المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهوامير الجدد في بورصة الكويت: 'المليونير' وسام نخشى سقوطه



مغروور قطر
23-04-2006, 06:26 AM
الهوامير الجدد في بورصة الكويت: 'المليونير' وسام نخشى سقوطه!

الثقة في البورصة .. مسألة فيها نظر


23/04/2006 كتب محمد البغلي:
يعيش الضيوف الجدد في نادي الهوامير الكويتي هذه الايام ظروفا عصيبة جدا ناتجة عن هلع وخوف شديدين من ان تؤدي الخسائر المتوالية وعمليات التذبذب في حركة الاسهم الى اسقاط وسام المليونير من على صدورهم، وخصوصا انهم دائمو الاحساس بوضع الضيف ربما الثقيل على نادي الهوامير نتيجة ان اجمالي اصولهم في العادة يفوق المليون دينار بقليل، وبالتالي فإن احتمال اشهار البطاقة الحمراء من الناديتزداد كلما تكرر مشهد اللون الاحمر على شاشة المؤشر او الاسعار.
وقبل الحديث عن سيكولوجية هؤلاء الهوامير الجدد، فمن المفيد الاشارة الى ان هذه الفئة اخترقت مجتمع الاعمال الكويتي من خلال اقتناصها فرصا ذهبية في البورصة خصوصا بين عامي 2003 و2005 اذ ليس من المبالغة في شيء ان بعض هؤلاء دخل سوق الاسهم ب 100 الف دينار ليقرن سعد الحظ مع القراءة السليمة للتداول وفورة الارباح والعقود وعمليات الاستملاك وغيرها، وتتدفق الارباح والمكاسب لتتنامى التطلعات من ربع الى نصف مليون ثم مليون كامل ومكمل، وبعد ان يشرف المليون تتعاظم الطموحات بين ما هو واقعي وبين من يرى ثروة بيل غيتس هدفا مشروعا.
وفي العادة يرتبط الهوامير الجدد مع سهم معين يعتبرونه اصل الثروة ومنبعها اذ غالبا ما يكون هذا السهم قد اعطى صاحبه عوائدا فاقت 400 الى 500 في المائة (وهو عائد يفوق عوائد اي نوع من التجارة بما فيها المحركة دوليا)، لذلك تطلق على هذه النوعية من الاسهم القابا تكنى بها مثل 'ام الخير' او 'عديل الروح' او 'منجم ذهب' او 'سهم رجال' وهذه كلها صفات تكشف مدى عشق الهوامير الجدد لهذه الاسهم التي اعطتهم دون مقابل، ورغم ان هذه الفئة تصنف حسب وضعها من ضمن اصحاب الملايين فإن لعب دور صانع سوق على سهم معين يعد اكبر بكثير من حجمهم، اذ لن يستطيع ان يلعب من يمتلك مليونا او مليوني دينار ان يصنع سوقا في شركات تتجاوز قيمتها الاجمالية ما يفوق مئات الملايين من الدنانير.
'القبس' سألت مجموعة من الوسطاء - فهم اقرب الناس لهم - عن طبيعة واسلوب تداولات الهوامير الجدد، خصوصا بعد ان بلغوا انجاز المليون الاول:
ما يحك ظهرك الا ظفرك: ويقصد بها الاتجاه الى التداول الفردي لا من خلال محافظ ولا صناديق، فهولاء كونوا المليون بجهدهم ومضارباتهم وقراءتهم السليمة للأمور - حسب رأيهم - وبالتالي فإن التداول الفردي قد اثبت جدواه في فترات الصعود وكذلك فإن معظم المحافظ والصنادق لم يسلم من الخسارة عندما اطلق السوق اشارات التراجع، لذلك فإن متابعة السوق بصورة يومية وتحين الفرص ربما يكون من عمل مدير محفظة او صندوق لديه من العملاء والملاك من يتميزون بحقوق الاولوية والتنفيع على حسابهم لذلك فان التداول الفردي اثبت عمليا انه ناجع ومجدي اكثر من التداول المؤسسي!
من يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر: يميل معظم الهوامير الجدد الى سياسة المخاطرة إذ ان سياسة المخاطر ومعاندة التحاليل الفنية وحتى الإفراط في تكديس عقود الآجل بمناسبة ودون مناسبة اسهم في تحقيقهم لارباح قياسية خلال مدد قصيرة مما جعل الشراهة في المضاربة والتداول سمة اساسية في تعاملاتهم وسط نمو حاد في الطموح او الطمع (يصعب التحديد) فمن راتبه في شهر الف دينار يجد غضاضة وفي عدم ارتياح اذا جنى في يوم واحد ما يعادل راتبه في شهر فهو يطمح اليوم بأن يجعل المليون ملايين تؤمن حياته وحياة اسرته مدى الدهر، وهذا الموقف بالذات يعكس جانبا من سيكولوجية بعض البشر إذا كسب فجأة ثروة غير متوقعة.
السرية منهج: لا يجب معظم هؤلاء ان يعرف اصدقائهم وبعضهم حتى اقاربهم حجم ثروتهم الحقيقي خوفا من الحسد او لقناعة بعضهم بأن هذه الاموال قد تتبخر فجأة مثلما اتت فجأة وبالتالي هي لا تزال مجرد اصول لا يجوز الكشف عنها او لأن هذا المبلغ مليون او اكثر لا يمثل شيئا من الهدف المنشود الذي هو اكبر من الواقع الحالي.
اعرف عدوك وصديقك: دائما يحاول هؤلاء الجدد على عالم الملايين انتزاع المعلومات عن السهم من الوسطاء والدواوين والصحف والمنتديات الالكترونية لمعرفة من باع ومن اشترى وحجم العقود والارباح والاصول والمشاريع وادق التفاصيل التي يمكن ان تلعب دورا ايجابيا او سلبيا على حركة السهم لدرجة ان بعضهم يحفظ نسب الملكيات وعدد اسهم الخزانة والشركات التابعة في اكثر من رئيس مجلس الادارة للشركة نفسها من باب ان هذه المعلومات طالما لعبت دورا في سابق الايام في تحديد خيارات بيع وشراء كانت موفقة جدا جدا.
محاولة تكرار التاريخ: يبحث العديد من الهوامير الجدد بين الاسهم المدرجة على اسهم مشابهة لاسعار الاسهم التي شكلت نواة الثروة في سالف الايام وهي اسعار كانت تقل او تنافي اسعار القيمة الاسمية للاسهم على امل ان تتكرر العملية نفسها حاليا مع اسعار اسهم رخيصة تتضاعف قيمتها مرات عديدة متناسين ربما ان ظروف اللعبة قد تغيرت وليس كل سهم رخيص يكون نبؤة للصعود والانفجار ومضاعفة الملايين.
من يفهم الدرس: قلة من هؤلاء فهم الدرس بشكل جيد واعاد ترتيب استثماراته بين اسهم وعقار وربما مشاريع اخرى خاصة الا ان الغالبية العظمى لا تزال معتكفة على آلة الحساب لمعرفة كم ابتعد صاحبها عن المليون صعودا او هبوطا.