المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخير كله في يديك والشر ليس إليك



امـ حمد
04-02-2011, 01:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخير كله في يديك والشر ليس إليك

في قول النبي صلى الله عليه وسلم (الخير كله في يديك والشر ليس إليك) يستشعر المؤمن معاني عظيمة ,وهي أن إجابة العبد لربه وكونه في طاعته وخدمته تقرب العبد من ربه، وهو سبحانه وتعالى يتقرب إلى العبد أضعاف ما يتقرب العبد إليه، كما في الحديث القدسي (ومن تقرب إلي شبراّ تقربت منه ذراعاّ، ومن تقرب إلي ذراعاّ تقربت منه باعاّ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) فيحصل من هذا القرب المتزايد أن يحضر القلب بين يدي ربه،ويخرج من ضيق الدنيا،هاهم أهل الجنة لا يزالون يقتربون من الله أكثر، ويشهدون عظمته أكثر ويزدادون له حباً وتعظيماً، ويزدادون بذلك سعادة، ولذلك لدي ربهم عز وجل مزيد لا ينقطع، لكن أهل الجنة نعيمهم دائماً في مزيد، والمزيد أساسه النظر إلى وجه الله عز وجل والمعرفة به، إنهم إذا رأوا ربهم عز وجل عرفوا من كماله وجماله وجلاله ما لم يحيطوا به قبل ذلك،فيكون ذلك أعظم سعادة لهم، كما أن المعرفة بكمال الله سبحانه وتعالى في الدنيا هي أكمل سعادة, وشهود الأسماء والصفات واستحضار معانيها هي أعظم نعيم ممكن أن يناله الإنسان في الدنيا وفي الآخرة ,لا يزال في تقرب والله يقترب منه أكثر بلا نهاية,فقد يخلق الله شراً، بل ما خلقه الله من الشر يجعل فيه خيراً من وجه آخر، ربما لهذا المخلوق الذي اتصف بالشر أو قام به أو فعله إذا تاب ورجع وأناب إلى الله، وحكمة الله عز وجل في تقدير الذنب على العبد وفرحه بتوبة عبده حين يتوب إليه وتنقلب هذه الذنوب حسنات لأنها سبب للتوبة التي قربته إلى الله سبحانه وتعالى, ويمكن ألا يتوب هذا المخلوق ويظل على ذلك إلى أن يموت، فيجعل الله الخير لغيره من المخلوقين، الذين يحصل لهم من أنواع الخيرات, بسبب هذا الشر الذي وقع منه, ما لا يحصيه إلا الله،ويقولون الحمد لله أن عافانا من هذا الشر، أنه رآه في سواء الجحيم، فيعرف نعمة ربه, كما قال سبحانه وتعالى (وَقضِي بينهم بِالْحَق وَقِيل الحمد لِله رب العَالمِين) فإذا شهد المؤمن ذلك رضي بالله رباّ مدبراّ معيناّ وكيلاّ، يفوض إليه أمره كله، ويرضى عنه في كل ما يفعله من حيث فعله هو سبحانه،هذه من أسباب السعادة المعجلة في الدنيا قبل الفوز الأبدي بها في جواره، والرضا عن الله يؤدي إلى أن يرضى الله عنه (رضي الله عنهم ورضوا عنه) هذا الرضا راحة،ولا يوجد راحة في الدنيا إلا بالرضا،وقوله صلى الله عليه وسلم (والشر ليس إليك) أي لا ينسب إلى الله عز وجل وصفاّ فليس من صفاته الشر، ولا ينسب له فعلاّ ولا إسماّ، فالعباد فاعلون حقيقة لأفعالهم، خيرها وشرها، والله خالقهم وخالق أفعالهم وإرادتهم وقدرتهم, فالشر الذي في القدر هو المقدر المخلوق، فالله قدر وجود الخير وقدر وجود الشر، فهذا معنى الإيمان بخير القدر وشره،
فأما فعل الله عز وجل فكله خير لا شر فيه ، فعندما يستحضر أن الخير كله في يد الله، وأن الشر ليس إليه، وأن هذا الشر الذي وجد في النهاية من وراءه خير, بمرجعه إلى الله وموقفه بين يدي الله، فكلما تذكر الإنسان نهايته وأنه موقوف بين يدي ربه فرداّ بلا حجاب ولا ترجمان، وأن من حوله من الناس من أهل وولد وأصحاب وغيرهم كلهم تاركه وحيداّ, حينما يتذكر ذلك يصغر الناس في قلبه وتصغر الدنيا فلا يعمل لهم ولا لها، بل يجعل عمله لله وحده لا شريك له،


نسأله سبحانه أن يرزقنا رضاه وحبه والرضا به وعنه عز وجل.

R 7 A L
04-02-2011, 09:14 AM
اللهم امين اللهم امين

باركـ الله فيك

الاوركيدا
07-02-2011, 07:39 PM
يزاك الله كل خير