الصاعق الحارق
19-02-2011, 10:50 AM
قطر تحقق 70 % من أمنها الغذائي بحلول عام 2023
قنا 19/02/2011
توقع السيد فهد بن محمد العطية رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي ان تحقق دولة قطر ما بين 60 الى 70 بالمائة من امنها الغذائي بحلول عام 2023 من خلال استخدام تكنولوجيا حديثه بوصفها الحل الأول والأخير لمشكة الزراعة في المناطق الجافة مشيرا الى أن قطر تستورد حاليا /90/ بالمائة من حاجاتها الغذائية.
وكشف السيد فهد بن محمد العطية في حديث لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن انتهاء فريق عمل برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي من المراحل الثلاث للأولى للبرنامج الذي يتضمن أربع مراحل عمل يتم الانتهاء من كافة مراحل اعدادها في عام 2013 ليتم بدء التطبيق بعد ذلك .
واوضح أن المرحلة الأولى كانت مرحلة الاستكشاف لمعرفة حجم المشكلة ومقدار العمل اللازم ، والثانية مرحلة تحليل المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتوفرة لاستخلاص الخطوط العريضة لصياغة الخطة الشاملة حيث تم خلال تلك المرحلة الاطلاع على البيانات الموجودة في البلد من قبل جميع المؤسسات والهيئات والوزارت والشركات السبعة عشرة الاعضاء في البرنامج منوها بمشاركة الجميع بإبداء ارائهم واعطاء كافة البيانات المتوفرة لديهم .
وأضاف أن الفريق قام خلال المرحلة الثالثة بوضع تصور مبدئي لحل المشكلة وانه يعمل حاليا من خلال المرحلة الرابعة والأخيرة على وضع التصور النهائي اي التصميم التفصيلي للخطة الشاملة ، مشيرا الى ان البرنامج سينتقل بعد الانتهاء من المراحل الأربع الى المرحلة الخامسة وهي المرحلة التنفيذية والتطبيقية .
واوضح رئيس فريق برنامج قطر الوطني للامن الغذائي أنه سيتم خلال المرحلة التنفيذية للبرنامج استحداث جهات ومؤسسات جديدة مثل جهاز السلامة الغذائية وهيئة الطاقة المتجددة وغيرها حيث ستقوم تلك الجهات اضافة الى الجهات السبعة عشرة الأعضاء في البرنامج بتطبيق الخطة الشاملة تمهيدا لتطبيق الخطة كاملة خلال عام 2023 وبذلك تكون قطر قد حققت أمنها الغذائي .
وأضاف ان الميزة في الخطة القطرية لتحقيق أمنها الغذائي انها بدأت من الصفر ولا وجود لمصالح قد تعرقل سيرها .. واصفا الخطة بالصفحة البيضاء حيث سيتم التعاون مع أية دولة تحقيقا للمنفعة العامة وسعيا لاكتساب التكنولوجيا الحديثة في الزراعة بهدف الاستفادة من التكنولوجيا الموجودة في اي بلد والتي قد تكون مخصصة لزراعة نبتة معينة تمهيدا لتطبيق تلك التكنولوجيا في قطر .
ولفت الى وجود تنسيق بين البرنامج وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حيث تم عقد اجتماعات مشتركة بين الجانبين للتباحث حول المستقبل والمشاركة في المعلومات ومناقشة كيفية الاعداد للمرحلة القادمة بما يخدم تطبيق الخطة الشاملة حول الامن الغذائي .
وذكر السيد فهد بن محمد العطية ان برنامج قطر الوطني للامن الغذائي يعمل على تطوير أربعة قطاعات اقتصادية يقوم على اساسها البرنامج وهي قطاع الانتاج الزراعي وقطاع تحلية وادارة المياه وقطاع الطاقة المتجددة وقطاع التصنيع الغذائي مشيرا الى ان جميع تلك القطاعات تواجه تحديات عند العمل فيها وان القطاع الزراعي هو الاكثر تحديا والماء هو تحد ايضا وان الزراعة تتعامل مع عنصر عضوي طبيعي هو النبات .
واشار رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي الى اختلاف العناصر في القطاعات الثانية حيث يتم التعامل مع عنصر ميكانيكي في مجال تطوير استخدام الطاقة المتجددة لافتا الى ان قطاع الاقتصاد الزراعي سيكون الاصعب لان هذا القطاع يجب ان يكون محكوما بصورة فاعلة فنيا وتقنيا لكي يفي باحتياجات السوق .
وقال ان الهدف الرئيسي من برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي هو حل مشكلة نقص الغذاء ليس فقط من خلال طرح المشاريع وانما عن طريق خلق اقتصادات لان الاقتصاد عبارة عن كتل مترابطة بعضها ببعض وعوامل تعتمد على بعضها البعض وعوامل مترابطة في اقتصاد واحد ، موضحا أن البرنامج اعطى مسمى "اقتصاد " لقطاعاته الاربعة التي يستهدف تطويرها لان الهدف من تطوير تلك القطاعات هو تعزيز مبدأ الاستدامة حيث ان طرح مشروع دون توافر العوامل المحيطة لتطويره يؤدي الى زوال المشروع وانتفاء المنفعة العامة منه .
وحول منطقة التصنيع الغذائي المزمع انشاؤها تطبيقا لتحقيق البرنامج لاهدافه قال انه تم الانتهاء من المرحلة الثالثة في سياق انشاء تلك المنطقة حيث تم وضع الخطة الشاملة المبدئية وتم تحديد موقع لهذه الارض التي تقع بين مدينة الخور ومنطقة الدوحة لافتا الى انه سيتم الانتهاء من انشاء تلك المنطقة خلال العشر سنوات القادمة حيث سيعمل القطاع الخاص على الاستثمار فيها واقامة المصانع وكل ما يتطلبه القطاع الغذائي من تصنيع .
وأفاد بأن الهدف من انشاء هذه المنطقة هو توفير البنية التحتية المتكاملة لهذه الصناعة بحيث تتواجد فيها عوامل بيئية بحكم ان الغذاء له مخلفات كثيرة وعوامل سلامة و تشترط فيه امور لا تشترط بالصناعات الاخرى .. مشيرا الى ان تصدير الغذاء يستوجب تعاملا يوميا مع السوق اضافة الى شروط خاصة لناحية المواصلات .
وحول تخطيط البرنامج لتعزيز الاستثمارات الزراعية في الخارج ذكر رئيس برنامج قطر الوطني للامن الغذائي ان شركة "حصاد " التي يملكها جهاز قطر للاستثمار التي هي عضو في البرنامج تقوم بالجانب الاستثماري الخارجي ضمن الخطة الشاملة حيث تدعم تنفيذ الخطة من خلال الاستثمارات الذكية .
واعتبر السيد فهد بن محمد العطية الاستثمار الزراعي الخارجي استثمارا مطلوبا كونه سيوفر قدرا كبيرا من الغذاء للعالم وليس فقط لقطر حيث ان توفير هذا القدر الكافي من الغذاء عالميا سيساهم في استقرار وضع العالم غذائيا.
وشدد رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي على ان انتاج اي منتج في قطر سيكون استهلاكه في قطر فقط ولن يصدر لان الهدف الرئيسي هو كفاية السوق المحلي .
وقال ان قطر لا تستطيع ان تؤمن غذاءها من خلال الاستثمار في الخارج فقط لان كل بلد مستقل قد يضع شروطا على صادراته خاصة ان قطر تقع في منطقة جغرافية مليئة بالتطورات السياسية مؤكدا ان الاستثمار الخارجي هو استثمار داعم وليس اساسي وانما الاستثمار الرئيسي هو في دولة قطر وضمن حدودها لحماية الامن الغذائي على المدى البعيد.
وحول نقص الكليات والمعاهد الزراعية في قطر اشار الى انه كانت توجد كلية تعنى بالزراعة في قطر سابقا وتم اقفالها مؤكدا ان الهدف من البرنامج هو اعداد اقتصادات حيث انه ضمن اي اقتصاد لا بد من توفر بنية تحتية كون الاقتصاد هو شي متجدد ولا بد من توفر جميع العوامل فيه وضمن تلك العوامل المؤسسات التعليمية والبحثية وهذا ما سيعمل برنامج قطر على العمل عليه في المستقبل .
وقال ان فريق عمل البرنامج يقوم بمشاورات مع مؤسسة قطر للعلوم والتكنولوجيا وتنمية المجتمع حيث تم عقد لقاءات ثنائية بين الجانبين من اجل انشاء جامعات وكليات ومؤسسات تدريبية في جميع الاقتصادات الاربعة.
وارجع السيد فهد بن محمد العطية التباين في حجم الفجوة الغذائية بين منطقة عربية وأخرى إلى عدم وجود منظومة عربية في المجال الزراعي تؤمن للمستثمر والدولة المستثمر فيها قدرا من التنظيم والاستقرار والثقة المتبادلة .. وطالب بضرورة وضع منظومة ترتكز على الاستثمار الزراعي المتبادل والمحافظة على رؤوس الأموال المستثمرة في هذا القطاع وتعزيز التجارة البينية في قطاع المواد الغذائية من اجل حماية المستثمر في هذا القطاع بما يعزز الامن الغذائي العربي.
وحول نية برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي تنظيم مؤتمر حول الأمن الغذائي في قطر خلال شهر مارس القادم بعد أن تم تأجيله ، اعتبر رئيس البرنامج أن الهدف ليس تنظيم المؤتمر في حد ذاته بل الهدف هو الخروج بمعطيات تفيد الامن الغذائي عازيا أسباب التأجيل إلى الدخول في مناقشات مع بعض الدول والجهات للاتفاق على آلية معينة قابلة للتطبيق بحيث لا يكون المؤتمر مجرد إعلان دون تحقيق الاهداف المرجوة من انعقاده .
وأكد رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي أن تاريخ الانعقاد مرتبط ارتباطا مباشرا بالمخرجات التي شدد على أنها يجب أن تكون ذات بعد استراتيجي بحيث تساهم في تحقيق استقرار الأمن الغذائي مشددا على أنه في حال عدم حصول ذلك يبقى تاريخ الانعقاد عرضة للتغير حسب الظروف والعوامل .
وفي سياق متصل لفت الى تعاون البرنامج مع بعض الجهات المعنية في المجال الزراعي ومنها المنظمة العربية للتنمية الزراعية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأمم المتحدة للغذاء وغيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية المعنية من خلال حضور ورش العمل والمؤتمرات وتبادل الرؤى والتصورات في كافة مراحل البرنامج .
ولفت الى اهمية المبادرة القطرية التي أطلقتها فى الأمم المتحدة للدول التي تعاني من مشكلة التصحر أو جفاف الأراضي منوها بالنتائج المثمرة التي تحققت من اجتماع "التحالف العالمي للاراضي الجافة :شراكة من اجل الامن الغذائي" الذي عقد مؤخراً بنيويورك وتم طرح المبادرة القطرية خلاله .
وأشار إلى أن المبادرة القطرية تدعو لبناء تحالف يستهدف تعزيز الامن الغذائي في البلدان القاحلة والتنسيق بين هذه الدول في مجال السياسات العامة لقضية الأمن الغذائي والتركيز في مجالاتها الأربعة وهي الطاقة والمياه والزراعة والغذاء .. وقال إن الهدف الذي تسعى اليه قطر هو تبادل خبرات كل دولة وتجربتها فيما يتعلق بحلولها التكنولوجية والمعرفية في توفير الأمن الغذائي وامكانية تعميم الاستفادة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي .
وقال أن المبادرة لاقت اقبالا كبيرا من جميع الحاضرين مؤكدا أن دولة قطر تسعى من خلال هذه المبادرة الى الحد من مسألة انعدام الأمن الغذائي من خلال تطوير مؤسساتي ذكي يجمع بين الدول الجافة ذات العلاقة تحت منظومة تقوم بمساعدة تلك الدول على تخطي العقبات ومواجهة الكوارث التي قد تحصل لأي طارئ.
وتطرق السيد فهد بن محمد العطية خلال اللقاء الى الصعوبات التي تواجه الانتاج الزراعي في المناطق الجافة لافتا الى اختلاف التطبيقات الزراعية التي تستخدم في المناطق الجافة في شمال العالم عن تلك المستخدمة في المناطق الجافة في جنوب العالم.
واعتبر انه لا توجد قفزات في حل تلك المشكلة مشددا على ان دولة قطر تسعى من خلال برانامجها للامن الغذائي للريادة في حل مشكلة الجاف التي تعاني منها الامر الذي سيعطيها الفرصة لكي تكون مصدرا للمعلومات وللتكنولوجيا لتطبيق هذا البرنامج في المناطق الجافة في العالم أجمع بحيث تكون قطر هي اول دولة يتم تطبيق هذه التجربة على أرض الواقع فيها بصورة علمية وفنية وهو ما يعمق الاستفادة وتصبح صالحة للتطبيق في الدول ذات الظروف المشابهة .
وحول توقعاته بشان اسعار المنتجات الزراعية القطرية بعد العام 2023 اكد ان الانتاج الزراعي المحلي سيؤدي الى استقرار الاسعار في السوق انطلاقا من التوافق بين العرض والطلب تبعا للقواعد الاقتصادية ، مشددا على ان توافق العرض والطلب يؤدي الى استقرار الأسعار بالمقدار الذي يوفر للمستهلك سعرا مناسبا لتلك السلعة المطلوب شراؤها.
وأكد أن دور البرنامج هو تصميم نظام مستقبلي ووضع خطة شاملة إلى 2013 مشيرا في هذا السياق الى ان قطر توفر احتياجاتها من المياه العذبة عن طريق محطات تحلية تستخدم الطاقة الهيدروكربونية .. وقال انه إذا كنا سنستخدم مياه التحلية للمزارع فيجب أن يكون مصدرها الرئيس الطاقة المستدامة لافتا الى ان توفر الإشعاع الشمسي في قطر يجعلها مؤهلة أكثر من غيرها من دول العالم لاستقطاب تلك التكنولوجيا في إنتاج طاقة كافية مستدامة ونظيفة لإنتاج مياه تستخدم في الإنتاج الزراعي .
وقال إن قطر ستصدر بعد تطبيق برنامجها الوطني للامن الغذائي أربع معارف هي معرفة الطاقة المتجددة ومعرفة تكنولوجيا المياه ومعرفة التكنولوجيا الزراعية في الأراضي الجافة والتكنولوجيا الغذائية .
واعتبر ان الهدف من تطبيق البرنامج اضافة الى كفاية السوق المحلي هو تصدير قطر للمعرفة في اربعة مجالات اقتصادية وان تكون رائدة في مجال تصدير هذه المعارف مشددا على ان برنامج قطر للأمن الغذائي يأتي في إطار رؤية قطر 2030 وهي الهادفة لأن تكون قطر مصدرا للمعرفة.
يذكر أن برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي تأسس في عام 2008 كمبادرة من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد بهدف وضع نهج مستدام للأمن الغذائي لدولة قطر، ويسعى البرنامج للمساهمة في دعم الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030 وهي التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية .
ويتألف فريق عمل برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي من 17 مؤسسة وهيئة حكومية وخاصة مختلفة، تعمل من أجل وضع خطة رئيسية شاملة سيتم تقديمها في نهاية المطاف لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد .
ويستهدف البرنامج وضع حل شامل ومستدام على المدى الطويل للتحديات التي تواجه دولة قطر فيما يتعلق بالأمن الغذائي بغية زيادة وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي اضافة الى تعزيز أمن الواردات الغذائية لتخفيف العجز في الإمدادات الغذائية التي قد تواجهه دولة قطر .
المصدر
http://www.argaam.com/Portal/Content/ArticleDetail.aspx?articleid=198085
قنا 19/02/2011
توقع السيد فهد بن محمد العطية رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي ان تحقق دولة قطر ما بين 60 الى 70 بالمائة من امنها الغذائي بحلول عام 2023 من خلال استخدام تكنولوجيا حديثه بوصفها الحل الأول والأخير لمشكة الزراعة في المناطق الجافة مشيرا الى أن قطر تستورد حاليا /90/ بالمائة من حاجاتها الغذائية.
وكشف السيد فهد بن محمد العطية في حديث لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن انتهاء فريق عمل برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي من المراحل الثلاث للأولى للبرنامج الذي يتضمن أربع مراحل عمل يتم الانتهاء من كافة مراحل اعدادها في عام 2013 ليتم بدء التطبيق بعد ذلك .
واوضح أن المرحلة الأولى كانت مرحلة الاستكشاف لمعرفة حجم المشكلة ومقدار العمل اللازم ، والثانية مرحلة تحليل المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتوفرة لاستخلاص الخطوط العريضة لصياغة الخطة الشاملة حيث تم خلال تلك المرحلة الاطلاع على البيانات الموجودة في البلد من قبل جميع المؤسسات والهيئات والوزارت والشركات السبعة عشرة الاعضاء في البرنامج منوها بمشاركة الجميع بإبداء ارائهم واعطاء كافة البيانات المتوفرة لديهم .
وأضاف أن الفريق قام خلال المرحلة الثالثة بوضع تصور مبدئي لحل المشكلة وانه يعمل حاليا من خلال المرحلة الرابعة والأخيرة على وضع التصور النهائي اي التصميم التفصيلي للخطة الشاملة ، مشيرا الى ان البرنامج سينتقل بعد الانتهاء من المراحل الأربع الى المرحلة الخامسة وهي المرحلة التنفيذية والتطبيقية .
واوضح رئيس فريق برنامج قطر الوطني للامن الغذائي أنه سيتم خلال المرحلة التنفيذية للبرنامج استحداث جهات ومؤسسات جديدة مثل جهاز السلامة الغذائية وهيئة الطاقة المتجددة وغيرها حيث ستقوم تلك الجهات اضافة الى الجهات السبعة عشرة الأعضاء في البرنامج بتطبيق الخطة الشاملة تمهيدا لتطبيق الخطة كاملة خلال عام 2023 وبذلك تكون قطر قد حققت أمنها الغذائي .
وأضاف ان الميزة في الخطة القطرية لتحقيق أمنها الغذائي انها بدأت من الصفر ولا وجود لمصالح قد تعرقل سيرها .. واصفا الخطة بالصفحة البيضاء حيث سيتم التعاون مع أية دولة تحقيقا للمنفعة العامة وسعيا لاكتساب التكنولوجيا الحديثة في الزراعة بهدف الاستفادة من التكنولوجيا الموجودة في اي بلد والتي قد تكون مخصصة لزراعة نبتة معينة تمهيدا لتطبيق تلك التكنولوجيا في قطر .
ولفت الى وجود تنسيق بين البرنامج وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا حيث تم عقد اجتماعات مشتركة بين الجانبين للتباحث حول المستقبل والمشاركة في المعلومات ومناقشة كيفية الاعداد للمرحلة القادمة بما يخدم تطبيق الخطة الشاملة حول الامن الغذائي .
وذكر السيد فهد بن محمد العطية ان برنامج قطر الوطني للامن الغذائي يعمل على تطوير أربعة قطاعات اقتصادية يقوم على اساسها البرنامج وهي قطاع الانتاج الزراعي وقطاع تحلية وادارة المياه وقطاع الطاقة المتجددة وقطاع التصنيع الغذائي مشيرا الى ان جميع تلك القطاعات تواجه تحديات عند العمل فيها وان القطاع الزراعي هو الاكثر تحديا والماء هو تحد ايضا وان الزراعة تتعامل مع عنصر عضوي طبيعي هو النبات .
واشار رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي الى اختلاف العناصر في القطاعات الثانية حيث يتم التعامل مع عنصر ميكانيكي في مجال تطوير استخدام الطاقة المتجددة لافتا الى ان قطاع الاقتصاد الزراعي سيكون الاصعب لان هذا القطاع يجب ان يكون محكوما بصورة فاعلة فنيا وتقنيا لكي يفي باحتياجات السوق .
وقال ان الهدف الرئيسي من برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي هو حل مشكلة نقص الغذاء ليس فقط من خلال طرح المشاريع وانما عن طريق خلق اقتصادات لان الاقتصاد عبارة عن كتل مترابطة بعضها ببعض وعوامل تعتمد على بعضها البعض وعوامل مترابطة في اقتصاد واحد ، موضحا أن البرنامج اعطى مسمى "اقتصاد " لقطاعاته الاربعة التي يستهدف تطويرها لان الهدف من تطوير تلك القطاعات هو تعزيز مبدأ الاستدامة حيث ان طرح مشروع دون توافر العوامل المحيطة لتطويره يؤدي الى زوال المشروع وانتفاء المنفعة العامة منه .
وحول منطقة التصنيع الغذائي المزمع انشاؤها تطبيقا لتحقيق البرنامج لاهدافه قال انه تم الانتهاء من المرحلة الثالثة في سياق انشاء تلك المنطقة حيث تم وضع الخطة الشاملة المبدئية وتم تحديد موقع لهذه الارض التي تقع بين مدينة الخور ومنطقة الدوحة لافتا الى انه سيتم الانتهاء من انشاء تلك المنطقة خلال العشر سنوات القادمة حيث سيعمل القطاع الخاص على الاستثمار فيها واقامة المصانع وكل ما يتطلبه القطاع الغذائي من تصنيع .
وأفاد بأن الهدف من انشاء هذه المنطقة هو توفير البنية التحتية المتكاملة لهذه الصناعة بحيث تتواجد فيها عوامل بيئية بحكم ان الغذاء له مخلفات كثيرة وعوامل سلامة و تشترط فيه امور لا تشترط بالصناعات الاخرى .. مشيرا الى ان تصدير الغذاء يستوجب تعاملا يوميا مع السوق اضافة الى شروط خاصة لناحية المواصلات .
وحول تخطيط البرنامج لتعزيز الاستثمارات الزراعية في الخارج ذكر رئيس برنامج قطر الوطني للامن الغذائي ان شركة "حصاد " التي يملكها جهاز قطر للاستثمار التي هي عضو في البرنامج تقوم بالجانب الاستثماري الخارجي ضمن الخطة الشاملة حيث تدعم تنفيذ الخطة من خلال الاستثمارات الذكية .
واعتبر السيد فهد بن محمد العطية الاستثمار الزراعي الخارجي استثمارا مطلوبا كونه سيوفر قدرا كبيرا من الغذاء للعالم وليس فقط لقطر حيث ان توفير هذا القدر الكافي من الغذاء عالميا سيساهم في استقرار وضع العالم غذائيا.
وشدد رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي على ان انتاج اي منتج في قطر سيكون استهلاكه في قطر فقط ولن يصدر لان الهدف الرئيسي هو كفاية السوق المحلي .
وقال ان قطر لا تستطيع ان تؤمن غذاءها من خلال الاستثمار في الخارج فقط لان كل بلد مستقل قد يضع شروطا على صادراته خاصة ان قطر تقع في منطقة جغرافية مليئة بالتطورات السياسية مؤكدا ان الاستثمار الخارجي هو استثمار داعم وليس اساسي وانما الاستثمار الرئيسي هو في دولة قطر وضمن حدودها لحماية الامن الغذائي على المدى البعيد.
وحول نقص الكليات والمعاهد الزراعية في قطر اشار الى انه كانت توجد كلية تعنى بالزراعة في قطر سابقا وتم اقفالها مؤكدا ان الهدف من البرنامج هو اعداد اقتصادات حيث انه ضمن اي اقتصاد لا بد من توفر بنية تحتية كون الاقتصاد هو شي متجدد ولا بد من توفر جميع العوامل فيه وضمن تلك العوامل المؤسسات التعليمية والبحثية وهذا ما سيعمل برنامج قطر على العمل عليه في المستقبل .
وقال ان فريق عمل البرنامج يقوم بمشاورات مع مؤسسة قطر للعلوم والتكنولوجيا وتنمية المجتمع حيث تم عقد لقاءات ثنائية بين الجانبين من اجل انشاء جامعات وكليات ومؤسسات تدريبية في جميع الاقتصادات الاربعة.
وارجع السيد فهد بن محمد العطية التباين في حجم الفجوة الغذائية بين منطقة عربية وأخرى إلى عدم وجود منظومة عربية في المجال الزراعي تؤمن للمستثمر والدولة المستثمر فيها قدرا من التنظيم والاستقرار والثقة المتبادلة .. وطالب بضرورة وضع منظومة ترتكز على الاستثمار الزراعي المتبادل والمحافظة على رؤوس الأموال المستثمرة في هذا القطاع وتعزيز التجارة البينية في قطاع المواد الغذائية من اجل حماية المستثمر في هذا القطاع بما يعزز الامن الغذائي العربي.
وحول نية برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي تنظيم مؤتمر حول الأمن الغذائي في قطر خلال شهر مارس القادم بعد أن تم تأجيله ، اعتبر رئيس البرنامج أن الهدف ليس تنظيم المؤتمر في حد ذاته بل الهدف هو الخروج بمعطيات تفيد الامن الغذائي عازيا أسباب التأجيل إلى الدخول في مناقشات مع بعض الدول والجهات للاتفاق على آلية معينة قابلة للتطبيق بحيث لا يكون المؤتمر مجرد إعلان دون تحقيق الاهداف المرجوة من انعقاده .
وأكد رئيس فريق برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي أن تاريخ الانعقاد مرتبط ارتباطا مباشرا بالمخرجات التي شدد على أنها يجب أن تكون ذات بعد استراتيجي بحيث تساهم في تحقيق استقرار الأمن الغذائي مشددا على أنه في حال عدم حصول ذلك يبقى تاريخ الانعقاد عرضة للتغير حسب الظروف والعوامل .
وفي سياق متصل لفت الى تعاون البرنامج مع بعض الجهات المعنية في المجال الزراعي ومنها المنظمة العربية للتنمية الزراعية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأمم المتحدة للغذاء وغيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية المعنية من خلال حضور ورش العمل والمؤتمرات وتبادل الرؤى والتصورات في كافة مراحل البرنامج .
ولفت الى اهمية المبادرة القطرية التي أطلقتها فى الأمم المتحدة للدول التي تعاني من مشكلة التصحر أو جفاف الأراضي منوها بالنتائج المثمرة التي تحققت من اجتماع "التحالف العالمي للاراضي الجافة :شراكة من اجل الامن الغذائي" الذي عقد مؤخراً بنيويورك وتم طرح المبادرة القطرية خلاله .
وأشار إلى أن المبادرة القطرية تدعو لبناء تحالف يستهدف تعزيز الامن الغذائي في البلدان القاحلة والتنسيق بين هذه الدول في مجال السياسات العامة لقضية الأمن الغذائي والتركيز في مجالاتها الأربعة وهي الطاقة والمياه والزراعة والغذاء .. وقال إن الهدف الذي تسعى اليه قطر هو تبادل خبرات كل دولة وتجربتها فيما يتعلق بحلولها التكنولوجية والمعرفية في توفير الأمن الغذائي وامكانية تعميم الاستفادة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي .
وقال أن المبادرة لاقت اقبالا كبيرا من جميع الحاضرين مؤكدا أن دولة قطر تسعى من خلال هذه المبادرة الى الحد من مسألة انعدام الأمن الغذائي من خلال تطوير مؤسساتي ذكي يجمع بين الدول الجافة ذات العلاقة تحت منظومة تقوم بمساعدة تلك الدول على تخطي العقبات ومواجهة الكوارث التي قد تحصل لأي طارئ.
وتطرق السيد فهد بن محمد العطية خلال اللقاء الى الصعوبات التي تواجه الانتاج الزراعي في المناطق الجافة لافتا الى اختلاف التطبيقات الزراعية التي تستخدم في المناطق الجافة في شمال العالم عن تلك المستخدمة في المناطق الجافة في جنوب العالم.
واعتبر انه لا توجد قفزات في حل تلك المشكلة مشددا على ان دولة قطر تسعى من خلال برانامجها للامن الغذائي للريادة في حل مشكلة الجاف التي تعاني منها الامر الذي سيعطيها الفرصة لكي تكون مصدرا للمعلومات وللتكنولوجيا لتطبيق هذا البرنامج في المناطق الجافة في العالم أجمع بحيث تكون قطر هي اول دولة يتم تطبيق هذه التجربة على أرض الواقع فيها بصورة علمية وفنية وهو ما يعمق الاستفادة وتصبح صالحة للتطبيق في الدول ذات الظروف المشابهة .
وحول توقعاته بشان اسعار المنتجات الزراعية القطرية بعد العام 2023 اكد ان الانتاج الزراعي المحلي سيؤدي الى استقرار الاسعار في السوق انطلاقا من التوافق بين العرض والطلب تبعا للقواعد الاقتصادية ، مشددا على ان توافق العرض والطلب يؤدي الى استقرار الأسعار بالمقدار الذي يوفر للمستهلك سعرا مناسبا لتلك السلعة المطلوب شراؤها.
وأكد أن دور البرنامج هو تصميم نظام مستقبلي ووضع خطة شاملة إلى 2013 مشيرا في هذا السياق الى ان قطر توفر احتياجاتها من المياه العذبة عن طريق محطات تحلية تستخدم الطاقة الهيدروكربونية .. وقال انه إذا كنا سنستخدم مياه التحلية للمزارع فيجب أن يكون مصدرها الرئيس الطاقة المستدامة لافتا الى ان توفر الإشعاع الشمسي في قطر يجعلها مؤهلة أكثر من غيرها من دول العالم لاستقطاب تلك التكنولوجيا في إنتاج طاقة كافية مستدامة ونظيفة لإنتاج مياه تستخدم في الإنتاج الزراعي .
وقال إن قطر ستصدر بعد تطبيق برنامجها الوطني للامن الغذائي أربع معارف هي معرفة الطاقة المتجددة ومعرفة تكنولوجيا المياه ومعرفة التكنولوجيا الزراعية في الأراضي الجافة والتكنولوجيا الغذائية .
واعتبر ان الهدف من تطبيق البرنامج اضافة الى كفاية السوق المحلي هو تصدير قطر للمعرفة في اربعة مجالات اقتصادية وان تكون رائدة في مجال تصدير هذه المعارف مشددا على ان برنامج قطر للأمن الغذائي يأتي في إطار رؤية قطر 2030 وهي الهادفة لأن تكون قطر مصدرا للمعرفة.
يذكر أن برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي تأسس في عام 2008 كمبادرة من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد بهدف وضع نهج مستدام للأمن الغذائي لدولة قطر، ويسعى البرنامج للمساهمة في دعم الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030 وهي التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية .
ويتألف فريق عمل برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي من 17 مؤسسة وهيئة حكومية وخاصة مختلفة، تعمل من أجل وضع خطة رئيسية شاملة سيتم تقديمها في نهاية المطاف لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد .
ويستهدف البرنامج وضع حل شامل ومستدام على المدى الطويل للتحديات التي تواجه دولة قطر فيما يتعلق بالأمن الغذائي بغية زيادة وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي اضافة الى تعزيز أمن الواردات الغذائية لتخفيف العجز في الإمدادات الغذائية التي قد تواجهه دولة قطر .
المصدر
http://www.argaam.com/Portal/Content/ArticleDetail.aspx?articleid=198085