المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفط 75 دولارا .. وتحطيم الأرقام القياسية سيتواصل



مغروور قطر
22-04-2006, 06:22 AM
نفط 75 دولارا .. وتحطيم الأرقام القياسية سيتواصل


22/04/2006 عواصم - أ.ف.ب، رويترز -
قفزت اسعار النفط للعقود الآجلة امس الى مستويات قياسية جديدة مسجلة 75 دولارا، مع استمرار هيمنة المخاوف بشأن الامدادات على الاسواق.
ففي بورصة البترول الدولية في لندن قفز خام القياس الاوروبي مزيج برنت للعقود تسليم يونيو 1.20 دولار الى 74.38 دولارا للبرميل.
وفي بورصة نايمكس (نيويورك) صعد الخام الاميركي لعقود يونيو 1.31 دولار الى 75 دولارا للبرميل.
وتمضي اسعار النفط في مسارها التصاعدي وسط مؤشرات تدل على ان عملية تحطيم الاسعار القياسية ستستمر طويلا، نظرا للعوامل المساعدة في ذلك، وهي عوامل سياسية وانتاجية.. وطبيعية. وبالتالي، فإن عمليات جني الارباح التي تثبط قليلا ارتفاع الاسعار يبقى تأثيرها محدودا.
وفيما يقول محللون ان اسعار النفط التي تجاوزت السبعين دولارا للبرميل الواحد ستبقى على هذا الوضع لفترة طويلة على ما يبدو، فانهم يرون ان نمو الاقتصاد العالمي يقاوم هذا الوضع بشكل افضل مما كان متوقعا، لكن تأثيره سيكون حتميا على الامد الطويل.
ومنذ بداية العام الجاري، ارتفعت اسعار النفط بنسبة عشرين في المائة لتسجل مستويات قياسية خلال الاسبوع الجاري.
واسعار النفط اليوم اعلى بثمانين في المائة مما كانت عليه في يناير 2005 واعلى بثلاث مرات عما كانت عليه منذ اربع سنوات بينما يرى محللون ان الارتفاع لم ينته بعد. والاحتمالات عديدة. فالمراقبون يتوقعون ان يبلغ سعر برميل النفط ثمانين دولار اذا كان موسم الاعاصير بالشدة التي سجلها العام الماضي في المحيط الاطلسي ومائة دولار للبرميل الواحد اذا قررت الولايات المتحدة التدخل عسكريا ضد ايران لمعاقبتها على رفضها وقف تخصيب اليورانيوم.
وما يثير الانتباه اكثر هو ما يراه الخبراء من ان الامر ليس عابرا بل ظاهرة دائمة يجب على العالم ان يتأقلم معها.
ويرى عدد من المحللين ان مستوى 70 دولارا لبرميل النفط الذي تجاوزته الاسعار هذا الاسبوع يشكل خطرا. لكن البعض يقول ان استقرار الاسعار على مستويات اعلى بكثير من 60 دولارا للبرميل لم يحدث ضررا كبيرا بل كان له بعض الفوائد.
واتفقت اراء وزراء من 65 دولة ومسؤولين من شركات نفطية كبرى مثل اكسون موبيل ورويال داتش شل وبي.بي وشيفرون يجتمعون في الدوحة في مطلع الاسبوع على ان الاسعار القياسية الراهنة عالية لكنهم انقسموا بشأن تحديد المستوى العادل للاسعار.
ويعتمد ذلك ضمن اشياء اخرى على تصاعد تكاليف استخراج النفط وعلى قيمة الدولار الذي يسعر به النفط وقبل كل شيء على مستوى الاسعار الذي يتحمله العالم قبل ان يدخل في حالة كساد وينهار عنده الطلب على الوقود.
لا تأثير
لكن يبدو ان الاقتصاد العالمي لم يتأثر حاليا بارتفاع نفقات الطاقة. وتبدو هذه المقاومة واضحة في قطاع النقل خصوصا.
وكان صندوق النقد الدولي راجع الاربعاء تقديراته لنمو الاقتصاد العالمي ليرفعها الى 4.9% في 2006 معترفا بان ارتفاع سعر النفط 'اقل تأثيرا' مما كان متوقعا.
وقال المحلل في مصرف 'اينفست تك' بروس ايفيرز 'انه امر لا يصدق. لا ارى النقطة التي يمكن ان تبدأ فيها الاسعار التأثير على العرض والطلب'.
ورأى ان 'بنية الاقتصاد العالمي تغيرت في السنوات الثلاثين الاخيرة. فالخدمات باتت تشكل ثلاثة ارباع الاقتصاد الاميركي (...) والنفط لا يؤثر عليها'.
وتابع هذا المحلل ان هناك امرا اخر هو ان 'هناك مزيدا من الثراء. فالاميركيون يمكنهم شراء الكمية نفسها من النفط اليوم تماما مثلما كان الوضع عندما كان السعر اربعين دولارا'.
الى هؤلاء، هناك الطبقات المتوسطة التي تزداد غنى في الدول الناشئة مثل الصين وتشجع على الاستهلاك.
لكن ما يدفع بالاسعار الى الارتفاع هو خصوصا نقص القدرات الانتاجية، وزيادة تكلفتها، بينما تتضاعف المشاكل في الدول المنتجة مثل ايران ونيجيريا والعراق.
وقال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية 'التكلفة مشكلة... التكلفة تقتل المشروع في بعض الاحيان'.
وبالنسبة لمنتجي النفط تعوض الايرادات المرتفعة زيادة التكلفة.
ومن المتوقع ان تحقق السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم ايرادات قياسية تبلغ نحو 160 مليار دولار هذا العام سيمول بعضها خطة بتكلفة 50 مليار دولار لزيادة الطاقة الانتاجية.
سلبيات أقل
وفميا ابدى صندوق النقد قلقه بشأن الاختلالات العالمية اذ يحقق منتجو النفط فوائض ضخمة في ميزان المعاملات الجارية في حين يتزايد العجز في الولايات المتحدة، يبدو واضحا ان اي اثر سلبي سيكون اقل مما احدثته المقاطعة العربية في عام 1973 والثورة الايرانية في عام 1979 عندما ارتفعت اسعار النفط بالقيم الحقيقية عن المستويات الاسمية القياسية الراهنة.
وقال ريتشارد باتي المحلل في بنك ستاندرد لايف 'باحتساب اثر التضخم في مؤشر اسعار المستهلكين الاميركيين يجب ان يتجاوز سعر النفط 110 دولارات للبرميل ليعادل قيمته في اوائل الثمانينات'.
واضاف 'لذلك على سبيل المثال فإن سعر 55 دولارا للبرميل اليوم يعادل بالقيمة الحقيقية سعرا يقل عن 20 دولارا للبرميل في اوائل الثمانينات'.
ومن الاختلافات الاخرى ان الهزات السعرية السابقة شجعت على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة.