المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لايتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه



امـ حمد
04-01-2011, 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يوفق المسلم بين الشوق للقاء الله وعدم السقوط في تمني الموت الذي نهى عنه الإسلام ,فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تمني العبد للموت لضر أصابه(لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً فليقل,اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي) وهذا يدل على أن النهي عن تمني الموت، لأن في التمني نوع إعتراضٍ ومراغمة للقدر المحتوم، والتفويض والتسليم للقضاء,وطلب الخيره من الله متوسلاّ اليه سبحانه بعلمه, بأن يصلح له شأنه كله ويختار له الخير,لهذا جاء النهي عن تمني الموت لضر نزل بالعبد لجهل العبد بالعواقب ,ومما هو السبب في النهي عن تمني الموت أن في طول عمر المؤمن خيراً له على كل حالٍ،وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لن يدخل أحداً عمله الجنة. قالوا, ولا أنت يارسول الله, قال, ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت, إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وأما مسيئاً فلعله أن يستعتب)فإن المسلم مطالب بأن يوطن نفسه على الشوق إلى لقاء الله تعالى والاستعداد لذلك، والتطلع إلى ما أعده الله تعالى لعباده المؤمنين من الأجر والمثوبة والكرامة التي من أجلِّها رؤيته سبحانه وتعالى في الآخرة,والشوق إلى لقاء الله تعالى يستلزم عدم الركون إلى الدنيا والاطمئنان إليها والرضى بها، بل إن المشتاق حقاً إلى لقاء الله تعالى ,يعتبر الدنيا مجرد محطة استعداد وتزود لذلك اللقاء المحبوب، واستكثارٍ من ذلك الزاد، فهو لا يتمنى الموت ,وإن كانت الحياة الدنيا سجناّ له،ورضاءً بقضاء الله تعالى,لاشك أن الدنيا دار بلاء واختبار، وأن الله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً، وخير مرداً، وأفضل كسباً,وأن الله يبتلي عباده الصالحين والطالحين، الصالحين ليرفع درجتهم ويعلي منزلتهم، والطالحين ليطهرهم ويكفر سيئاتهم، بل إن ابتلاءه لعباده المخلصين ورسله المقربين أشد ,وأشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله إذا أحب قوماً، إبتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)فالمؤمن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس هذا إلا للمؤمن كما أخبر الصادق المصدوق، والإيمان بقضاء الله وقدره،والصدق واليقين، والتسليم للقضاء، وعدم التضجر والتسخط إذا أصاب الإنسان ما يخالف الهوى,وقوله (واجعل الحياه زياده لي في كل خير واجعل الموت راحه لي من كل شر)اي إجعل طول عمري فرصة وسبباّ لي في إتيان الخير من القول والعمل وفيه أن طول عمر المسلم مدعاه للزياده من أعمال البر والخير, واجعل موتي وخروجي من الدنيا راحه لي من الفتن والمحن والإبتلاء بالمعصيه والغفله وفيه ان المؤمن يستريح غايه الراحه ويسلم كامل السلامه بلقاء الله ويظفر بثوابه العظيم ونعيمه المقيم نسأل الله من فضله,وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تتمنوا الموت، فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة, ومن السابقين تمنوا الموت وسألوه، منهم يوسف عليه السلام حين قال ,توفني مسلماً وألحقني بالصالحين,ويحرم على المسلم تمني الموت لضر دنيوي نزل به، في نفسه، أوولده، أوماله، وهذا هو الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به)وأن المتمني للموت لضر نزل به إنما يتمناه تعجيلاً للاستراحة من ضره، وهو لا يدري إلى ما يصير بعد الموت، فلعله يصير إلى ضرٍ أعظم من ضره، فيكون كالمستجير من النار، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما يستريح من غفر له)عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احتضاره جعل يرفع اصبعه عند الموت ويقول (اللهم في الرفيق الأعلى ثلاثاً) قال أبو الدرداء رضي الله عنه, أحب الموت اشتياقاً إلى لقاء ربي عزوجل,

أسأل الله الكريم ان يرزقنا برد العيش بعد الموت و لذه النظر الى وجهه والشوق الى لقائه،في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة،وان يجعل الحياه زياده لنا في كل خير والموت راحه لنا من كل شر وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها، وخيرأعمارنا أواخرها، وخيرأيامنا يوم لقائه.

R 7 A L
04-01-2011, 07:31 AM
ما أجملة من موضوع
بارك الله فيك

ارين
04-01-2011, 04:06 PM
جزاك الله خير أختي الغالية .. وبارك الله فيك وفي عملك ..

المهاجر2022
05-01-2011, 11:47 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
06-01-2011, 06:13 AM
بارك الله فيكم

وجزاكم ربي جنة الفردوس