امـ حمد
03-02-2011, 12:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلتمس لأخيك أعذاراّ أو إحمل به أوزاراّ
عمت البلوى فى عصرنا الحالى سوء الظن ,وعدم التماس العذر للأخرين,وقد تفشت بين المسلمين بعضهم البعض,فنراها بين الزوج وزوجته ,وبين الاخ واخيه,وبين الصديق وصديقه ,ولقد قال الله تعالى (يا أيها الذين اّمنوا إجتنبوا كثيراّ من الظن إن بعض الظن إثم)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)ولذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله ، من أجل ذلك أثنى على نفسه,جمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها ، وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان ، والله سبحانه, مع شدة غيرته,يحب أن يعتذر إليه عبده ، ويقبل عذر من اعتذر إليه،وهذا غاية المجد والإحسان ، ونهاية الكمال,فإن كثيرا ممن تشتد غيرته من المخلوقين,تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع,والعقوبة من غيرإعذار منه ،ومن غير قبول لعذر,ولما جمع سبحانه صفات الكمال كلها كان أحق بالمدح من كل أحد ،ولا يبلغ أحد أن يمدحه كما ينبغي له ، بل هو كما مدح نفسه وأثنى على نفسه ، فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته ،ومن وافق الله في صفة من صفاته,أدخلته على ربه، وأدنته منه ،وقربته من رحمته ،فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء ،كريم يحب الكرماء ،عليم يحب العلماء ، قوي يحب المؤمن القوي ، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف ، حتى يحب أهل الحياء ، جميل يحب أهل الجمال ،ولو لم يكن في الذنوب والمعاصي ,إلا أنها توجب لصاحبها ضد هذه الصفات وتمنعه من الإتصاف بها لكفى بهاعقوبة ، فإن الخطرة تنقلب وسوسة ، والوسوسة تصير إرادة ، والإرادة تقوى فتصير عزيمة ، ثم تصير فعلاّ، ثم تصير صفة لازمة وهيئة ثابتة راسخة ،وحينئذ يتعذر الخروج منهما كما يتعذر الخروج من صفاته القائمة به,عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال,لا يحل لامرئ مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءاً وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجاً,وعن أبو قلابة( إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر, فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك,لعل لأخي عذراً لا أعلمه)وقال سعيد بن المسيب( ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلاّ وفيه عيب، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنَّه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله,إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة ، وإن شئت عفوت عنه والعفو أقرب للتقوى وأبلغ في الكرم، لقول الله تعالى (وجزاء سيئة سيئةّ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فتفكر فيما سبق له لديك من الإحسان ,فعدها ثم أدر له إحساناً بهذه السيئة،لاتبخس باقي إحسانه بهذه السيئة ، فإن ذلك الظلم بعينه,فشد يديك به ، فإن اتحاذ الصديق صعب ومفارقته سهل,فعلى المسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم وأن يلتمس له الأعذار وألا يتسرع بالحكم عليه او الخوض فى عرضه بالباطل وان تأكد ظن المسلم فى أخيه فلا يقابله الا بمعروف ولا يقابل السيئة بالسيئة بل يكون الدفع بالتى هى أحسن هو شيمة كل مسلم ملتزم بأخلاق دينه, ومما يذكر عن الحسن البصري, أن رجلًا ذكره في مجلس بسوء فعلم الحسن وأرسل له بطبق فيه تمر هدية منه مقابل تلك الإساءة, فلما سئل الحسن لِمَ فعلت ذلك , فقال, لقد أخذ من سيئاتي, وأعطاني من حسناته فأردت أن أجازيه فأرسلت له التمر,هذه هى أخلاق المسلم والتى يجب ألا يحيد عنها وان جاءك أخوك الذى اساء بك الظن او تكلم فيك بلا حق معتذرا عليك قبول اعتذاره والتماس العذر له فيما فعل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلتمس لأخيك أعذاراّ أو إحمل به أوزاراّ
عمت البلوى فى عصرنا الحالى سوء الظن ,وعدم التماس العذر للأخرين,وقد تفشت بين المسلمين بعضهم البعض,فنراها بين الزوج وزوجته ,وبين الاخ واخيه,وبين الصديق وصديقه ,ولقد قال الله تعالى (يا أيها الذين اّمنوا إجتنبوا كثيراّ من الظن إن بعض الظن إثم)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)ولذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله ، من أجل ذلك أثنى على نفسه,جمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها ، وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان ، والله سبحانه, مع شدة غيرته,يحب أن يعتذر إليه عبده ، ويقبل عذر من اعتذر إليه،وهذا غاية المجد والإحسان ، ونهاية الكمال,فإن كثيرا ممن تشتد غيرته من المخلوقين,تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع,والعقوبة من غيرإعذار منه ،ومن غير قبول لعذر,ولما جمع سبحانه صفات الكمال كلها كان أحق بالمدح من كل أحد ،ولا يبلغ أحد أن يمدحه كما ينبغي له ، بل هو كما مدح نفسه وأثنى على نفسه ، فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته ،ومن وافق الله في صفة من صفاته,أدخلته على ربه، وأدنته منه ،وقربته من رحمته ،فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء ،كريم يحب الكرماء ،عليم يحب العلماء ، قوي يحب المؤمن القوي ، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف ، حتى يحب أهل الحياء ، جميل يحب أهل الجمال ،ولو لم يكن في الذنوب والمعاصي ,إلا أنها توجب لصاحبها ضد هذه الصفات وتمنعه من الإتصاف بها لكفى بهاعقوبة ، فإن الخطرة تنقلب وسوسة ، والوسوسة تصير إرادة ، والإرادة تقوى فتصير عزيمة ، ثم تصير فعلاّ، ثم تصير صفة لازمة وهيئة ثابتة راسخة ،وحينئذ يتعذر الخروج منهما كما يتعذر الخروج من صفاته القائمة به,عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال,لا يحل لامرئ مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءاً وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجاً,وعن أبو قلابة( إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر, فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك,لعل لأخي عذراً لا أعلمه)وقال سعيد بن المسيب( ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلاّ وفيه عيب، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنَّه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله,إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة ، وإن شئت عفوت عنه والعفو أقرب للتقوى وأبلغ في الكرم، لقول الله تعالى (وجزاء سيئة سيئةّ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فتفكر فيما سبق له لديك من الإحسان ,فعدها ثم أدر له إحساناً بهذه السيئة،لاتبخس باقي إحسانه بهذه السيئة ، فإن ذلك الظلم بعينه,فشد يديك به ، فإن اتحاذ الصديق صعب ومفارقته سهل,فعلى المسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم وأن يلتمس له الأعذار وألا يتسرع بالحكم عليه او الخوض فى عرضه بالباطل وان تأكد ظن المسلم فى أخيه فلا يقابله الا بمعروف ولا يقابل السيئة بالسيئة بل يكون الدفع بالتى هى أحسن هو شيمة كل مسلم ملتزم بأخلاق دينه, ومما يذكر عن الحسن البصري, أن رجلًا ذكره في مجلس بسوء فعلم الحسن وأرسل له بطبق فيه تمر هدية منه مقابل تلك الإساءة, فلما سئل الحسن لِمَ فعلت ذلك , فقال, لقد أخذ من سيئاتي, وأعطاني من حسناته فأردت أن أجازيه فأرسلت له التمر,هذه هى أخلاق المسلم والتى يجب ألا يحيد عنها وان جاءك أخوك الذى اساء بك الظن او تكلم فيك بلا حق معتذرا عليك قبول اعتذاره والتماس العذر له فيما فعل.