بنـ الدحيل ـت
23-04-2005, 11:00 AM
نداء إلى السائقين انتبهوا قبل أن تقع الكارثة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد..
السيارة نعمة تستحق الشكر
أخي السائق إن السيارة من جملة النعم التي أنعم الله بها علينا في هذا العصر فضلاً منه ورحمة، قال تعالى: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [النحل:5-8]. أي ويخلق من الوسائل التي يركبها الناس في الجو والبر والبحر ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم، ومن هذه الوسائل السيارة،فمنافعها كثيرة، ومصالحها وفيرة، حتى صارت في هذا العصر من الضروريات بحيث لا يستغنى عنها في قضاء الحوائج وتحقيق المصالح.
فإذا علمت أخي المسلم أن السيارة نعمة من نعم الله العظيمة فالواجب عليك شكر هذه النعمة بكل أنواع الشكر؛ سواء باللسان أو بالجوارح، وعليه فليس من شكر هذه النعمة أن نسيء استعمالها، أو أن نستخدمها في أغراض سيئة، أو أن نستعين بها على فعل المعاصي والذنوب؟!
يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين: ( لقد استعمل بعض الناس هذه السيارة في أغراضه السيئة، والوصول إلى مآربه السافلة، فصار يفر بها إلى البراري ليقترف ما تهواه نفسه، بعيداً عن الناس وعن أيدي الإصلاح، ويخرج بها عن البلد ليضيّع ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة في وقتها، فهل يصحّ أن يقال لمثل هذا: إنه شاكر لنعمة الله؟ وهل يصح أن نقول: إنه سالم من عقوبة الله؟ كلا، فهو لم يشكر نعمة الله، ولم يسلَم من عقوبته.
فالحذر كل الحذر أخي السائق من استخدام السيارة في معصية الله، وفيما يكره، ولتعتبر بأولئك الذين ماتوا في السيارة من جراء حادث وقع لهم وهم سكارى! وبعضهم كان يسمع الغناء! وبعضهم كان سائراً إلى أماكن فيها الخنا واللهو، وما يكرهه الله تعالى! ألا نأخذ العبرة بهؤلاء! ألا نتعظ بما نسمع من مثل هذه الأخبار والوقائع المؤسفة! ).
حكم مخالفة أنظمة المرور
لقد وُضعت أنظمة المرور لضبط أعمال الناس وتحركاتهم ومنع الفوضى، وحتى يكون المجتمع آمناً ومستقراً، يعرف كلّ واحد من أفراده ما له وما عليه، خاصة في هذا الزمان الذي ضعف فيه الوازع الديني عند كثير من الناس، ولا يردعهم إلا النظام.
وهذا ما أفتى به علماؤنا الكرام، يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: ( لا يجوز لأي مسلم أن يخالف أنظمة الدولة في شأن المرور، لما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى غيره. والدولة - وفقها الله - إنما وضعت ذلك حرصاً منها على مصلحة الجميع، ورفع الضرر عن المسلمين.
فلا يجوز لأي أحد أن يخالف ذلك، وللمسئولين عقوبة من فعل ذلك بما يردعه وأمثاله؛ لأن الله سبحانه وتعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأكثر الخلق لا يردعهم وازع القرآن والسنة، وإنما يردعهم وازع السلطان بأنواع العقوبات، وما ذاك إلا لقلة الإيمان بالله واليوم الآخر، أو عدم ذلك بالنسبة إلى أكثر الخلق، كما قال الله سبحانه: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق ) أهـ.
وقال فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله: ( لا يجوز مخالفة أنظمة ولوائح المرور التي وضعت لتنظيم السير، ولتلافي الحوادث، وللزجر عن المخاطر والمهاترات، وذلك مثل الإشارت التي وضعت في تقاطع الطرق، واللافتات التي وضعت للتهدئة أو لتخفيف السرعة، والسهام التي رسمت لمنع الدخول أو منع الوقوف، والخطوط المستطيلة في الطرق الطويلة أو القصيرة لمنع التجاوز ونحوها.
ولقد حصل بوضعها والالتزام بها تحفظ كثير وتقليل للحوادث بإذن الله تعالى، والنظام في المسير لمن التزم بها وتقيّد بتطبيقها بعد أن تعلم القصد من وضعها، والمصلحة الكبيرة التي تحصل من وراء العمل بها.
فعلى هذا يعتبر من عرف الهدف من وضعها ثم يخالف السير على منهجها عاصياً للدولة فيما فيه من مصلحة ظاهرة، ويكون متعرضاً للأخطار، وما وقع منه فهو أهل للجزاء والعقوبة، ويعتبر ما تضعه الدولة على المخالفين من الغرامات ومن الجزاءات واقعاً موقعه، فهؤلاء المخالفون أهل أن يعاقبوا وينكلوا بدفع غرامات مالية وبسجن طويل أو قصير، ويمنع من القيادة مطلقاً أو إلى حد محدود، وبنحو ذلك من العقاب الذي يكون له الأثر في تقليل هذه المخالفات، كما هو الواقع في الكثير من الدول، والله أعلم ) أهـ.
انتبه !! تجاوزت السرعة
لا شك أن السرعة سبب رئيسي في كثير من الحوادث المرورية المروعة التي تحدث يومياً والتي ينتج عنها إصابات بالغة ما بين وفيات، أو إصابات خطيرة، ونحوذلك، والمسلم مطلوب منه التأني في جميع الأمور.
فكم من حوادث وخسائر وقعت بسبب عدم الرفق والتؤدة؟! وكم جلبت العجلة من أحزان ومصائب؟!
فكن يا أخي السائق ذا تؤدة وأناة في أحوالك كلها، وخاصة عند قيادة السيارة، وإيّاك والعجلة والسرعة، فليس وراءها إلا الندامة والخسارة. واعلم أن الأناة والرفق من الله، والعجلة من الشيطان، فقد قال رسول الله : { التأني من الله، والعجلة من الشيطان }. وقد أفتى علمائنا حفظهم الله بعدم تجاوز السرعة القانونية إلا في الحالات الخاصة والضرورية.
يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: ( السرعة المقيدة عند الجهات المختصة الأصل أنه يجب على الإنسان أن يتقيد بها؛ لأنها من أوامر ولي الأمر، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء:59].
فالواجب علينا نحن الرعية أن نمتثل لما أمر به ولاة أمورنا، حتى لو كانت السيارة مريحة ولا يشعر الإنسان بسرعتها، العبرة بالسرعة، لأنه حتى المريحة هذه لو ضرب عليها الكَفَرْ - الإطار - لكان السائق عرضة للهلاك، وأيضاً إذا قدرنا أن الكَفَر مأمون، فهل هو يأمن فيما لو دخل بين يديه بعير أو ماشية؟! على كل حال الأصل يجب على الإنسان أن يتمشى مع نظام الدولة، هذا هو الأصل ) أهـ.
فاعتبروا يا أولي الأبصار
يقول أحدهم: أصبت في حادث مرور منذ عشرين عاما بسبب السرعة الزائدة، وتأثرت الفقرة الخامسة والسادسة العنقية وأدت إلى شلل بالأطراف الأربعة، وهكذا قُلبت حياتي كلها رأساً على عقب، وتاهت أحلامي واختفت طموحاتي، وفي البداية وجدت صعوبة في التكيف مع نفسي ومع من حولي، ولكن بعد مرور أكثر من عامين أو ثلاثة بدأت أدرك حقيقة وضعي، وكان لا بد أن أخرج للمجتمع وأستمر في الحياة بدلاً من الموت ببطء داخل جدران الاكتئاب والعزلة النفسية والوحدة والحسرة على ما أصابني.
.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد..
السيارة نعمة تستحق الشكر
أخي السائق إن السيارة من جملة النعم التي أنعم الله بها علينا في هذا العصر فضلاً منه ورحمة، قال تعالى: وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [النحل:5-8]. أي ويخلق من الوسائل التي يركبها الناس في الجو والبر والبحر ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم، ومن هذه الوسائل السيارة،فمنافعها كثيرة، ومصالحها وفيرة، حتى صارت في هذا العصر من الضروريات بحيث لا يستغنى عنها في قضاء الحوائج وتحقيق المصالح.
فإذا علمت أخي المسلم أن السيارة نعمة من نعم الله العظيمة فالواجب عليك شكر هذه النعمة بكل أنواع الشكر؛ سواء باللسان أو بالجوارح، وعليه فليس من شكر هذه النعمة أن نسيء استعمالها، أو أن نستخدمها في أغراض سيئة، أو أن نستعين بها على فعل المعاصي والذنوب؟!
يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين: ( لقد استعمل بعض الناس هذه السيارة في أغراضه السيئة، والوصول إلى مآربه السافلة، فصار يفر بها إلى البراري ليقترف ما تهواه نفسه، بعيداً عن الناس وعن أيدي الإصلاح، ويخرج بها عن البلد ليضيّع ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة في وقتها، فهل يصحّ أن يقال لمثل هذا: إنه شاكر لنعمة الله؟ وهل يصح أن نقول: إنه سالم من عقوبة الله؟ كلا، فهو لم يشكر نعمة الله، ولم يسلَم من عقوبته.
فالحذر كل الحذر أخي السائق من استخدام السيارة في معصية الله، وفيما يكره، ولتعتبر بأولئك الذين ماتوا في السيارة من جراء حادث وقع لهم وهم سكارى! وبعضهم كان يسمع الغناء! وبعضهم كان سائراً إلى أماكن فيها الخنا واللهو، وما يكرهه الله تعالى! ألا نأخذ العبرة بهؤلاء! ألا نتعظ بما نسمع من مثل هذه الأخبار والوقائع المؤسفة! ).
حكم مخالفة أنظمة المرور
لقد وُضعت أنظمة المرور لضبط أعمال الناس وتحركاتهم ومنع الفوضى، وحتى يكون المجتمع آمناً ومستقراً، يعرف كلّ واحد من أفراده ما له وما عليه، خاصة في هذا الزمان الذي ضعف فيه الوازع الديني عند كثير من الناس، ولا يردعهم إلا النظام.
وهذا ما أفتى به علماؤنا الكرام، يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: ( لا يجوز لأي مسلم أن يخالف أنظمة الدولة في شأن المرور، لما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى غيره. والدولة - وفقها الله - إنما وضعت ذلك حرصاً منها على مصلحة الجميع، ورفع الضرر عن المسلمين.
فلا يجوز لأي أحد أن يخالف ذلك، وللمسئولين عقوبة من فعل ذلك بما يردعه وأمثاله؛ لأن الله سبحانه وتعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأكثر الخلق لا يردعهم وازع القرآن والسنة، وإنما يردعهم وازع السلطان بأنواع العقوبات، وما ذاك إلا لقلة الإيمان بالله واليوم الآخر، أو عدم ذلك بالنسبة إلى أكثر الخلق، كما قال الله سبحانه: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق ) أهـ.
وقال فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله: ( لا يجوز مخالفة أنظمة ولوائح المرور التي وضعت لتنظيم السير، ولتلافي الحوادث، وللزجر عن المخاطر والمهاترات، وذلك مثل الإشارت التي وضعت في تقاطع الطرق، واللافتات التي وضعت للتهدئة أو لتخفيف السرعة، والسهام التي رسمت لمنع الدخول أو منع الوقوف، والخطوط المستطيلة في الطرق الطويلة أو القصيرة لمنع التجاوز ونحوها.
ولقد حصل بوضعها والالتزام بها تحفظ كثير وتقليل للحوادث بإذن الله تعالى، والنظام في المسير لمن التزم بها وتقيّد بتطبيقها بعد أن تعلم القصد من وضعها، والمصلحة الكبيرة التي تحصل من وراء العمل بها.
فعلى هذا يعتبر من عرف الهدف من وضعها ثم يخالف السير على منهجها عاصياً للدولة فيما فيه من مصلحة ظاهرة، ويكون متعرضاً للأخطار، وما وقع منه فهو أهل للجزاء والعقوبة، ويعتبر ما تضعه الدولة على المخالفين من الغرامات ومن الجزاءات واقعاً موقعه، فهؤلاء المخالفون أهل أن يعاقبوا وينكلوا بدفع غرامات مالية وبسجن طويل أو قصير، ويمنع من القيادة مطلقاً أو إلى حد محدود، وبنحو ذلك من العقاب الذي يكون له الأثر في تقليل هذه المخالفات، كما هو الواقع في الكثير من الدول، والله أعلم ) أهـ.
انتبه !! تجاوزت السرعة
لا شك أن السرعة سبب رئيسي في كثير من الحوادث المرورية المروعة التي تحدث يومياً والتي ينتج عنها إصابات بالغة ما بين وفيات، أو إصابات خطيرة، ونحوذلك، والمسلم مطلوب منه التأني في جميع الأمور.
فكم من حوادث وخسائر وقعت بسبب عدم الرفق والتؤدة؟! وكم جلبت العجلة من أحزان ومصائب؟!
فكن يا أخي السائق ذا تؤدة وأناة في أحوالك كلها، وخاصة عند قيادة السيارة، وإيّاك والعجلة والسرعة، فليس وراءها إلا الندامة والخسارة. واعلم أن الأناة والرفق من الله، والعجلة من الشيطان، فقد قال رسول الله : { التأني من الله، والعجلة من الشيطان }. وقد أفتى علمائنا حفظهم الله بعدم تجاوز السرعة القانونية إلا في الحالات الخاصة والضرورية.
يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: ( السرعة المقيدة عند الجهات المختصة الأصل أنه يجب على الإنسان أن يتقيد بها؛ لأنها من أوامر ولي الأمر، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء:59].
فالواجب علينا نحن الرعية أن نمتثل لما أمر به ولاة أمورنا، حتى لو كانت السيارة مريحة ولا يشعر الإنسان بسرعتها، العبرة بالسرعة، لأنه حتى المريحة هذه لو ضرب عليها الكَفَرْ - الإطار - لكان السائق عرضة للهلاك، وأيضاً إذا قدرنا أن الكَفَر مأمون، فهل هو يأمن فيما لو دخل بين يديه بعير أو ماشية؟! على كل حال الأصل يجب على الإنسان أن يتمشى مع نظام الدولة، هذا هو الأصل ) أهـ.
فاعتبروا يا أولي الأبصار
يقول أحدهم: أصبت في حادث مرور منذ عشرين عاما بسبب السرعة الزائدة، وتأثرت الفقرة الخامسة والسادسة العنقية وأدت إلى شلل بالأطراف الأربعة، وهكذا قُلبت حياتي كلها رأساً على عقب، وتاهت أحلامي واختفت طموحاتي، وفي البداية وجدت صعوبة في التكيف مع نفسي ومع من حولي، ولكن بعد مرور أكثر من عامين أو ثلاثة بدأت أدرك حقيقة وضعي، وكان لا بد أن أخرج للمجتمع وأستمر في الحياة بدلاً من الموت ببطء داخل جدران الاكتئاب والعزلة النفسية والوحدة والحسرة على ما أصابني.
.