شمعة الحب
15-04-2006, 04:46 PM
إبراهيم محمد باداود - - - 17/03/1427هـ
imbadawood@yahoo.com
نعم أبشروا ففي كل محنة منحة وفي كل بلاء خير فكما شكرتم وقت الصعود فأصبروا وقت الهبوط وفي كل خير والحمد لله على نعمة الصحة والعافية وسلامة الأولاد والأبدان، فإن ذهب المال عنكم فلله ما أخذ ولله ما أعطى ومن ذهب ماله فلينظر إلى مصيبة غيره الأكبر، فمنهم من فقد صحته وآخرون فقدوا حياتهم، نعم أبشروا فهذا ابتلاء قد أصابنا لكن فيه خير لأولادنا ولمن يأتي من جيل بعدنا بأن يتعلموا بألا ينجرفوا وراء ما لا قرار له ولا ضامن وألا يثقوا بأي جهة إلا بالله وألا يغتروا بالألوان الخضراء أو الأسهم العليا وأن يفكروا ألف مرة ومرة قبل التجرؤ على أن يحلموا بأن تزيد أموالهم وأن يستثمروها في مجال من مجالات الاستثمار المتاحة.
إن فضل الله علينا كبير بانهيار الأسهم فهو انهيار لم يحدث فجأة من 21 ألفا في اتجاهه إلى عشرة آلاف بل قد مَن الله علينا أن عل الهبوط تدريجيا، كما أنه لم يحدث خلال يوم أو يومين بل تم خلال أسابيع صاحبته قرارات أسهمت في التدرج بدءا بتخفيض نسبة التذبذب ومرورا بضخ رجال الأعمال أموالهم للسوق وطلب النجدة من المقيمين وانتهاء بدراسة قرار تجزئة القيمة الأسمية الذي لم ينفذ بعد فقد سهلت علينا هذه الأمور ما حدث وكل ذلك فيه خير كثير.
أبشروا أيها الخاسرون وانظروا إلى الإيجابيات ولا تركزوا على السلبيات فإن أمسيتم تجنون الخسائر فقد سبق أن أصبحتم تحصدون الأرباح العظيمة التي لم تكن معقولة فلا بأس إن ضاع شيء منها أو كلها أو حتى قليل من رأس المال فقد يكون بقي بعضه وقد أكرمكم الله بالتمتع بالأرباح حينا من الزمن فاحمدوا الله وأرضوا بقضائه ولا تجزعوا فإن الدنيا دار فناء والآخرة خير وأبقى.
وإياكم والدعاء على أحد من المسؤولين أو انتقاده أو تحميله المسؤولية أو إلقاء اللوم عليه فلا تلوموا أحدا بل لوموا أنفسكم فهذا حصاد ما زرعته أيديكم من رفع غير مبرر للأسعار وتضخم في السوق وإسراف في جني الأرباح، وفي ظل هذه الظروف وتلك الأزمة تأكد حرص الآخرين عليكم ومحبتهم لكم فالكل وقف معكم من محللين ومختصين ورجال أعمال وإعلاميين، بل وأخيرا حتى المقيمين سعوا إلى إنقاذكم، فأي محبة هذه وأي فضل ذاك ولو لا هذه الخسارة لما لمستم ذلك العطف وهذا الحنان.
أبشروا ففي هذه الخسارة مكاسب كثيرة منها ما كان من تعارف وتلاق بين أفراد المجتمع في صالات التداول ومشاركة الآخرين أفراحهم وقت الصعود وأحزانهم وقت الهبوط ومعرفة الرجال خير تجارة، كما أن من المكاسب حرص المسؤولين وعطفهم على تقليل الخسائر ودعمهم للسوق مما أظهر قوة التلاحم والترابط فيما بيننا، كما تأكد لنا أن من بيننا من هم أصحاب رؤى مستقبلية واستشراف للمستقبل فقد قام كثيرون خلال الشهر الماضي، مؤكدين أنهم قد حذروا من هذا الأمر ومن وقوع الكارثة فلم نسمع كلامهم، وفي هذا درس لنا بأن نسمع مرة أخرى من عقلائنا وكبار المختصين فينا، ومن المكاسب أن هذه الخسائر قد أدخلت السرور على أنفسنا من خلال ذلك الكم الكبير من النكات والكاريكاتيرات الصحافية التي كانت تصف أحوال الخاسرين وكانت تضحكنا كثيرا ولكنه ضحك كالبكاء.
أبشروا وتفاءلوا وسط هذا الظلام المطلي بالحمرة ولا تيأسوا واستفيدوا من هذه المكاسب وأبدأوا من جديد ففي العمر فسحة وفي المال بقية وماذا يعني، إن خسرتم المال فقد كسبتم ما هو أعظم منه وهو ثقتكم بأنفسكم وبقراراتكم وبأهمية دراسة مشاريعكم الاستثمارية مستقبلا، وأوصيكم بأن تكثروا من ذكر الله والاستغفار والدعاء وحسبنا الله ونعم الوكيل، وفيما سبق تعزية لكل من ذاق مرارة ألم الخسارة.
5454 قراءة
تعليقات الزوار
17/03/1427هـ ساعة 10:00 صباحاً (السعودية)
اللوم لا يقع على صغار المستثمرين الذين تم التغرير بهم و هم يشاهدون أسعار بعض الأسهم تصل الى أرقام فلكية دون أن يكون هناك أي مبرر اقتصادي لهذه الأرقام. اللوم يقع على الجهات المسؤولة التي لم تتحمل مسؤوليتها بأمانة فسمحت لأسعار بعض الأسهم بالارتفاع الجنوني دون أي تدخل و دون أي بيان يوضح حقيقة ما يجري.
--------------------------------------------------------------------------------
17/03/1427هـ ساعة 12:05 مساءً (السعودية)
كم انت رائع في كلامك ياابااحمدفليس هناك اجمل من الرضا بما قسم الله وقدرواكبرنعمةيمن بهاالله
عزوجل على الإنسان هي نعمة الصحة والعافية ولكن هل فكرهؤلاء المنجرفون وراء تيار الأسهم
بنقاء تلك الأموال وخلوها من اي دخان ينبعث من
خلفها الست معي بتغيراحوال الناس وانشغالهم عن اموردينهم والبحث عن المساهمة الحقيقيةوهي ارباح جنات عرضها السموات والأرض إلى البحث عن ارباح دنيوية كانت سبباً في تأخر المطروإنتشارالأمراض واخيراً لانقول سوى اللهم اغننابحلالك عن حرامك وتجاوزاللهم عن خطايانا
--------------------------------------------------------------------------------
17/03/1427هـ ساعة 12:51 مساءً (أمريكا)
شكرا للكاتب ولكن لدي تحفظ كبير على مقولته "طلب النجدة من المقيمين" فهذا كان احد الخيارات لاعطاء عمق للسوق وزيادة في السيولة من عدة خيارات اخرى متاحة امامنا وهو فرصة ذهبية لهم لم يحلموا بها سابقا. ولعلمك فان طلب النجدة يكون من اولي القوة اي ممن يملك تلك المقومات, فابشر بطول انتظارك وعلو اصواتك في فضاء اهاتك.
imbadawood@yahoo.com
نعم أبشروا ففي كل محنة منحة وفي كل بلاء خير فكما شكرتم وقت الصعود فأصبروا وقت الهبوط وفي كل خير والحمد لله على نعمة الصحة والعافية وسلامة الأولاد والأبدان، فإن ذهب المال عنكم فلله ما أخذ ولله ما أعطى ومن ذهب ماله فلينظر إلى مصيبة غيره الأكبر، فمنهم من فقد صحته وآخرون فقدوا حياتهم، نعم أبشروا فهذا ابتلاء قد أصابنا لكن فيه خير لأولادنا ولمن يأتي من جيل بعدنا بأن يتعلموا بألا ينجرفوا وراء ما لا قرار له ولا ضامن وألا يثقوا بأي جهة إلا بالله وألا يغتروا بالألوان الخضراء أو الأسهم العليا وأن يفكروا ألف مرة ومرة قبل التجرؤ على أن يحلموا بأن تزيد أموالهم وأن يستثمروها في مجال من مجالات الاستثمار المتاحة.
إن فضل الله علينا كبير بانهيار الأسهم فهو انهيار لم يحدث فجأة من 21 ألفا في اتجاهه إلى عشرة آلاف بل قد مَن الله علينا أن عل الهبوط تدريجيا، كما أنه لم يحدث خلال يوم أو يومين بل تم خلال أسابيع صاحبته قرارات أسهمت في التدرج بدءا بتخفيض نسبة التذبذب ومرورا بضخ رجال الأعمال أموالهم للسوق وطلب النجدة من المقيمين وانتهاء بدراسة قرار تجزئة القيمة الأسمية الذي لم ينفذ بعد فقد سهلت علينا هذه الأمور ما حدث وكل ذلك فيه خير كثير.
أبشروا أيها الخاسرون وانظروا إلى الإيجابيات ولا تركزوا على السلبيات فإن أمسيتم تجنون الخسائر فقد سبق أن أصبحتم تحصدون الأرباح العظيمة التي لم تكن معقولة فلا بأس إن ضاع شيء منها أو كلها أو حتى قليل من رأس المال فقد يكون بقي بعضه وقد أكرمكم الله بالتمتع بالأرباح حينا من الزمن فاحمدوا الله وأرضوا بقضائه ولا تجزعوا فإن الدنيا دار فناء والآخرة خير وأبقى.
وإياكم والدعاء على أحد من المسؤولين أو انتقاده أو تحميله المسؤولية أو إلقاء اللوم عليه فلا تلوموا أحدا بل لوموا أنفسكم فهذا حصاد ما زرعته أيديكم من رفع غير مبرر للأسعار وتضخم في السوق وإسراف في جني الأرباح، وفي ظل هذه الظروف وتلك الأزمة تأكد حرص الآخرين عليكم ومحبتهم لكم فالكل وقف معكم من محللين ومختصين ورجال أعمال وإعلاميين، بل وأخيرا حتى المقيمين سعوا إلى إنقاذكم، فأي محبة هذه وأي فضل ذاك ولو لا هذه الخسارة لما لمستم ذلك العطف وهذا الحنان.
أبشروا ففي هذه الخسارة مكاسب كثيرة منها ما كان من تعارف وتلاق بين أفراد المجتمع في صالات التداول ومشاركة الآخرين أفراحهم وقت الصعود وأحزانهم وقت الهبوط ومعرفة الرجال خير تجارة، كما أن من المكاسب حرص المسؤولين وعطفهم على تقليل الخسائر ودعمهم للسوق مما أظهر قوة التلاحم والترابط فيما بيننا، كما تأكد لنا أن من بيننا من هم أصحاب رؤى مستقبلية واستشراف للمستقبل فقد قام كثيرون خلال الشهر الماضي، مؤكدين أنهم قد حذروا من هذا الأمر ومن وقوع الكارثة فلم نسمع كلامهم، وفي هذا درس لنا بأن نسمع مرة أخرى من عقلائنا وكبار المختصين فينا، ومن المكاسب أن هذه الخسائر قد أدخلت السرور على أنفسنا من خلال ذلك الكم الكبير من النكات والكاريكاتيرات الصحافية التي كانت تصف أحوال الخاسرين وكانت تضحكنا كثيرا ولكنه ضحك كالبكاء.
أبشروا وتفاءلوا وسط هذا الظلام المطلي بالحمرة ولا تيأسوا واستفيدوا من هذه المكاسب وأبدأوا من جديد ففي العمر فسحة وفي المال بقية وماذا يعني، إن خسرتم المال فقد كسبتم ما هو أعظم منه وهو ثقتكم بأنفسكم وبقراراتكم وبأهمية دراسة مشاريعكم الاستثمارية مستقبلا، وأوصيكم بأن تكثروا من ذكر الله والاستغفار والدعاء وحسبنا الله ونعم الوكيل، وفيما سبق تعزية لكل من ذاق مرارة ألم الخسارة.
5454 قراءة
تعليقات الزوار
17/03/1427هـ ساعة 10:00 صباحاً (السعودية)
اللوم لا يقع على صغار المستثمرين الذين تم التغرير بهم و هم يشاهدون أسعار بعض الأسهم تصل الى أرقام فلكية دون أن يكون هناك أي مبرر اقتصادي لهذه الأرقام. اللوم يقع على الجهات المسؤولة التي لم تتحمل مسؤوليتها بأمانة فسمحت لأسعار بعض الأسهم بالارتفاع الجنوني دون أي تدخل و دون أي بيان يوضح حقيقة ما يجري.
--------------------------------------------------------------------------------
17/03/1427هـ ساعة 12:05 مساءً (السعودية)
كم انت رائع في كلامك ياابااحمدفليس هناك اجمل من الرضا بما قسم الله وقدرواكبرنعمةيمن بهاالله
عزوجل على الإنسان هي نعمة الصحة والعافية ولكن هل فكرهؤلاء المنجرفون وراء تيار الأسهم
بنقاء تلك الأموال وخلوها من اي دخان ينبعث من
خلفها الست معي بتغيراحوال الناس وانشغالهم عن اموردينهم والبحث عن المساهمة الحقيقيةوهي ارباح جنات عرضها السموات والأرض إلى البحث عن ارباح دنيوية كانت سبباً في تأخر المطروإنتشارالأمراض واخيراً لانقول سوى اللهم اغننابحلالك عن حرامك وتجاوزاللهم عن خطايانا
--------------------------------------------------------------------------------
17/03/1427هـ ساعة 12:51 مساءً (أمريكا)
شكرا للكاتب ولكن لدي تحفظ كبير على مقولته "طلب النجدة من المقيمين" فهذا كان احد الخيارات لاعطاء عمق للسوق وزيادة في السيولة من عدة خيارات اخرى متاحة امامنا وهو فرصة ذهبية لهم لم يحلموا بها سابقا. ولعلمك فان طلب النجدة يكون من اولي القوة اي ممن يملك تلك المقومات, فابشر بطول انتظارك وعلو اصواتك في فضاء اهاتك.