ذيب الغداري
23-01-2011, 11:51 PM
رحيل أحد وجهاء قطر وأسرة المهاندة الكرام
علي بن حسن المهنـّدي غاب عن الوطن ولم تغب سيرته العطرة
على مدى أكثر من عشر سنوات ربطتني علاقة وثيقة بالوجيه علي بن حسن بن جمعة الحسن المهندي (1936 — 2011) عضو المجلس البلدي المركزي الذي غادر الدنيا قبل أيام، وهذه العلاقة كانت بمثابة علاقة الأب بابنه، فقد بدأت صلتي به لأول مرة حينما رشح الفقيد نفسه ليصبح أحد أعضاء المجلس البلدي عندما أجريت انتخاباته بنسختها الأولى حوالي عام 1998 م، وحينها رشح الوجيه علي بن حسن المهندي نفسه لخوض غمار هذه الانتخابات لأول مرة وباكتساح كبير وفارق في التصويت بكل إصرار وعزم بهدف تطوير بلده، وبلدته "الذخيرة" التي تربى فيها منذ نعومة أظفاره.
لقد عرف عنه — رحمه الله — عمله الدؤوب وإخلاصه وتفانيه أثناء تأديته عمله في المجلس البلدي الذي بذل فيه كل ما استطاع من أجل الارتقاء بالمجتمع القطري وجعله يتبوأ أعلى المراتب في شتى المجالات والقطاعات، ومنها بكل تأكيد مجال الخدمات بسبب اجتهاده وإخلاصه خلال الفترات الثلاث التي عمل بها في المجلس وتفانيه في تلك الفترة التاريخية المهمة من حياة أول بيت للديمقراطية في قطر.
— 1 —
الخصال الحميدة للفقيد الراحل:
عرف عن الوجيه علي بن حسن المهندي العديد من الخصال الطيبة والمحمودة التي قد لا تتوفر في الكثير من الشخصيات هذه الأيام.
فقد عرفته عن كثب من خلال صلتي المستمرة به، وعرفت فيه العديد من هذه الخصال والسمات من خلال:
أولا: مكانته المرموقة بين أفراد أسرة المهاندة لكونه أحد زعمائها ووجهائها الكرام، ولكونه ينحدر من أسرة قطرية عريقة سكنت الخور والذخيرة منذ مئات السنين.
ثانيا: جوده وكرمه، فعلي بن حسن من وجهاء قطر الذين عرفوا بسخائهم وكرمهم على مدى سنوات عمره، واشتهر مجلسه العامر بهذه الخاصية منذ عقود كما انه لم يقصر مع أحد حتى وفاته.
ثالثا: مساعدته للفقراء والضعفاء من أبناء أسرته وأهل قطر طوال حياته، فلم يبخل قط في مد يد العون لكل سائل أو محتاج وهذا كان ديدنه.
رابعا: كما عرف عنه مساعدته لأبناء أسرة المهاندة في تقديم مساعدة الزواج لكل شخص يقدم على زواجه وبخاصة من (آل حسن) من المهاندة.
خامسا: التفاف أبناء أسرته حوله في السراء والضراء.
سادسا: علاقاته الشخصية التي قربته مع كل من هو قريب أو بعيد، سواء من سكان الذخيرة والخور، أو من سكان القرى والمدن القطرية الأخرى، وبخاصة وجهاء وزعماء الأسر القطرية جميعا دون استثناء.
سابعا: حبه لصلة الرحم، فلا يمر عزاء أو مناسبة اجتماعية إلا وتجده أول الحضور والملبين لنداء الواجب رغم بعض المتاعب الصحية التي كان يواجهها في أواخر سنوات حياته.
ثامنا: حبه للأعمال الخيرية بشكل عام. فقد عرف عنه إنفاقه المال في سبيل الله من باب عمل الخير سواء داخل أو خارج قطر وهذه من سمات الفقيد الراحل.. وغير ذلك من السمات والخصال، والجوانب المشرقة في حياته، رحمه الله.
— 2 —
أعماله البارزة وسيرته العملية:
من هنا نجد ان الفقيد علي بن حسن المهندي لم يكن شخصا عاديا بل كان شخصا يعشق الإنسانية ويحب الخير ويسعى للم الشمل والتعاون ومد يد المساعدة للجميع ويعطف على الصغير والكبير.
كما كان مجلسه العامر يرتاده كل أبناء أسرته وأصدقائه من المهاندة ومن الأسر القطرية الأخرى، فكان مجلسه مفتوحا طوال أيام الأسبوع وبخاصة في الفترة المسائية، كما كانت له جلسة خاصة صباح الجمعة والسبت يرتادها الجميع من داخل أو خارج بلدة الذخيرة وهذا بسبب حب الناس له ولأخلاقه الرفيعة التي عرف بها أثناء حياته.
وبعد وفاته حضر إلى مجلس الفقيد الآلاف من القطريين والمقيمين الذين قدموا العزاء لأبنائه ولأسرة المهاندة، اعترافا بقدر هذا الرجل الذي يحظى بمكانة عالية في النفوس قد لا يحظى بها هذه الأيام الا القليل، فقد كانت للفقيد علاقات شخصية مميزة مع الجميع دون استثناء.
المعزون في وفاة الفقيد علي بن حسن المهندي أظهروا حزنهم على الوجيه الراحل ومدى تأثرهم بفراقه لما كان له من مكانة وقدر كبير بين سكان قطر سواء من المواطنين او المقيمين وبأعداد لا حصر لها.
— 3 —
المجلس البلدي ورد الجميل للفقيد:
كان الفقيد يحظى باهتمام وسائل الإعلام أيضا من خلال اهتمامه ورعايته للمجلس البلدي حتى وفاته، فقد كان يتمتع بشخصية فريدة من نوعها من أجل هذا الوطن، وقيادته، وشعبه، وهذه السمة جعلت الوالد علي بن حسن محبوبا بين جميع طبقات المجتمع القطري دون استثناء.
وبالأمس ومع بداية اجتماع المجلس البلدي المركزي قرر أعضاء المجلس بالإجماع ترك مقعد (دائرة الذخيرة) شاغرا لحين انعقاد انتخابات المجلس القادمة، وذلك بعد وفاة العضو والوجيه علي بن حسن المهندي أكبر الأعضاء سنا ومقاما.. وفي بداية اجتماع المجلس قال رئيس المجلس السيد ناصر الكعبي:
أعزي نفسي وجميع أعضاء المجلس البلدي في وفاة والد البلدي السيد علي بن حسن المهندي الذي ترأس البلدي في بداية جميع دورات المجلس وقد كان للفقيد بصمة هامة في تاريخ العمل البلدي بالدولة كما أسهم في خدمة وتطوير دائرة الذخيرة بكل إخلاص وتفان.
وقالت عنه السيدة شيخة الجفيري:
الراحل ترك بصمات هامة في المجلس البلدي وكان أبا روحيا للبلدي على مدار دوراته الثلاث.
وبعد..
نتمنى من المجلس البلدي أن يقوم بتكريم هذه الشخصية المخلصة للوطن التي أسهمت في تأسيس وبناء المجلس البلدي خلال أكثر من عشر سنوات مضت.. وأن يكون هذا التكريم يليق باسمه وبما قدمه من خدمات جليلة للوطن من ناحية، وللمواطن والمقيم من ناحية أخرى.
كما نتمنى من الجهات المسئولة في الدولة القيام بتوثيق سيرة الوجهاء والشخصيات الأكثر تأثيرا داخل المجتمع، وأن تبادر إلى توثيق السير الذاتية لهم وإعدادها بالشكل المطلوب والعمل على إصدارها على شكل دراسات علمية موثقة، تحفظ لقطر تاريخها وأسماء رجالها الذين أعطوا لها الكثير وأبدعوا من أجلها في كل جوانب الحياة.
* كلمة أخيرة :
رحم الله علي بن حسن المهندي الذي أعطى الكثير، وسيبقى اسمه خالدا في ذاكرة الأوفياء لهذا الوطن، الذي لن ينساه ولن ينسى أمثاله ممن أعطوا للوطن كل ما امتلكوه من جهد لا ينضب لأجل تربة قطر دون كلل أو ملل... فإلى جنان الخلد يا "علي".. أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
بقلم الدكتور/
ربيعة بن صباح الكواري
رئيس مجلس هيئة التدريس بجامعة قطر
r.s.alkuwari@hotmail.com
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=224715
علي بن حسن المهنـّدي غاب عن الوطن ولم تغب سيرته العطرة
على مدى أكثر من عشر سنوات ربطتني علاقة وثيقة بالوجيه علي بن حسن بن جمعة الحسن المهندي (1936 — 2011) عضو المجلس البلدي المركزي الذي غادر الدنيا قبل أيام، وهذه العلاقة كانت بمثابة علاقة الأب بابنه، فقد بدأت صلتي به لأول مرة حينما رشح الفقيد نفسه ليصبح أحد أعضاء المجلس البلدي عندما أجريت انتخاباته بنسختها الأولى حوالي عام 1998 م، وحينها رشح الوجيه علي بن حسن المهندي نفسه لخوض غمار هذه الانتخابات لأول مرة وباكتساح كبير وفارق في التصويت بكل إصرار وعزم بهدف تطوير بلده، وبلدته "الذخيرة" التي تربى فيها منذ نعومة أظفاره.
لقد عرف عنه — رحمه الله — عمله الدؤوب وإخلاصه وتفانيه أثناء تأديته عمله في المجلس البلدي الذي بذل فيه كل ما استطاع من أجل الارتقاء بالمجتمع القطري وجعله يتبوأ أعلى المراتب في شتى المجالات والقطاعات، ومنها بكل تأكيد مجال الخدمات بسبب اجتهاده وإخلاصه خلال الفترات الثلاث التي عمل بها في المجلس وتفانيه في تلك الفترة التاريخية المهمة من حياة أول بيت للديمقراطية في قطر.
— 1 —
الخصال الحميدة للفقيد الراحل:
عرف عن الوجيه علي بن حسن المهندي العديد من الخصال الطيبة والمحمودة التي قد لا تتوفر في الكثير من الشخصيات هذه الأيام.
فقد عرفته عن كثب من خلال صلتي المستمرة به، وعرفت فيه العديد من هذه الخصال والسمات من خلال:
أولا: مكانته المرموقة بين أفراد أسرة المهاندة لكونه أحد زعمائها ووجهائها الكرام، ولكونه ينحدر من أسرة قطرية عريقة سكنت الخور والذخيرة منذ مئات السنين.
ثانيا: جوده وكرمه، فعلي بن حسن من وجهاء قطر الذين عرفوا بسخائهم وكرمهم على مدى سنوات عمره، واشتهر مجلسه العامر بهذه الخاصية منذ عقود كما انه لم يقصر مع أحد حتى وفاته.
ثالثا: مساعدته للفقراء والضعفاء من أبناء أسرته وأهل قطر طوال حياته، فلم يبخل قط في مد يد العون لكل سائل أو محتاج وهذا كان ديدنه.
رابعا: كما عرف عنه مساعدته لأبناء أسرة المهاندة في تقديم مساعدة الزواج لكل شخص يقدم على زواجه وبخاصة من (آل حسن) من المهاندة.
خامسا: التفاف أبناء أسرته حوله في السراء والضراء.
سادسا: علاقاته الشخصية التي قربته مع كل من هو قريب أو بعيد، سواء من سكان الذخيرة والخور، أو من سكان القرى والمدن القطرية الأخرى، وبخاصة وجهاء وزعماء الأسر القطرية جميعا دون استثناء.
سابعا: حبه لصلة الرحم، فلا يمر عزاء أو مناسبة اجتماعية إلا وتجده أول الحضور والملبين لنداء الواجب رغم بعض المتاعب الصحية التي كان يواجهها في أواخر سنوات حياته.
ثامنا: حبه للأعمال الخيرية بشكل عام. فقد عرف عنه إنفاقه المال في سبيل الله من باب عمل الخير سواء داخل أو خارج قطر وهذه من سمات الفقيد الراحل.. وغير ذلك من السمات والخصال، والجوانب المشرقة في حياته، رحمه الله.
— 2 —
أعماله البارزة وسيرته العملية:
من هنا نجد ان الفقيد علي بن حسن المهندي لم يكن شخصا عاديا بل كان شخصا يعشق الإنسانية ويحب الخير ويسعى للم الشمل والتعاون ومد يد المساعدة للجميع ويعطف على الصغير والكبير.
كما كان مجلسه العامر يرتاده كل أبناء أسرته وأصدقائه من المهاندة ومن الأسر القطرية الأخرى، فكان مجلسه مفتوحا طوال أيام الأسبوع وبخاصة في الفترة المسائية، كما كانت له جلسة خاصة صباح الجمعة والسبت يرتادها الجميع من داخل أو خارج بلدة الذخيرة وهذا بسبب حب الناس له ولأخلاقه الرفيعة التي عرف بها أثناء حياته.
وبعد وفاته حضر إلى مجلس الفقيد الآلاف من القطريين والمقيمين الذين قدموا العزاء لأبنائه ولأسرة المهاندة، اعترافا بقدر هذا الرجل الذي يحظى بمكانة عالية في النفوس قد لا يحظى بها هذه الأيام الا القليل، فقد كانت للفقيد علاقات شخصية مميزة مع الجميع دون استثناء.
المعزون في وفاة الفقيد علي بن حسن المهندي أظهروا حزنهم على الوجيه الراحل ومدى تأثرهم بفراقه لما كان له من مكانة وقدر كبير بين سكان قطر سواء من المواطنين او المقيمين وبأعداد لا حصر لها.
— 3 —
المجلس البلدي ورد الجميل للفقيد:
كان الفقيد يحظى باهتمام وسائل الإعلام أيضا من خلال اهتمامه ورعايته للمجلس البلدي حتى وفاته، فقد كان يتمتع بشخصية فريدة من نوعها من أجل هذا الوطن، وقيادته، وشعبه، وهذه السمة جعلت الوالد علي بن حسن محبوبا بين جميع طبقات المجتمع القطري دون استثناء.
وبالأمس ومع بداية اجتماع المجلس البلدي المركزي قرر أعضاء المجلس بالإجماع ترك مقعد (دائرة الذخيرة) شاغرا لحين انعقاد انتخابات المجلس القادمة، وذلك بعد وفاة العضو والوجيه علي بن حسن المهندي أكبر الأعضاء سنا ومقاما.. وفي بداية اجتماع المجلس قال رئيس المجلس السيد ناصر الكعبي:
أعزي نفسي وجميع أعضاء المجلس البلدي في وفاة والد البلدي السيد علي بن حسن المهندي الذي ترأس البلدي في بداية جميع دورات المجلس وقد كان للفقيد بصمة هامة في تاريخ العمل البلدي بالدولة كما أسهم في خدمة وتطوير دائرة الذخيرة بكل إخلاص وتفان.
وقالت عنه السيدة شيخة الجفيري:
الراحل ترك بصمات هامة في المجلس البلدي وكان أبا روحيا للبلدي على مدار دوراته الثلاث.
وبعد..
نتمنى من المجلس البلدي أن يقوم بتكريم هذه الشخصية المخلصة للوطن التي أسهمت في تأسيس وبناء المجلس البلدي خلال أكثر من عشر سنوات مضت.. وأن يكون هذا التكريم يليق باسمه وبما قدمه من خدمات جليلة للوطن من ناحية، وللمواطن والمقيم من ناحية أخرى.
كما نتمنى من الجهات المسئولة في الدولة القيام بتوثيق سيرة الوجهاء والشخصيات الأكثر تأثيرا داخل المجتمع، وأن تبادر إلى توثيق السير الذاتية لهم وإعدادها بالشكل المطلوب والعمل على إصدارها على شكل دراسات علمية موثقة، تحفظ لقطر تاريخها وأسماء رجالها الذين أعطوا لها الكثير وأبدعوا من أجلها في كل جوانب الحياة.
* كلمة أخيرة :
رحم الله علي بن حسن المهندي الذي أعطى الكثير، وسيبقى اسمه خالدا في ذاكرة الأوفياء لهذا الوطن، الذي لن ينساه ولن ينسى أمثاله ممن أعطوا للوطن كل ما امتلكوه من جهد لا ينضب لأجل تربة قطر دون كلل أو ملل... فإلى جنان الخلد يا "علي".. أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
بقلم الدكتور/
ربيعة بن صباح الكواري
رئيس مجلس هيئة التدريس بجامعة قطر
r.s.alkuwari@hotmail.com
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=224715