امـ حمد
02-02-2011, 01:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعمل ما شئت كما تدين تدان
فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكف عن إلقاء اللوم على غيره ، ويتساءل دائماً في حيرة وقلق, لماذا لا يوفقني الله لطاعته,ويجعلني من أهل معصيته ,ويبتليني بالأمراض والضعف في بدني, ويكدر عليّ معيشتي, ولا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور, ويبتليني بالهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر, ويوقعني في المصائب والفشل والبلايا,ويبتليني بالغضب وضعف البصيرة,ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ، فسبب تلك الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه, قال تعالى (ماأصابك من حسنة فمن الله وماأصابك من سيئة فمن نفسك)وقال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها,هكذا أنت أيها الإنسان ,أنت الظالم الجاهل ,الجحود لنعم الله تعالى, إلا من رحم الله عز وجل من عباده, الصالحين(وقليل من عبادي الشكور)كيف تشتكي وأنت القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك, وتتظلم وأنت الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك, ومع ذلك تستغيث,فليس منك أضر منك على نفسك ,أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محل جناية ومصدر البلاء, لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح, فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم, ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك,قال تعالى(ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)فيا عبد الله,إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك,وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك,وإذا عشت في ضيق وهم وغم وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك, فانظر في نفسك ,ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك,قال تعالى (فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراّ يرهُ, ومن يعمل مِثقال ذرةٍ شراّ يرهُ )فيا من تشكو وتتظلم وتتبرم ,أين أنت من القيام بواجب العبودية لله عز وجل,أين أنت من الصلاة,والزكاة,والصيام ,والحج,والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,أين أنت من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران,ومصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم,وترك صحبة الأشرار,والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء,أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك,وشكرك للنعم,
وحفظك للرأس وما وعى ,وللبطن وما حوى,وذكرك للموت والبلى,فالعين مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض للعهر والفجور ، وتدعو إلى الفساد والرذيلة,هذا بعض ما جنته يداك ,وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعر (لقد كنت فِي غفلة من هذا فكشفنا عَنك غِطاءك فبصرك اليوم حدِيد)أما في الدنيا, فأنت من أعظم الناس غروراً، وتأمل السعادة والراحة ، وتطمع في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ،
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها 000 إن السفينة لا تجري على اليبسِ,احفظ الله يحفظك,هكذا قال صلى الله عليه وسلم( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك )يعني احفظ حدود الله وحقوقه ، وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك,هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب، فلا يتجاوز ولا يتعدى ما أمر به إلى ما نهي عنه ،قال تعالى(والحافظُون لِحدودِ الله )هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر,وأن الجزاء من جنس العمل فالحذر الحذر من المعاصي والتهاون بها,قيل أن شاباّ استأذن أبوه ليسافر ويكمل دراسته فرفض الأب بداية الأمر لخوفه على ولده من الوقوع في المعاصي,وبعد إلحاح من الإبن وافق الأب ولكنه حذر ابنه من المعاصي والفتن وخاصة النساء وسافر الإبن وفي يوم من الأيام
نظر الأب من النافذة فوجد منظرا منكرا وجد السقا الذي يأتي لهم بالماء في ساحة البيت يقبل ابنته فتذكر ابنه الذي سافر
فلما عاد الابن سأله أبوه, يا بني هل فعلت شيئا لا يرضي الله, فاعترف الولد لوالده بأنه قبل امرأة فقال الأب, بابني
(دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا ) فنسأل الله أن يسلمنا والمسلمين من الشرور والمعاصي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعمل ما شئت كما تدين تدان
فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكف عن إلقاء اللوم على غيره ، ويتساءل دائماً في حيرة وقلق, لماذا لا يوفقني الله لطاعته,ويجعلني من أهل معصيته ,ويبتليني بالأمراض والضعف في بدني, ويكدر عليّ معيشتي, ولا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور, ويبتليني بالهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر, ويوقعني في المصائب والفشل والبلايا,ويبتليني بالغضب وضعف البصيرة,ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ، فسبب تلك الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه, قال تعالى (ماأصابك من حسنة فمن الله وماأصابك من سيئة فمن نفسك)وقال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها,هكذا أنت أيها الإنسان ,أنت الظالم الجاهل ,الجحود لنعم الله تعالى, إلا من رحم الله عز وجل من عباده, الصالحين(وقليل من عبادي الشكور)كيف تشتكي وأنت القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك, وتتظلم وأنت الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك, ومع ذلك تستغيث,فليس منك أضر منك على نفسك ,أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محل جناية ومصدر البلاء, لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح, فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم, ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك,قال تعالى(ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)فيا عبد الله,إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك,وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك,وإذا عشت في ضيق وهم وغم وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك, فانظر في نفسك ,ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك,قال تعالى (فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراّ يرهُ, ومن يعمل مِثقال ذرةٍ شراّ يرهُ )فيا من تشكو وتتظلم وتتبرم ,أين أنت من القيام بواجب العبودية لله عز وجل,أين أنت من الصلاة,والزكاة,والصيام ,والحج,والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,أين أنت من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران,ومصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم,وترك صحبة الأشرار,والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء,أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك,وشكرك للنعم,
وحفظك للرأس وما وعى ,وللبطن وما حوى,وذكرك للموت والبلى,فالعين مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض للعهر والفجور ، وتدعو إلى الفساد والرذيلة,هذا بعض ما جنته يداك ,وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعر (لقد كنت فِي غفلة من هذا فكشفنا عَنك غِطاءك فبصرك اليوم حدِيد)أما في الدنيا, فأنت من أعظم الناس غروراً، وتأمل السعادة والراحة ، وتطمع في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ،
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها 000 إن السفينة لا تجري على اليبسِ,احفظ الله يحفظك,هكذا قال صلى الله عليه وسلم( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك )يعني احفظ حدود الله وحقوقه ، وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك,هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب، فلا يتجاوز ولا يتعدى ما أمر به إلى ما نهي عنه ،قال تعالى(والحافظُون لِحدودِ الله )هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر,وأن الجزاء من جنس العمل فالحذر الحذر من المعاصي والتهاون بها,قيل أن شاباّ استأذن أبوه ليسافر ويكمل دراسته فرفض الأب بداية الأمر لخوفه على ولده من الوقوع في المعاصي,وبعد إلحاح من الإبن وافق الأب ولكنه حذر ابنه من المعاصي والفتن وخاصة النساء وسافر الإبن وفي يوم من الأيام
نظر الأب من النافذة فوجد منظرا منكرا وجد السقا الذي يأتي لهم بالماء في ساحة البيت يقبل ابنته فتذكر ابنه الذي سافر
فلما عاد الابن سأله أبوه, يا بني هل فعلت شيئا لا يرضي الله, فاعترف الولد لوالده بأنه قبل امرأة فقال الأب, بابني
(دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا ) فنسأل الله أن يسلمنا والمسلمين من الشرور والمعاصي .