تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحيُّرنا الدوحة... يا نزار !



الوسيط العقاري
03-01-2011, 09:17 PM
أربعة أيام مع انقضاء هذا اليوم فقط، تفصلنا عن انطلاق غمار النسخة الرابعة عشرة من منافسات كأس الأمم الآسيوية التي كانت قد انطلقت لأول مرة في العام 1956، عندما استضافت هونغ كونغ منافسات النسخة الأولى بمشاركة أربعة منتخبات هي كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وفيتنام، بالإضافة إلى منتخب الكيان الصهيوني، واستطاع المنتخب الكوري الجنوبي أن يحظى بشرف الفوز بأول نسخة للقب.

ولعل أول انطباع قد يتبادر لمخيلة أي متواجد في العاصمة القطرية الدوحة هذه الأيام هو أنه بات يرمق “هدوءا بسبق عاصفة مدوية” على صعيد القارة الصفراء، فعادة قطر في مثل هذه المناسبات أن تكون مختلفة عن الآخرين، فالدوحة ما عادت الدوحة التي استضافت الحدث نفسه قبل ثلاثة وعشرين عاماً، حينما استضافة منافسات النسخة التاسعة التي توج بها الأخضر السعودي؛ لأن “قطر الخليجية” قد أصبحت “قطر العالمية” بعد أن عاشت تصاعداً تنموياً على أكثر من صعيد كالسياسة والاقتصاد، إلى جانب الرياضة وبطريقة معاكسة لـ”عملية الموت البطيء” لتصيِّر نفسها “عروسا حسناء يمتع محياها الناظرين”.

ومما نلحظه، بل دعونا نقول نستشعره من خلال تواجدنا المبكر في الدوحة أن الجماهير الأسيوية لن تعيش في قطر أجواء حفل افتتاح من المسلم أنه سيمتلك مشاعر المشاهدين والوافدين فحسب، بل إن كل ما في الدوحة يشدك... يطربك... يستحوذ على مخيلتك وذاكرتك بصورة هي أشبه للمتجول في إحدى مدن العجائب الأسطورية التي سرد التاريخ حكاياتها؛ لذلك ليس مستغرباً أن نتيقن أن هذا البلد الصغير حجماً والكبير عطاءً وتقدماً، لم ولن يكف عن إحراج نظرائه من الدول الأخرى في نموه وانفتاحه على الرياضة بشكل غريب مثير.

إذن ننتظر.. ونحن بحضرة الدوحة التي اجتهدت كوادرها وقيادتها في رقيها ونموها ماذا ستكشف وتخبئ هذه اللوحة الإبداعية الصغيرة على الصعيد العالمي من جديد... ماذا ستقدم الدوحة التي تناثرت دموع رجلها الأول.. وسيدتها الأولى.. مع شبلهما فرحاً يوم الثاني من ديسمبر بالعاصمة السويسرية زيوريخ من مشاهد قد لا تتكرر كثيراً في عالمنا العربي، بحسب ما قاله لي الممثل السوري الشهير دريد لحام قبل فترة...”بماذا ستغسل الحسناء المتجددة همومنا وتنسينا من إخفاقات بعض دولنا العربية على الصعيد الرياضي ومواكبة العالمية”... وعذراً يا نزار فالدوحة تحيُّرنا لأنها جميلة وتأبى أن تكون قبيحة... وتحيرنا لأننا لا نعلم ماذا تخبئ لنا من مفاجآت سارة منذ الآن... ولغاية 2022 !

نقلاً عن "البلاد" البحرينية ..

المصدر : http://www.alarabiya.net/views/2011/01/03/132028.html