المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البورصة السعودية وسط معركة. بين المضاربين والهيئة الرقابية



مغروور قطر
15-04-2006, 05:56 AM
البورصة السعودية وسط معركة. بين المضاربين والهيئة الرقابية


15/04/2006 الرياض- رويترز- شهدت البورصة السعودية تراجعا حادا الاسبوع الماضي وسط معركة محتدمة للسيطرة على اكبر سوق للاسهم في العالم العربي بين الهيئة الرقابية المشرفة على البورصة ومضاربين اثرياء.
وهوت السوق بنسبة 15% في ثلاث جلسات حتى يوم الثلاثاء في ثاني تراجع كبير لها هذا العام، الذي اشعل فتيله مثل سابقه صدام بين الجانبين.
ولم يحقق اي من الطرفين نصرا حاسما، ويبدو ان الاسهم السعودية مقبلة على المزيد من التقلبات الحادة هذا العام، التي لن تكون لها علاقة كبيرة بالعوامل الاساسية او المعنويات او اي محرك تقليدي اخر لاسعار الاسهم.
وقال عبدالمنعم عداس من شركة زاد للاستثمارات ان البورصة السعودية تشهد صراعا للسيطرة عليها.
وتسعى الهيئة الرقابية مدعومة بموارد اكبر بلد مصدر للنفط في العالم الى فرض نفوذها على البورصة التي تتسم بالتقلب والارتفاع الشديد في اسعار الاسهم.
وفي المقابل يقاتل المضاربون، وبعضهم مسلح بمحافظ بمليارات الدولارات لمستثمرين كبار، ليظلوا قابضين على السوق التي صعدت ستة امثال منذ عام 2002 .
وقال مدير اصول يعمل في ابو ظبي 'من الممكن ان تكون لعبة فيديو لولا الحجم الضخم للاعبين.. انها قوة نيران الحرب الباردة مستخدمة وفقا لقواعد الاشتباك في العراق'.
والخيار الوحيد امام هيئة السوق المالية هو ايجاد مناخ يتسم بالشفافية ومساعدة السوق على النضوج.
لكن يتعين عليها في الوقت نفسه منع هروب رأس المال المضارب لتجنب اشتعال فتيل انهيار في اسعار الاسهم سيلحق الضرر بملايين السعوديين الذين اقترضوا بكثافة للاستثمار في الاسهم وهو سيناريو من الممكن ان تكون له تداعيات سياسية واقتصادية وخيمة.
وقال ياسين الجعفري، استاذ الاقتصاد البارز المقيم في جدة، انه يتعين تحديد نوع السوق التي تريدها السعودية.
وبدأ التراجع الاخير يوم الاحد عندما اوقفت هيئة السوق المالية اثنين من المتعاملين قائلة انهما حاولا التلاعب بالسوق عن طريق اصدار اوامر شراء كبيرة لخلق انطباع كاذب بشأن الاسعار. ويقول سماسرة ان هذا التلاعب هو ممارسة معتادة في السوق السعودية.
واذا كان الهدف من وراء قرار يوم الاحد ان يكون طلقة تحذيرية فقد ارتدت على اصحابها. فقد رد المضاربون بوابل من نيرانهم.
وقال تركي فدعق المحلل في الجمعية الاقتصادية السعودية انه في اعقاب قرار وقف المتعاملين عمل المضاربون الذين اخذوا في تكوين مجموعات وممارسة بعض النفوذ على السوق على دفع الاسعار للهبوط.
وانخفضت السوق 8.3 في المائة يوم الاثنين وهو اكبر تراجع في يوم واحد على الاطلاق وهبطت ستة في المائة يوم الثلاثاء.
وقال متعاملون ان الحكومة ردت على الهجوم حيث تدخلت بالشراء عن طريق صناديق مثل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية مما رفع السوق 3.73 في المائة يوم الاربعاء. وتستأنف المعاملات يوم السبت.
ذخيرة كبرى
وتدير المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية اكثر من 44 مليار دولار وهي ذخيرة تفوق امكانات المضاربين الافراد في معظم انحاء العالم.
لكن حجم رأس المال المضارب في السعودية يتسم بالضخامة بفضل عائدات النفط القياسية، ويتمتع مديرو محافظ خاصة ضخمة يتحركون في تناسق عادة بنفوذ هائل في السوق التي تعاني من ضعف استثمارات المؤسسات.
وقبل التراجع الاخير كانت الصناديق استثمرت نحو 150 مليار ريال (40 مليار دولار) في سوق تتجاوز قيمتها 600 مليار دولار. وتتوقف السيولة في السوق على كبار المضاربين.
مشكلة السيولة
واشار الجفري الى مشكلة السيولة في السوق السعودية حيث تختفي فجأة ثم تعود مجددا.
وقال ان المضاربين سحبوا السيولة في فبراير عندما قلصت هيئة السوق المالية نطاق حركة الاسهم في يوم واحد بمقدار النصف الى خمسة في المائة في اطار خطة لكبح المضاربة'.
وتهاوت قيمة التعاملات وقتئذ بنسبة 80 الى 90% وتراجع مؤشر السوق 20 في المائة في ثلاثة ايام لتعلن الحكومة اجراءات لاستعادة الثقفة من بينها عودة النطاق السابق لحركة الاسهم.
وقال عداس ان الهيئة الرقابية لا تسعى لاخراج المضاربين من السوق ولكن تهدف الى كبح المضاربة.
وهناك الكثير من اوجه الشبه بين كبار المضاربين وصغار المتعاملين الافراد في ارجاء الخليج الذين تتوافر لديهم السيولة.
والاسهم المفضلة لدى المضاربين السعوديين الذين يتراوحون من مديري محافظ كبار ومديري شركات الى اكثر من ثلاثة ملايين من المستثمرين الافراد الذين يتدالون الاسهم بانتظام يجري تداولها في العادة بنسبة سعر الى الارباح تفوق المائة.
واغلق سهم شركة الكابلات السعودية يوم الاربعاء على سعر يزيد 22 ألف مرة على نصيب السهم من الارباح في 2005 في حين يجري تداول سهم شركة بيشة للتنمية الزراعية بقيمة تزيد 7400 مرة على ارباحه.
وقال مصطفى عبدالودود المدير التنفيذي لفرع المجموعة المالية المصرية- هيرميس في دبي انه لا يوجد الكثير من المستثمرين المهتمين بالشراء في شركة والاحتفاظ باسهمها لمدة طويلة، مشيرا الى الطلب على عمليات الطرح العام الأولي في الخليج.
وسيحتاج تغيير هذا المفهوم الى ما هو اكثر من مجرد لوائح منظمة، انه يتطلب تغييرا في الثقافة.