المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتفاع أسعار النفط يهيمن على المنتدى الدولي للطاقة.. غدا



مغروور قطر
21-04-2006, 05:01 AM
ارتفاع أسعار النفط يهيمن على المنتدى الدولي للطاقة.. غدا

لندن ـ باريس ـ أ. ف. ب ـ رويترز ـ يجتمع مستهلكو النفط ومنتجوه في العالم في قطر يوم غد لبحث سبل خفض اسعار النفط التي بلغت مستويات قياسية تهدد اقتصاديات الدول المستهلكة له ونمو الطلب عليه. ولا يتوقع الكثيرون تحقيق نتائج سريعة وارتفع سعر النفط إلى أعلى مستوياته متجاوزا 74 دورا.

وسيحضر وزراء من 65 دولة منها الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبيك» منتدى الطاقة العالمي في الدوحة الذي يستمر من 22 الى 24 ابريل.

وسيحضره كذلك مسؤولون بارزون من 32 شركة نفط كبيرة منها شيفرون واكسون موبيل ورويال داتش شل وارامكو.

وسينتهز وزراء أوبيك الفرصة لاجراء مناقشات غير رسمية يوم 24 ابريل لكن مع ضخ المنظمة النفط بالفعل بما يقرب من طاقتها القصوى لا يبدو ان بمقدورها عمل شيء لخفض الاسعار.

وسيتضمن هذا المنتدى المقرر عقده منذ فترة طويلة ويعقد دوريا كل سنتين وفي مدن مختلفة دون ان تصدر عنه مقررات، محاضرات مخصصة للمندوبين و لقاءات ثنائية ولقاء «غير رسمي» لاعضاء اوبيك التي تنتج لوحدها اربعين بالمائة من النفط المستهلك في العالم. وبالرغم من ان المحاور المطروحة تقليدية (تحديات المستقبل والطاقة المتجددة والامن النفطي والاستثمارات ...)، ستهيمن على اجواء المنتدى مشكلة ارتفاع اسعار النفط الخام على الارجح. وقد سجلت اسعار الخام امس رقما قياسيا جديدا اذ اجتاز سعر برميل الخام في سوق لندن النفطية عتبة 74 دولارا. وسيكون هذا الموضوع المتفاعل منذ فترة طويلة، على رأس قضايا الاجتماع المشترك بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووزراء مالية مجموعة الدول السبع، الذي سيعقد ايضا في نهاية هذا الاسبوع في واشنطن. اما اوبيك التي توجه اليها بسرعة اصابع الاتهام مع بدء مؤشرات اسعار النفط بالارتفاع، فتؤكد انها تدرك اهمية المشكلة الا انها تقول انها عاجزة عن تغيير اتجاه السوق لانها في ما يتعلق بها، تقوم بامداد الاسواق بكميات كافية من النفط. لكن المخاوف المستقبلية تؤثر على الاسعار. ولا يتوقع ان يتخذ اعضاء المنظمة في اجتماعهم مساء الاحد اي قرارات تتعلق بزيادة الانتاج اذ ان معظم هؤلاء الاعضاء ينتجون اصلا باقصى طاقتهم. واتخذ التوتر بين ايران والغرب حول برنامج طهران النووي، ابعادا جديدة في الايام الاخيرة لدرجة طرح بعض المحللين امكانية نشوب «ثورة ايرانية ثانية» تدفع بأسعار الخام الى حدود الـ150 دولارا خاصة اذا ما اقدمت الجمهورية الاسلامية على اغلاق مضيق هرمز. ولكن بالرغم من التوتر، يؤكد منظمو المنتدى ان الحوار بين المنتجين والمستهلكين سمح فعلا بخلق اجواء ايجابية وعاد وبالمنافع على الطرفين اذ ان ايا منهما لا يريد ان تكون الاسعار متقلبة جدا. وبعد فشل اول لهذا النوع من الحوار في 1976، عادت فرنسا وفنزويلا لتطلقه مجددا اثر حرب الخليج الاولى عام 1991، وهو لم يكف مذ ذلك عن التوسع. وقال الامين العام للمنتدى النرويجي ارني فالتر في كتيب مخصص للقاء الدوحة، «لسنوات طويلة، كان من المستحيل التفكير بانه يمكن عقد لقاء يجمع بين وزراء الطاقة في الدول المنتجة والمستهلكة في اطار تعددي الا ان محرمات الامس كسرت بفضل 15 عاما من الحوار في رحاب المنتدى الدولي للطاقة». وكذلك يعتبر المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة كلود منديل ان المنتدى «مفيد جدا». وقال منديل لفرانس برس ان بعض المشاكل مثل الحرب في العراق «لن تحل خلال المنتدى. الا ان ايجاد جو افضل من الفهم بين الاطراف هو امر اساسي للغاية». ويمكن للمنتدى ان يلقي الضوء على النجاح النسبي الذي حققه في ما يتعلق بمبادرة الشفافية في الاحصائيات المتعلقة بالنفط، او ما يعرف بـ«جوينت اويل داتا اينشياتيف» التي تنسق المعطيات الاحصائية بشكل متناغم بين 92 دولة.

وقال ديفيد جيه. اوريي الرئيس التنفيذي لشيفرون قبيل اجتماع الدوحة «أمن الطاقة أصبح من أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم».

وأضاف «مع توقع نمو عدد سكان العالم بمقدار 5‚1 مليار نسمة على مدى 20 عاما ونمو الطلب على الطاقة بأكثر من 40 بالمائة في الفترة نفسها فان توفير امدادات طاقة يعتمد عليها وبسعر معقول أصبح من أكبر التحديات التي نواجهها كقطاع وكمجتمع دولي».

وقال كلود ماندل رئيس وكالة الطاقة الذرية التي تقدم المشورة لست وعشرين دولة صناعية ان من القضايا التي ستبحث في الاجتماع أمن الطلب فيما يتعلق بالمخاوف من تغيير في سياسات الدول المستهلكة بما قد يحدث انخفاضا في استهلاك النفط ويهدد استثمارات في مجال انتاجه.

وقال ماندل لرويترز «نحن مستعدون لاظهار أن هذا لن يحدث وسنظل نحتاج الكثير من النفط من دول الشرق الاوسط وأوبيك».

وقال صندوق النقد الدولي الاربعاء ان النفط أصبح مصدر قلق متناميا على اقتصاد العالم ودعا الولايات المتحدة التي تستهلك أكثر من 40 بالمائة من البنزين العالمي ونحو ربع النفط العالمي أن تدرس رفع ضريبة الوقود.

لكن هذه الفكرة لا تحظى بشعبية تذكر في واشنطن.

وليس من المتوقع كذلك أن تحظى دعوة الصندوق للدول المنتجة للنفط مثل السعودية وروسيا بأن تزيل العقبات أمام الاستثمار استجابة في وقت قريب.

وقال الاكاديمي جون ميتشل «ليست هناك آلية دولية سوى سوق النفط العالمية للتعامل مع اضطرابات أسعار النفط».

واضاف أن أفضل حل هو الاتفاق على ترتيب لتعزيز التعاون بين الحكومات في أوقات الازمة. وقد يشمل ذلك السحب من المخزونات واستخدام الطاقة الفائضة وتخفيف معايير الوقود.

وأبلغ رويترز «أعتقد أن الاسواق ستعمل في الاجلين المتوسط والطويل. المشكلة هي التعطل المؤقت الذي يمكن أن يحدث. الكل يفكر في ايران».

وتابع «المسألة الاكثر الحاحا هي كيفية التعامل مع التعطيلات في الاجل القصير. وهو أمر يمكن أن تتناوله المحادثات بشكل قد يؤتي ثماره أكثر من وضع خطة للاجل الطويل».