المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكير ردائي والعزة إزاري



امـ حمد
27-01-2011, 01:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكبر معصية إبليس وهي أول معصية عصي بها الله,صفة الكبرياء لا تليق إلا بالله عز وجل, المتكبرون في النار يوم القيامة, معرفة الإنسان حقيقته تبعده عن الكبر, من مظاهر الكبر , رفض النصيحة , الزهو, إحتقار الناس,وأن الكبر ممقوت، وهو من شر الصفات، ومن أخطر الأمراض الاجتماعية ، المتصف بالكبرياء منازع لله وعدو للإنسانية؛ وهو مقتد بإبليس, قاتله الله, الذي أخرج أبانا وأمنا من الجنة , تكبر إبليس عن إمتثال أمر الله ولم يسجد لآدم وقال, أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فأبعده الله وطرده من رحمته، فمن تكبر على الناس هان عليهم ، وسقط من أعينهم ، وذل بينهم، ومن تكبر بعلمه ركة علمه، ومن تكبر بمنصبه دل على خفة عقله فالله يقول( وتلك الأيام نداولها بين الناس )ومن تكبر بنسبه وحسبه يرد القرآن عليه في قوله تعالى( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)إن صفة الكبرياء هي صفة مذمومة للبشر، ولكنها صفة تعظيم لله نثبتها له سبحانه وتعالى إثباتا يليق بجلاله، فمن أسمائه الجبار والمتكبر, قال تعالى( الكبر ردائي والعزة إزاري فمن نازعني واحداّ منهما ألقيته في النار )عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إحتجت النار والجنة فقالت هذه, يدخلني الجبارون ,والمتكبرون، وقالت هذه, يدخلني الضعفاء والمساكين، فقال الله عز وجل لهذه, أنت عذابي أعذب بك من أشاء. وقال لهذه, أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها )( إن التكبر من صفات أهل النار فالنبي صلى الله عليه وسلم, يقول(ألا أخبركم بأهل النار, كل عتل جواظ مستكبر)فالعتل, هو الغليظ الجافي ، والجواظ, هو الضخم المختال في مشيته,إن الإنسان لو أدرك حقيقة أمره ما تكبر وما ترفع ، إن أصله من ماء مهين، وقلبه إستخلص من تراب وطين يخرج من موضع البول مرتين, مرة من أبيه، وأخرى من أمه، ويحمل بين جنبيه الأوساخ والعذرة، ثم إذا مات أصبح جيفة نتنة، فعلام يتكبر من كان هذا أمره, وعلام يتكبر من لا يملك شيئاّ من حوله ملكاّ حقيقيا بل لا يملك نفسه التي بين جنبيه,
إن ملكنا للأشياء إنما هو ملك مجازي، والمالك الحقيقي لكل شيء هو الله جل وعلا,إن من درجات الكبرياء, أن يترفع الرجل عن إمتثال أمر من هو أفضل منه والنزول على نصحه وعاقبة ذلك وخيمة، فلقد أكل رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ,بشماله فقال النبي صلى الله عليه وسلم( كل بيمينك، قال ,لا أستطيع، فقال النبي, لا استطعت. (ما منعه إلا الكبر) قال, فما رفعها إلى فيه ) ( أي إلى فمه ) نعم لقد شلت يمينه نتيجة إستكباره واستعلائه على خير البرية صلى الله عليه وسلم,ومن مظاهر التكبر إسبال الإزار وجره ، وتطويل الثوب إلى ما تحت الكعبين فالحبيب صلى الله عليه وسلم يقول( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً) وقد يمشي الرجل في ثياب جميلة مرجلاّ شعره ، مختالاّ في مشيته غير عالم أن إعجابه هذا بنفسه من علامات التكبر, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( بينما رجل يتبختر يمشي في برديه قد ٍأعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة )ويتجلجل, ينزل,ويقول صلى الله عليه وسلم(لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم )فانظروا ,إلى عاقبة الغرور والتكبر وإلى خطورة مخالفة أمر الله الذي يقول فيه( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) وقد يظن البعض لأول وهلة أن ما أسلفنا من أحاديث فيه تحريم التزين والتمتع بطيب اللباس، وليس الأمر كذلك،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, قال رجل, إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ، قال, إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس )ومعنى بطر الحق ,رده على قائله وعدم الاعتراف به, وغمط الناس ,احتقارهم، فكل واشرب، ولكن دون سرف ولا مخيلة,وقد نرى ربة البيت عندما تخرج لمناسبة أو لزيارة ما ترافقها اثنتان أو ثلاث من الخادمات كبراّ، فواحدة تفتح لها الباب، وأخرى تحمل لها حقيبتها اليدوية وتحفظ لها عباءتها إن كان لها عباءة، وثالثة تلاعب أطفالها الذين بصحبتها, وقد يمر بك في الشارع من لا يلقي عليك سلاماّ ، أو من تلقي عليه السلام فلا يرد عليك أو ترى من تعرفه وتقبل عليه، فيعرض عنك أو لا ينظر في وجهك تكبراً أو غرور,ولربما تظاهر بأنه يتكلم بالهاتف متشدقاّ بضحكات عالية مستهتراّ بمصالح الناس؛ مسكين من هذا فعله أغضب ربه بكبريائه وخان أمانة أنيطت بعنقه، وجعل لنفسه أعداء يترصدون له قضاء حاجاته ، ولا سيما بعد خروجه من وظيفته، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, هذا النبي المختار خير من مشى على الأرض يقول( ما بعث الله نبيا إلا ورعى الغنم, فقال أصحابه, وأنت , فقال, نعم .كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة )فما أعظم تواضعك يا رسول الله بأبي أنت وأمي، وإننا ممتثلون أمر الله,


اللهم جنبنا سبل الجبارين وأبعدنا عن التكبر، ونسألك ألا نزهو إلا بالحق على أهل الباطل، ونسألك ألا تجعل لمتكبر مختال علينا سبيلا0