الكأس مع الإمارات

[جينير]

*- تشهد العاصمة القطرية هذه الأيام، أجواء مونديالية رائعة من بلد رائع يعرف ماذا يريد من الرياضة؟، فلم تعد الرياضة، مجرد وسيلة تسلية وترفيه، وإنما أصبحت رسالة واضحة للمجتمعات عامة، فالعديد من الأحداث والأنشطة الرياضية العالمية التي تشهدها الدوحة جذبت أنظار العالم إلى عاصمة الرياضة في الشرق الأوسط والتي تحولت إلى (قبلة) وعاصمة للرياضة والرياضيين، فقد أجمع كل من كان له شرف الحضور لمشاهدة فعاليات وصول كأس آسيا للأمم من الإمارات، وعلى متن طيرانها الوطني الرائد في مجال دعم الرياضة العالمية ورعايته لبطولات كأس العالم واستضافتها للعديد من الفرق والمنتخبات العالمية في مجال الكرة، أن الدوحة هذه الأيام تحولت إلى عرس قاري لم تشهده بطولات آسيا التي أقيمت حتى الآن، منذ أول بطولة أقيمت قبل ولادتي بستة أعوام، حيث انطلقت عام56 في هونج كونج وفازت كوريا الجنوبية، ولكننا في دول الخليج عرفنا النهائيات قبل 30 سنة فقط، بالتحديد في عام 1980، فما يحدث الآن على الساحة القطرية رسالة واضحة على أهمية الرياضة في إطار الإستراتجية التي حددتها للقطاع الشبابي والرياضي

- وبالأمس أعلنت قطر أنها ستنشئ شبكة عملاقة من القطارات، التي ستقام فوق الأرض للمسافات الطويلة، وشبكة أخرى من المترو ستتكون من أربعة خطوط معظمها تحت الأرض، في إطار تقوية البنية التحتية استعدادا لاستقبال نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخ العرب والشرق الأوسط عام 2022

- الشخصيات الدولية التي جاءت إلى قطر انبهرت بما شاهدته من روعة في المنشآت الحديثة التي أصبحت الأفضل على مستوى العالم وهذه شهادة نفتخر بها كأبناء الخليج لما وصلت إليه الرياضة القطرية من تطور وازدهار، فالتفوق لم يكن فقط على مستوى إنشاء أكاديمية التفوق «اسباير»، وإنما التفوق على الأداء البشري وهذا هو النجاح بعينه، فأبناء الوطن كانوا عند حسن الظن عند استقبالهم لنجوم الرياضة العالمية من المشاهير، ومن النادر أن يلتقوا في مكان واحد إلا في دوحة الجميع التي نجحت في جمع شملهم وتحت قبة مغلقة، لأن الفلسفة الإدارية التي تنتهجها هي أن الرياضة للجميع وهو مبدأ ثابت بدأت تلجأ إليه المؤسسة الأهلية التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، فما نراه من احتفالات رائعة لم نرها من قبل

- نعم نجوم القارة سيكونون منبهرين، ولأول مرة أتيحت للإعلاميين الفرصة والالتقاء بهم دون تعقيدات والبركة في الخدمة القطرية المجانية التي أتاحتها لكل من يحضر إلى الدوحة التي ستكتب بأحرف من نور قمة تألقها أمام نجوم الرياضة العالمية، ومهما قلنا وكتبنا نكون مقصرين تجاه ما يحدث الآن في الدوحة، من أنشطة رفعت من أسهم دولة قطر من الناحية الدعائية والإعلامية والترويجية والاقتصادية والرياضية والثقافية والسياسية، وكل هذه العوامل تؤكد «بما لا يدع مجالا للشك» الرؤية الفريدة والنظرة الاحترافية بالتعامل مع متطلبات العصر الحديث حول أهمية الكيان الرياضي

- التجربة القطرية جديرة بالتوقف عندها فالدول لا تقاس بعدد سكانها، وإنما بالفكر وبحضورها المميز أمام العالم، وقد قدمت الدوحة بعدا جديدا من الإبداع ومن الصعب أن ينسى وسيظل باقيا في الذاكرة، فالتفوق مستمر والأيام القادمة التي ستشهد انطلاقة العرس القاري، ستثبت أن قطر قدمت بروفة متميزة وحقيقية قبل العرس العالمي الكبير,2022. والله من وراء القصد

بقلم : محمد الجوكر
aljoker@albayan.ae

جريدة البيان الإماراتية