المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل



امـ حمد
20-01-2011, 12:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل

لا يخلو شخص من نقص ،ومن المستحيل يجد كل ما يريده أحدنا في الطرف الآخر كاملاً, كما أنه لا يكاد يمر وقت دون أن يشعر أحدنا بالضيق من تصرف عمله ,ولهذا على كل واحد منا تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع ، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل, تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل,والتغافل ,هو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور,فإِن من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات، والتقصير في اللوم والعتاب,وقال سفيان, ما زال التغافل من شيم الكرام,فأما التغافل عن ما لا يعني فهو العقل, وقد قال الحكماء, لا يكون المرء عاقلاً حتى يكون عما لا يعنيه غافلاً, قال النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف,لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله تعالى لا يشرك به شيئاّ وعند ذلك قال له ملك الجبال أنت كما سماك ربك رؤوف رحيم,دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له, ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها, فقال, خشيت أن أقطع عنه حاجته,فلقد كان في قدرة الأمير أن يأمره بإبعاد نصل سيفه عن قدمه، وليس هنالك من ملامة عليه، أو على الأقل أن يبعد الأمير قدمه عن نصل سيفه، ولكنه أدب التغافل حتى لا يقطع على الرجل حديثه، وبمثل هذه الأخلاق ساد أولئك الرجال,من كان يرجو أن يسودعشيرة, فعليه بالتقوى ولين الجانب,ويغض طرفا عن إساءة من أساء,ويحلم عند جهل الصاحب,قال أبو علي الدقاق, جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة ، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت ،فقال حاتم, ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك ، وقالت,إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم,هذا الأدب الذي وقع من حاتم الأصم هو من أدب السادة ، أما السوقة فلا يعرفون مثل هذا الآداب ، ولذلك تراهم لدنو همتهم يحصون الصغيرة ، ويجعلون من الحبة قبة ، ومن القبة مزاراً ، وهؤلاء وإن أظهروا في الإحصاء على الآخرين فنون متنوعة من ضروب الذكاء والخداع ،ومن المواقف الجلية في أدب التغافل,صلاح الدين الأيوبي,كان صبورًا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولايعلمه بذلك، ولا يتغير عليه, وأنه كان جالسًا وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعل, فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين فأخطأته، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه؛ ليتغافل عنها,وأما المشاكل العابرة ,فهي المشاكل التي يفتعلها أحد الزوجين بشكل استثنائي عابر , وهي ليست من صفاته الدائمة , وإنما كما يقال, لكل عالم هفوة , ولكل جواد كبوة,ومثالنا على ذلك كأن يستهزئ الزوج بزوجته وليس من عادته الاستهزاء , أو أن يتحدث عن بعض عيوبها أمام أهلها وليس من عادته فعل ذلك , وهذه التصرفات يكفي في علاجها الإشارة فقط , ولا ينبغي لأي من الزوجين أن يعاتب الأخر ويهجره من أجل هذه التصرفات وذلك باعتبار أنها عابرة وليست دائمة والأصل في المشاكل العابرة إتباع أسلوب التغافل معها,ومن فقه الحياة الزوجية التغاضي عن دقيق المحاسبة,ولكلٍ من الزوجين على الآخر حق ، وربما كانت الدقة في المراقبة والشدة في المحاسبة من بواعث الاضطراب وعدم الاستقرار ، وفي التغافل أحياناً ، والمرونة أحياناً, كفالة باستدامة السعادة ، وبقاء المعاشرة الجميلة ، كذلك ضمن الضوابط الشرعية والتوصيات الأخلاقية.

اشكرك يارب
20-01-2011, 12:26 AM
بارك الله فيك

امـ حمد
20-01-2011, 01:46 AM
بارك الله فيك




وبارك الله فيك

busheikha
21-01-2011, 02:38 AM
الله يجزاك الخير

موضوع مهم جدا
انشاء الله يكون عبرة وعظة