ROSE
03-01-2011, 06:50 AM
أمين الأمانة الاقتصادية بالحزب الحاكم في السودان ووزير المالية الأسبق ( لـ الراية):
قطر أصبحت من أكبر مراكز الجذب في قطاعات الاستثمار المختلفة في المنطقة
الاقتصاد السوداني سيتأثر بالانفصال في الشمال والجنوب
توقعات الاستفتاء وآثاره خلال النصف الثاني من هذا العام كان له أثر كبير على سعر الصرف
الشمال يزخر بحقول نفطية مبشرة وإنتاجية عالية
قطر تشهد نهضة اقتصادية كبرى بفضل سياساتها الاقتصادية الحكيمة والرشيدة
قطر رائدة في مجال اكتشاف وتصدير النفط ..ونسعى للاستفادة من خبراتها في هذا المجال
سنمنح المستثمرين القطريين مزايا تفضيلية للدخول في شراكات استثمارية في المجال الزراعي
السودان مقبل على مرحلة هامة في تاريخه ..إما أن يكون دولة واحدة أو دولتين، وازدادت وتيرة الحديث عن الاستفتاء الذي تبقت عدة أيام على اجرائه، والذي نصت عليه اتفاقية السلام الشامل لتقرير مصير جنوب السودان من حيث الانفصال وإقامة دولة مستقلة أو البقاء في إطار السودان الموحد .. وهناك تحديات جمة ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية تواجه السودان ولذلك سعت (الراية ) لإجراء حوار مع السيد الزبير أحمد حسن الذي شغل مناصب عدة أهمها وزير مالية السودان خلال الفترة من( 2002 -2008 ) كما تقلد ايضا منصب وزير الطاقة والتعدين في الفترة من (2008-2010 ) ويشغل حاليا أمين الأمانة الاقتصادية بالحزب الحاكم ولذلك يكتسب الحوار أهمية خاصة، امتاز بالهدوء والثقة في طرح الأفكار والرؤى، خلال الحوار الذي شمل مجالات متعددة سياسية واقتصادية حول الاستثمار العربي في السودان والعلاقات القطرية السودانية، ومستقبل الاستثمارات بين البلدين، ومستقبل الاقتصاد السوداني في ظل التحديات الراهنة وآثار الاستفتاء على الاقتصاد السوداني في حالة الوحدة أو الانفصال. وتطرق إلى المجالات التي يمكن التعاون فيها بين الجانبين في حالة الانفصال، وشكل العلاقات بين الشمال والجنوب اقتصاديا، والخطط والبرامج والاستراتيجيات لمواجهة الانفصال حال حدوثه، فإلى مضابط الحوار :
> العلاقات بين قطر والسودان ؟
- العلاقات بين البلدين علاقات تاريخية ومتميزة في كافة المجالات ولقد شهدت تطورا ملاحظا في ظل اهتمام القيادة في البلدين بتطويرها، والعلاقات السياسية مع قطر علاقات قوية، وان توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وشقيقه الرئيس السوداني عمر البشير بتعزيز العلاقات أثمرت تلك التوجيهات تعاونا كبيرا في كافة المجالات، وقطر ظلت تدعم السودان في كل المحافل الدولية والإقليمية، وظلت قطر من المبادرين لتبني معالجة قضايا السودان الداخلية بالتوسط في حل مشكلة دارفور، ومعلوم ان دور الوساطة القطرية هو دور كبير في السعي الحثيث لانهاء المشكلة، بجانب توسطها في حل مشكلة شرق السودان والمساهمة فيها، قطر في القمة العربية الاخيرة في طرابلس وغيرها من القمم تبنت دعم السودان تنمويا لمعالجة مشاكل ما بعد الاستفتاء، كما بادرت بإنشاء بنك تنموي بالسودان لتبني مشروعات التنمية ومشروعات البنى التحتية وتوفير الخدمات في دارفور، العلاقات في المجال السياسي علاقات قوية، اما العلاقات الاقتصادية القطرية السودانية ممتازة، وقطر من أولى الدول التي بادرت بالاستثمار في السودان ويمكن أن نقول "إن اول استثماري عربي في مجال البترول في السودان كان من شركة قطرية في حقول بترو دار في التسعينيات، وكانت اكبر شريك في الاستثمار في البترول في ذلك الحين، وغيرها من قطاعات المصارف والخدمات والاستثمار العقاري وحتى مجال تنمية الثروة الحيوانية، لهم فيها نجاح نأمل ان تتطور لتكون واحدة من القصص الرائدة، المستثمر القطري موجود في السودان في عدة مجالات، ويحظى باهتمام ورعاية الدولة لمعالجة مشاكله وتشجيعه لمزيد من الاستثمارات، والعلاقات في هذا المجال متطورة ونأمل ان تزاد الشراكة الاقتصادية بين البلدين وخاصة ان السودان توجه نحو التركيز على القطاع الزراعي، وتشجيع المستثمرين في الدول العربية، وان قطر لها توجهات في المساهمة في توفير الامن الغذائي لقطر والسودان وللعالم العربي كذلك، والعلاقات في المجال الثقافي والرياضي والاجتماعي هي علاقات متميزة ومتطورة، السودانيون في الدوحة لهم دور مقدر في كافة المجالات، والجالية السودانية بقطر لها دور فاعل في تطوير تلك العلاقات .
توليتم رئاسة الجانب السوداني في اللجنة الوزارية المشتركة بين الجانبين ابان توليكم منصب وزير المالية، ما المجالات التي تتطلب الاهتمام بها لترقية التعاون الاقتصادي والاستثماري ؟
اعتقد أن المجالات التي يمكن ترقيتها والتعاون فيها جزء منها تم طرقه ،مثلا شركة الديار القطرية التي تنفذ مشروع مشيرب كأكبر مشروع عقاري ينفذ بالسودان في منطقة الخرطوم بحري ويضم ابراجا سكنية وفنادق، القطاع المصرفي تم فيه افتتاح بنك قطر الوطني، قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية ونحن سنركز على هذه المجالات، وسنمنح القطريين مزيدا من الميزات التفضيلية للدخول في شراكات استثمارية في المجال الزراعي، ايضا العمل في تطوير النفط والغاز وان قطر لها سبق كبير في هذا المجال ونحن ايضا نتعاون مع الشركات القطرية للاستفادة منها في تطوير حقول الغاز وحقول البترول المكتشفة في السودان التي تحتاج الى مزيد من الاستكشاف والتطوير كل هذه مجالات يمكن ان تكون اولويات للعمل بين البلدين، الدعم التنموي بقيادة قطر لعدد من المبادرات سيساهم في معالجة دارفور لان جزءا منها مشكلة تنموية سيعالج جزءا من مشاكل السودان بعد الاستفتاء، لان السودان يحتاج الى دعم في المرحلة القصيرة والمتوسطة، حيث سيتأثر الاقتصاد السوداني بالانفصال في شماله وجنوبه، ولابد له من دعم وتم اقراره وكانت المبادرة ايضا من قطر .
> كيف تنظرون للنهضة الاقتصادية التي تشهدها قطر ؟
- طبعا قطر شهدت نهضة كبيرة خلال السنوات الماضية وزيادة انتاجها من البترول ومن الغاز كان له اثر كبير، في تلك النهضة، واعتقد ان السياسات الاقتصادية الحكيمة في قطر بتشجيع الاستثمار للقطاع الخاص وفتح الابواب له وفتح المجال للقطاع الخاص القطري لتطوير قطر عقاريا واستثماريا وتنمويا جعلها مركزا من اكبر مراكز الجذب في قطاعات الاستثمار المختلفة، اعتقد انه اثر واضح وانه لولا حسن التخطيط السليم لذلك لما بلغت قطر الشأن الذي بلغته الآن في نموها العمراني والصناعي وتطويرها لصناعة البتروكيماويات التي تشهدها قطر الآن .ونحن نقول وجود النفط كان موردا اساسيا ولكن السياسات الاقتصادية الحكيمة هي التي أدت الى هذا النجاح والتطور الكبير الذي تشهده الدوحة .
كيف يمكن الاستفادة من الخبرات القطرية في مجال تطوير صناعة الغاز.. وخاصة ان السودان يزخر بموارد هائلة ؟
استكشافات الغاز في السودان ما زالت في اطار لم يبلغ الحجم التجاري العالمي، مثلما هو موجود في دولة قطر، ولكن ما من شك في أن يكون هناك غاز مكتشف في السودان سواء أن كان في البحر الاحمر او منطقة سنار والنيل الازرق، يفتح المجال للتعاون مع قطر للاستفادة من خبراتها الفنية في طريقة استثمار هذا المورد بالاضافة، لدخول شركاء معنا في هذا المجال في حال التوسع في الاستكشافات .
> مستقبل الاقتصاد السوداني في ظل التحديات الراهنة ؟
الاقتصاد السوداني شهد خلال العقد الماضي منذ العام 2000 وحتى الان تطورات ايجابية كبيرة في معدل نمو مستدام في استقرار اقتصادي، وهناك تطور كبير في البنيات الاساسية وفي قطاع الخدمات وفي الموازنة العامة وهيكلتها في نظام الحكم اللامركزي الذي اقرته اتفاقية السلام، حيث حدث توزيع للموارد بين الولايات والمركز وغيرها من اوجه الاصلاح الاقتصادي، ولكن ظل السودان خلال هذه الفترة يواجه تحديات كبيرة ويعمل في ظل هذه التحديات، واهمها كانت المقاطعة الاقتصادية الغربية والامريكية كما كان يعاني من العقوبات حيث كان لها الاثر الكبير، ولكن برغم تلك التحديات استطاع ان يحقق هذه النجاحات، وايضا المعوقات. التي ظهرت خلال العامين الماضيين جراء الازمة الاقتصادية العالمية على السودان، ايضا واحدة من التحديات التي تواجه الاقتصادالسوداني، وتجلياتها كانت في تذبذب اسعاره، ارتفاع اسعار السلع( السكر والقمح ) والسكر ارتفع من 400 دولار قفز الى ما يقارب الـ 800 دولار، ويصل للسودان بـ920 دولارا والسودان تحول بتطور الاقتصاد الايجابي من مصدر للسكر الى مستورد للسكر، نظرا لزيادة استهلاك السودان بتطور وزيادة الصناعات الغذائية والمشروبات في السودان، وهذا اثر على السودان بطريقة غير مباشرة على وضع الاسعار .
> كيف تقرأ الوضع السياسي الراهن ؟
- توقعات الاستفتاء وآثاره خلال النصف الثاني من هذا العام كان له اثر كبير على سعر الصرف، بالرغم من ان عائدات صادرات السودان في هذا العام كانت اعلى من العام السابق بنسبة تقارب الـ25 % ووارداته زادت فقط بـ10 % عن العام السابق، ولكن حالة عدم اليقين السياسي والتصريحات السالبة في أجهزة الإعلام احدث شيئا من الطلب الزائد على النقد الاجنبي، الدولة اقرت عددا من السياسات لتثبيت الاسعار والحد من الاستيراد لبعض السلع الكمالية وتوفير موارد النقد الاجنبي، وتشجيع الصادرات لتحريك سعر الصرف كلها توضح آثار الاستفتاء وما بعده .وظهرت في سعر الصرف نفسه والسوق استوعبها من خلال التوجس والحراك والشعور النفسي .هذه كلها تحديات تواجه السودان، ولكن في المقابل السودان خطا خطوات في الاستعداد لمرحلة ما بعد الاستفتاء منذ فترة طويلة، تمثلت في برنامج النهضة الزراعية وهي في مرحلة انطلاق الآن لزيادة حصيلة السودان من الصادرات غير البترولية.
> في حالة حدوث انفصال جنوب السودان سيذهب معظم البترول المنتج للجنوب..هل هناك حقول في الشمال مبشرة بإنتاج النفط؟
- السودان يشهد طفرة في قطاع التعدين وخاصة الذهب، ونجد ان التعدين العشوائي عائداته قاربت المليار دولار هذا العام، وهناك اكتشافات كبيرة لشركات منحت امتيازات لزيادة انتاجها، وهناك اكتشافات جديدة لخامات الحديد والنحاس والزنك وغيرها من المعادن في مناطق السودان، وقطاع التعدين ايضا من القطاعات الواعدة التي يعتمد عليها السودان، وفي قطاع النفط هناك تطورات ايجابية في عدد من الحقول منها مربع (6)بجنوب كردفان كما توجد اكتشافات في جنوب دارفور حيث بدأت زيادته هذا العام ودخلت منها 30 الف برميل في سبتمبر الماضي، كما ان هناك اكتشافات في النيل الابيض في مربع (7) وجزء منه موجود في الجنوب وتوجد به اكتشافات جديدة في منطقة وسط السودان هناك ابار تم حفرها وانتاجها مبشرة جدا، وهناك مواقع كثيرة، وتطور النفط في السودان متوقع ان يؤدي الى زيادة الانتاج في الشمال، على المدى القصير سيكون هناك مشاكل وتحديات تواجه الاقتصاد السوداني بعد الاستفتاء، ولكن بإحكام السياسات الكلية وضبطها للتقليل من التضخم وتحقيق استقرار سياسي، وعمل برامج اجتماعية تخفف عن الشرائح الفقيرة جراء ارتفاع الاسعار من خلال الصناديق وديوان الزكاة، او التدخل المباشر لمواجهة التحدي قصير الاجل، وعلى المدى الطويل استمرار برامج الاصلاح الاقتصادي، وتشجيع الاستثمار الذي كان موردا رئيسيا للنقد الاجنبي في السودان في الفترة الماضية وتشجيع النهضة الصناعية لإحلالها محل الواردات، والفترة القادمة ستدخل مصانع للسكر خلال العامين القادمين تعمل احلالا للواردات وكذلك صناعة الدواء وغيرها من الصناعات الهندسية، سنتخذ من مسألة الاستفتاء وآثاره تحديا الى نهضة جديدة، كما انطلقنا في آخر التسعينيات بعد المشاكل التي واجهت الاقتصاد السوداني في ذلك الوقت من جراء المقاطعة وجراء الحرب الى نهوض فالسودان يتوجه الآن الى نهضة اقتصادية جديدة يستلهم فيها التحديات ويدخلها بتجارب في الاصلاح الاقتصادي كانت ناجحة في الفترة الماضية ويدخلها برصيد من البنيات الاساسية والمواد التي لم تكن موجودة قبل النهضة الاخيرة.
.
قطر أصبحت من أكبر مراكز الجذب في قطاعات الاستثمار المختلفة في المنطقة
الاقتصاد السوداني سيتأثر بالانفصال في الشمال والجنوب
توقعات الاستفتاء وآثاره خلال النصف الثاني من هذا العام كان له أثر كبير على سعر الصرف
الشمال يزخر بحقول نفطية مبشرة وإنتاجية عالية
قطر تشهد نهضة اقتصادية كبرى بفضل سياساتها الاقتصادية الحكيمة والرشيدة
قطر رائدة في مجال اكتشاف وتصدير النفط ..ونسعى للاستفادة من خبراتها في هذا المجال
سنمنح المستثمرين القطريين مزايا تفضيلية للدخول في شراكات استثمارية في المجال الزراعي
السودان مقبل على مرحلة هامة في تاريخه ..إما أن يكون دولة واحدة أو دولتين، وازدادت وتيرة الحديث عن الاستفتاء الذي تبقت عدة أيام على اجرائه، والذي نصت عليه اتفاقية السلام الشامل لتقرير مصير جنوب السودان من حيث الانفصال وإقامة دولة مستقلة أو البقاء في إطار السودان الموحد .. وهناك تحديات جمة ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية تواجه السودان ولذلك سعت (الراية ) لإجراء حوار مع السيد الزبير أحمد حسن الذي شغل مناصب عدة أهمها وزير مالية السودان خلال الفترة من( 2002 -2008 ) كما تقلد ايضا منصب وزير الطاقة والتعدين في الفترة من (2008-2010 ) ويشغل حاليا أمين الأمانة الاقتصادية بالحزب الحاكم ولذلك يكتسب الحوار أهمية خاصة، امتاز بالهدوء والثقة في طرح الأفكار والرؤى، خلال الحوار الذي شمل مجالات متعددة سياسية واقتصادية حول الاستثمار العربي في السودان والعلاقات القطرية السودانية، ومستقبل الاستثمارات بين البلدين، ومستقبل الاقتصاد السوداني في ظل التحديات الراهنة وآثار الاستفتاء على الاقتصاد السوداني في حالة الوحدة أو الانفصال. وتطرق إلى المجالات التي يمكن التعاون فيها بين الجانبين في حالة الانفصال، وشكل العلاقات بين الشمال والجنوب اقتصاديا، والخطط والبرامج والاستراتيجيات لمواجهة الانفصال حال حدوثه، فإلى مضابط الحوار :
> العلاقات بين قطر والسودان ؟
- العلاقات بين البلدين علاقات تاريخية ومتميزة في كافة المجالات ولقد شهدت تطورا ملاحظا في ظل اهتمام القيادة في البلدين بتطويرها، والعلاقات السياسية مع قطر علاقات قوية، وان توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وشقيقه الرئيس السوداني عمر البشير بتعزيز العلاقات أثمرت تلك التوجيهات تعاونا كبيرا في كافة المجالات، وقطر ظلت تدعم السودان في كل المحافل الدولية والإقليمية، وظلت قطر من المبادرين لتبني معالجة قضايا السودان الداخلية بالتوسط في حل مشكلة دارفور، ومعلوم ان دور الوساطة القطرية هو دور كبير في السعي الحثيث لانهاء المشكلة، بجانب توسطها في حل مشكلة شرق السودان والمساهمة فيها، قطر في القمة العربية الاخيرة في طرابلس وغيرها من القمم تبنت دعم السودان تنمويا لمعالجة مشاكل ما بعد الاستفتاء، كما بادرت بإنشاء بنك تنموي بالسودان لتبني مشروعات التنمية ومشروعات البنى التحتية وتوفير الخدمات في دارفور، العلاقات في المجال السياسي علاقات قوية، اما العلاقات الاقتصادية القطرية السودانية ممتازة، وقطر من أولى الدول التي بادرت بالاستثمار في السودان ويمكن أن نقول "إن اول استثماري عربي في مجال البترول في السودان كان من شركة قطرية في حقول بترو دار في التسعينيات، وكانت اكبر شريك في الاستثمار في البترول في ذلك الحين، وغيرها من قطاعات المصارف والخدمات والاستثمار العقاري وحتى مجال تنمية الثروة الحيوانية، لهم فيها نجاح نأمل ان تتطور لتكون واحدة من القصص الرائدة، المستثمر القطري موجود في السودان في عدة مجالات، ويحظى باهتمام ورعاية الدولة لمعالجة مشاكله وتشجيعه لمزيد من الاستثمارات، والعلاقات في هذا المجال متطورة ونأمل ان تزاد الشراكة الاقتصادية بين البلدين وخاصة ان السودان توجه نحو التركيز على القطاع الزراعي، وتشجيع المستثمرين في الدول العربية، وان قطر لها توجهات في المساهمة في توفير الامن الغذائي لقطر والسودان وللعالم العربي كذلك، والعلاقات في المجال الثقافي والرياضي والاجتماعي هي علاقات متميزة ومتطورة، السودانيون في الدوحة لهم دور مقدر في كافة المجالات، والجالية السودانية بقطر لها دور فاعل في تطوير تلك العلاقات .
توليتم رئاسة الجانب السوداني في اللجنة الوزارية المشتركة بين الجانبين ابان توليكم منصب وزير المالية، ما المجالات التي تتطلب الاهتمام بها لترقية التعاون الاقتصادي والاستثماري ؟
اعتقد أن المجالات التي يمكن ترقيتها والتعاون فيها جزء منها تم طرقه ،مثلا شركة الديار القطرية التي تنفذ مشروع مشيرب كأكبر مشروع عقاري ينفذ بالسودان في منطقة الخرطوم بحري ويضم ابراجا سكنية وفنادق، القطاع المصرفي تم فيه افتتاح بنك قطر الوطني، قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية ونحن سنركز على هذه المجالات، وسنمنح القطريين مزيدا من الميزات التفضيلية للدخول في شراكات استثمارية في المجال الزراعي، ايضا العمل في تطوير النفط والغاز وان قطر لها سبق كبير في هذا المجال ونحن ايضا نتعاون مع الشركات القطرية للاستفادة منها في تطوير حقول الغاز وحقول البترول المكتشفة في السودان التي تحتاج الى مزيد من الاستكشاف والتطوير كل هذه مجالات يمكن ان تكون اولويات للعمل بين البلدين، الدعم التنموي بقيادة قطر لعدد من المبادرات سيساهم في معالجة دارفور لان جزءا منها مشكلة تنموية سيعالج جزءا من مشاكل السودان بعد الاستفتاء، لان السودان يحتاج الى دعم في المرحلة القصيرة والمتوسطة، حيث سيتأثر الاقتصاد السوداني بالانفصال في شماله وجنوبه، ولابد له من دعم وتم اقراره وكانت المبادرة ايضا من قطر .
> كيف تنظرون للنهضة الاقتصادية التي تشهدها قطر ؟
- طبعا قطر شهدت نهضة كبيرة خلال السنوات الماضية وزيادة انتاجها من البترول ومن الغاز كان له اثر كبير، في تلك النهضة، واعتقد ان السياسات الاقتصادية الحكيمة في قطر بتشجيع الاستثمار للقطاع الخاص وفتح الابواب له وفتح المجال للقطاع الخاص القطري لتطوير قطر عقاريا واستثماريا وتنمويا جعلها مركزا من اكبر مراكز الجذب في قطاعات الاستثمار المختلفة، اعتقد انه اثر واضح وانه لولا حسن التخطيط السليم لذلك لما بلغت قطر الشأن الذي بلغته الآن في نموها العمراني والصناعي وتطويرها لصناعة البتروكيماويات التي تشهدها قطر الآن .ونحن نقول وجود النفط كان موردا اساسيا ولكن السياسات الاقتصادية الحكيمة هي التي أدت الى هذا النجاح والتطور الكبير الذي تشهده الدوحة .
كيف يمكن الاستفادة من الخبرات القطرية في مجال تطوير صناعة الغاز.. وخاصة ان السودان يزخر بموارد هائلة ؟
استكشافات الغاز في السودان ما زالت في اطار لم يبلغ الحجم التجاري العالمي، مثلما هو موجود في دولة قطر، ولكن ما من شك في أن يكون هناك غاز مكتشف في السودان سواء أن كان في البحر الاحمر او منطقة سنار والنيل الازرق، يفتح المجال للتعاون مع قطر للاستفادة من خبراتها الفنية في طريقة استثمار هذا المورد بالاضافة، لدخول شركاء معنا في هذا المجال في حال التوسع في الاستكشافات .
> مستقبل الاقتصاد السوداني في ظل التحديات الراهنة ؟
الاقتصاد السوداني شهد خلال العقد الماضي منذ العام 2000 وحتى الان تطورات ايجابية كبيرة في معدل نمو مستدام في استقرار اقتصادي، وهناك تطور كبير في البنيات الاساسية وفي قطاع الخدمات وفي الموازنة العامة وهيكلتها في نظام الحكم اللامركزي الذي اقرته اتفاقية السلام، حيث حدث توزيع للموارد بين الولايات والمركز وغيرها من اوجه الاصلاح الاقتصادي، ولكن ظل السودان خلال هذه الفترة يواجه تحديات كبيرة ويعمل في ظل هذه التحديات، واهمها كانت المقاطعة الاقتصادية الغربية والامريكية كما كان يعاني من العقوبات حيث كان لها الاثر الكبير، ولكن برغم تلك التحديات استطاع ان يحقق هذه النجاحات، وايضا المعوقات. التي ظهرت خلال العامين الماضيين جراء الازمة الاقتصادية العالمية على السودان، ايضا واحدة من التحديات التي تواجه الاقتصادالسوداني، وتجلياتها كانت في تذبذب اسعاره، ارتفاع اسعار السلع( السكر والقمح ) والسكر ارتفع من 400 دولار قفز الى ما يقارب الـ 800 دولار، ويصل للسودان بـ920 دولارا والسودان تحول بتطور الاقتصاد الايجابي من مصدر للسكر الى مستورد للسكر، نظرا لزيادة استهلاك السودان بتطور وزيادة الصناعات الغذائية والمشروبات في السودان، وهذا اثر على السودان بطريقة غير مباشرة على وضع الاسعار .
> كيف تقرأ الوضع السياسي الراهن ؟
- توقعات الاستفتاء وآثاره خلال النصف الثاني من هذا العام كان له اثر كبير على سعر الصرف، بالرغم من ان عائدات صادرات السودان في هذا العام كانت اعلى من العام السابق بنسبة تقارب الـ25 % ووارداته زادت فقط بـ10 % عن العام السابق، ولكن حالة عدم اليقين السياسي والتصريحات السالبة في أجهزة الإعلام احدث شيئا من الطلب الزائد على النقد الاجنبي، الدولة اقرت عددا من السياسات لتثبيت الاسعار والحد من الاستيراد لبعض السلع الكمالية وتوفير موارد النقد الاجنبي، وتشجيع الصادرات لتحريك سعر الصرف كلها توضح آثار الاستفتاء وما بعده .وظهرت في سعر الصرف نفسه والسوق استوعبها من خلال التوجس والحراك والشعور النفسي .هذه كلها تحديات تواجه السودان، ولكن في المقابل السودان خطا خطوات في الاستعداد لمرحلة ما بعد الاستفتاء منذ فترة طويلة، تمثلت في برنامج النهضة الزراعية وهي في مرحلة انطلاق الآن لزيادة حصيلة السودان من الصادرات غير البترولية.
> في حالة حدوث انفصال جنوب السودان سيذهب معظم البترول المنتج للجنوب..هل هناك حقول في الشمال مبشرة بإنتاج النفط؟
- السودان يشهد طفرة في قطاع التعدين وخاصة الذهب، ونجد ان التعدين العشوائي عائداته قاربت المليار دولار هذا العام، وهناك اكتشافات كبيرة لشركات منحت امتيازات لزيادة انتاجها، وهناك اكتشافات جديدة لخامات الحديد والنحاس والزنك وغيرها من المعادن في مناطق السودان، وقطاع التعدين ايضا من القطاعات الواعدة التي يعتمد عليها السودان، وفي قطاع النفط هناك تطورات ايجابية في عدد من الحقول منها مربع (6)بجنوب كردفان كما توجد اكتشافات في جنوب دارفور حيث بدأت زيادته هذا العام ودخلت منها 30 الف برميل في سبتمبر الماضي، كما ان هناك اكتشافات في النيل الابيض في مربع (7) وجزء منه موجود في الجنوب وتوجد به اكتشافات جديدة في منطقة وسط السودان هناك ابار تم حفرها وانتاجها مبشرة جدا، وهناك مواقع كثيرة، وتطور النفط في السودان متوقع ان يؤدي الى زيادة الانتاج في الشمال، على المدى القصير سيكون هناك مشاكل وتحديات تواجه الاقتصاد السوداني بعد الاستفتاء، ولكن بإحكام السياسات الكلية وضبطها للتقليل من التضخم وتحقيق استقرار سياسي، وعمل برامج اجتماعية تخفف عن الشرائح الفقيرة جراء ارتفاع الاسعار من خلال الصناديق وديوان الزكاة، او التدخل المباشر لمواجهة التحدي قصير الاجل، وعلى المدى الطويل استمرار برامج الاصلاح الاقتصادي، وتشجيع الاستثمار الذي كان موردا رئيسيا للنقد الاجنبي في السودان في الفترة الماضية وتشجيع النهضة الصناعية لإحلالها محل الواردات، والفترة القادمة ستدخل مصانع للسكر خلال العامين القادمين تعمل احلالا للواردات وكذلك صناعة الدواء وغيرها من الصناعات الهندسية، سنتخذ من مسألة الاستفتاء وآثاره تحديا الى نهضة جديدة، كما انطلقنا في آخر التسعينيات بعد المشاكل التي واجهت الاقتصاد السوداني في ذلك الوقت من جراء المقاطعة وجراء الحرب الى نهوض فالسودان يتوجه الآن الى نهضة اقتصادية جديدة يستلهم فيها التحديات ويدخلها بتجارب في الاصلاح الاقتصادي كانت ناجحة في الفترة الماضية ويدخلها برصيد من البنيات الاساسية والمواد التي لم تكن موجودة قبل النهضة الاخيرة.
.