تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير صورة البقره 1 الى 9



ابوالجازي
16-04-2006, 07:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله

وصلني 9 اجزاء من تفسير صورة البقره وان شاء الله بس توصلني الاجزاء الباقيه بحطها لكم وان شاء الله تستفيدون .

تفسير سورة البقرة -1


الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)


1- ألف لام ميم : هذه حروف ابتدأ الله سبحانه وتعالى بها ليشير بها إلى إعجاز القرآن الكريم المؤلف من حروف كالحروف التى يؤلِّف منها العرب كلامهم ، ومع ذلك عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن ، وهى مع ذلك تنطوى على التنبيه للاستماع لتميز جرسها .

2- هذا هو الكتاب الكامل وهو القرآن الذى ننزله لا يرتاب عاقل منصف فى كونه من عند الله ، ولا فى صدق ما اشتمل عليه من حقائق وأحكام ، وفيه الهداية الكاملة للذين يستعدون لطلب الحق ، ويتوقُّون الضرر وأسباب العقاب .

3- وهؤلاء هم الذين يصدقون - فى حزم وإذعان - بما غاب عنهم ، ويعتقدون فيما وراء المحسوس كالملائكة واليوم الآخر ، لأن أساس التدين هو الإيمان بالغيب ، ويؤدون الصلاة مستقيمة بتوجه إلى الله وخشوع حقيقى له ، والذين ينفقون جانبا مما يرزقهم الله به فى وجوه الخير والبر .

4- والذين يصدقون بالقرآن المنزل عليك من الله ، وبما فيه من أحكام وأخبار ، ويعملون بمقتضاه ، ويصدقون بالكتب الإلهية التى نزلت على من سبقك من الأنبياء والرسل كالتوراة والإنجيل وغيرهما ، لأن رسالات الله واحدة فى أصولها ، ويتميزون بأنهم يعتقدون اعتقاداً جازماً بمجئ يوم القيامة وبما فيه من حساب وثواب وعقاب .



تفسير سورة البقرة -2


أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)


5- هؤلاء الموصوفون بما سبق من صفات ، متمكنون من أسباب الهداية الإلهية ، مستقرون عليها ، أولئك هم وحدهم الفائزون بمطلوبهم ومرغوبهم ثواباً لسعيهم واجتهادهم وامتثالهم الأوامر واجتنابهم النواهى .

6- هذا شأن المهتدين ، أما الجاهلون الذين فقدوا الاستعداد للإيمان إعراضاً منهم وعناداً ، فلن يستجيبوا لله ، فيستوى عندهم تخويفك لهم وعدم تخويفك .

7- هؤلاء قد تمكن الكفر منهم حتى كأن قلوبهم مختوم عليها بحجاب لا يدخلها غير ما فيها ، وكأن أسماعهم مختوم عليها كذلك ، فلا تسمع وعده الحق ، وكأن أبصارهم قد غشيها غطاء فهى لا تدرك آيات الله الدالة على الإيمان ، ولذلك استحقوا أن ينالهم العذاب الشديد .

8- ومن الكافرين قوم آخرون من الناس يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ، يظهرون الإيمان فيقولون : إننا آمنا بالله وبيوم القيامة ، وليسوا بصادقين فى قولهم ، فلا يدخلون فى جماعة المؤمنين .

9- إنهم يخدعون المؤمنين بما يصنعون ، ويظنون أنهم يخادعون الله ، إذ يتوهمون أنه غير مطلع على خفاياهم ، مع أنه يعلم السر والنجوى ، وهم فى الواقع يخدعون أنفسهم لأن ضرر عملهم لا حق بهم ، عاجلاً وآجلاً ، ولأن من يخدع غيره ويحسبه جاهلاً - وهو ليس كذلك - إنما يخدع نفسه .

10- هؤلاء فى قلوبهم مرض الحسد والحقد على أهل الإيمان مع فساد العقيدة ، وزادهم الله على مرضهم مرضاً بنصره للحق ، إذ كان ذلك مؤذياً لهم بسبب حسدهم وحقدهم وعنادهم ، ولهؤلاء عذاب أليم فى الدنيا والآخرة بسبب كذبهم وجحودهم .



تفسير سورة البقرة -3


وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)



11- وإذا قال أحد من المهتدين لهؤلاء المنافقين : لا تفسدوا فى الأرض بالصدِّ عن سبيل الله ، ونشر الفتنة وإيقاد نار الحرب برَّأوا أنفسهم من الفساد ، وقالوا : ما نحن إلا مصلحون . وذلك لفرط غرورهم ، وهذا شأن كل مفسد خبيث مغرور يزعم فساده إصلاحاً .

12- ألا فتنبهوا أيها المؤمنون إلى أنهم هم أهل الفساد حقاً ، ولكنهم لا يشعرون بفسادهم لغرورهم ، ولا بسوء العاقبة التى ستصيبهم بسبب هذا النفاق .

13- وإذا قال قائل لهم ينصحهم ويرشدهم : أقبلوا على ما يجب ، وهو أن تؤمنوا إيماناً مخلصاً مثل إيمان الناس الكاملين المستجيبين لصوت العقل؛ سخروا وتهكَّموا وقالوا : لا يليق بنا أن نتبع هؤلاء الجهلاء ضعاف العقول . فرد الله عليهم تطاولهم وحكم عليهم بأنهم - وحدهم - الجهلاء الحمقى . ولكنهم لا يعلمون علماً يقيناً أن الجهل ونقص الإدراك محصور فيهم مقصور عليهم .

14- وإذا لقى هؤلاء المنافقون المؤمنين المخلصين قالوا : آمنّا بما أنتم به مؤمنون من صدق الرسول ودعوته ، ونحن معكم فى الاعتقاد ، وإذا انصرفوا عنهم واجتمعوا بأصحابهم الذين يشبهون الشياطين فى الفتنة والفساد قالوا لهم : إنا معكم على طريقتكم وعملكم ، وإنما كان قولنا للمؤمنين ما قلنا : استخفافاً بهم واستهزاء .

15- والله سبحانه يجازيهم على استهزائهم ، ويكتب عليهم الهوان الموجب للسخرية والاحتقار ، فيعاملهم بذلك معاملة المستهزئ ، ويمهلهم فى ظلمهم الفاحش الذى يجعلهم فى عمى عن الحق ، ثم يأخذهم بعذابه .

16- وهؤلاء إذ اختاروا الضلالة بدل الهداية كانوا كالتاجر الذى يختار لتجارته البضاعة الفاسدة الكاسدة فلا يربح فى تجارته ، ويضيع رأس ماله ، وهم فى عملهم غير مهتدين .




من تفسير المنتخب لمجلس الشئون الاسلامية


يتبع

مغروور قطر
16-04-2006, 07:45 AM
جزاك الله خير اخي العزيز

ابوالجازي
16-04-2006, 07:47 AM
تفسير سورة البقرة -4


مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)


17- حال هؤلاء فى نفاقهم كحال من أوقد ناراً لينتفع بها مع قومه ، فلما أنارت ما حوله من الأشياء ذهب الله بنورهم وترك موقديها فى ظلمات كثيفة لا يبصرون معها شيئاً ، لأن الله قدَّم إليهم أسباب الهداية فلم يتمسكوا بها فصارت بصائرهم مطموسة ، فاستحقوا أن يبقوا فى الحيرة والضلال .

18- هؤلاء كالصُّمِّ ، لأنهم قد فقدوا منفعة السمع ، إذ لا يسمعون الحق سماع قبول واستجابة ، وهم كالبُكْم الخُرس؛ لأنهم لا ينطقون بالهدى أو الحق ، وهم كالذين فقدوا أبصارهم لأنهم لا ينتفعون بها فى اعتبار أو انزجار ، فهم لا يرجعون عن ضلالتهم .

19- أو حالهم فى حيرتهم وشدة الأمر عليهم وعدم إدراكهم لما ينفعهم ويضرهم ، كحال قوم نزل عليهم مطر من السماء ورعد وصواعق ، يضعون أطراف أصابعهم فى آذانهم كى لا يسمعوا أصوات الصواعق خائفين من الموت ، زاعمين أن وضع الأصابع يمنعهم منه .

وهؤلاء إذا نزل القرآن - وفيه بيان لظلمات الكفر والوعيد عليه ، وبيان الإيمان ونوره المتألق ، وبيان النذر وألوان العذاب - أعرضوا عنه وحاولوا الخلاص منه زاعمين أن إعراضهم عنه سيعفيهم من العقاب ولكن الله عليم بالكافرين مسيطر عليهم من كل جهة بعلمه وقدرته .

20- إن هذا البرق الشديد يكاد يخطف منهم أبصارهم لشدته ، وهو يضئ لهم الطريق حيناً فيسيرون خطوات مستعينين بضوئه ، فإذا انقطع البرق واشتد الظلام يقفون متحيرين ضالين ، وهؤلاء المنافقون تلوح لهم الدلائل والآيات فتبهرهم أضواؤها فيهمون أن يهتدوا ، ولكنهم بعد قليل يعودون إلى الكفر والنفاق . إن الله واسع القدرة إذا أراد شيئاً فعله ، لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء .



تفسير سورة البقرة -5


يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)


21- يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى أنشأكم وخلقكم ونماكم كما خلق الذين سبقوكم ، فهو خالق كل شئ ، لعلكم بذلك تعدون أنفسكم وتهيئونها لتعظيم الله ومراقبته ، فتتطهر بذلك نفوسكم وتذعن للحق ، وتخاف سوء العاقبة .

22- إنه وحده هو الذى مهد لكم الأرض بقدرته ، وبسط رقعتها ليسهل عليكم الإقامة فيها والانتفاع بها ، وجعل ما فوقكم من السماء وأجرامها وكواكبها كالبنيان المشيد ، وأمدكم بسبب الحياة والنعمة - وهو الماء - أنزله عليكم من السماء فجعله سبباً لإخراج النباتات والأشجار المثمرة التى رزقكم بفوائدها ، فلا يصح مع هذا أن تتصوروا أن لله نظراء تعبدونهم كعبادته لأنه ليس له مثيل ولا شريك ، وأنتم بفطرتكم الأصلية تعلمون أنه لا مثيل له ولا شريك ، فلا تحرفوا هذه الطبيعة .

23- وإن كنتم فى ريب من صدق هذا القرآن الذى تتابع إنزالنا له على عبدنا محمد ، فحاولوا أن تأتوا بسورة مماثلة من سور هذا القرآن فى بلاغتها وأحكامها وعلومها وسائر هدايتها ، ونادوا الذين يشهدون لكم أنكم أتيتم بسورة مماثلة له فاستعينوا بهم ولن تجدوهم ، وهؤلاء الشهداء هم غير الله ، لأن الله يؤيد عبده بكتابه ، ويشهد له بأفعاله ، هذا إن كنتم صادقين فى ارتيابكم فى هذا القرآن .

24- فإن لم تستطيعوا الإتيان بسورة مماثلة لسور القرآن - ولن تستطيعوا ذلك بحال من الأحوال - لأنه فوق طاقة البشر ، إذ القرآن كلام الخالق فالواجب عليكم أن تتجنبوا الأسباب التى تؤدى بكم إلى عذاب النار فى الآخرة ، التى سيكون وقودها وحطبها من الكافرين ومن الأصنام ، ولقد هيئت هذه النار لتعذيب الجاحدين المعاندين .



تفسير سورة البقرة -6


وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)


25- وإذا كان هذا عقاب الفجار الجاحدين ، فالجنة مثوى المؤمنين ، فأخبر الذين صدَّقوا بالله ورسوله وكتابه ، وأذعنوا للحق دون شك أو ارتياب ، وعملوا الأعمال الصالحة الطيبة - أخبرهم بخبر يسرهم ويشرح صدورهم ، وهو أن الله أعد لهم عنده جنات مثمرة تتخللها الأنهار الجارية تحت أشجارها وقصورها ، كلما رزقهم الله وهم فى هذه الجنات - رزقاً من بعض ثمارها قالوا : إن هذا يشبه ما رزقنا من قبل ، لأن هذه الثمرات التى ينالونها تشابه أفرادها فى الصورة والجنس ولكنها تتمايز فى الطعم واللذة ، ولهم فيها أيضاً زوجات كاملات الطهارة ليس فيهن ما يعاب . وسيبقون فى هذه الجنة فى حياة أبدية لا يخرجون منها .

26- يضرب الله الأمثال للناس لبيان الحقائق العالية ، ويضرب بصغائر الأحياء ، وكبار الأشياء ، وقد عاب من لا يؤمنون ضرب المثل بصغائر الأحياء كالذباب والعنكبوت ، فبين الله سبحانه أنه لا يعتريه ما يعترى الناس من الاستحياء ، فلا يمنع أن يصور لعباده ما يشاء من أمور بأى مثل مهما كان صغيراً ، فيصح أن يجعل المثل بعوضة أو ما فوقها ، والذين آمنوا يعلمون وجه التمثيل وأن هذا حق من الله ، والذين كفروا يتلقونه بالاستنكار ويقولون : ما الذى أراده الله بهذا المثل؟ وأن هذا المثل يكون سبباً لإضلال الذين لا يطلبون الحق ولا يريدونه ، ويكون سبباً لهداية المؤمنين بالحق الذى يطلبونه ، فلا يُضَلُّ به إلا المنحرفين المتمردين .

27- الذين ينقضون عهد الله - وهم الذين لم يلتزموا عهد الله القوى الذى أنشأه فى نفوسهم بمقتضى الفطرة موثقاً بالعقل المدرك ومؤيداً بالرسالة - ويقطعون ما أمر الله به أن يكون موصولاً كوصل ذوى الأرحام ، والتواد والتعارف والتراحم بين بنى الإنسان ، ويفسدون فى الأرض بسوء المعاملات وبإثارة الفتن وإيقاد الحروب وإفساد العمران ، أولئك هم الذين يخسرون بإفسادهم فطرتهم وقطعهم ما بينهم وبين الناس ما يجب أن يكون من تواد وتعاطف وتراحم ، ويكون مع ذلك لهم الخزى فى الدنيا والعذاب فى الآخرة .


يتبع

ابوالجازي
16-04-2006, 07:53 AM
تفسير سورة البقرة -7


كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)


28- إن حالكم تثير العجب! كيف تكفرون ولا توجد شبهة تعتمدون عليها فى كفركم؟ ونظرة إلى حالكم تأبى هذا الكفر ولا تدع لكم عذراً فيه ، فقد كنتم أمواتاً فخلقكم الله ووهبكم الحياة وحسن التقويم ، ثم هو الذى يعيدكم أمواتاً عند انتهاء أجلكم ، ثم يبعثكم أحياء مرة أخرى للحساب والعقاب ثم إليه - لا إلى غيره - تعودون فيحاسبكم ويجازيكم على أعمالكم .

29- وإن الله الذى تجب عبادته وإطاعته هو الذى تفضل عليكم فخلق لمنفعتكم وفائدتكم كل النعم الموجودة فى الأرض ، ثم قد توجهت إرادته مع خلقه الأرض بمنافعها إلى السماء فجعل منها سبع سموات منتظمات فيها ما ترون وما لا ترون ، والله محيط بكل شئ عالم به .

30- بيَّن - سبحانه - أنه هو الذى أحيا الإنسان ومكَّن له فى الأرض ، ثم بيَّن بعد ذلك أصل تكوين الإنسان وما أودع فيه من علم الأشياء وذكره به ، فاذكر يا محمد نعمة أخرى من نعم ربك على الإنسان ، وهى أنه قال لملائكته : إنى جاعل فى الأرض من أُمكِّنه منها وأجعله صاحبَ سلطان فيها وهو آدم وذريته ، استخلفهم الله فى عمارة الأرض .

واذكر قول الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاصى ، ومن يسفك الدماء بالعدوان والقتل لما فى طبيعته من شهوات ، بينما نحن ننزهك عما لا يليق بعظمتك ، ونظهر ذكرك ونمجِّدك؟ فأجابهم ربهم : إنى أعلم ما لم تعلموا من المصلحة فى ذلك .

31- وبعد أن خلق الله آدم وعلَّمه أسماء الأشياء وخواصَّها ليتمكن فى الأرض وينتفع بها ، عرض الله هذه الأشياء على الملائكة وقال لهم : أخبرونى بأسماء هذه الأشياء وخواصها إن كنتم صدقتم فى ظنكم أنكم أحق بخلافة الأرض ولا يوجد أفضل منكم بسبب طاعتكم وعبادتكم .

32- وقد ظهر للملائكة عجزهم فقالوا : إننا ننزهك يا ربَّنا التنزيه اللائق بك ، ونقر بعجزنا وعدم اعتراضنا ، فلا علم عندنا إلا ما وهبتنا إياه ، وأنت العالم بكل شئ ، الحكيم فى كل أمر تفعله .


تفسير سورة البقرة -8


قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)


33- قال الله لآدم : أَخْبر الملائكة يا آدم بهذه الأشياء ، فأجاب وأظهر فضله عليهم ، وهنا قال الله لهم مذكراً لهم بإحاطة علمه : ألم أقل لكم إنى أعلم كل ما غاب فى السموات والأرض ولا يعلمه غيرى ، وأعلم ما تُظهرون فى قولكم وما تُخفون فى نفوسكم؟ .

34- واذكر - يا أيها النبى - حين قلنا للملائكة : اخضعوا لآدم تحية له وإقراراً بفضله ، فأطاع الملائكة كلهم إلا إبليس ، امتنع عن السجود وصار من العاصين له والكافرين بنعم الله وحكمته وعلمه .

35- ثم أمر الله آدم وزوجه أن يعيشا فى جنة النعيم فقال له : اسكن أنت وامرأتك الجنة وكلا منها ما تشاءان أكلاً هنيئاً وافراً من أى مكان ومن أى ثمر تريدان ، ولكن الله ذكر لهما شجرة معينة وحذرهما الأكل منها وقال لهما : لا تدنُوَا من هذه الشجرة ولا تأكلا منها ، وإلا كنتما من الظالمين العاصين .

36- ولكن إبليس الحاسد لآدم والحاقد عليه أخذ يحتال عليهما ويغريهما بالأكل من الشجرة حتى زلاّ فأكلا منها ، فأخرجهما الله مما كانا فيه من النعيم والتكريم ، وأمرهما الله تعالى بالنزول إلى الأرض ليعيشا هما وذريتهما فيها ، ويكون بعضهم لبعض عدواً بسبب المنافسة وإغواء الشيطان ، ولكم فى الأرض مكان استقرار وتيسير للمعيشة ، وتمتع ينتهى بانتهاء الأجل .

37- وأحس آدم هو وزوجته بخطئهما وظلمهما لأنفسهما ، فألهم الله تعالى آدم كلمات يقولها للتوبة والاستغفار ، فقالها ، فتقبَّل الله منه وغفر له لأنه كثير القبول للتوبة ، وهو الرحيم بعباده الضعفاء .


تفسير سورة البقرة -9


قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)

38- وقلنا لآدم وزوجته ومن سيكون من ذريته وإبليس : اهبطوا إلى الأرض وستكلفون تكليفات فيها ، فإن جاءكم ذلك من عندى - وسيأتيكم حتماً - فالذين يستجيبون لأمرى ويتبعون هداى لا يشعرون بخوف ، ولا يصيبهم حزن لفوات ثواب ، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

39- والذين جحدوا وكذبوا برسل الله وكتبه ، أولئك أهل النار ، يظلون فيها أبدا لا يخرجون ولا يفنون .

40- يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى تفضلت بها عليكم أنتم وآباؤكم بالتفكير فيها والقيام بواجب شكرها ، وأوفوا بعهدى الذى أخذته عليكم وأقررتموه على أنفسكم ، وهو الإيمان ، والعمل الصالح ، والتصديق بمن يجيئ بعد موسى من الأنبياء ، حتى أوفى بوعدى لكم وهو حسن الثواب والنعيم المقيم ، ولا تخافوا أحداً غيرى ، واحذروا من أسباب غضبى عليكم .

41- وصدِّقوا بالقرآن الذى أنزلت مصدقا لما عندكم من كتاب وعلم من التوحيد وعبادة الله ، والعدل بين الناس ، ولا تسارعوا إلى جحود القرآن فتكونوا أول الكافرين به من حيث ينبغى أن تكونوا أول المؤمنين به ، ولا تتركوا آيات الله لتأخذوا عن ذلك عوضاً قليلاً زائلاً من متاع الحياة الدنيا ، وخُصّونى بالخوف فاتبعوا طريقى ، وأعرضوا عن الباطل .

42- ولا تخلطوا الحق المُنزَّل من عندى بالباطل المفترى من عندكم ، حتى لا يشتبه هذا بذاك ، ولا تكتموا الحق ومنه صِدْق محمد ، وأنتم تعلمون أنه حق وصدق .

43- واستجيبوا للإيمان . فأدُّوا الصلاة مستقيمة الأركان ، وأعطوا الزكاة لمستحقيها ، وصلوا مع جماعة المسلمين لتنالوا ثواب الصلاة وثواب الجماعة ، وهذا يستلزم أن تكونوا مسلمين .




من تفسير المنتخب لمجلس الشئون الاسلامية


منقووووووووووول

ROSE
16-04-2006, 07:58 AM
جهد راااااااااائع ومتعوب عليه اخوي يزاك الله كل خير

A.L.I
16-04-2006, 07:59 AM
جزاك الله خير اخوي

قطــ علي ــر
16-04-2006, 08:04 AM
يعطيك العافيه ابو الجازي

khaldoon
16-04-2006, 10:53 AM
جزاك الله كل خير يا الغالي وان شاء الله انه في ميزان حسناتك

ابوالجازي
16-04-2006, 02:49 PM
جزاك الله خير اخي العزيز



الله يجزينا وياك الخير اخوي مغروور

وتسلم على المرور

ابوالجازي
16-04-2006, 02:50 PM
جهد راااااااااائع ومتعوب عليه اخوي يزاك الله كل خير


الله يجزينا وياج الخير

لازم الواحد يتعب عشانكم

تسلمين على المرور

ابوالجازي
16-04-2006, 02:51 PM
جزاك الله خير اخوي


الله يجزينا وياك الخير اخوي علي

والف شكر على المرور

ابوالجازي
16-04-2006, 02:52 PM
يعطيك العافيه ابو الجازي



الله يعافيك اخوي علي قطر

وتسلم على المرور

ابوالجازي
16-04-2006, 02:53 PM
جزاك الله كل خير يا الغالي وان شاء الله انه في ميزان حسناتك


الله يجزينا وياك الخير اخوي خلدون

والف شكر يالغالي على المرور

مخاوي بورصه قطر
16-04-2006, 04:38 PM
جزاك الله خير اخوي ابوالجازي

ابوالجازي
18-04-2006, 09:00 AM
جزاك الله خير اخوي ابوالجازي


الله يجزينا وياك الخير اخوي

وتسلم على المرور