المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلم أول مخلوق ليكتب به القدر



امـ حمد
17-01-2011, 01:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنها أمة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولا الحساب، قال النبي عليه الصلاة والسلام(إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب)
وأول ما نزل على رسولها صلى الله عليه وسلم الأمر بالقراءة، و جاء ذكر القلم في أول الآيات المنزلة( إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم ) إن الله تعالى قادر على أن يّعلم البشر دون الحاجة إلى القلم ، ولكنه سبحانه أراد أن يكون القلم وسيلة التعليم ( الذي علم بالقلم )والقلم أول مخلوق ليكتب به القدر ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم( إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة )
وكما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن القلم خلق أولاّ لكتابة المقادير فقد بين عليه الصلاة والسلام تاريخ القلم في البشر ، وذكر أول من كتب به من الناس فقال عليه الصلاة والسلام عن إدريس عليه السلام (وهو أول من خط بالقلم )وبالقلم تكتب مقادير العام في ليلة القدر( فيها يفرق كل أمر حكيم )وبالقلم يكتب مصير الأجنة في بطون أمهاتهم ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين ليلة فيقول ,يا رب أشقي أو سعيد , فَيُكْتبان، فيقول, أي رب أذكر أو أنثى, فيكتبان ، ويكتب عمله, وأجله, ورزقه, ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص )وبالقلم يكتب الملائكة أقوال المكلفين وأفعالهم ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) أي بكتابة ما يصدر عنه كما في قوله سبحانه( وإن عليكم لحافظين ، كراماّ كـاتبين ، يعلمون ما تفعلون )ثم رخص لهم في كتابة كل ما يصدر عنه من قول أو فعل ، كما روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال(كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش عن ذلك ، وقالوا, تكتب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الغضب والرضا , فأمسكت حتى ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال, اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق)وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن مما يجري أجره للمسلم بعد موته علماّ ينتفع به ، وأعظم وسيلة لحفظ هذا العلم المنتفع به كتابته ,وبالقلم تكتب عقود الناس وشروطهم في السلم والحرب ، وفي التجارة والبيع ، وفي القرض والرهن والدين وغير ذلك( يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه)والكلمة المنطوقة والمكتوبة إما أن تكون مما ينفع الناس في معاشهم أو معادهم ، وتلك هي الكلمة الطيبة ، وإما أن تكون مما يضر الناس وهي الكلمة الخبيثة,والكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة ، كما أن الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة ، وهذا التقسيم ضربه الله تعالى مثلا في القرآن ؛ ليسارع الناس إلى طيب الكلم( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )وإنما يعرف الكلام الطيب من الخبيث منطوقاّ كان أم مكتوباّ بعرضه على الكتاب والسنة دون اعتبار لقائله ومصدره ، فما كان موافقاّ للكتاب والسنة فهو الكلام الطيب الذي يرفع إلى الله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وما كان معارضاّ لهما فهو الكلام الخبيث ، ولا يصدر الكلام الطيب إلا من طيب وطيبة ، كما أن مصدر الكلام الخبيث كل خبيث وخبيثة ( الخبيثـات للخبيثين والخبيثون للخبيثـات والطيبـات للطيبين والطيبون للطيبـات )والكذب من أخبث الكلام ؛ لما فيه من تزوير الحقائق ، وترويج الباطل ، وغش الناس ، فإذا كان هذا الكذب يبلغ الآفاق عبر صحيفة مكتوبة ، أو قناة معروضة ، أو إذاعة مسموعة ازداد خبثا إلى خبثه ،ولا يخجلون من كذبهم ، وقد دأب عوام الناس على وصف ما يشككون في صحته بأنه كلام جرائد ، أو كلام إعلام ,وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة هذا المسلك الخبيث ، وبين ( أن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزلّ بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)والمسلم مأمور بمجانبة الخبيث من الكلام سماعاّ من قناة أو إذاعة ، أو قراءة من صحيفة أو مجلة أو رواية أو كتاب أو غير ذلك ؛ لأن الكلام الخبيث يفسد قلبه ، ويصرفه عن طيب الكلام,
ومن صفات عباد الرحمن ( وإذا مروا باللغو مروا كراما, وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمـالنا ولكم أعمـالكم سلام عليكم لا نبتغى الجـاهلين ) والإعراض عن اللغو يكون بالإعراض عن مصادره ووسائله التي إبتلي الناس بها في هذا الزمان أشد ابتلاء,بل جاء أن من جالس المستهزئين بآيات الله تعالى فهو منهم ولو لم يكتب أو يقل شيئا ( وقد نزل عليكم في الكتـاب أن إذا سمعتم آيـات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنـافقين والكـافرين في جهنم جميعا )فنعوذ بالله تعالى من استحكام الغفلة ، وتمكن الهوى ، وذهاب الغيرة على حرمات الله تعالى ,( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)والكتابة نعمة من الله تعالى يمن بها على من يشاء من عباده ، ولا خير في قلم لا ينفع صاحبه عند الله تعالى ، فإذا كان قلمه مصدر ضرر عليه في دينه ، فكسره خير من بقائه,ومن أصحاب الأقلام من يتأكل بالشهوات والغرائز ، فيتقيأ انحرافاته وشذوذاته الجنسية على أوراقه ؛ ليشكل منها رواية تغوي القارئين والقارئات ، وتستهوي المراهقين والمراهقات ، وإذا ما أراد شهرة واسعة ، ورواجاّ لروايته


نعوذ بالله من الهوى والردى ، ونسأله الهدى والتقى.

البركان
17-01-2011, 02:06 AM
جزاك الله خير

busheikha
17-01-2011, 07:39 PM
الله يجزيكي الخير على هذا الجهد

بدور
17-01-2011, 08:22 PM
نعوذ بالله من الهوى والردى ، ونسأله الهدى والتقى.

أأأأأمين

جزاج الله خير

امـ حمد
18-01-2011, 07:03 AM
بارك الله فيكم