المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "أصوات من الدوحة" .. ندوة تناقش مقومات المشاريع القطرية



ROSE
17-01-2011, 07:34 AM
في سياق جائزة "الآغا خان" للعمارة
"أصوات من الدوحة" .. ندوة تناقش مقومات المشاريع القطرية
مركز المعرفة وإثراء المجتمع يستضيف معرض المشاريع المرشحة للجائزة
سلامة : جائزة الآغا خان للعمارة تتناول المجتمعات التي توجد فيها جاليات مسلمة كبيرة
محجوب : عمليات تقويم الجائزة من أكثر العمليات دقة وشمولا في الجوائز المعمارية
ماكوير : مشروع "مشيرب" أول مشروع مستدام لتطوير وسط المدينة في العالم





أجمع خبراء هندسة العمارة خلال محاضرة كرسي دوحة لاند التي عقدت في مركز المعرفة وإثراء المجتمع في 12 يناير الجاري على أهمية جائزة الآغا خان في العمارة لما لها من دور في الحفاظ على القيم الأصيلة للهندسة المعمارية والارتقاء بأنماط الحياة في المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم.

تضمنت الندوة بعنوان "جائزة الآغا خان في العمارة: أصوات من الدوحة" خمس محاضرات ومناقشات مثلت اتجاهات وآراء خبراء الهندسة المعمارية حول جائزة "الآغا خان" ومنجزاتها ومساهماتها في تطوير فن العمارة ومقومات المشاريع القطرية التي تؤهلها للحصول على الجوائز في المستقبل.

هذا وقد تناولت الندوة موضوعات عدة تتعلق بالجائزة بما في ذلك أهميتها على المستوى العالمي والمحلي بالإضافة إلى استعراض الإجراءات الدقيقة التي تعتمدها لجنة التحكيم. كما تناولت النقاشات أمثلة محلية للمشاريع التي رشحت للجائزة في سوق واقف بالإضافة إلى دراسة حالة لمشروع مشيرب في سياق تجسيد قيم خاصة بمتطلبات جائزة آغا خان.

قدم الندوة أربعة خبراء بارزين في مجال الهندسة المعمارية هم الأستاذ أشرف محمد سلامة رئيس قسم العمارة والتخطيط العمراني وأستاذ كرسي دوحة لاند للهندسة المعمارية في جامعة قطر، والأستاذ تيم ماكوير، أستاذ مشارك في كرسي دوحة لاند للهندسة المعمارية في جامعة قطر وشريك في شركة ألايز أند موريسون الهندسية في لندن، والدكتور ياسر محجوب أستاذ مشارك في قسم العمارة بجامعة قطر، والدكتور جمال بوساعه أستاذ مساعد في قسم العمارة بجامعة قطر.

وقد أعلن عن المشاريع الفائزة بجائزة الآغا خان للعمارة 2010 خلال احتفال أقيم في متحف الفن الإسلامي في الدوحة في نوفمبر الماضي. والمشاريع الخمسة التي اختارتها اللجنة العليا للحكام عن العام 2010 هي: مشروع وادي حنيفة (الرياض، المملكة العربية السعودية) ومشروع تجديد الوسط التجاري لمدينة تونس (تونس) ومشروع متحف مدينة الزهراء (قرطبة، اسبانيا) ومصنع نسيج إيبكيول (إدرنة، تركيا) ومدرسة بردج (فوجيان، الصين).

أنشئت جائزة "الآغا خان للعمارة" عام 1977 وتسعى إلى تشجيع وترسيخ مفاهيم البناء التي تلبي احتياجات وتطلعات المجتمعات التي يوجد فيها المسلمون بأعداد كبيرة.

قدم السيد أشرف محمد سلامة رئيس قسم العمارة والتخطيط العمراني وأستاذ كرسي دوحة لاند للهندسة المعمارية في جامعة قطر المحاضرة الافتتاحية بعنوان "نظرة على جائزة الآغا خان: أصوات متعددة في العمارة والعمران على مدار أكثر من ثلاثة عقود" التي سلطت الضوء على الحاجة إلى الجوائز المعمارية. وقد خلصت المحاضرة إلى الدور المحوري الذي لعبته الجائزة في إبراز إنجازات المهندسين المعماريين المحترفين والتعريف بها على نطاق جماهيري أوسع، ما يعزز التميز في الهندسة المعمارية. وتناولت المحاضرة كذلك هيكل الجائزة وقيمها وفئاتها ومساهماتها في العمارة.

وقال الأستاذ سلامة: "تتناول جائزة الآغا خان للعمارة في جوهرها المجتمعات التي توجد فيها جاليات مسلمة كبيرة. وفي رأيي فقد ساهمت الجائزة على صعيد التداخل المادي وعلى صعيد الفكر المعماري في الدول النامية أو غير الغربية. لا تنعكس الجائزة فقط على الحفاظ على التراث المعماري أو تنشيط المجتمعات أو التداخلات الشكلية والرمزية، وإنما تهتم أيضاً بالقيم الدائمة للهندسة المعمارية ودورها في خلق المظاهر المادية والبصرية التي تحاكي متطلبات المجتمع على نحو فعال وتكون على صلة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي".

من جهته ألقى الدكتور ياسر محجوب الذي كان أحد أعضاء لجنة التحكيم لجائزة الآغا خان في العمارة 2010 محاضرة بعنوان "عمليات التقويم التقني ولجان التحكيم لجائزة آغا خان في العمارة: تجربة حديثة" وقد ركزت المحاضرة على استعراض عمليات التقويم الفنية والعملية وتسليط الضوء على طبيعة هذه التقييمات ومسؤوليات القائمين على المراجعة ودراسة المشروع، وزيارته وكتابة التقارير وتقديم المشروع إلى هيئة التحكيم العليا. وقال الدكتور محجوب: "عمليات التقويم التقنية لجائزة الآغا خان من أكثر العمليات دقة وشمولا في مجال الجوائز المعمارية".

تأملات
أما تيم ماكوير فقد تناول في محاضرته "تأملات حول قيم الجائزة" حيث عكس العرض الذي قدمه ماكوير قيم معينة للجائزة كما تجلت في مشروع "مشيرب" التابع لدوحة لاند وهو أول مشروع مستدام لتطوير وسط المدينة في العالم. ويهدف المشروع إلى تحويل القلب التجاري التاريخي لمدينة الدوحة إلى مركز نابض بالحياة متماسك اجتماعيا وثقافياًَ كما كان في الماضي. وسيكون مشروع مشيرب مشروعاً متعدد الاستخدامات ويطرح حلولاً لقضايا الازدحام والاستدامة والمحافظة على الجمالية والقيم الاجتماعية القطرية.

وعن الفرص المستقبلية لفوز المشروع بالجائزة، قال ماكوير: "إنه لشيء جيد أن نحلم بأن ينال مشروع مشيرب أو بعض مبانيه جائزة الآغا خان في المستقبل. وقد يصبح هذا الحلم حقيقة لكن منظمي الجائزة حريصون على أن يروا المشروع مكتملاً قبل إصدار الأحكام، لذلك لدينا بضع سنوات لمواصلة هذا النقاش قبل معرفة كيف سيتجلى هذا المشروع في المستقبل".

وخلال استعراض جائزة آغا خان، سلط ماكوير الضوء على جوانب ثلاثة من مشروع مشيرب هي الأماكن العامة والمفهوم الكلي واللغة، حيث أن كل واحد من هذه الجوانب يقوم على الابتكار والحس السليم في صياغة الشكل العام للمدينة ويترك أثره الكبير والمباشر على حياة المجتمع (سواء على المستوى الجزئي أو الكلي).

تعد الأماكن العامة مهمة للغاية في المخطط الرئيسي للمشروع الذي يحتوي على شبكة من المساحات والطرقات الخارجية المتناغمة مع النسيج العمراني. وقد درج في العمارة الحديثة على ترك مساحات كبيرة بين الأبنية من أجل تأمين طرقات للسيارات، وهو أمر عالجه المخطط الرئيسي لمشروع مشيرب الذي يربط الفراغات العامة معاً ويضمن بيئة مظللة ملائمة للمشي. وفي ظل غياب هذه التوجهات في تخطيط المدن بما يتناسب مع متطلبات القرن الحالي فقد كان لابد من إيجاد طرق مبتكرة انعكست بشكل جلي من خلال مشروع مشيرب.

أما المفهوم الكلي للمشروع حيث يكون الكل مهماً أكثر من مجموع أجزائه فهو يتجلى في المخطط الرئيسي لمشروع مشيرب حيث تعد المباني الفردية جزءاً من مجموعة ولا يتم الحكم على نجاح العناصر الفردية كما هو الحال في الكورال الذي لا ينجح إلا من خلال التناغم العام في أصوات أعضائه.

تتطور اللغة وتتعلق بالمكان وتلعب دوراً في ربط الناس بهذا المكان من جهة وببعضهم من جهة أخرى. وبطريقة مماثلة تعد اللغة المعمارية بكل مفرداتها وقواعدها ولهجاتها جزءا أساسيا لتحقيق توازن ناجح بين الهوية المحلية والعالمية. ويجب أن تقترن ملاءمة كل من المكان والموقع بشعور بطول الحياة بحيث تكون صالحة لكل زمان ومكان وتولد الشعور بالانتماء. إن هذا التوجه يدعم التصميم المستدام بكل ما في الكلمة من معنى. وفي مشيرب لغة مشتركة متجذرة في الماضي وتتطلع نحو المستقبل، طورت لإيجاد مفهوم جديد للعمارة القطرية المعاصرة.
وبوصف مشيرب مرشحاً لجائزة آغا خان للعمارة فإن مشروع إعادة تأهيل سوق واقف هو نموذج محلي لمعايير جوائز التميز المعماري.

وقد جرى التوسع في مناقشة مشروع سوق واقف من خلال محاضرة الدكتور جمال بوساعه التي قدمها بعنوان "سوق واقف والحفاظ على العمران المستدام ضمن سياق منطقة الخليج" وقد ناقش المحاضر قضية التطور السريع للمدن الخليجية التي تهدد مستقبل المناطق التاريخية في هذه المدن مثل سوق واقف. وأشار بالقول: "بأن استمرار الضغوطات على استخدام الأراضي والتغيرات في طبيعة الاقتصاديات المحلية واستمرار استهلاك الأصول التاريخية من شأنه أن يفرض ضغوطاًَ كبيرة على تلك القيم المميزة التي تجعل من المناطق التاريخية مثل سوق واقف مكاناً جاذباً للزيارة والعيش والعمل. وقد أدت هذه الضغوط إلى التركيز على المدى الذي يمكن عنده للمشاريع المستدامة أن تساهم في إدارة التغير السريع في المدن التاريخية".

وقد لخص الأستاذ سلامة المحاضرة بالقول: "عززت مراجعة مساهمات جائزة الآغا خان في العمارة والتمدن في العالم النامي بعض الجوانب والقضايا المهمة التي لا تزال الجائزة تدعمها. ولا يزال هناك الكثير مما يمكن تعلمه من هذه المشاريع وغيرها مما لم يتم التطرق إليه هنا بالإضافة إلى الكثير مما يمكن قياسه واستكشافه وتقويمه. ومن خلال تحليل منشورات الجائزة والمشاريع التي كرمتها بصورة منهجية فإننا نكون قد ساعدنا في تسليط الضوء على الدروس المستفادة من هذه المشاريع".

تجدر الإشارة إلى أن مركز المعرفة وإثراء المجتمع الرأسي قبالة كورنيش الدوحة، يستضيف معرض المشاريع التسعة عشر التي رشحت لجائزة آغا خان. ويستمر هذا المعرض حتى 18 يناير الجاري وهو مفتوح أمام الجمهور من الساعة 9 صباحاً حتى 8:30 مساء من الاثنين إلى الخميس ومن الساعة 3:30 عصراً حتى 6:30 مساء يوم السبت.

جدير بالذكر ان دوحة لاند شركة تابعة لمؤسسة قطر، أنشئت في إطار رؤية قطر الوطنية لعام 2030. وهي تهدف إلى استلهام أفكار مبتكرة في التطوير العقاري وقيادة هذا القطاع في دولة قطر وتمكين الأفراد من الاستفادة من طاقاتهم وتحقيق تطلعاتهم إلى حياة مزدهرة وعيش رغيد.

وقد تأسست دوحة لاند بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند بغية جسر الفجوة الزمنية في تاريخ الهندسة المعمارية القطرية وإعادة اكتشاف شكل فريد للتطوير العمراني. وهي تهدف إلى دراسة العناصر الأصيلة للعمارة القطرية التقليدية ضمن سياق العصر وتقنياته الحديثة المبتكرة وتحقيق مزيج فعال بين عناصر التراث والحداثة بهدف خلق لغة معمارية جديدة قائمة على الأسس المعمارية الأصيلة والتفكير المبتكر والتكنولوجيا الحديثة. تستثمر دوحة لاند الوقت والموارد من أجل البحث في اللغة القطرية الجديدة للتخطيط العمراني والهندسة المعمارية بمشاركة أكثر الخبرات المحلية والعالمية تميزاً وكفاءة بغية الوصول إلى هذه اللغة والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

وقد أعلن عن بدء البناء في مشروع "مشيرب" أبرز مشاريع دوحة لاند، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي أحيت تقليداً قطرياً قديماً تمثل في ترك بصمة سموها على حجر أساس المشروع، الذي من المقرر أن يكتمل بناؤه بحلول العام 2016.

كما افتتحت دوحة لاند "مركز المعرفة وإثراء المجتمع" العائم قبالة كورنيش الدوحة. وهو مركز يهدف إلى المساهمة في ازدهار شعب قطر وإثراء تجاربه، وتشجيعه على تبني ثقافة جديدة قائمة على تبادل المعرفة. ويأتي مركز المعرفة وإثراء المجتمع في إطار برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركة.
تحرص دوحة لاند على الارتقاء في المحافظة على البيئة من خلال تبني مفهوم يقوم على أعلى المعايير البيئية وأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، كما تسعى دوحة لاند لأن تكون الشركة الرائدة والشريك المفضل في مجال التطوير العقاري وأن تكون جهة العمل المفضلة.