المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرين



امـ حمد
07-01-2011, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عَنْ أَنَسٍ قَالَ, كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)فَقُلْتُ, يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا,قَالَ(نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ)عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ(إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ)قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ، إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ)ومَعْنَاهُ تَقْلِيب قَلْب عَبْده عَنْ إِيثَار الْإِيمَان إِلَى إِيثَار الْكُفْر وَعَكْسه,وتَقْلِيب الشَّيْء تَغْيِيره مِنْ حَال إِلَى حَال,وَتَقْلِيب اللَّه الْقُلُوب وَالْبَصَائِر صَرْفهَا مِنْ رَأْي إِلَى رَأْي ,أَيْ مُصَرِّفَهَا تَارَةً إِلَى الطَّاعَةِ وَتَارَةً إِلَى الْمَعْصِيَةِ وَتَارَةً إِلَى الْحَضْرَةِ وَتَارَةً إِلَى الْغَفْلَةِ,وَالْقُلُوب إِلَى اللَّه إِشْعَار بِأَنَّهُ يَتَوَلَّى قُلُوب عِبَاده وَلَا يَكِلهَا إِلَى أَحَد مِنْ خَلْقه،وتقليبه لقلوب عباده صرفه لها من إيمان إلى كفر، ومن كفر إلى إيمان، وذلك كله مقدور لله تعالى ,الله تعالى يقلب قلوب أعدائه بعدل، والعدل صفة له,قال الله عز وجل (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا)، وقال جل جلاله(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُم)فهو عزّ وجلّ يفعل ذلك بالمنافقين والكافرين دون المؤمنين المخلصين، وله أن يفعل ما يشاء إذ هو المالك لهم، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، فعلى هذا يقلب قلوب أعدائه,ويقلب قلوب أوليائه بفضله من حال إلى حال إرادة الخير لهم؛ليهتدوا ويوفقوا ويزيدهم إيمانًا، قال الله تعالى(لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِم )وتثبيتا لهم، كما قال الله عز وجل (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة)فقلوب أوليائه المؤمنين المخلصين الذين سبقت لهم منه الحسنى تتقلب بين الخوف والرجاء، واللين والشدة، والوجل والطمأنينة، والقبض البسط، والشوق والمحبة، والأنس والهيبة، والله تعالى يقلبها بفضله,(ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك)أيْ إجْعَلْهُ ثَابِتًا عَلَى دِينِك، غَيْرَ مَائِلٍ عَنْ الدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيم,وسلامة فطرتهم ,والفطرة نعمة من الله عز وجل ومنة منه تبارك وتعالى على عباده,قال صلى الله عليه وسلم(كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)فأهل السنة والجماعة أحسن الناس عقولاً، وأسلمهم رأيًا وفكرًا ومنهجًا، لهم عقول راجحة ليس فيها غلو أو جفاء كما هو الشأن في غيرهم من أهل الأهواء والبدع,أن نفوس أهل السنة والجماعة إطمأنّت بهذه العقيدة غاية الطمأنينة، يشعر كل واحد منهم براحة في قلبه، وطمأنينة في نفسه، وأُنْسٍ وسعادةٍ، بل وفرح ولذّة بهذا المعتقد الحقّ الذي أنعم الله تبارك وتعالى عليه به,قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) أي شهودًا عدولاً,وتوسّطهم هو لزومهم للحقّ واستقامتهم وثباتهم عليه، ومجانبتهم للطرق المنحرفة,حُسْن صلتهم بالله وشدّة ارتباطهم به واعتمادهم عليه؛ لأن التوفيق بيده سبحانه وتعالى,وإياك والتلوّن في دين الله، فإن دين الله واحد,والسعيد من اتّعظ بغيره,فَمَنْ شَاءَ اللَّهُ أَقَامَ قَلْبَهُ وَثَبَّتَهُ عَلَى دِينِهِ وَطَاعَتِهِ,وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ ,وأصل الثبات, ثبات القلب وصبره، ويقينه عند ورود كل فتنة،فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات؛ وذلك لما معهم من الإيمان,والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب وينطق به اللسان وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل,فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن ,وهو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات ,فالمثابرة على الطاعة والمداومه عليها المبتغى وجه الله بها موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها,ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها,فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، والإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلماً وعملاً وتدبرًا،فإن الله سبحانه وتعالى أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى،وقد قطع خوف مكر الله تعالى ظهور المتقين المحسنين وغفل عنه الظالمون المسيئون كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعاً بالأمان ,الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم مفاتيح الخير ومغاليق الشر,ترك الظلم,فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظّ الظالمين،

busheikha
08-01-2011, 08:36 PM
(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)