qtr.wolf
19-01-2011, 02:41 PM
لا تعتمد على الحظ
هناك مِن البشر من يعيش منتظرا ضربة حظ تحقق له أمانيه وتطلعاته..!
وأمثال هؤلاء هم قيود الإنسانية ، ومصدر ضعفها وهمومها ،
المرء منهم يعيش خاملا ساكنا ،
في انتظار قطار الحظ عله يحضر معه زائر السعادة والفرح .. وهيهات.
فالحظ أو التوفيق إن شئنا الدقة نادرا ما يزور الكسالى وعديمي الحيلة ،
لكنه قد يفد عضد السائرين ، ويختصر مسافات الماضين.
والحظ كما يعرفه بعض أساتذة علم النفس هو التقاء الفرصة الجيدة مع الاستعداد الجيد.
والإنسان الصالح العاقل يؤدي واجبه المنوط به على أكمل وجه ،
متسلحا بما يلزمه من قدرات وإمكانيات ،
متشبعا بروح العمل والجد والكفاح ، فإذا ما شاءت الأقدار أن تعطيه
من أعطياتها ما يقربه من هدفه ،
وأنعمت عليه من كريم فيضها فيا حبذا .. وإن لم تعطي يكفيه ما قدم ،
وكل يجني ثمار عمله.
والناظر في حال البشر قد يجد منهم من طاوعه التوفيق فرفعه درجات على أقرانه ،
فهذا جعلته صفقة نادرا ما تتكرر من أثرى الأثرياء ،
وهذا طالب نال منحة فأنهاها ليجد شركة كبرى تبحث عن شاب
بمواصفات تنطبق عليه فأصبح موظفا مرموقا على صغر مشواره ، وهكذا .. ،
لكن المتأمل الذكي يدرك جيدا أنه لولا الاستعداد والانتباه التام لدى هؤلاء الأشخاص ،
لكان قطار الحظ فاتهم وهم نائمين ليستقله غيرهم ، وينهلوا من خزائنه بدلا منهم.
يقول الروائي أنطوان تشيكوف
)منذ أربعين سنة ، وعندما كنت في الخامسة عشر من عمري ،
عثرت في الطريق على ورقة مالية من فئة العشر روبلات ، ومنذ ذلك
اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبداً ،
وأستطيع الآن أن أحصي حصيلة حياتي وأن اسجلها
كما يفعل أصحاب الملايين فأجدها هكذا
: ٢٩١٧ زرارا ، ٣٤٤١٧٢ دبوس ، ١٢ سن ريشة ، ٣ أقلام ، ١ منديل ..
وظهر منحن وحياة بائسة. ( !!
لقد ظن المسكين أن سُنة الحياة هي ضربات الحظ ، فعاش منحنيا
منتظرا أن يعطيه الحظ مال كما أعطاه في المرة الأولى ،
لكنه نال المقابل العادل ظهر منحن .. وحياة بائسة.
الطموحات والأحلام لا ترتوي سوى بعرق الجبين ..
والحظ قد يأتيك ليوفر عليك بعضا من قطرات العرق ،
أو يختصر لك مساحات الزمن.
فاعمل يا صديقي بجد وعزم ، اضرب بفأس جهدك في أرض أحلامك
لتطرح لك ثمار النجاح والراحة .. ولا تنتظر أعطيات الحظوظ فلعلها
تتأخر أو لا تأتي أبدا!!..
إشراقة : الفرص الجميلة تمر علينا دون أن نستوقفها،
لأنها تندس داخل ملابس بالية اسمها العمل الشاق.
محمد مستجاب
من كتاب افكار صغيرة لحياة كبيرة
--
هناك مِن البشر من يعيش منتظرا ضربة حظ تحقق له أمانيه وتطلعاته..!
وأمثال هؤلاء هم قيود الإنسانية ، ومصدر ضعفها وهمومها ،
المرء منهم يعيش خاملا ساكنا ،
في انتظار قطار الحظ عله يحضر معه زائر السعادة والفرح .. وهيهات.
فالحظ أو التوفيق إن شئنا الدقة نادرا ما يزور الكسالى وعديمي الحيلة ،
لكنه قد يفد عضد السائرين ، ويختصر مسافات الماضين.
والحظ كما يعرفه بعض أساتذة علم النفس هو التقاء الفرصة الجيدة مع الاستعداد الجيد.
والإنسان الصالح العاقل يؤدي واجبه المنوط به على أكمل وجه ،
متسلحا بما يلزمه من قدرات وإمكانيات ،
متشبعا بروح العمل والجد والكفاح ، فإذا ما شاءت الأقدار أن تعطيه
من أعطياتها ما يقربه من هدفه ،
وأنعمت عليه من كريم فيضها فيا حبذا .. وإن لم تعطي يكفيه ما قدم ،
وكل يجني ثمار عمله.
والناظر في حال البشر قد يجد منهم من طاوعه التوفيق فرفعه درجات على أقرانه ،
فهذا جعلته صفقة نادرا ما تتكرر من أثرى الأثرياء ،
وهذا طالب نال منحة فأنهاها ليجد شركة كبرى تبحث عن شاب
بمواصفات تنطبق عليه فأصبح موظفا مرموقا على صغر مشواره ، وهكذا .. ،
لكن المتأمل الذكي يدرك جيدا أنه لولا الاستعداد والانتباه التام لدى هؤلاء الأشخاص ،
لكان قطار الحظ فاتهم وهم نائمين ليستقله غيرهم ، وينهلوا من خزائنه بدلا منهم.
يقول الروائي أنطوان تشيكوف
)منذ أربعين سنة ، وعندما كنت في الخامسة عشر من عمري ،
عثرت في الطريق على ورقة مالية من فئة العشر روبلات ، ومنذ ذلك
اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبداً ،
وأستطيع الآن أن أحصي حصيلة حياتي وأن اسجلها
كما يفعل أصحاب الملايين فأجدها هكذا
: ٢٩١٧ زرارا ، ٣٤٤١٧٢ دبوس ، ١٢ سن ريشة ، ٣ أقلام ، ١ منديل ..
وظهر منحن وحياة بائسة. ( !!
لقد ظن المسكين أن سُنة الحياة هي ضربات الحظ ، فعاش منحنيا
منتظرا أن يعطيه الحظ مال كما أعطاه في المرة الأولى ،
لكنه نال المقابل العادل ظهر منحن .. وحياة بائسة.
الطموحات والأحلام لا ترتوي سوى بعرق الجبين ..
والحظ قد يأتيك ليوفر عليك بعضا من قطرات العرق ،
أو يختصر لك مساحات الزمن.
فاعمل يا صديقي بجد وعزم ، اضرب بفأس جهدك في أرض أحلامك
لتطرح لك ثمار النجاح والراحة .. ولا تنتظر أعطيات الحظوظ فلعلها
تتأخر أو لا تأتي أبدا!!..
إشراقة : الفرص الجميلة تمر علينا دون أن نستوقفها،
لأنها تندس داخل ملابس بالية اسمها العمل الشاق.
محمد مستجاب
من كتاب افكار صغيرة لحياة كبيرة
--