المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلا تزكوا أنفسكم



امـ حمد
18-01-2011, 12:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فلا تزكوا أنفسكم

اصطفى الله سبحانه المؤمنين من عامة البشر, لعلمه بصلاح قلوبهم للإيمان، واستقامتها عليه، ولا يعلم ما في القلوب إلا خالقها سبحانه وتعالى (قل إِن تخفوا ما فِي صدورِكم أو تبدوه يعلمه اللهُ) فالإيمان والصلاح والفلاح في أمور الدين والدنيا، ما هي إلا هبات يهبها الله تعالى من شاء من عباده، وواجب على الموهوبين شكر الله تعالى على ما وهبهم، مع الحذر من الغرور بما أُعطوا(ألَم تَر إِلَى الَّذِينَ يزَكونَ أَنفسهم بَلِ الله يزكِي مَن يَشاء ولَا يظلمونَ فتِيلًا)إن تزكية النفس بغير وجه حق خلق ذميم، ومزلق خطير، يورد صاحبه بالغرور في العلم والعمل،وكثير ممن نكصوا على أعقابهم، واستبدلوا الردى بالنجاة، والضلال بالهدى، والكفر بالإيمان، ورفضاّ لشريعته؛ كانت بداية ضلالهم وانحرافهم تزكيتهم لنفوسهم، وغرورهم بأعمالهم,من أجل ذلك نهى الله تعالى العباد أن يستكثروا أعمالهم الصالحة, فإنها مهما بلغت لا توازي نعمة واحدة من نعم الله التي لا تحصى, الهداية إلى الحق، والتوفيق للعمل الصالح ما هو إلا من نعمة الله تعالى على عبده، فلولاه لضل الطريق وعمل شرا ولم يعمل خيراّ,قال تعالى (وَلَا تَمنن تَستَكثِر) ومعناها, لا تمنن بعملك على ربك تستكثره,وما نهي العباد عن إستكثار العمل الصالح مهما بلغ إلا لأنه سبب لتزكية النفس بلا حق،فإن كانت تزكية العبد لنفسه في أمور الدين كان المزكي لنفسه مَنَانَاً بعمله على ربه، وهذا من أعظم أسباب الضلال والانحراف,وإن كانت تزكية النفس في أمور الدنيا فهي دعاية ممجوجة لها قد تصل بصاحبها إلى العجب والغرور والحسد والكبر وفساد القلب، وكل هذه من عظائم الذنوب وموبقاتها,ولما ظن بعض الناس أنه يرخص للنبي عليه الصلاة والسلام ما لا يرخص لهم ,بتزكيته لنفسه فقال(أَما والله إني لَأَخشاكم لله وَأَتْقاكم له)فخير للإنسان أن لا يزكي نفسه، وأن لا يظهر محاسنها، بل يجعل ذلك بينه وبين الله تعالى, فإن الله تعالى يعلم حسناته وسيئاته, وليتذكر العبد سيئاته في نفسه، ولا يشهرها أمام الناس, لئلا يكون من المجاهرين,وقد تعظم تزكية النفس عند العبد حتى تتحول إلى مرض خطير يعشق فيه ذاته،والمزكي لنفسه واقع في الكذب لا محالة, لأنه يطلب ثناء الناس وإعجابهم، وقد لا يفي عمله بجلب ثنائهم له فيزيد من عند نفسه ما لم يعمل ليملأ عيونهم، وينال إعجابهم، فيثنوا عليه بما لم يعمل، ولقد كان السلف الصالح عليهم رحمة الله تعالى أشد الناس حذراّ من هذا المزلق المهلك، مع قوة إيمانهم بالله تعالى، وكثرة أعمالهم الصالحة، فلا يفخرون بأفعالهم، ولا يحبون ظهورها للناس، ويلحظون نعم الله تعالى عليهم، فيزرون بأنفسهم، ويحقرون أعمالهم خوفاّ من العجب والرياء وحبوط العمل,من نظر في أحوال كثير من الناس في هذا العصر يجد أن تزكية النفس داء قد إنتشر بينهم، وكان من أسباب انتشاره وسائل الإعلام، التي تنقل حديث المتحدثين عن أنفسهم، وحديث من ينفخون فيهم من أتباعهم والمتملقين لهم، حتى كثر الحديث وقل العمل، وأضحى أصحاب الثرثرة وباعة الكلام هم سراة الناس وسادتهم، ومن كثر كلامه قلَّ عمله، ومن قل كلامه كثر عمله، والأعمال تتحدث عن أصحابها، ولا تحتاج إلى تزوير المزورين، فالحذر من تزكية النفس بلا حق، ومن الثناء عليها بلا موجب، ومن أعجب بشيء من عمله فلينظر إلى ذنبه وتقصيره، ومن سرته حسنته، فلتسؤه سيئته حتى يكون مؤمنا,


أسأل الله تعالى أن يؤتي نفوسنا تقواها، وأن يزكيها هو خير من زكاها، هو سبحانه وليها ومولاها.

شموخ دائم
19-01-2011, 12:07 PM
,


,


مرحبا

جزاك الله كل الخير

وبارك الله فيك على هذه المشاركات القيمه

دمت بطيب

,

,



اخوك


شموخ دائم

المهاجر2022
19-01-2011, 03:12 PM
جزاك الله خير