المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يحتاج الناس - في هذه الأيام - إلى أمثاله



طواش
16-02-2011, 10:55 PM
لقد بويع بالخلافة بعد وفاة الخليفة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس

بالصلاة، فاجتمع الناس في مسجد بني أمية - المسجد الأموى بدمشق، فلما اكتملت جموعهم،

قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: "أيها الناس إني قد ابتليت بهذا

الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في

أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه ". فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك

يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَولِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى

ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته،

ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله

فلا طاعة لي عليكم " ثم نزل عن المنبر وقد تمت البيعة للخلافة في دمشق سنة 99 هجرية

في مسجد دمشق الكبير (الجامع الأموى).



اتجه إلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك

وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال: ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد : أي بني

أريد أن أغفو قليلاً، فلم تبق في جسدي طاقة.

قال عبد الملك : أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟

فقال : أي بني، إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله.

فقال عبد الملك : ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟!

فقام وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني.

اشتهرت خلافته بأنها الفترة التي عم العدل والرخاء في أرجاء البلاد الإسلامية حتى أن الرجل

كان ليخرج الزكاة من أمواله فيبحث عن الفقراء فلا يجد من في حاجة إليها.

كان الخليفة قد جمع جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: " إني قد دعوتكم لأمر هذه

المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟

فقالوا: يا أمير المؤمنين : إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من

غصبها "، فلم يرتح إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبد الملك الذي قال له:

أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين

أخذوها ظلما. فاستراح لهذا الرأي وقام يرد المظالم إلى أهلها.

وعن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني فاطمة امرأة الخليفة :أنها دخلت عليه فإذا

هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشئ حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت

أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري

المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في اقطار الأرض، فعلمت أن ربي

سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا تثبت لي حجة

عن خصومته، فرحمت نفسي فبكيت.

كان شديد المحاسبة لنفسه وَرِعًا تقيًا، كان يقسم تفاحًا أفاءه الله على المسلمين، فتناول ابن له

صغير تفاحة، فأخذها من فمه، وأوجع فمه فبكى الطفل الصغير، وذهب لأمه فاطمة، فأرسلت

من أشترى له تفاحًا.

وعاد إلى البيت وما عاد معه بتفاحة واحدة، فقال لفاطمة: هل في البيت تفاح؟ إني أَشُمُ

الرائحة، قالت: لا، وقصت عليه القصة –قصة ابنه- فَذَرفت عيناه الدموع وقال: والله لقد

انتزعتها من فم ابني وكأنما أنتزعها من قلبي، لكني كرهت أن أضيع نفسي بتفاحة من فيْء

المسلمين قبل أن يُقَسَّم الفَيءُ.

إنه الخليفة العادل عمر ابن عبدالعزيز والذي يحتاج كثير من الناس إلى تولي أمثاله في كثير

من البلدان .

مدرسة
16-02-2011, 11:01 PM
رحم الله عمر بن عبدالعزيز

الله يرزقنا أمثاله في كل مجال بالدنيا

ريم الشمال
16-02-2011, 11:04 PM
الخليفة العادل عمر ابن عبدالعزيز ..... رحمة الله عليه
انت قلت خليفه المسلمين إي العالم الاسلامي كله من مشرقه ومغربه تحت الخلافه
فهل تري الأن لها وجود
( أظن تم القضاء على أخر خليفة للمسلمين بعد الحرب العالمية الأولى السلطان عبد الحميد )
نتمنى كما تتمنى

ريم الشمال

طواش
16-02-2011, 11:08 PM
رحم الله عمر بن عبدالعزيز

الله يرزقنا أمثاله في كل مجال بالدنيا

اللهم آمين

فلنبدأ بأنفسنا فنعودها على العدل بين من ولينا أمورهم من عوائل وخدم وموظفين

طواش
16-02-2011, 11:16 PM
الخليفة العادل عمر ابن عبدالعزيز ..... رحمة الله عليه
انت قلت خليفه المسلمين إي العالم الاسلامي كله من مشرقه ومغربه تحت الخلافه
فهل تري الأن لها وجود
( أظن تم القضاء على أخر خليفة للمسلمين بعد الحرب العالمية الأولى السلطان عبد الحميد )
نتمنى كما تتمنى

ريم الشمال

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

طواش
16-02-2011, 11:22 PM
أشتهى عمر تفاحاً، فقال لو كان لنا شيء من التفاح، فإنه طيب الريح طيب الطعم فقام رجل من

أهل بيته فأهدى إليه تفاحاً، فلما جاء به قال عمر: ما أطيب ريحه وأحسنه، أرفعه يا غلام

فاقرئ فلاناً منا السلام وقل لهُ: إن هديتك قد وقعت منا بموقع بحيث تحب. فقال الرجل: يا أمير

المؤمنين، ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان

يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، فقال : ويحك، إن الهدية كانت للنبي وهي لنا اليوم رشوة.

المـهـفـة والـســفـرة
16-02-2011, 11:30 PM
أختيار طيب ونيرّ , بارك الله فيك يااخوي.
تقبل عبوري المتواضع .

أخوك.

طواش
16-02-2011, 11:33 PM
أختيار طيب ونيرّ , بارك الله فيك يااخوي.
تقبل عبوري المتواضع .

أخوك.

شكرا على مرورك

الكــاســــر
16-02-2011, 11:37 PM
لماذا لا يقتدون به حكامنا ؟

طواش
16-02-2011, 11:38 PM
أطرى رجل عمر بن عبد العزيز

في وجهه، فقال له عمر: يا هذا لو عرفت من نفسي ما أعرف

منها، ما نظرت في وجهي.

R 7 A L
16-02-2011, 11:42 PM
موضوع رائع جداً

بارك الله فيك اخوي على الطرح



يحتاج للقراءة اكثر من مرة

طواش
16-02-2011, 11:42 PM
لماذا لا يقتدون به حكامنا ؟

الله يرزق كل حاكم البطانة الصالحة التي تعينه على الصلاح والعدل

سما الوطن
16-02-2011, 11:44 PM
لماذا لا يقتدون به حكامنا ؟

السؤال أخي لماذا لا يقتدي به كل واحد منا

شخصيه رائعه
أختيار جميل أخي طواش جزاك الله خيراً عليه

طواش
16-02-2011, 11:47 PM
موضوع رائع جداً

بارك الله فيك اخوي على الطرح



يحتاج للقراءة اكثر من مرة

أشكرك الشكر الجزيل على المرور

الله يجعلنا وإياك ممن يعين ويعاون على الخير

طواش
16-02-2011, 11:50 PM
السؤال أخي لماذا لا يقتدي به كل واحد منا

شخصيه رائعه
أختيار جميل أخي طواش جزاك الله خيراً عليه

شكرا لك

أنا معك في تساؤلك : لماذا لا يقتدي به كل واحد منّا ؟

طواش
16-02-2011, 11:53 PM
وقبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخلافة تمرّس بالإدارة واليًا وحاكمًا،

واقترب من صانعي القرار، ورأى عن كثب كيف تُدار الدولة،

وخبر الأعوان والمساعدين؛

فلما تولى الخلافة كان لديه من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية

ومباشرة مهام الدولة،

وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم ومباهج السلطة،

وحرص على المال العام، وحافظ على الجهد والوقت،

ودقَّق في اختيار الولاة، وكانت لديه رغبة صادقة في تطبيق العدل.

وخلاصة القول أن عمر بن عبد العزيز رجل زهد وولاية ووجد نفسهُ فجأة خليفة؛

بل كان رجل دولة أستشعر الأمانة،

وراقب الله فيما أُوكل إليه، وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بجدٍّ واجتهاد؛ فكان منه ما جعل

الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير.

طواش
16-02-2011, 11:57 PM
وكان يختار ولاته بعد تدقيق

شديد، ومعرفة كاملة بأخلاقهم وقدراتهم؛ فلا يلي عنده منصبًا إلا

من رجحت كفته كفاءة وعلمًا وإيمانًا،

وحسبك أن تستعرض أسماء من اختارهم لولاياته:

فتجد فيهم العالم الفقيه، والسياسي البارع، والقائد الفاتح، من أمثال أبي بكر بن محمد بن

عمرو بن حزم، أمير المدينة وقاضيها، والجراح بن عبد الله الحكيمي، أمير البصرة، وكان قائدًا

فاتحًا، وإداريًا عظيمًا، وعابدًا قائدًا، والسمح بن مالك أمير الأندلس، وكان قائدًا فذًا، استُشهد

على أرض الأندلس، وكان باقي ولاته على هذه الدرجة من القدرة والكفاءة .

الـقـاسـي
17-02-2011, 12:01 AM
سبحان الله ياليت لو يدرسون الحكام العرب سيره هذا الرجل قبل توليهم الحكم كان والله مافي فقير ولا محتاج ولا مظلوم في هالوقت ..

تخيلوا لو في واحد من الحكام العرب بربع تفكير هالرجل كيف كان بيكون الوضع

طواش
17-02-2011, 12:07 AM
وكان عمر لا يكتفي بحسن الاختيار بعد دراسة وتجربة، بل كان يتابع ويراقب، لكن مراقبته لم

تكن مراقبة المتهم، بل كان يراقب تطبيق السياسة العامة التي وضعها للدولة.

وإذا كان قد أخذ نفسه بالشدة والحياة الخشنة، فإنه لم يلزم بها ولاته، بل وسّع عليهم في

العطاء، وفرض لهم رواتب جيدة تحميهم من الانشغال بطلب الرزق، وتصرفهم عن الانشغال

بأحوال المسلمين، كما منعهم من الاشتغال بالتجارة، وأعطى لهم الحرية في إدارة شئون

ولاتهم؛ فلا يشاورونه إلا في الأمور العظيمة،

وكان يظهر ضيقه من الولاة إذا استوضحوه في الأمور الصغيرة، حيث كتب إليه أحد ولاته

يستوضح منه أمرًا لا يحتاج إلى قرار من الخليفة، فضاق منه عمر، وكتب إليه: "أما بعد،

فأراك لو أرسلتُ إليك أن اذبح شاة، ووزِّع لحمها على الفقراء، لأرسلت إلي تسألني: كبيرة أم

صغيرة؟ فإن أجبتك أرسلت تسأل: بيضاء أم سوداء؟ إذا أرسلت إليك بأمر، فتبيَّن وجه الحق

منه، ثم أمْضِه".

روي أن الرعية أشتكت عاملاً له فأرسل إليه خطابا قال له في " يا أبن أخي تذكر طول سهر

أهل النار في النار لاينامون ولا يستريحون ولا يقضي عليهم فيموتوا ولايخفف عنهم من عذابها


ولا يكن آخر عهدك بالله الأنصراف إلي النار" فطوي هذا الوالي الأرض طيا حتي قدم عليه

فقال ما أقدمك عليّ قال خلعت قلبي بخطابك والله لا ألي أمرة حتي اموت .

و قد كان أول من أوقف عطايا بني أمية وأول من أوقف عطايا الشعراء.

طواش
17-02-2011, 12:12 AM
قيل إن سليمان بن عبد الملك حج فرأى الخلائق بالموقف فقال لعمر: أما ترى هذا الخلق لا

يحصي عددهم إلا الله ؟ قال: هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غداً خصماؤك. فبكى بكاءً شديداً.

اصطحبه الخليفة سليمان بن عبد الملك يوماً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام معسكر يعج

بالعتاد والرجال، سأله سليمان في زهوه:" ما تقول في هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال :"أرى

دنيا، يأكل بعضها بعضاً وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت:"ما أعجبك!!"

فقال عمر:"بل ما أعجب من عرف الله فعصاه، وعرف الشيطان فاتبعه، وعرف الدنيا فركن

إليها".

طواش
17-02-2011, 12:30 AM
من مأثوراته القولية :

عادة يعين الحكام أشخاصا لمراقبة رعيتهم. أنا أعيّن لتكون شاهدا علي وعلى سلوكي.

إن وجدتني مخطئا في كلمة أو تصرف أرشدني وأوقفني عن ذلك.

طواش
17-02-2011, 12:36 AM
استمرت خلافته فترة قصيرة جدا، فلم تطل مدة خلافته سوى عامين ونصف ثم حضره أجله

ولاقى ربه عادلا في الرعية قائما فيها بأمر الله تعالى.

وعندما توفي لم يكن في سجنه رجل واحد. وقد عفا عن كل السجناء الذين سجنهم الوليد بن

عبدالملك والحجاج بن يوسف الثقفي.

وفي عهده إنتشر العلم وكثرت المساجد التي تعلم القرآن،

وفي عهده القصير أوقف الحرب مع جيرانه ووسع العمل داخل دولته ( البنية التحتية للدولة )

كالشوارع والطرقات والممرات الآمنة و دور المياه ودور الطعام (التكايا) والمدارس ونسخ

الكتب والترجمة والتعريب ونقل العلم والإستفادة من الجيران بسلم دون حرب وإلى غير ذلك

من الأعمال الخيرة حتى دعاه المؤرخون بخامس الخلفاء الراشدين .


فقد قال سفيان الثوري: (الخلفاء خمسة:أبو بكر، وعمر، وعثمان،وعلي، وعمر بن عبد

العزيز).

طواش
17-02-2011, 12:49 AM
قبل أن يكون خليفة :

في ربيع الأول من عام 87هـ ولاّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة المنورة، ثم ضمّ

إلية ولاية الطائف سنة 91 هـ وبذلك صار واليآ على الحجاز كلها.

واشترط عمر لتوليه الإمارة ثلاثة شروط :

الشرط الأول :أن يعمل في الناس بالحق والعدل ولا يظلم أحداً ولا يجور على أحد في أخذ ما

على الناس من حقوق لبيت المال، ويترتب على ذلك أن يقل ما يرفع للخليفة من أموال من

المدينة.

الشرط الثاني : أن يسمح له بالحج في أول سنة لأن عمر كان في ذلك الوقت لم يحج.

الشرط الثالث : أن يسمح له بإلغاء أن يخرجه للناس في المدينة .

فوافق الوليد على هذه الشروط، وباشر عمر بن عبد العزيز عمله بالمدينة وفرح الناس به

فرحآ شديدآ.

من أبرز الأعمال التي قام بها في المدينة هو عمل مجلس الشورى يتكون من عشر من فقهاء

المدينة.

ثم عينة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك وزيراً في عهده.

طواش
17-02-2011, 12:53 AM
وبلغ من حرصه على الرفق برعيته، واحترامه لحقوق الإنسان أن جعل لكل أعمى قائدا يقوده

ويخدمه،

ولكل مريضين مرضًا شديدًا خادما لهما،

ولكل خمسة أيتام أو من لا عائل لهم خادما يخدمهم، ويقوم على شؤونهم.

وفاضَ المال في بيت المال بفضل سياسته الحكيمة وعدله الناصع؛ فمكنه من فرض الرواتب

للعلماء وطلاب العلم والمؤذنين، وفكّ رقاب الأسرى، وعالَ أسرَهُم في أثناء غيابهم، وقدم

الأعطيات للسجناء مع الطعام والشراب، وحمّل بيت المال تكاليف زواج مَن لا يملك نفقاته.

طواش
17-02-2011, 12:57 AM
عرف عمر بن عبد العزيز قيمة مال الدولة؛ فلم ينفقه إلا فيما فيه نفع الأمة، وكان يكره

التصرف في المال العام بلا ضابط أو رقيب، وكأنه مال خاص للخليفة أو الوالي ينفقه كيفما

شاء، ويعطيه لمن شاء؛ ولذا كان يحترز في إنفاق مال الدولة؛ لأنه أمانة يجب صيانتها، ولكل

فرد في الأمة حق فيها يجب حفظه، وأعطى عمر من نفسه القدوة والمثال في حفظ مال الدولة،

فتبعه ولاته، وانتهجوا طريقته.

وكان من نتائج هذه السياسة أن تدفقت الأموال إلى خزينة بيت المال من موارد الدولة

المتنوعة التي حافظ الولاة عليها، ورَعَوْهَا حقَّ رعايتها، وكانت كفيلة بأن تقوم بكل مسؤوليات

الدولة تجاه أفرادها، وتحسين حياتهم إلى الحد الذي جعله يكتب إلى أحد ولاته: "أن اقضوا

عن الغارمين"؛ أي أدوا عنهم دَيْنَهم، فكتب إليه: "إنا نجد الرجل له المسكن والخادم والفرس

والأثاث"، فكتب إليه عمر: "إنه لا بد للمرء المسلم من سكن يسكنه، وخادم يعينه، وفرس

يجاهد عليه.. اقضوا عنه فإنه غارم".

طواش
17-02-2011, 01:34 AM
أتى الجيش الإسلامي بقيادة قتيبة بن مسلم على مشارف سمرقند أمر الجيش بأن يتجه للجبل

خلف المدينة لكي لا يرى أهل سمرقند جيش المسلمين فيتحصنوا، وهجم على المدينة بكتائب

من خلف الجبال، وكأنهم إعصار من شدتهم وسرعتهم وإذا بهم وسط سمرقند فاتحين لها

ومهللين بذكر الله لم يملك أهل المدينة إلى الاستسلام التام ،

هرب الرهبان إلى المعبد الكبير وسط الجبال واختبأ أهل سمرقند في بيوتهم لا يخرجون خوفاً

واستقر الوضع للمسلمين.

فبدأ بعض السمرقنديين الخروج من منازلهم لجلب الماء والطعام وكانوا يرسلون أطفالهم

الصغار للقيام بهذه المهام وكان المسلمين لا يتعرضون لهم بل كانوا يساعدونهم .

وكان الأطفال يدخلون على أهلهم بكل بشاشه وسعادة محملين بالطعام والماء فبدأ الاطمئنان

يدخل قلبهم وما هي إلى مده قصيرة حتى رجع الناس إلى محلاتهم ومزارعهم وممتلكاتهم

فوجودها كما هي لم ينقص منها شيء .

وبدأت الحياة الطبيعية تسير بين المسلمين وأهل سمرقند بالتجارة ، ووجدوا أن المسلمين أمناء

في تجارتهم لا يكذبون ولا يغشون ولا يظلمون، وزاد هذا الإعجاب بأن تشاجر اثنان واحد من

أهل سمرقند والأخر من المسلمين ذهبوا للقاضي فحكم القاضي للسمرقندي.

فوصل الخبر للرهبان الهاربين في المعبد الذي بالجبل فقالوا إذا كان هذا قضائهم عادل

فلابد من وجود حاكم عادل لهم فأمروا أحد رجالهم بأن يذهب لحاكم المسلمين ويخبره بما حدث.


ذهب هذا الشاب حتى وصل إلى دمشق وكان ممتلئا بالخوف والوجل .

رأى قصرا كبيرا فقال في نفسه إن هذا هو قصر أميرهم، ولكنه رأى الناس تدخل وتخرج بدون


حاجب ولا رقيب فتشجع ودخل وكان هذا هو المسجد الأموي المرصع بالأحجار الكريمة

والزخارف الإسلامية والمآذن الشامخة والناس ركع سجود وأخذ يتأمل هذا المكان الرائع .

رأى المسلمين يصفون صفوفا متساوية مرتبه وهو مندهش كيف لهذه الأعداد أن تصطف بهذا

السرعة.

فقام بعد الصلاة وبعد خروج المسلمين من المسجد و توجه إلى أحد المسلمين وسأل عن قصر

الخليفة.

فقال له: أين أميركم. فقال له : هو الذي صلى بنا أما رأيته!!!

قال: لا. قال له المسلم: ألم تصل معنا؟ قال: وما الصلاة ؟ قال المسلم: هي طاعة وعبادة لله

عز وجل وحده لا شريك له وترك الفحشاء والمنكر.

وقال له المسلم: أولست بمسلم ؟ قال: لا.

فتبسم المسلم وقال له: ما دينك؟ قال : على دين كهنة سمرقند.

قال: وما دينهم ؟ قال: يعبدون الأصنام.

قال له المسلم: نحن مسلمون نعبد الله عز وجل ولا نشرك معه أحدا.


فوصف له منزل أمير المؤمنين.

ذهب الشاب على الوصف فوجد منزلا من طين قديم ووجد رجلا بجوار الجدار يصلح الجدار

وثوبه ممتلؤ بالطين فرجع للمسلم الذي بالمسجد وقال له :أتهزؤ بي أسألك عن أميركم

ترسلني لشخص فقير يصلح الجدار.

فقام المسلم مع الشاب حتى وصل إلى بيت عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين و أشار له هذا

هو الأمير الذي يصلح الجدار، فقال الشاب يا رجل لا تهزأ بي ثانية
.
قال المسلم والله هذا هو .

فصعق الشاب وهو يتذكر كهنتهم المتكبرين على الناس ، وبينما هو مندهش يتأمل.

أتت امرأة مع ابنها وكانت تطلب من أمير المؤمنين أن يزيد عطاءها من بيت مال المسلمين

لأن أبناءها كثر.

فجأة يقوم ابن المرأة بضرب إبن أمير المؤمنين، لأنهما تخاصما على لعبة صغيرة. فشق رأسه

وأخذ الدم ينزف فهرعت زوجة عمر للولد حملته وصرخت على المرأة،

فخافت المرأة وارتعبت بما فعل ولدها الصغير بابن أمير المؤمنين ،

دخل عمر البيت ولف رأس ابنه، وخرج للمرأة وهدأ من روعها وطمأنها وأخذ اللعبة من ابنه

وأعطاها لولد المرأة.

ثم قال لها : اذهبي للخازن وقولي له أن يرفع عطاءك .

فقالت زوجة أمير المؤمنين يضرب ابنك ثم ترفع لها المال وتهدي لإبنها اللعبة.

قال عمر لقد أرعبتها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من روع مسلماً روعه الله يوم

القيامة ......) ثم أكمل إصلاح الجدار.


وكان الشاب السمرقندي ينظر إلى ما يراه بتعجب شديد وهنا اجترأ وقدم بخطا بطيئة إلى عمر

بن عبد العزيز وقال: أنت أمير المسلمين؟


فقال الأمير نعم و ما شأنك ؟ .

فقال يا أمير المؤمنين إني صاحب مظلمة فرد عليه الخليفة : على من تشتكي ....

فقال الفارس :على قتيبة بن مسلم،

فعلم الخليفة أنها ليست شكوى بين اثنين.

فأكمل الفارس شكواه: أرسلني كهنة سمرقند فأخبروني أنه من عادتكم أنكم عندما تفتحون أي

بلد أن تخيرونهم بين ثلاثة أمور :أن تدعوهم للإسلام أو الجزية أو الحرب....

قال الخليفة: نعم ،هذه عادتنا ثم قال ومن حق تلك البلاد أن تختار بين الثلاثة....

قال الشاب وليس من حقكم أن تقرروا أو تفاجئوا وتهجموا،

قال الخليفة: نعم ،فليس من عادتنا أن نفعل ذلك والله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك ،ورسولنا

الكريم نهانا عن الظلم.

فقال الشاب أما قتيبة بن مسلم فلم يفعل ذلك ،بل فاجأنا المسلمون بجيوشهم ...

لما سمع الخليفة ذلك لم يصدر أمرا فليس من عادته أن يسمع لطرف واحد....فلابد أن يتأكد.


ثم أخرج ورقة صغيرة وكتب فيها جملة من سطرين...وأغلقها وختم عليها...وقال : أرسلها

لوالي سمرقند وهو سيرفع عنكم المظلمة.

انطلق هذا الشاب من دمشق إلى سمرقند قاطع هذا المسافة في الصحاري والجبال

وهو يقول ورقة ماذا ستفعل ورقة أمام سيوف قتيبة بن مسلم المقاتل الشرس.

حتى وصل إلى سمرقند و وأعطاها للكهنة فقالوا له أعطها للوالي ليقضي ما في الورقة.

ذهب الشاب وأعطاها للوالي،

استغرب والي سمرقند وتعجب من الرسالة ولكنه يعرف ختم أمير المؤمنين....فتأكد أنها

منه...فتحها...و إذا بها التالي:

" من أميرالمؤمنين إلى والى سمرقند

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نصّب قاضيا يحتكم بين كهنة سمر قند وقتيبة بن مسلم ..وكن أنت مكان قتيبة".

لم يشأ الخليفة أن يرجع قتيبة ويشغله عن فتوحاته...

وإن رأى القاضي غير هذا الآمر فنفذوه ...

لم يستطع الوالي فعل شي إلا أن يفعل كما كتب في ذلك السطرين.

فعين القاضي سريعا.

لكن القاضي أمر أن يرجع قتيبة....لحرصه على العدل وخاف أن تخفى أمورا على الوالي لا

يعرفها إلا قتيبة ،.فحدد لهم يوم غد في المسجد يجتمع فيه الكهنة ثم أمر القاضي بجمع الناس

وبحضور قتيبة بن مسلم قائد أقوى جيش يصول الأرض.

كان قتيبة بن مسلم قد أكمل المسير للصين في فتوحاته الإسلامية فأتاه أمر القاضي بالرجوع.

حينما رجع بعد مسيرة يومين متواصلة خاف الكهنة عندما علموا بوصول قتيبة وأخذوا

يتصببون عرقاً.


دخل قتيبة المسجد وضع سيفه وخلع نعله... ثم أمتثل أمام القاضي قال له القاضي إجلس بجوار

خصمك.

هنا بدأت المحكمة :

فقام الكاهن وقال: قتيبة بن مسلم دخل بلادنا بدون إنذار كل البلاد أعطاها إنذارا وخيارات دعوة

للإسلام أو الجزية أو الحرب....إلا نحن هجم علينا بدون إنذار...

التفت القاضي للقائد الفاتح قتيبة بن مسلم ....ما تقول هذه شكوى عليك.


فقال قتيبة :أصلح الله شأن القاضي فالحرب خدعة …هذا بلد عظيم عقبة أمامنا وكل الذين

كانوا مثله كانوا يقاومون ولم يرضوا بالجزية ....ولم يرضوا بالإسلام وهؤلاء لو قاتلناهم بعد

الإنذار سيقتلون فينا أكثر مما نقتل فيهم ...

وبحمد الله بهذه المفاجأة حمينا المسلمين من أذى عظيم والتاريخ يشهد... تاريخ من قبلهم ولما

فتحنا بلادهم العظيمة ما ورائهم كان أسهل... نعم فاجأناهم لكن أنقذناهم وأدخلناهم الإسلام ....


فقال القاضي: يا قتيبة! هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟؟

فردّ قتيبة : لا فاجأنهم لما حدثتك به من خطرهم....

فقال القاضي : يا قتيبة لقد أقررت ..وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة .

يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين ...واجتناب الغدر وإقامة العدل والله ما خرجنا من بيوتنا

إلا جهادا في سبيل الله...ما خرجنا لنملك الأرض ونحتل البلاد ونعلو فيها بغير حق...

ثم أصدر هذا القاضي حكمه: حكمت أن يخرج جيوش المسلمين جميعا من هذا البلد ويردوه

إلى أهله ويعطوهم الفرصة ليستعدوا للقتال، ثم يخيروهم بين الإسلام أو الجزية أوالحرب.

فإن اختاروا الحرب كان القتال ...وأن يخرج جميع المسلمين كافة من سمرقند خفافاً كما

دخلوها ( أي بلا مكاسب تجارية ) وتسلم المدينة لأهلها، وذلك تطبيقا لشرع الله عز وجل وسنة

نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

بدأ المسلمون يخرجون من المدينة حتى القاضي قام وخرج من أمام الكهنة.

لم يصدقوا الكهنة هذا وأخذ أهل سمرقند ينظرون للمسلمين حتى خرجوا وخلت المدينة منهم .

ثم قال الشاب للكهنة والله إن دينهم لهو الحق "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله".

ونطق الكهنة بالشهادة ودخلوا الإسلام.

تلك هي قصة أعظم محاكمة عرفها التاريخ .

جعلت من أهالي سمرقند يرضون بحكم المسلمين عليهم ودخل الناس للإسلام أفواجا...حتى

كبير كهنة الكنيسة دخل الإسلام.

و هذه كانت صفحة أخرى من صفحات تاريخنا الإسلامي الذي يبرهن في كل موقف على عدل

الإسلام مع المسلمين ومع غير المسلمين...

طواش
19-02-2011, 02:31 AM
أمر أن يبدأوا بتغطية حاجات أقطارهم .. وما فاض وبقي يُرسل إلى الخزينة العامة ..

ومن قصر دخل إقليمه عن تغطية حاجات أهله أمده الخليفة بما يغطي عجزه ،

وراح رحمه الله ينشئ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة يأوي إليها المسافرون وأبناء السبيل ،

ومضى يرفع مستوى الأجور الضعيفة ،

وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا من أيدي الناس أجراً

المعنى
19-02-2011, 03:03 AM
جزاك الله خير
رحم الله عمر بن عبدالعزيز
لقد كان عنوان للعدل

طواش
19-02-2011, 03:16 AM
جزاك الله خير
رحم الله عمر بن عبدالعزيز
لقد كان عنوان للعدل

فعلا لقد كان عمر بن عبدالعزيز عنوانا للعدل في معظم نواحي حياته

قطرية فذة
19-02-2011, 03:17 AM
جزاك الله خير

الكلام اللي تقوله اشوفه قريب جاي

الواقع يُحدث مافيه

اكمل

متابعة

طواش
19-02-2011, 03:32 AM
جزاك الله خير

الكلام اللي تقوله اشوفه قريب جاي

الواقع يُحدث مافيه

اكمل

متابعة

شكرا على المتابعة

khalid969
19-02-2011, 03:56 AM
أعدل حكام بني امية.

قيل ان الشيعة لا يشتموه في منابرهم

طواش
19-02-2011, 02:48 PM
أعدل حكام بني امية.

قيل ان الشيعة لا يشتموه في منابرهم

ليتنا نحاول أن نعدل عدله -على الأقل- في تعاملنا مع غيرنا

طواش
19-02-2011, 03:31 PM
قال أبو أمية الخصمي غلام

عمر ( خادمه ) : دخلت يوماً على مولاتي فغدّتني عدساً ،

فقلت : كل يوم عدس ؟ قالت : يا بني هذا طعام مولاك أمير المؤمنين .

طواش
19-02-2011, 03:43 PM
وقال عنه مالك بن دينار ( الزاهد ) : الناس يقولون مالك زاهد !

إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها.

طواش
19-02-2011, 04:18 PM
وقال عنه الذهبي أيضاً : قد كان

حسن الخَلْق والخُلُق ،

كامل العقل ،

حسن السمت ،

جيد السياسة ،

حريصاً على العدل بكل ممكن ،

وافر العلم ،

فقيه النفس،

ظاهر الذكاء والفهم ،

أوّاهاً منيباً ،

قانتاً لله حنيفاً ،

زاهداً مع الخلافة ،

ناطقاً بالحق مع قلة المعين ، وكثرة الأمراء الظَّلمة الذين ملُّوه وكرهوا مماقتته لهم ونقصه

أعطياتهم ، وأخذه كثيراً مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق ،

وعُدَّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين ، والعلماء العاملين

طواش
19-02-2011, 04:36 PM
إن العصر الذي عاش فيه عمر

بن عبد العزيز في قبيل خلافته كان كما يصفه أحد

الكتاب:" زمن قسوة من الأمراء "، حتى قال عمر:" امتلأت الأرض والله جوراً".

وكذلك فيه من الفساد أن راح كل قادر على النهب ينتهب ما تصل إليه يداه، وغابت الأخلاق

فشاع الترف والانحلال، ووراء الفساد سار الخراب ، فأخذت الأزمات المالية بخناق الدولة

ومحق إنتاجها.

طواش
19-02-2011, 04:50 PM
بدأ عمر بن عبد العزيز - بعد أن

ولي الخلافة - بتغيير هذا الواقع إلى الصورة المثلى في ذهنه،

فلما ولي بدأ بلحمته وأهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم ، وهي الأموال

الهائلة.. والثروات العظيمة التي تملكها أسرته، وإخوته وحاشيته، وعزم على ردها إلى

أصحابها إن عرف أصحابها، أو إلى الخزانة العامة، وأن ينفذ على الجميع قانون " من أين لك

هذا؟ "

وبدأ في ذلك بنفسه، فقد كان له عقارات أيام أسلافه من الخلفاء فرأى أنه لم يكن لهم سلطة

شرعية عليها ليعطوه إياها وأنها من أملاك الدولة .

وأحصى أملاكه فإذا هي كلها من عطايا الخلفاء ولم يجد إلا عيناً في السويداء كان استنبطها

من عطائه ـ والعطاء رواتب عامة تعطى للناس جميعاً من بيت المال .

وتوجه إلى الأمراء فجمعهم وحاول أن يعظهم ويخوفهم الله، وبين لهم أن ليس لهم

من الحق في أموال الخزانة العامة أكثر مما للأعرابي في صحرائه، والراعي في جبله .

وأرادهم على ردها فأبوا.

ودعاهم مرة أخرى إلى وليمة واستعمل أسلوباً آخر من اللين فلم يستجيبوا ، فلما عجزت

معهم أساليب اللين عمد إلى الشدة وأعلم أنه كل من كانت له مظلمة أو عدا عليه أحد من

هؤلاء فليتقدم بدعواه ، وألف لذلك محكمة خاصة ، وبدأ يجردهم من هذه الثروات التي أخذوها

بغير وجهها ويردها إلى أصحابها أو إلى الخزانة العامة .

لافوشيا
19-02-2011, 05:11 PM
رحم الله عمر بن عبدالعزيز

الله يرزقنا أمثاله في كل مجال بالدنيا

طواش
19-02-2011, 05:14 PM
رحم الله عمر بن عبدالعزيز

الله يرزقنا أمثاله في كل مجال بالدنيا

اللهم آمين

ويرزقنا صلاح أنفسنا .

طواش
19-02-2011, 05:22 PM
وفي اليوم التالي من خلافته

رأى موكباً فخيماً من الجياد المطهمة يتوسطها فرس زينت

كالعروس ليمتطي الخليفة ظهرها البَذِخ ، فأمر بها إلى بيت مال المسلمين .

ثم لما وصل إلى السرادق فإذا هو فتنة ولا كإيوان كسرى فأمر بضمه لبيت المال ، ودعا

بحصير ففرشه على الأرض ثم جلس فوقه .

ثم جيء بالأردية المزركشة والطيلسانات الفاخرة التي هي ثياب الخليفة ، فأمر بها إلى بيت

المال .

ثم تعرض عليه الجواري ليختار منهن وصيفات قصر ، فيسألهن عنها ولمن كانت وما بلدها

فيردها إلى أرضها وذويها .

طواش
19-02-2011, 05:32 PM
عن عبد العزيز بن عمر قال لي

رجاء بن حيوة : ما أكمل مروءة أبيك ، سمرت عنده فعشي

السراج وإلى جانبه وصيف نائم ، قلت : ألا أنبهه ؟ قال : لا دعه ، قلت : أنا أقوم ، قال : ليس

من مروءة الرجل استخدامه ضيفه ، فقام إلى بطة ـ إناء كالقارورة ـ الزيت وأصلح السراج ثم

رجع وقال : قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز .

مونديال
19-02-2011, 05:52 PM
الله يرحمنا برحمته
ويغفر للصالحين
ويعيد لنا بعض من رجالهم الابرار

طواش
19-02-2011, 11:58 PM
الله يرحمنا برحمته
ويغفر للصالحين
ويعيد لنا بعض من رجالهم الابرار

اللهم آمين

الله يصلح ذوات نفوسنا ويجعلنا ممن يصلح نفسه قبل أن يطالب بصلاح غيره

بوخالد911
20-02-2011, 12:03 AM
بوررك للنقل الموفق

طواش
20-02-2011, 12:07 AM
بوررك للنقل الموفق

لقد سطّر عمر بن عبدالعزيز بسيرته العطرة تاريخا لا نملك إلا أن نفتخر بنقله ونشره

شكرا لك على المرور

طواش
20-02-2011, 01:24 PM
جمع القرآن وهو صغير، تحدث هو عن نفسه وطفولته فقال : " لقد رأيتني بالمدينة غلاماً مع

الغلمان ثم تاقت نفسي للعلم، فأصبت منه حاجتي " .

ورغب إلى والده أن يغادر مصر إلى المدينة ليَدْرُس بها ويتفقه، فأرسله إليها وعهد به إلى

واحد من كبار معلمي المدينة وفقهائها وصالحيها وهو: صالح بن كيسان رحمه الله،

ثم لا يكاد ينزل بها حتى يلوذ بالشيوخ والعلماء والفقهاء، متجنباً أترابه ولِدَاته .. وأقبل على

العربية وآدابها وشعرها فيستوعب من ذلك كله محصولاً وفيراً .

غيم الجنوب
20-02-2011, 01:43 PM
الله اكبر

طواش
20-02-2011, 02:34 PM
الله اكبر

رحمه الله رحمة واسعة

طواش
20-02-2011, 02:40 PM
كان صالح بن كيسان رحمه الله

يُلزمه الصلوات عندما كان صبيا، فأبطأ يوماً عن الصلاة،

فقال : ما حبسك؟

قال : كانت مرجلتي تسكن شعري.

فقال : بلغ من تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة .

وكتب بذلك إلى والده، فبعث عبد العزيز رسولاً إليه فما كلمه حتى حلق شعره.

طواش
20-02-2011, 02:53 PM
أول خطبة له : حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا

فليفارقنا ، يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها ، ويعيننا على الخير بجهده ،

ويدلنا على الخير ما نهتدي إليه ، ولا يغتابنّ عندنا أحداً ، ولا يعرضن فيما لا يعنيه .

فانقشع عنه الشعراء ،

وثبت معه الفقهاء والزهاد .

طواش
20-02-2011, 03:09 PM
رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رؤيا، فقام من نومه يردد: مَنْ هذا الأشجُّ من بني أمية،

ومِنْ ولد عمر يُسَمى عمر، يسير بسيرة عمر ويملأ الأرض عدلاً.


ومرت الأيام، وتحققت رؤيا أمير المؤمنين، ففي منطقة حلوان بمصر حيث يعيش والى مصر

عبد العزيز بن مروان وزوجته ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وُلِد عمر بن عبد العزيز

سنة 61هـ، وعني والده بتربيته تربية صالحة، وعلَّمه القراءة والكتابة، لكن عمر رغب أن

يغادر مصر إلى المدينة ليأخذ منها العلم.

فاستجاب عبد العزيز بن مروان لرغبة ولده وأرسله إلى واحد من كبار علماء المدينة

وصالحيها وهو (صالح بن كيسان).

حفظ عمر بن عبد العزيز القرآن الكريم، وظهرت عليه علامات الورع وأمارات التقوى، حتى

قال عنه معلِّمه صالح بن كيسان: ما خَبَرْتُ أحدًا -الله أعظم في صدره- من هذا الغلام.

وقد فاجأته أمه ذات يوم وهو يبكي في حجرته، فسألته: ماذا حدث لك يا عمر؟

فأجاب: لا شيء يا أماه إنما ذكرتُ الموت، فبكت أمه.

وكان معجبًا إعجابًا شديدًا بعبد الله بن عمر -رضي الله عنه- وكان دائمًا يقول لأمه: تعرفين يا

أماه لأكونن مثل خالي عبد الله بن عمر، ولم تكن هذه الأشياء وحدها هي التي تُنبئ بأن هذا

الطفل الصغير سيكون علمًا من أعلام الإسلام، بل كانت هناك علامات أخرى تؤكد ذلك، فقد دخل

عمر بن العزيز إلى إصطبل أبيه، فضربه فرس فشجَّه (أصابه في رأسه) فجعل أبوه يمسح الدم

عنه، ويقول: إن كنتَ أشجَّ بني أمية إنك إذن لسعيد.

طواش
20-02-2011, 03:15 PM
وكان عمر نحيف الجسم أبيض الوجه حسن اللحية، وتمضي الأيام والسنون ليصبح عمر بن

عبد العزيز شابًّا فتيًّا، يعيش عيشة هنيئة، يلبس أغلى الثياب، ويتعطر بأفضل العطور،

ويركب أحسن الخيول وأمهرها، فقد ورث عمر عن أبيه الكثير من الأموال والمتاع والدواب، وبلغ

إيراده السنوي ما يزيد على الأربعين ألف دينار، وزوَّجه الخليفة عبد الملك بن مروان ابنته

فاطمة، وكان عمر -رضي الله عنه- وقتها في سن العشرين من عمره، فازداد غِنًى وثراءً.