المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام في اللغة:«آيات الاستفهام» أسلوب بديع انفرد به الخطاب القرآني -منقول



عابر سبيل
20-02-2011, 01:40 PM
[]اعجبني المقال التالي في جريدة
الوطن بعدد الجمعة
18/2/2011...
فأحببت ان اضعه بين يدي المتابعين..
لعل فيه تنويع و فائدة و اثراء و دعم
للمعرفة و الملكة الادبية و حتى الكتابية ..
او هو ربما للبعض ..مجرد تجديد للذاكرة


["]«آيات الاستفهام» أسلوب بديع انفرد به الخطاب القرآني





الخطاب القرآني- وهو كذلك في كلام العرب- إما أن يساق مساق التقرير؛ ليقرر أمراً ما، كقوله تعالى: «الله خالق كل شيء » (الرعد:16)؛ وإما أن يساق مساق النفي؛ لينفي أمراً ما، كقوله سبحانه: «ليس كمثله شيء» (الشورى:11)؛ وإما أن يساق مساق التعجب، تعجباً من أمر ما، كقوله عز وجل: «فما أصبرهم على النار» (البقرة:175)؛ وإما أن يساق مساق الاستفهام لمعنى ما، نحو قوله تعالى: «هل من خالق غير الله» (فاطر:3).

والذي نريد أن نتحدث عنه هنا هو الخطاب الاستفهامي، أي الجملة الاستفهامية، فما هي حقيقة الاستفهام في القرآن، وهل هو مساق على سبيل الحقيقة، أم على سبيل المجاز؟ هذا ما نسعى للوقوف عليه في هذا المقال.

ونسارع إلى القول بداية: إن الاستفهام في كلام العرب، يستعمل للاستفهام عن أمر يجهله السائل، وهو في التعريف: طلب خبر ما ليس عندك، أو هو طلب الفهم، هذا من حيث الأصل، وقد يستعمل الاستفهام على سبيل المجاز لا على سبيل الحقيقة لمعنى يقصده السائل، كقول الوالد لولده: كم مرة قلت لك: لا تفعل هذا الفعل؟ فالسؤال هنا لا يراد منه حقيقة الاستفهام، بل المراد منه تقريع الولد وتوبيخه على معاودته الفعل المنهي عنه.

فإذا انتقلنا إلى القرآن، فإن الذي ينبغي أن يقال في هذا الصدد: إنه سبحانه لا يستفهم خلقه عن شيء، وإنما يستفهمهم ليقررهم ويذكرهم أنهم قد علموا حق ذلك الشيء، وهذا أسلوب بديع انفرد به الخطاب القرآني.

والمهم أن نعلم هنا، أن السؤال إنما يكون لطلب العلم، وهو على الله تعالى محال، وأسلوب الاستفهام الوارد في القرآن الكريم، ليس هو استفهامًا على سبيل الحقيقة، وإنما هو وارد لمعان أخرى، نستجليها وَفْق الآتي:

استفهام يراد به «الإنكار»، ويطلب بهذا الاستفهام إنكار المخاطب لما يُستفهم عنه، كقوله تعالى: « أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» (يونس:99)، أي: لا تكره. وكقوله سبحانه: «أفأنت تنقذ من في النار» (الزمر:19)، أي: لست تنقذ من في النار، والاستفهام بهذا المعنى كثير في القرآن لمن تتبعه.

استفهام يراد به «التقرير»، ويطلب بهذا الاستفهام حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر ما، كقوله تعالى: «ألست بربكم» (الأعراف:172)، أي: أنا ربكم. ومنه قوله سبحانه: «أليس الله بكاف عبده» (الزمر:36)، أي: الله كاف جميع عباده. فليس المراد في الآيتين حقيقة السؤال، وإنما حمل العباد على الإقرار بربوبية الخالق، وكفايته لخلقه.

استفهام يراد به «التوبيخ»، وأكثر ما يقع في أمر ثابت، وُبِّخ على فعله، كقوله تعالى: «أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين» (الصافات:125)، فالسؤال مراد منه التوبيخ على دعوتهم غير الله إلهاً؛ ويقع على ترك فعل كان ينبغي أن يقع، كقوله سبحانه: «ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها» (النساء:97)، أي: هي واسعة، فهلا هاجرتم فيها، فالسؤال سيق مساق التوبيخ؛ لتركهم الهجرة في الأرض؛ لإقامة شرع الله!

استفهام يراد به «التعجب»، والمراد منه التعجب من فعل ما، كقوله تعالى: «كيف تكفرون بالله» (البقرة:28). ونحوه قوله سبحانه: «ما لي لا أرى الهدهد» (النمل:20).

استفهام يراد به «العتاب»، والمراد منه معاتبة المخاطَب على فعل ما، كقوله تعالى: «ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله» (الحديد:16)، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان ببن إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين. ومنه قوله سبحانه معاتباً رسوله صلى الله عليه وسلم: «عفا الله عنك لم أذنت لهم» (التوبة:43).

استفهام يراد به «التذكير»، والمراد بهذا الاستفهام تذكير المخاطَب بأمر ما، نحو قوله تعالى: «ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض» (البقرة:33). وعلى هذا النحو، قوله سبحانه: «هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه» (يوسف:89).

استفهام يراد به «الافتخار»، كقوله تعالى: «أليس لي ملك مصر» (الزخرف:51)، قصد بذلك الافتخار على موسى عليه السلام.

استفهام يراد به «التهويل والتخويف»، كقوله تعالى:«الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة» (الحاقة:1-3)، فالاستفهام هنا تخويف لما يكون في هذا اليوم. ومنه قوله سبحانه:«ماذا يستعجل منه المجرمون» (يونس:50)، تهويل للعذاب الذي يستعجلونه.

استفهام يراد به «التفخيم»، وهو استفهام يراد منه تفخيم أمر ما، كقوله سبحانه:«وما أدراك ما عليون» (المطففين:19)، أي: ما الذي أعلمك يا محمد أي شيء عليون؟ على جهة التفخيم والتعظيم له في المنزلة الرفيعة. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: «وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين» (الواقعة:27)، أي: إن شأنهم عظيم عند الله.

استفهام يراد به «التكثير»، كقوله تعالى: «وكم أرسلنا من نبي في الأولين» (الزخرف:6)، والمعنى: ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء. وعلى هذا قوله سبحانه:«وكم أهلكنا من القرون» (الإسراء:17).

استفهام يراد به (التسوية) بين أمرين، كقوله تعالى: «سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون» (البقرة:6)، أي: سواء عليهم الإنذار وعدمه أنهم لا يؤمنون، ومنه قوله سبحانه: «سواء علينا أجزعنا أم صبرنا» (إبراهيم:21).

استفهام يراد به «الأمر والطلب»، كقوله تعالى: «فهل أنتم منتهون» (المائدة:91)، أي: انتهوا؛ ولهذا قال عمر رضي الله عنه: (انتهينا يا رسول الله). ومنه قوله سبحانه: «وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم» (آل عمران:20)، أي: أسلموا. [/SIZE]
المصدر:
http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?d=20110218&n=FEC24F1D-A5EC-4784-B05A-07B8CD006C23[/COLOR]

ابو محمد7
20-02-2011, 01:50 PM
تسلم عالنقل وفعلا جمال اللغة العربية خير مايبرز في القران الكريم

intesar
20-02-2011, 02:05 PM
موضوع رائع جدا جدا جدا وجدا

عابر سبيل
20-02-2011, 02:13 PM
تسلم عالنقل وفعلا جمال اللغة العربية خير مايبرز في القران الكريم


حياك الله و بياك..
و هذه الاشارة التي تشير لها..
بسبب اغفالها ..
فإنها هي من مواطن الضعف في بعض مناهج التعليم..

ألا و هي:
عدم استخدام أمثلة و نكماذج من القران الكريم
لتعليم الطلبة قواعد اللغة و فنونها المتعددة ...

من يحصل له..تعلم اللغة من خلال القران..
ستقوى عنده اللغة و تزداد عنده ملكة البلاغة
و التعبير..بشكل يفوق كل المناهج الاخرى
لتعليم اللغة العربية..و الله اعلم

عابر سبيل
20-02-2011, 09:39 PM
موضوع رائع جدا جدا جدا وجدا


و مرورك طيب..و كلامك..مشجع ..جدا جدا جدا..
نتمنى ان يستفيد من المقال..كل من سيقرؤه معنا..

تحية!