رجل الجزيرة
12-02-2011, 10:25 PM
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وانا أسبح في عالم الإنترنت إلا وقع نظري في هذا الموقع مدينة الحسكة السوري ووجدت أكبر معمر في سوريا وإليكم قصته:
"الدهام"... عميد معمِّري العالم
كسار مرعي
الأحد 06 شباط 2011
ما زال يمشي على قدميه النحيلتين دون أن يطلب العون من أحد، فتراهُ يتهادى في مشيته كما يمشي الرضيع في أول تجربةٍ للمسير، لكن شتان ما بين أول العمر وأرذله، لم يبقَ أحدٌ من صحبه على وجه المعمورة، فاستفرد به الزمان وحفر أخاديده على جسمه لكن الوجه بقي نظِراً، هو أيضاً ترك على الزمان بصمة، فما للزمان بقيت ملامحه أما ما له فقد رحل مع رحيل الفكر والبصر فاستوى عنده الليل والنهار.
على بعد ثمانين كيلومترا باتجاه مدينة "رأس العين" يعيش أكبر معمري هذا الزمان، وتحديداً في قرية "حليوة" المنطوية على ذاتها بين المروج الخضراء، موقع eHasakeh كان له السبق في الوصول إلى الشيخ "محمد السالم الدهام"، زاره في منزله فحدثنا عن رحلته الطويلة في الحياة قائلاً: «أنا ابن سنوات الغلا* ولدت في تركيا وعشت فيها حتى أصبحتُ رجلاً، كنت أعيل أسرة من اثنا عشر شخصاً كنت أعمل في حصاد القمح بالمنجل، تزوجت هناك، لكنني لم أدخل على زوجتي فتركتها بكراً وعاودت حياتي، وفي أيام "السفر برلك" كان عمري قد ناف عن خمسٍ وثلاثين عاماً ،طُلبت للخدمة في الجيش التركي، وهربت إلى "سورية"، عندما وصلت لم يكن تسجيل الناس في القيود المدنية قد بدأ، في مرحلة لاحقة بدؤوا بتسجيل الناس فقدروا تولدي عام 1908، جئت إلى "رأس العين" ولم يكن فيها إلا عدد قليل من المنازل، وعملت في رعي الغنم ثم عملت فلاحاً بالأجرة، وعيت "مصطفى كمال باشا" وكل الحكّام الذين مرّوا على المنطقة في ذلك الزمان، يقارب عمري اليوم أكثر من مئة وأربعين عاماً».
"جاسم محمد السالم" 1955 الولد الوحيد يقول: «أنا لا أعرف مواليد والدي بالضبط لكنه كان يخبرني أنه جاء إلى "سورية" وعمره بحدود الأربعين عام، عندما وصل إلى
الحاج دهام وابن حفيده إلى جواره
هنا كانت المدينة عبارة عن محلين للعطارة يحيط بهما بيوت الشعر، ينحدر والدي من قبيلة "طي" ولم يكن له أحدٌ هنا، فعمل في رعي الأغنام ثم فلاحة الأرض، في فترة لاحقة لحق به بعض أقاربه، تزوج هنا بعد فترة من وصوله لكن أبناءه أي إخوتي لم يعيشوا، فبعد أن يولد الطفل بأشهر يموت بقي على هذا الحال لعدة سنوات، فقد توفي له ثلاث أطفال ذكور وبنت واحدة، بعدها ولدت أنا ثم أختي ولم يرزق بغيرنا، لم يبقَ أحد من كبار السن الذين عايشوا والدي، عاش والدي على السمن البلدي، حيث كان يأكله بشراهة فيضع قطع الخبز الصغيرة في السمن ويأكله بيده، إذ إنه اعتمد في حياته كلها على الحليب والسمن واللحم، وهو لغاية اليوم يمشي بمفرده ولا يقبل المساعدة من أحد، وعلى الرغم من كبر سنه وفقده للبصر يعرف طريقه بشكلٍ جيد، والأهم من هذا وذاك أنه ولهذا التاريخ لم يضيِّع فرضاً من فروض الصلاة وقد أدى فريضة الحج عام 1972، إلّا أنّ فقده للبصر منذ قرابة العشرة أعوام قد قلّل من حركته، فيما عدا ذلك فإنه لا يشكو من أي مرض ولم يزر الطبيب قط، إلا في مرة واحدة تبيّن أنّه يحمل بحصةً في المرارة، ولم يقبل الطبيب أن يزيلها
الدهام وحفيده علاء الدين الى جواره
لأنّه طاعنٌ في السن».
"علاء الدين جاسم السالم" حفيد الشيخ "محمد يقول": «عمري اليوم 38 عاما ومنذ أن وعيت على الدنيا كان جدي كبير العمر، كان يحكي لنا عن حياته في "تركية" في بعض جوانبها، أذكر أنه قال لي إنه جاء إلى هنا وعمره قد تجاوز 35 عاماً بمفرده تاركاً أهله خلفه وبعد فترة من الزمن لحق به بعض أقاربه، أيضاً قال لي إنه من مواليد "قورن شار" من قرية تدعى "المخمرية" على الحدود السورية، سابقاً لم يكن هناك أي تدقيق على الحدود فكان الناس يذهبون ويرجعون دون أن يعترضهم أحد، لا نعرف عمره بدقّة لكنّه وحسب ما كان يروي لنا أن عمره قد فاق المئة والأربعين، وحسب ما كان يروي كبار السن أن جدي أكبر أهل المنطقة، والأمر الجميل أن جدي لهذا التاريخ يحمل روح الفكاهة حتى بعد أن فقد بصره وخفّ سَمَعُه بشكلٍ كبير».
"محمود عزو" أحد سكان القرية يقول: «لا أحد في المنطقة يعرف عمر الشيخ "الدهام" بدقّة، لكن ما أعرفه أن جدي كان أصغر منه وقد توفي منذ أكثر من عشرين عاما، وكانوا يقولون في السابق إن الشيخ "الدهام" هو أكبر أهل المنطقة، جدتي موجودة الآن وتسجيلها حسب البطاقة الشخصية 1912 من مواليد "تركيا" لكنها للأسف لم
صورة للبطاقة العائلية
تعد تعرف شيئاً بدقة، وهي أيضاً أكبر من عمرها المسجلة فيه، لكن ما تعرفه المنطقة أن الشيخ هو أكبر الموجودين وأغلب الناس تعرف قصة مجيئه إلى هنا، لكن من غير الممكن أن يعطيك أحدٌ عمره بدقة».
* سنة الغلا: هي سنة عُرفت بالجوع الذي أصاب أهل ذلك الزمان بسبب القحط.
بقي أن نذكر أن الشيخ "محمد الدهام" قصير القامة وقد عزا ابنه عدم تقدير عمره بالشكل الصحيح إلى هذه الناحية.
http://esyria.sy/sites/images/hasakeh/125597_2011_02_06_09_20_24.image3.jpg
وإليكم الموقع:
http://www.esyria.sy/ehasakeh/index.php?p=stories&category=face&filename=201102060915021
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وانا أسبح في عالم الإنترنت إلا وقع نظري في هذا الموقع مدينة الحسكة السوري ووجدت أكبر معمر في سوريا وإليكم قصته:
"الدهام"... عميد معمِّري العالم
كسار مرعي
الأحد 06 شباط 2011
ما زال يمشي على قدميه النحيلتين دون أن يطلب العون من أحد، فتراهُ يتهادى في مشيته كما يمشي الرضيع في أول تجربةٍ للمسير، لكن شتان ما بين أول العمر وأرذله، لم يبقَ أحدٌ من صحبه على وجه المعمورة، فاستفرد به الزمان وحفر أخاديده على جسمه لكن الوجه بقي نظِراً، هو أيضاً ترك على الزمان بصمة، فما للزمان بقيت ملامحه أما ما له فقد رحل مع رحيل الفكر والبصر فاستوى عنده الليل والنهار.
على بعد ثمانين كيلومترا باتجاه مدينة "رأس العين" يعيش أكبر معمري هذا الزمان، وتحديداً في قرية "حليوة" المنطوية على ذاتها بين المروج الخضراء، موقع eHasakeh كان له السبق في الوصول إلى الشيخ "محمد السالم الدهام"، زاره في منزله فحدثنا عن رحلته الطويلة في الحياة قائلاً: «أنا ابن سنوات الغلا* ولدت في تركيا وعشت فيها حتى أصبحتُ رجلاً، كنت أعيل أسرة من اثنا عشر شخصاً كنت أعمل في حصاد القمح بالمنجل، تزوجت هناك، لكنني لم أدخل على زوجتي فتركتها بكراً وعاودت حياتي، وفي أيام "السفر برلك" كان عمري قد ناف عن خمسٍ وثلاثين عاماً ،طُلبت للخدمة في الجيش التركي، وهربت إلى "سورية"، عندما وصلت لم يكن تسجيل الناس في القيود المدنية قد بدأ، في مرحلة لاحقة بدؤوا بتسجيل الناس فقدروا تولدي عام 1908، جئت إلى "رأس العين" ولم يكن فيها إلا عدد قليل من المنازل، وعملت في رعي الغنم ثم عملت فلاحاً بالأجرة، وعيت "مصطفى كمال باشا" وكل الحكّام الذين مرّوا على المنطقة في ذلك الزمان، يقارب عمري اليوم أكثر من مئة وأربعين عاماً».
"جاسم محمد السالم" 1955 الولد الوحيد يقول: «أنا لا أعرف مواليد والدي بالضبط لكنه كان يخبرني أنه جاء إلى "سورية" وعمره بحدود الأربعين عام، عندما وصل إلى
الحاج دهام وابن حفيده إلى جواره
هنا كانت المدينة عبارة عن محلين للعطارة يحيط بهما بيوت الشعر، ينحدر والدي من قبيلة "طي" ولم يكن له أحدٌ هنا، فعمل في رعي الأغنام ثم فلاحة الأرض، في فترة لاحقة لحق به بعض أقاربه، تزوج هنا بعد فترة من وصوله لكن أبناءه أي إخوتي لم يعيشوا، فبعد أن يولد الطفل بأشهر يموت بقي على هذا الحال لعدة سنوات، فقد توفي له ثلاث أطفال ذكور وبنت واحدة، بعدها ولدت أنا ثم أختي ولم يرزق بغيرنا، لم يبقَ أحد من كبار السن الذين عايشوا والدي، عاش والدي على السمن البلدي، حيث كان يأكله بشراهة فيضع قطع الخبز الصغيرة في السمن ويأكله بيده، إذ إنه اعتمد في حياته كلها على الحليب والسمن واللحم، وهو لغاية اليوم يمشي بمفرده ولا يقبل المساعدة من أحد، وعلى الرغم من كبر سنه وفقده للبصر يعرف طريقه بشكلٍ جيد، والأهم من هذا وذاك أنه ولهذا التاريخ لم يضيِّع فرضاً من فروض الصلاة وقد أدى فريضة الحج عام 1972، إلّا أنّ فقده للبصر منذ قرابة العشرة أعوام قد قلّل من حركته، فيما عدا ذلك فإنه لا يشكو من أي مرض ولم يزر الطبيب قط، إلا في مرة واحدة تبيّن أنّه يحمل بحصةً في المرارة، ولم يقبل الطبيب أن يزيلها
الدهام وحفيده علاء الدين الى جواره
لأنّه طاعنٌ في السن».
"علاء الدين جاسم السالم" حفيد الشيخ "محمد يقول": «عمري اليوم 38 عاما ومنذ أن وعيت على الدنيا كان جدي كبير العمر، كان يحكي لنا عن حياته في "تركية" في بعض جوانبها، أذكر أنه قال لي إنه جاء إلى هنا وعمره قد تجاوز 35 عاماً بمفرده تاركاً أهله خلفه وبعد فترة من الزمن لحق به بعض أقاربه، أيضاً قال لي إنه من مواليد "قورن شار" من قرية تدعى "المخمرية" على الحدود السورية، سابقاً لم يكن هناك أي تدقيق على الحدود فكان الناس يذهبون ويرجعون دون أن يعترضهم أحد، لا نعرف عمره بدقّة لكنّه وحسب ما كان يروي لنا أن عمره قد فاق المئة والأربعين، وحسب ما كان يروي كبار السن أن جدي أكبر أهل المنطقة، والأمر الجميل أن جدي لهذا التاريخ يحمل روح الفكاهة حتى بعد أن فقد بصره وخفّ سَمَعُه بشكلٍ كبير».
"محمود عزو" أحد سكان القرية يقول: «لا أحد في المنطقة يعرف عمر الشيخ "الدهام" بدقّة، لكن ما أعرفه أن جدي كان أصغر منه وقد توفي منذ أكثر من عشرين عاما، وكانوا يقولون في السابق إن الشيخ "الدهام" هو أكبر أهل المنطقة، جدتي موجودة الآن وتسجيلها حسب البطاقة الشخصية 1912 من مواليد "تركيا" لكنها للأسف لم
صورة للبطاقة العائلية
تعد تعرف شيئاً بدقة، وهي أيضاً أكبر من عمرها المسجلة فيه، لكن ما تعرفه المنطقة أن الشيخ هو أكبر الموجودين وأغلب الناس تعرف قصة مجيئه إلى هنا، لكن من غير الممكن أن يعطيك أحدٌ عمره بدقة».
* سنة الغلا: هي سنة عُرفت بالجوع الذي أصاب أهل ذلك الزمان بسبب القحط.
بقي أن نذكر أن الشيخ "محمد الدهام" قصير القامة وقد عزا ابنه عدم تقدير عمره بالشكل الصحيح إلى هذه الناحية.
http://esyria.sy/sites/images/hasakeh/125597_2011_02_06_09_20_24.image3.jpg
وإليكم الموقع:
http://www.esyria.sy/ehasakeh/index.php?p=stories&category=face&filename=201102060915021