري إلى %60 خلال السنوات الأربع الأخيرة.
بينما حذر خبراء في الصحة العامة ومكافحة الآفات من أن الولايات المتحدة تواجه وباءً جديداً يتمثل في تفشي حشرة بق الفراش بأعداد هائلة بصورة يتعذر معها القضاء عليه بعد اكتسابها مناعة ضد المبيدات الحشرية الشائعة الاستعمال.
انتشار حشرة «بق الفراش» في الدوحة.. وشركات التنظيف عاجزة عن المكافحة
الدوحة – العرب
انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير حشرة بق الفراش في بيوت الكثيرين في أحياء الدوحة، وزادت شكاوى الناس منها، لما تسببه من إزعاج وطفح جلدي وحكة مزعجة، حيث قال أحد العاملين في شركة مختصة في التنظيف والمبيدات الحشرية إن هذه الحشرة تحولت إلى ما يشبه الآفة في البيوت بعد أن تزايدت الشكاوى منها بشكل لافت، وسجل تواجدها في الكثير من الأحياء، وإن كانت البؤر الأكبر في مناطق سكن العمالة الوافدة.
بدورهم أكد اختصاصيو أمراض الجلد في بعض المستشفيات زيادة ملحوظة في عدد المراجعين ممن يعانون من الآثار الصحية التي تسببها حشرة بق الفراش، كالطفح الجلدي في الأطراف والحكة الشديدة، والتي من بين آثارها الجانبية قلة النوم وما يصاحبه من إرهاق وتعب وعدم قدرة على مزاولة العمل اليومي.
وخلال استطلاعنا لآراء بعض المواطنين والمقيمين حول هذا الموضوع، أعرب بعضهم عن استغرابه من السرعة الكبيرة التي تتنقل بها هذه الحشرة وتتكاثر، منوهين إلى أن تزايد أعدادها ليس مرتبطاً بمنطقة محددة كما قد يتصور البعض، فالحشرة موجودة في الأحياء الراقية والفلل والعمارات الجديدة تماماً كوجودها في البيوت الشعبية والبورت كابين ومناطق سكن العمالة الوافدة، بل ظهرت في بعض الفنادق والمراكز السياحية.
واتفق أغلب المتحدثين على ما يسببه بق الفراش من إزعاج لكل أفراد العائلة، فيما قال أحدهم إنه انتقل من سكنه مرتين خلال عام واحد، واستبدل مفروشاته كاملة بسببها، ولعل قدرة الحشرة على مقاومة المبيدات العادية، وسرعة عودتها بعد أيام قليلة من رش المبيد، كلها أسباب تحول دون القضاء عليها بشكل فعال من قبل الشركات المختصة بالنظافة.
أرق البق!!
«... لن تصف الكلمات التي سأقولها لك ما عانيته من إزعاج بسبب هذه الحشرة اللعينة، التي لا تراها في النهار ولا يمكن أن تقضي عليها مهما استخدمت من مواد كيماوية، ومبيدات وأجهزة رش، إنها باختصار حشرة مؤذية، لا جزا الله خيراً من نقلها إلى بيتنا»، بهذه العبارات بدأ محمد عبدالله الجابري حديثه معنا حينما سألناه عن الأسباب التي دفعته للذهاب إلى شركة النظافة التي التقينا به عندها.
وأضاف الجابري: «بق الفراش منتشر بشكل كبير في المدينة، ويكاد لا يخلو منها بيت أو شقة في أغلب أحياء الدوحة، والسبب في هذا الانتشار الكبير الميزات الخاصة التي تتمتع بها هذه الحشرة، وقدرتها الفائقة على مقاومة المبيدات الحشرية العادية، وسرعة تكاثرها، تخيل أن حشرة واحدة منها عندما تدخل أي بيت بإمكانها أن تتحول إلى آلاف الحشرات في ظرف وجيز، وهكذا يدخل أهل البيت في دوامة لا نهاية لها من محاولات القضاء على البق، الذي يسبب الكثير من الإزعاج بسبب لدغاته التي حرمتني النوم وحرمته على أبنائي الصغار منذ شهرين».
وأكد الجابري أنه سبق واستأجر شركة مبيدات حشرية تدخلت للقضاء على البق منذ أسابيع في بيته، إلا أن الحشرة عادت بشكل أكبر وأعداد أكثر من السابق خلال أيام، مما دفعه للبحث عن شركة مبيدات أخرى علها تكون أكثر فاعلية.
في المساجد
أما عبد القادر حبيب فيلقي باللوم على مسجد الحي في سرعة انتقال «عدوى» بق الفراش في المنطقة التي يسكنها بأم غويلينة، حيث إن كل الجيران أصبحت أحاديثهم بعد كل صلاة تتمحور حول هذه الحشرة، وسبل القضاء عليها، وما يكابدونه بسببها حسب قوله.
ويردف عبد القادر: «السرعة الكبيرة التي ينتشر بها بق الفراش في البيت، وطرق اختباء هذه الحشرة من العوامل الأساسية التي أدت إلى انتشارها بهذا الشكل، إلا أن ما لاحظته وما اتفق عليه جيراني في العمارة أن السبب الأول الذي زاد من رقعة انتشارها في المنطقة هو المسجد الصغير الذي يتوسط الحي، حيث المكان الذي يجتمع فيه أغلب السكان في الوقت ذاته، وشاهدت جماعة المسجد أعداداً كبيرة من البق على سجادة المسجد، ورغم دعوات الإمام المتكررة لضرورة الحفاظ على النظافة العامة، وتخصيص ملابس خاصة للصلاة في المسجد، فإن هذا لم يمنع من انتشار الحشرة في المسجد، ومنه إلى بقية البيوت في حينا».
وأشار عبد القادر إلى أن المناطق التي تكثر فيها مساكن العمالة الوافدة تعتبر مناطق مهيأة لتكاثر الحشرات خاصة بق الفراش، حيث يتكدس عدد كبير من الأشخاص في ظروف غير صحية وبيوت تفتقر للشروط الأساسية للنظافة.
خسائر بآلاف الريالات
معاناة سيد أحمد مع بق الفراش إن كانت تتفق في ظاهرها مع ما ذكر آنفاً، إلا أن نتيجتها تختلف عن القصص السابقة التي رواها لنا محمد وعبد القادر مع بق الفراش.
بسبب البق خسر سيد أكثر من 5000 ريال من قيمة مفروشاته التي اضطر لبيعها بأي ثمن في سوق الحراج بعد أن نصحته الشركة التي استعان بها بضرورة التخلص من كل المراتب والأسِرَّة والطاولات والكراسي والخزانات الخشبية التي عششت فيها الحشرة، وتركت فيها بيضها المجهري الذي يستعصي على المبيدات وأجهزة الرش الوصول إليه.
يقول سيد: «عندما انتقلت للعيش في هذه الشقة التي أسكنها حالياً لم أكن أتصور أني سأعاني معاناة لن أنساها في حياتي بسبب حشرة البق، فالبناية حديثة التشطيب، وكل الأدوات الصحية المستخدمة فيها عالية الجودة، ناهيك عن خدمة النظافة الدورية التي يوفرها مالك العمارة المتعاقد مع شركة تنظيفات معروفة، إلا أن كل هذا لم يمنع من انتشار البق في كل الشقق تقريباً، بل إن بعض السكان انتقلوا إلى شقق أخرى تاركين خلفهم تقريباً كل الأثاث الذي احتله البق».
وعما يكابده شخصياً بسبب هذه الحشرة يقول سيد: «في البداية لم أكن أعرف السبب الذي جعلني أحس بحكة غريبة، وحساسية جلدية وطفح أحمر مزمن، قبل أن أذهب للطبيب الذي أكد لي وجود آثار للدغ حشرة البق، ولم أبحث كثيراً في البيت لأنه وبعد أيام غزت الشقة جحافل لا تعد ولا تحصى من هذه الحشرة، وأصبحت أخشى أن تعلق إحداها بملابسي، وتحولت إلى هاجس يومي ينتابني خوفاً من أن يرى أحد زملائي في العمل حشرة هنا أو هناك».
إبادتها صعبة
وضاح العطية -الذي يدير إحدى الشركات المتخصصة في صيانة وتنظيف المنازل وإبادة الحشرات- أكد أن أغلب من يطلبون خدماته يعانون من تواجد حشرة بق الفراش في بيوتهم، مؤكداً أن انتشارها لا تختص به منطقة أو حي من أحياء المدينة دون غيره.
وكشف العطية أن انخفاض درجات الحرارة خلال هذا الفصل من السنة يعتبر فرصة مناسبة لتكاثر بق الفراش، لأنه يتأثر بالحرارة وأشعة الشمس الساطعة.
يقول العطية: «ينتشر بق الفراش بشكل كبير مؤخراً، وفي أغلب مناطق المدينة، ولعل الجو البارد نسبياً حالياً، وانخفاض حرارة الشمس من العوامل التي زادت من تكاثره في البيوت، ووفرت لهذه الحشرة التي تحب الظلام والرطوبة ظروفاً ملائمة للعيش، كما أن القطع الخشبية كالسرير والخزانات والمراتب الإسفنجية تعتبر مخبأً ملائماً لهذه الحشرة التي تتكاثر في اليوم مئات المرات، حيث تنتج أكثر من 200 بيضة خلال الليلة الواحدة، وتنتقل بسرعة كبيرة من مكان إلى آخر في الملابس والحقائب والأمتعة».
الوقاية خير
وعن السبل التي يتبعها في القضاء على بق الفراش، وما إذا كانت توجد مبيدات تقضي عليها بكفاءة، قال العطية إن بق الفراش من الحشرات التي تستعصي على المبيدات العادية، وتتطلب مقاومتها الكثير من الإجراءات، وقد تستغرق العملية عدة أيام ورش المبيد أكثر من مرة.
ويردف العطية شارحاً سبل التصدي لبق الفراش: «توجد بعض المبيدات المخصصة لهذه الحشرة، وهي مبيدات فعالة ويمكنها القضاء على بق الفراش إن استخدمت بالطريقة المناسبة، إلا أن ما تتميز به هذه الحشرة من قدرة على التخفي في الأماكن الضيقة والبعيدة يزيد من صعوبة محاربتها، ناهيك عن اختفائها في النهار، لذلك لا بد أولاً من تعريض كل الأثاث لأشعة الشمس، وتنظيفه بالمطهرات الكيماوية، كما أن رش المبيد يجب أن يكون على ثلاث مراحل وخلال فترات متقاربة، مع ضرورة ترك الغرفة مطفأة الأنوار وبدون تكييف لمدة يوم بعد عملية الرش».
وعن أماكن تواجد الحشرة من واقع خبرته وتعامله اليومي، قال العطية إن البق يوجد في أغلب مناطق الدوحة، ولكن بشكل أكبر في أماكن سكن العمالة الوافدة، كالمنطقة الصناعية ومدينة خليفة الجنوبية ومعيذر والريان. أما بخصوص تكلفة إبادة بق الفراش، فيؤكد العطية إنها ليست غالية نسبياً، ولا تتعدى تقريباً 100 ريال للغرفة الواحدة.
طفح وحكة
الدكتور طارق الشواف استشاري الأمراض الجلدية بمستشفى العمادي قال إن لدغات حشرة البق تسبب نوعاً من الطفح والاحمرار للجلد، مشيراً إلى تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الحالات التي ترد إليه بسبب هذه الحشرة، معيداً هذا التزايد لسرعة انتشار البق في المنازل وسهولة انتقالها من بيت لآخر.
ويقول الدكتور الشواف: «انتشار البق سريع جداً، والقضاء على الحشرة في البيت يعتبر تحدياً أكبر وأصعب من علاج آثارها وما تسببه لدغاتها للإنسان، فهي تنتقل بواسطة الملابس، وبين المصلين في المساجد والتلاميذ في المدارس، وأكثر الأماكن التي تفضلها الحشرة هي الخشب كالسرير والخزانات، وتعيش في الأغطية والشراشف، والغريب أن هذه الحشرة لا تقتصر على لدغ مناطق ظاهرة في الجسم كالأطراف والظهر والكتفين، بل في بعض الأحيان تسبب طفحاً داخل الجلد، وعلاج الحالة سهل جداً ومتوفر، لكن المشكلة ليست في العلاج لأن الطفح والحكة ستعود طالما بقيت الحشرة في البيت».
ونبه الدكتور الشواف إلى أن من بين أسباب انتشارها الأساسية الاكتظاظ في مكان ضيق كمساكن العمال، ومن الأمراض التي تسببت فيها هذه النوعية من السكن الجماعي تسجيل ازدياد حالات الجرب والبق، والفرق بين الاثنين أن حشرة الجرب تعيش على كرياتين الجلد، بينما تتغذى حشرة البق على الدم، وبالتالي الجرب ينتقل بسهولة بين شخص وآخر، بينما البق ينتقل من بيت لآخر، وعلاج البق سهل جداً، حيث إن السبب في الاحمرار الذي تتركه لدغة البق بقاء خرطوم الحشرة في الجلد، ومرهم الكورتيزول ومضاد حيوي عادي كفيلان بعلاج هذا الطفح كما يقول الدكتور الشواف.
وعن احتمال نقل البق للأمراض، قال الدكتور طارق الشواف إن احتمالية هذا الأمر شبه مستحيلة، لأن نقل الفيروس مرتبطة بما يسمى «الفايرال لود»، التي تعني كمية الحمض الصبغي للفيروس في كمية الدم التي تستطيع الحشرة نقلها من شخص لآخر، «وحشرة البق تنقل كمية ضئيلة جداً لا تسبب نقل الأمراض المعدية، إلا أن لدغاتها بالليل تسبب حكة مزعجة يصعب معها النوم، وبالتالي تؤدي لمضاعفات ثانوية بسبب قلة الراحة والسهر».
مضيفاً أن حشرة البق تشابه كثيراً في انتقالها وانتشارها حشرة القمل، لأنهما تتغذيان على الدم وتنتقلان من شخص إلى آخر، وعدوى حشرة البق تسمى عدوى مكان، أي إنه بإبادتها تماماً في مكان السكن تنتفي مخاطرها وتأثيراتها.
ما هو بق الفراش؟
بق الفراش حشرة صغيره غير مجنحة وطولها (4 - 7مليمتر) ولونها يميل إلى البني الداكن وبيضاوية الشكل تمتص الدماء أثناء الليل وتسبب الحكة الشديدة والحساسية والإرهاق بسبب عدم النوم، تتغذى على الدم خصوصاً أثناء نوم الإنسان ليلا أو نهاراً في الغرف المظلمة، وتضع الأنثى حوالي (200) بيضة طوال فترة حياتها. وتحتاج الحشرة من 2-3 شهور كي تكتمل دورة حياتها. ويمكن أن تعيش 12-18 يوماً بدون طعام، ويكفي وجود أنثى واحدة بالمنزل لكي تتواجد بؤرة إصابة جديدة.
هذه الحشرة المؤذية تختبئ أثناء النهار، وتخرج ليلاً لتتغذى على دم النائم، تزحف أكثر من 100 قدم حتى تحصل إلى غذائها. يستدل البق على ضحاياه في الظلام عن طريق درجة حرارة جسم الشخص النائم وثاني أكسيد الكربون في هواء الزفير، حيث تثقب الجلد بمنقارها الطويل وتسحب الدم من خلاله ويستغرق الإشباع من 3 - 10 دقائق. وحتى لا يشعر بوجودها الشخص المستهدف تفرز مادة مخدرة موضعياً حتى لا ينتبه إليها المرء أثناء تغذيتها على دمه. كما أنها تفرز مادة مانعة لتجلط الدم من لعابها أثناء عملية سحب الدم حتى يسهل عليها امتصاص الدم بشكل متواصل.
حشرة البق الصغيرة انتشرت في أماكن عديدة من العالم، تختبئ ولا تكاد ترى، وظهرت حديثا في فراش أرقى الفنادق والشقق المفروشة في كثير من دول العالم.
والغريب أنه تم التخلص من بق الفراش في الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أنها عادت بقوة في الفترة الأخيرة لعدة أسباب منها منع استخدام مادة الـ ddt وغيرها من المبيدات الحشرية الضارة بالإنسان والبيئة حيث أصبح استخدامها محظوراً دولياً.
وتنتقل الحشرة بسهولة بواسطة الملابس والأمتعة ومما يساعد انتشارها أيضاً أن بيضها لا يرى بالعين المجردة، وبالتالي فإن شراء الأثاث المستعمل الذي يتكاثر ويختبئ به بق الفراش يؤدي إلى انتشاره في أماكن جديدة غير موبوءة.
مستوى النظافة داخل المنازل غالباً ليس له دخل بمعظم حالات انتشار وزيادة تلك الحشرات. فإذا ما تواجد بق الفراش في مكان ما فهو ينتشر من غرفة إلى أخرى ومن منزل إلى منزل وهكذا.
كما أن وجود حيوانات أليفة في المنزل كالكلاب والقطط يزيد من احتمال تواجد تلك الحشرة، لأن البق يتطفل أساساً على الإنسان وإذا لم يجده يتطفل على الحيوانات المستأنسة والطيور وحتى القوارض.
والبق يمكن أن يعيش في أي شق أو موقع محمي، وأكثر الأماكن شيوعاً هي الفراش، تختبئ عادة بين شقوق وثنايا وتحت الحواف وفي زوايا المراتب والأسرة. ويتطلب التفتيش الدقيق تفكيك الأسرة تماماً، بهدف البحث الدقيق. وللتخلص التام من هذه الحشرة الضارة يمكن غسل كل الملابس والمراتب بالكيروسين الأبيض، وكذلك رش الحوائط والشقوق والأبواب والشبابيك وكل ما هو مصنوع من الخشب بالكيروسين الأبيض الذي يقضي عليه فورا
البق يضرب السياحة في أستراليا وأميركا
أستراليا تعاني من وباء متوطن لبقة الفراش وتسببت في خسارة 100 مليون دولار أسترالي (75 مليون دولار) في العام مما أدى إلى خسائر بسبب هذه الحشرة الصغيرة الماصة للدماء، وهذا الوباء هو جزء من وباء عالمي حيث تضاعفت أعداد البق في العالم. وفي الولايات المتحدة أظهرت بيانات الفنادق وأجهزة مكافحة الحشرات زيادة نسبتها %20 في عام 2004.
ورفع عدد من نزلاء الفنادق الذين تضرروا من البق الكثير من الدعاوى القضائية حيث كانت الفنادق تستخدم رش المبيدات لمكافحة الصراصير، وفي الوقت نفسه كانت تلك المبيدات تقضي على البق ولكنهم غيروا تلك السياسة وبدؤوا في استخدام الطعوم السامة التي تنجذب إليها الصراصير وتأكلها وتموت وتبين بعد ذلك أن هذه الطعوم لا تؤثر على بق الفراش لأنه يمص الدماء ولا ينجذب لمثل تلك الطعوم.
وأعلنت الرابطة القومية للتحكم في الحشرات المنزلية بالولايات المتحدة الأميركية ارتفاع نسبة الإصابات بحوادث لدغ البق السريري إلى %60 خلال السنوات الأربع الأخيرة.
بينما حذر خبراء في الصحة العامة ومكافحة الآفات من أن الولايات المتحدة تواجه وباءً جديداً يتمثل في تفشي حشرة بق الفراش بأعداد هائلة بصورة يتعذر معها القضاء عليه بعد اكتسابها مناعة ضد المبيدات الحشرية الشائعة الاستعمال.