amroo
23-01-2011, 02:41 PM
تتجاوز أحياناً 120 ألفاً متخطية مثيلاتها في السعودية والكويت
أسعار صالات الأفراح إحدى منغصات تأسيس الحياة الزوجية
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=170933&issueNo=1052&secId=26
2011-01-24
الدوحة - العرب - عمر عبداللطيف
«على هالأسعار ما أفكر أتزوج، إلا إذا بترضى بعرس بحوش البيت مثل أعراس الأول، يزين أسعار قاعات السعودية والكويت».
هذا التعليق كتبه أبوغزلان، تعقيبا على موضوع يتعلق بأسعار صالات الأفراح في قطر، نشر مؤخرا في شبكة الأسهم القطرية
المواطن أبوغزلان الذي فضل عدم ذكر اسمه في حديثه لـ «العرب»، يرجع سبب المبالغة في الأسعار من قبل الصالات والفنادق إلى «الاحتكار»، متذكرا أحد الأعراس في صالة الدفنة منذ سنوات عديدة، حيث كان إيجار الصالة 15 ألف ريال فقط، بينما إيجارها اليوم 60 ألفا و «يمكن تلاقي ويمكن ما تلاقي».
أسعار خيالية لا تتناسب مع الواقع
«العرب» اتصلت مع بعض الفنادق الخمس نجوم وصالات الأفراح، للاستفسار عن أسعار هذه الصالات، فأوضح أحد المسؤولين عن صالات الأفراح أن أجرة الصالة في أحد الفنادق الخمس نجوم نحو 120 ألف ريال، وهي تتسع لحوالي 1500 شخص، أي يتوقف سعر «البوفيه» للشخص الواحد نحو 350 ريالا قطريا.
في حين تصل أجرة صالة أفراح تتسع لحوالي 500 شخص، وتقع في حي راق إلى 65 ألف ريال، وهذا السعر فقط إيجار الصالة ولا يشمل الطعام والمشروبات، ومن أراد الصالة مع «البوفيه» فعليه أن يدفع -ما عدا أجرتها- 350 ريالا عن كل شخص.
بينما بلغ إيجار صالة أخرى في أحد الفنادق نحو 36 ألف ريال، مع «بوفيه مفتوح» لنحو 200 شخص، إضافة إلى تقديم «سويت خاص بالعريسين» ولليلة واحدة، مع «كيك» الزفاف أيضا.
ويبلغ إيجار صالة أخرى تقع في فندق أربع نجوم، نحو 11 ألف ريال، لنحو مئة شخص فقط، بما يعادل 100 ريال «للبوفيه» عن كل شخص مع المياه والمشروبات، وهذا على أقل تقدير، فيمكن أن يصل السعر إلى نحو 200 ريال عن الشخص الواحد.
أسعار مبالغ فيها
وجاء في موقع منتدى الأسهم القطرية نبذة عن أسعار بعض هذه الصالات، سواء كانت القاعات في الفنادق أو النوادي أو القاعات المخصصة للأفراح فقط، حيث تصل تكلفة إيجار صالة أفراح في فندق خمس نجوم إلى نحو 75 ألف ريال، بما يعادل 250 ريالا سعر «البوفيه» للشخص الواحد، وهي تتسع لنحو 300 شخص.
في حين يبلغ سعر «البوفيه» للشخص الواحد في قاعة خمس نجوم تتسع لنحو 700 شخص، حوالي 300 ريال، وهذا السعر يشمل جناحا خاصا بالعروسين، ومواقف سيارات، و20 كرسيا مجانا، لكن لا يسمح بحجز الصالة إن كان عدد المدعوين أقل من 300 شخص.
وفي فندق آخر، يصل سعر «البوفيه» للشخص حوالي 185 إلى 280، وهذه القاعة تتسع لنحو 250 إلى 300 شخص، وهذا يشمل «البوفيه، جناحا خاصا بالعروسين، مشروبات، والكراسي والطاولات من دون تزيين، إضافة إلى خدمة المضيفات».
أسعار صالات الأفراح، موضوع جذب آلاف القراء، وعشرات التعليقات، التي أثارت حفيظة الشباب والأهالي أيضا، حيث يعلق أحد المواطنين على هذه الأسعار المنشورة على صفحات المنتدى بقوله: «الضحية هو المعرس»، مشيراً إلى أن عرس بأحد الفنادق تضمن 3 فئات للأسعار «كل فئة للبوفيه لها خدمة مختلفة من حيث التقديم وأنواع الأكل والخدمة الشخصية، وكلو عبارة عن شفط للفلوس».
إلا أن اعتبار صالة الأفراح على أنها جزء لا يتجزأ من تقاليد الزفاف في قطر، فهذا لا يعني أن تفرض على الناس أسعار خيالية، كما يوضح أحمد ناصر المرقب في حديثه لـ «العرب»، قائلا إن «الزفاف كله لا يستغرق سوى بضع ساعات وانتهى الموضوع».
ويؤكد المرقب أن هذه الأسعار «لا تناسب الواقع المعاش ومبالغ فيها، صالات الأفراح تضع أسعارها من دون أي رقابة من المعنيين، ولا تراعي شعور الآخرين»، خاصة أن الإنسان الذي يدخل الحياة الزوجية لديه التزامات عديدة، كما يعاني من مشاكل كثيرة.
ويعتقد المرقب أن على هذه الصالات مراعاة وضع الشخص القادم على الزواج ومساعدته في دخول مرحلة الاستقرار، قائلا إن عليها أن تخفض أجورها و «تراعي الأشخاص الذي يقدمون على حياة جديدة».
دول الجوار أرخص بكثير
البعض الآخر يرى أن أسعار صالات الأفراح في الدول المجاورة أرخص بكثير من قطر، خاصة في الكويت والسعودية، كما يعتقد أبوغزلان، الذي حضر عدة أعراس في الكويت، مقارنا بين أسعار الصالات في الكويت مع الأسعار هنا، ليجد أن الصالات في الكويت أكبر وأقل سعرا، فأرقى صالة يصل إيجارها إلى نحو 5 آلاف ريال قطري، «يرتبون الطاولات وكل شي»، أما في الدوحة فإيجار الصالة 60 ألف ريال وخالية من دون أي شيء، «أخي تزوج منذ شهرين ودفع 70 ألف إيجار الصالة فقط، شلون تبي الواحد يتزوج، أنا عن نفسي تزوجت من عربية، لماذا؟ لأن تكلفة الزواج من عربية لاتتعدى الـ10 آلاف ريال مع العرس والصالة وكل شيء»، منوها إلى أن أخاه دفع 350 ألف ريال و «فوق هذا الشيء، تكلم الناس أن عرس عادي، يعني لو دفع 500 ألف ريال، يمكن يقول الناس: العرس زين، هذا كله شكليات وليست من الدين في شيء».
منع العنوسة
أبوغزلان يرى أن هذه التكاليف، هي أحد أسباب انحراف الشباب، لأنه أقل مهر يقدم للفتاة هو 60 إلى 100 ألف ريال، غير الشروط الأخرى التي تفرضها عائلة الفتاة على العريس، مثل أن يؤمن لها شقة أو سكنا خاصا باسمها وغيره، «الشغلة صارت مادية أكثر منها دينية، فسابقا يقولون لنا تزوج بصاحبة الدين والأخلاق، الآن لا يهتمون سوى بالراتب والوظيفة».
ويتمنى أبوغزلان من الدولة أن تبني صالات خاصة بالأفراح في أماكن معينة، بحيث تكون أسعارها رمزية، وبالتالي تستفيد الدولة من الأجرة، ويقبل الشباب بشكل أكبر على الزواج، آملا أن تكون الأسعار رمزية كي لا تزيد نسبة العنوسة في الدوحة، «شباب كثير فوق الثلاثين يقولولك مانبي نتزوج».
وفيما إذا كانت استئجار العريس صالة للأفراح يعد جزءا من تقاليد العرس، يشير أبوغزلان إلى أن هذا ليس تقليدا، فالعرس سابقا كان يقام في الحوش، «اليوم صارت موضة قاعة للرجال وقاعة للحريم»، والنساء ابتدعن موضة أخرى وهي «فستان العروس لازم يكون كذا ومسكة الوردة التي لا يقل سعرها عن 5 آلاف ريال بس عشان تمسكها العروس».
تمنيات بخفض الأسعار
فهد حسين أحد الشباب المقبلين على الزواج، يتمنى أن تخفض الصالات أسعارها «المبالغ بها» لتصبح معقولة ومنطقية، وبالتالي ليتسنى لجميع الشباب الزواج، خاصة أنهم في بداية الطريق، «تونا شباب، تونا مشتغلين، إن شاء الله نعرس، ولكن محتار كيف أتدبر الفلوس».
ويصف حسين الأسعار بأنها مرتفعة جداً، ولا تتناسب مع الرواتب، «يجب أن يكون راتبك مرتفعا جدا حتى تستطيع استئجار مثل هذه الصالات، هذا فوق استطاعتنا»، قائلا إنها يوم العرس هو «ليلة العمر»، فلماذا تتقاضى الصالات هذه الأجور غير المعقولة والتي تصل إلى أكثر من 100 ألف، منوها بأن إيجار الصالات في السعودية أرخص بكثير من قطر.
ويؤكد حسين في حديثه لـ «العرب» أن أجرة صالات الأفراح المرتفعة تدفع الشباب إلى الاستلاف من البنك لتسديد فواتير الصالة سواء كانت في فندق أو صالة مخصصة للأفراح فقط.
بعض العائلات، التي لم تستطع أن تحجز صالة للأفراح في الدوحة، اضطرت إلى إقامة حفل الزواج في خيمة نصبت في البر، حسب حسين، الذي يقول إن الصالات دفعت تلك العائلات إلى إقامة الزواج في البر، بسبب أسعارها المرتفعة، «ليش تدفعون العائلات للبر، ممكن الرجال يساوون العرس بالبر، بس الحريم يجب أن يكون الحفل في صالات الأفراح».
التضخم والعادات والتقاليد وراء ارتفاع الأسعار
خبير يقترح منح صالات الأندية بأسعار رمزية للمواطنين
يوضح هاني مهنا المراقب العام لشركة المتحدة للعقارات والخدمات في حديثه لـ «العرب» أن أحد أسباب الارتفاع الجنوني لأسعار قاعات الأفراح في قطر، هو أنه قبل سنوات كانت أسعار صالات الأعراس في الفنادق الكبرى لا تتجاوز 30 ألف ريال، ومع ارتفاع معدلات التضخم طال الغلاء الفاحش جميع أنواع السلع والخدمات وارتفعت الإيجارات بشكل فاق جميع التوقعات.
وعليه قامت إدارات الفنادق في قطر بمضاعفة أسعار احتفالات الأعراس التي لا تتجاوز عدة ساعات في الليلة الواحدة، حسب مهنا، مشيراً إلى أن هذه الأسعار وصلت إلى 100 ألف ريال و120 ألفا و170 ألف ريال و200 ألف ريال، في حين أن أسعار صالات الأفراح كانت وما زالت مرشحة للزيادة، إذا لم يتم تنفيذ مشروع إنشاء موقع دائم لإقامة أفراح المواطنين.
ومن بين الأسباب التي تقف وراء ارتفاع تكاليف إقامة الأعراس أيضا، هو «حب الظهور والتفاخر بين الأسر والأقران، فضلا عن الرغبة في تقليد الآخرين دون التفكير المنطقي والموضوعي في الهدف الذي من أجله شرع الله -سبحانه وتعالى- الزواج»، مؤكداً أن تكاليف الزواج مرتفعة للغاية في قطر.
ويوضح مهنا أنه لا يوجد حل سحري سريع يمكن من خلاله تغيير عادات وثقافات المجتمع بين عشية وضحاها، خاصة أن بعض سلوكيات الاستهلاك تحتاج عادة إلى وقت حتى تتغير، حسب مهنا، الذي يشير إلى أن أصعب السلوكيات التي تحتاج إلى وقت لتعديلها هي «العادات والتقاليد العريقة التي تتوارثها الأجيال مثل عادات الأفراح وإقامة الولائم والإنفاق ببذخ على إعداد الولائم وغيرها من العادات».
ويؤكد مهنا أنه من الضروري إيجاد حل لمشكلة تضاعف أسعار تأجير صالات الأفراح ومساعدة المواطنين على إقامة أفراحهم بأسعار ميسرة، ضارباً المثل بتجارب دول أخرى يمكن الاستفادة منها في قطر، قائلاً إن هناك تجارب جميلة تم تطبيقها في بعض الدول المجاورة، حيث قامت الدولة بمنح الأندية الرياضية والجمعيات الخيرية أراضي مجانية، وأسهم رجال الأعمال في بناء تلك القاعات على أن يتم تأجيرها للمواطنين بأسعار رمزية ذات جدوى اقتصادية.
أسعار صالات الأفراح إحدى منغصات تأسيس الحياة الزوجية
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=170933&issueNo=1052&secId=26
2011-01-24
الدوحة - العرب - عمر عبداللطيف
«على هالأسعار ما أفكر أتزوج، إلا إذا بترضى بعرس بحوش البيت مثل أعراس الأول، يزين أسعار قاعات السعودية والكويت».
هذا التعليق كتبه أبوغزلان، تعقيبا على موضوع يتعلق بأسعار صالات الأفراح في قطر، نشر مؤخرا في شبكة الأسهم القطرية
المواطن أبوغزلان الذي فضل عدم ذكر اسمه في حديثه لـ «العرب»، يرجع سبب المبالغة في الأسعار من قبل الصالات والفنادق إلى «الاحتكار»، متذكرا أحد الأعراس في صالة الدفنة منذ سنوات عديدة، حيث كان إيجار الصالة 15 ألف ريال فقط، بينما إيجارها اليوم 60 ألفا و «يمكن تلاقي ويمكن ما تلاقي».
أسعار خيالية لا تتناسب مع الواقع
«العرب» اتصلت مع بعض الفنادق الخمس نجوم وصالات الأفراح، للاستفسار عن أسعار هذه الصالات، فأوضح أحد المسؤولين عن صالات الأفراح أن أجرة الصالة في أحد الفنادق الخمس نجوم نحو 120 ألف ريال، وهي تتسع لحوالي 1500 شخص، أي يتوقف سعر «البوفيه» للشخص الواحد نحو 350 ريالا قطريا.
في حين تصل أجرة صالة أفراح تتسع لحوالي 500 شخص، وتقع في حي راق إلى 65 ألف ريال، وهذا السعر فقط إيجار الصالة ولا يشمل الطعام والمشروبات، ومن أراد الصالة مع «البوفيه» فعليه أن يدفع -ما عدا أجرتها- 350 ريالا عن كل شخص.
بينما بلغ إيجار صالة أخرى في أحد الفنادق نحو 36 ألف ريال، مع «بوفيه مفتوح» لنحو 200 شخص، إضافة إلى تقديم «سويت خاص بالعريسين» ولليلة واحدة، مع «كيك» الزفاف أيضا.
ويبلغ إيجار صالة أخرى تقع في فندق أربع نجوم، نحو 11 ألف ريال، لنحو مئة شخص فقط، بما يعادل 100 ريال «للبوفيه» عن كل شخص مع المياه والمشروبات، وهذا على أقل تقدير، فيمكن أن يصل السعر إلى نحو 200 ريال عن الشخص الواحد.
أسعار مبالغ فيها
وجاء في موقع منتدى الأسهم القطرية نبذة عن أسعار بعض هذه الصالات، سواء كانت القاعات في الفنادق أو النوادي أو القاعات المخصصة للأفراح فقط، حيث تصل تكلفة إيجار صالة أفراح في فندق خمس نجوم إلى نحو 75 ألف ريال، بما يعادل 250 ريالا سعر «البوفيه» للشخص الواحد، وهي تتسع لنحو 300 شخص.
في حين يبلغ سعر «البوفيه» للشخص الواحد في قاعة خمس نجوم تتسع لنحو 700 شخص، حوالي 300 ريال، وهذا السعر يشمل جناحا خاصا بالعروسين، ومواقف سيارات، و20 كرسيا مجانا، لكن لا يسمح بحجز الصالة إن كان عدد المدعوين أقل من 300 شخص.
وفي فندق آخر، يصل سعر «البوفيه» للشخص حوالي 185 إلى 280، وهذه القاعة تتسع لنحو 250 إلى 300 شخص، وهذا يشمل «البوفيه، جناحا خاصا بالعروسين، مشروبات، والكراسي والطاولات من دون تزيين، إضافة إلى خدمة المضيفات».
أسعار صالات الأفراح، موضوع جذب آلاف القراء، وعشرات التعليقات، التي أثارت حفيظة الشباب والأهالي أيضا، حيث يعلق أحد المواطنين على هذه الأسعار المنشورة على صفحات المنتدى بقوله: «الضحية هو المعرس»، مشيراً إلى أن عرس بأحد الفنادق تضمن 3 فئات للأسعار «كل فئة للبوفيه لها خدمة مختلفة من حيث التقديم وأنواع الأكل والخدمة الشخصية، وكلو عبارة عن شفط للفلوس».
إلا أن اعتبار صالة الأفراح على أنها جزء لا يتجزأ من تقاليد الزفاف في قطر، فهذا لا يعني أن تفرض على الناس أسعار خيالية، كما يوضح أحمد ناصر المرقب في حديثه لـ «العرب»، قائلا إن «الزفاف كله لا يستغرق سوى بضع ساعات وانتهى الموضوع».
ويؤكد المرقب أن هذه الأسعار «لا تناسب الواقع المعاش ومبالغ فيها، صالات الأفراح تضع أسعارها من دون أي رقابة من المعنيين، ولا تراعي شعور الآخرين»، خاصة أن الإنسان الذي يدخل الحياة الزوجية لديه التزامات عديدة، كما يعاني من مشاكل كثيرة.
ويعتقد المرقب أن على هذه الصالات مراعاة وضع الشخص القادم على الزواج ومساعدته في دخول مرحلة الاستقرار، قائلا إن عليها أن تخفض أجورها و «تراعي الأشخاص الذي يقدمون على حياة جديدة».
دول الجوار أرخص بكثير
البعض الآخر يرى أن أسعار صالات الأفراح في الدول المجاورة أرخص بكثير من قطر، خاصة في الكويت والسعودية، كما يعتقد أبوغزلان، الذي حضر عدة أعراس في الكويت، مقارنا بين أسعار الصالات في الكويت مع الأسعار هنا، ليجد أن الصالات في الكويت أكبر وأقل سعرا، فأرقى صالة يصل إيجارها إلى نحو 5 آلاف ريال قطري، «يرتبون الطاولات وكل شي»، أما في الدوحة فإيجار الصالة 60 ألف ريال وخالية من دون أي شيء، «أخي تزوج منذ شهرين ودفع 70 ألف إيجار الصالة فقط، شلون تبي الواحد يتزوج، أنا عن نفسي تزوجت من عربية، لماذا؟ لأن تكلفة الزواج من عربية لاتتعدى الـ10 آلاف ريال مع العرس والصالة وكل شيء»، منوها إلى أن أخاه دفع 350 ألف ريال و «فوق هذا الشيء، تكلم الناس أن عرس عادي، يعني لو دفع 500 ألف ريال، يمكن يقول الناس: العرس زين، هذا كله شكليات وليست من الدين في شيء».
منع العنوسة
أبوغزلان يرى أن هذه التكاليف، هي أحد أسباب انحراف الشباب، لأنه أقل مهر يقدم للفتاة هو 60 إلى 100 ألف ريال، غير الشروط الأخرى التي تفرضها عائلة الفتاة على العريس، مثل أن يؤمن لها شقة أو سكنا خاصا باسمها وغيره، «الشغلة صارت مادية أكثر منها دينية، فسابقا يقولون لنا تزوج بصاحبة الدين والأخلاق، الآن لا يهتمون سوى بالراتب والوظيفة».
ويتمنى أبوغزلان من الدولة أن تبني صالات خاصة بالأفراح في أماكن معينة، بحيث تكون أسعارها رمزية، وبالتالي تستفيد الدولة من الأجرة، ويقبل الشباب بشكل أكبر على الزواج، آملا أن تكون الأسعار رمزية كي لا تزيد نسبة العنوسة في الدوحة، «شباب كثير فوق الثلاثين يقولولك مانبي نتزوج».
وفيما إذا كانت استئجار العريس صالة للأفراح يعد جزءا من تقاليد العرس، يشير أبوغزلان إلى أن هذا ليس تقليدا، فالعرس سابقا كان يقام في الحوش، «اليوم صارت موضة قاعة للرجال وقاعة للحريم»، والنساء ابتدعن موضة أخرى وهي «فستان العروس لازم يكون كذا ومسكة الوردة التي لا يقل سعرها عن 5 آلاف ريال بس عشان تمسكها العروس».
تمنيات بخفض الأسعار
فهد حسين أحد الشباب المقبلين على الزواج، يتمنى أن تخفض الصالات أسعارها «المبالغ بها» لتصبح معقولة ومنطقية، وبالتالي ليتسنى لجميع الشباب الزواج، خاصة أنهم في بداية الطريق، «تونا شباب، تونا مشتغلين، إن شاء الله نعرس، ولكن محتار كيف أتدبر الفلوس».
ويصف حسين الأسعار بأنها مرتفعة جداً، ولا تتناسب مع الرواتب، «يجب أن يكون راتبك مرتفعا جدا حتى تستطيع استئجار مثل هذه الصالات، هذا فوق استطاعتنا»، قائلا إنها يوم العرس هو «ليلة العمر»، فلماذا تتقاضى الصالات هذه الأجور غير المعقولة والتي تصل إلى أكثر من 100 ألف، منوها بأن إيجار الصالات في السعودية أرخص بكثير من قطر.
ويؤكد حسين في حديثه لـ «العرب» أن أجرة صالات الأفراح المرتفعة تدفع الشباب إلى الاستلاف من البنك لتسديد فواتير الصالة سواء كانت في فندق أو صالة مخصصة للأفراح فقط.
بعض العائلات، التي لم تستطع أن تحجز صالة للأفراح في الدوحة، اضطرت إلى إقامة حفل الزواج في خيمة نصبت في البر، حسب حسين، الذي يقول إن الصالات دفعت تلك العائلات إلى إقامة الزواج في البر، بسبب أسعارها المرتفعة، «ليش تدفعون العائلات للبر، ممكن الرجال يساوون العرس بالبر، بس الحريم يجب أن يكون الحفل في صالات الأفراح».
التضخم والعادات والتقاليد وراء ارتفاع الأسعار
خبير يقترح منح صالات الأندية بأسعار رمزية للمواطنين
يوضح هاني مهنا المراقب العام لشركة المتحدة للعقارات والخدمات في حديثه لـ «العرب» أن أحد أسباب الارتفاع الجنوني لأسعار قاعات الأفراح في قطر، هو أنه قبل سنوات كانت أسعار صالات الأعراس في الفنادق الكبرى لا تتجاوز 30 ألف ريال، ومع ارتفاع معدلات التضخم طال الغلاء الفاحش جميع أنواع السلع والخدمات وارتفعت الإيجارات بشكل فاق جميع التوقعات.
وعليه قامت إدارات الفنادق في قطر بمضاعفة أسعار احتفالات الأعراس التي لا تتجاوز عدة ساعات في الليلة الواحدة، حسب مهنا، مشيراً إلى أن هذه الأسعار وصلت إلى 100 ألف ريال و120 ألفا و170 ألف ريال و200 ألف ريال، في حين أن أسعار صالات الأفراح كانت وما زالت مرشحة للزيادة، إذا لم يتم تنفيذ مشروع إنشاء موقع دائم لإقامة أفراح المواطنين.
ومن بين الأسباب التي تقف وراء ارتفاع تكاليف إقامة الأعراس أيضا، هو «حب الظهور والتفاخر بين الأسر والأقران، فضلا عن الرغبة في تقليد الآخرين دون التفكير المنطقي والموضوعي في الهدف الذي من أجله شرع الله -سبحانه وتعالى- الزواج»، مؤكداً أن تكاليف الزواج مرتفعة للغاية في قطر.
ويوضح مهنا أنه لا يوجد حل سحري سريع يمكن من خلاله تغيير عادات وثقافات المجتمع بين عشية وضحاها، خاصة أن بعض سلوكيات الاستهلاك تحتاج عادة إلى وقت حتى تتغير، حسب مهنا، الذي يشير إلى أن أصعب السلوكيات التي تحتاج إلى وقت لتعديلها هي «العادات والتقاليد العريقة التي تتوارثها الأجيال مثل عادات الأفراح وإقامة الولائم والإنفاق ببذخ على إعداد الولائم وغيرها من العادات».
ويؤكد مهنا أنه من الضروري إيجاد حل لمشكلة تضاعف أسعار تأجير صالات الأفراح ومساعدة المواطنين على إقامة أفراحهم بأسعار ميسرة، ضارباً المثل بتجارب دول أخرى يمكن الاستفادة منها في قطر، قائلاً إن هناك تجارب جميلة تم تطبيقها في بعض الدول المجاورة، حيث قامت الدولة بمنح الأندية الرياضية والجمعيات الخيرية أراضي مجانية، وأسهم رجال الأعمال في بناء تلك القاعات على أن يتم تأجيرها للمواطنين بأسعار رمزية ذات جدوى اقتصادية.