المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : @@ حياة الأخرين ليست لنا @@



بنـ الدحيل ـت
11-01-2011, 10:28 AM
/
/
/



ليست لنا سوى حياتنا



فهل ستهملينها جريا خلف السراب.


من حولنا الكثير من الحكايات، والملامح، والروايات،
الكثير من اللفتات الهامة والمؤثرة،
فكثيرا ما نعقتد أن الاخرون يهتمون لأمرنا كفاية، إلى الحد الذي يجعلنا نتخلى عن واجبنا تجاه انفسنا،
وننسلخ من اجسادنا ونعيش لأجل أجساد الاخرين،
أفكارهم حياتهم، افراحهم، ويومياتهم،




تقول:


"" كنت لسنوات طووووويلة أعتقد أني افعل خيرا في حياة اختي
التي قضيت عمري اهتم بأطفالها، حينما قدر لي أن لا أتزوج، ..
اخترت أن أفرح بحياتها، وابنائها، وأن اخالط يومياتها بحثا عن شذرات سعادتها،
حتى كنت اظن انها حينما تفرح، فذلك فرحي، وحينما تحزن فذلك حزني،
وحينما تنجب، فذلك ابني، ........ لكني سقطت فجأة من شجرة الوهم المخذلة،
على ارض الحياة الصلبة، لأتناثر اشلاء محطمة،
حينما صرخت في وجهي ذات يوم
" كفي عن الاستيلاء على حياتي، أكاد اختنق،"

بالفعل، تلك حياتها لا حياتي، وابناؤها لا أبنائي، وافراحها، لا أفراحي، ..
صدمتني الكلمة، وفي ذات الوقت، من فرط قوتها،
كانت كالاعصار الذي حطم تلك الجدران القاسية التي غلفت بها ذاتي،
فشخصت امامي حقيقة مرة، ففي اعماقي، ذات تكاد تحتضر،
لم يكن لدي منها أي شيء يستحق الحياة،
حينما اسرعت إلى داري، وتساقطت قرب سريري، كالمنهكة،
من السفر الطويل هربا من واقعي، ...... بكيت كثيرا تلك الليلة، بكيت بحرقة،
وأدركت اخيرا، أن لا أحد يعيش لأجل أحد، وأن هذا غير مناسب، وليس منطقيا،
وأن علي منذ اليوم، أن أكشف الستار عن تلك العليلة في أعماقي،
وابدأ فعليا في التواصل معها، مع نفسي، أخاطبها، استشف مشاعرها، أفهم مشاكلها،
وقررت أخيرا أن علي أن حقق حلما قديما راودها، السفر للدراسة،
كنت قد عملت كموظفة لسنوات تكفي لأحصل على منحة دراسية، قدمت عليها،
ووجدتها فرصة أن انتسب للدراسة في نفس البلدة التي يدرس فيها أصغر أشقائي،

كانت تلك الحادثة هي نقطة التحول في حياتي،
التي جعلتني أنتقل من كيان شقيقتي إلي كياني، وبمجرد أن بدأت التفاعل مع نفسي،
اكتشفت الكثير، علمت لماذا لم أتزوج كالاخريات،
وواجهت خوفي من الزواج، فمهما كنت بشعة كما يصفني الاخرون،
فلا بد أن ثمة أمور أخرى تميزني، ولعلي أحظى بزوج بشع ذات يوم يقبل بي،
بصراحة فكرة أن اتزوج في هذه السن بالذات، كانت أكبر تحدياتي
وانتصاراتي على انكساراتي السابقة جميعا، ......
لقد تزوجت أخيرا، من رجل ليس بشعا بل مناسب،
لأني اكتشفت أيضا اني لست بشعة، إني مناسبة، ....
وها أنا أعيش لأجل ذاتي، وأخطط في تطوير حياتي، لا حياة الاخرين، ..!!!""