المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى العوده أيها القلب



امـ حمد
24-02-2011, 01:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين,الجفاء وسوء الظن بين الإخوان,انتشار القطيعة بين الأسر,مما يدل على انتشار مرض خطير وهو, قسوة القلوب, وقسوة القلب ذهاب اللين والرحمة والخشوع,قال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجاره أو أشد قسوة)والقلب القاسي أبعد ما يكون من الله , وصاحبه لايميز بين الحق والباطل, ولا ينتفع بموعظة, ولا يقبل نصيحة,إذا قسى القلب وأظلم فسد حال العبد وخلت عبادته من الخشوع , وغلب عليه البخل والكبر وسوء الظن,وصار بعيداً عن الله , وأحس بالضيق والشدّة وفقر النفس ولو ملك الدنيا بأسرها, وحرم لذة العبادة ومناجاة الله وصار عبداً للدنيا مفتوناّ بها ,إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن ,ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله،يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى,وأبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل,فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله,ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى,ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها,هو الله سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب،حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب,فلا إله إلا الله، من أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظاّ جافياّ لا يعرف معروفاّ
ولا ينكر منكراّ، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه,إنها النعمة ، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى,وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداّ بعذاب الله، قال سبحانه(فويلّ للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين)ويل، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى,فالقلوب شأنها عجيب وحاله غريب,تارة تقبل على الخير، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله,لو سألت أن تنفق أموالها جميعاّ لمحبة الله لبذلت،وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى، لحظات القسوة، وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله,فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته إلى الخير سباق، وعن الشر محجام.فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته، أن يعرف العبد ربه,فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى,والعكس بالعكس فما وجدت قلباّ قاسياّ إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل، وأبعدهم عن المعرفة,فلما جهل الله جرأ على حدوده، وجرأ على محارمه، ولم يعرف إلا فسوقاّ وفجوراّ،والذي يكسر القلوب ويرققها،النظر في آيات هذا الكتاب, وعند قرأته حاضر القلب متفكراّ متأملاّ إلا وجدت العين تدمع، والقلب يخشع والنفس تتوهج إيماناّ من أعماقها,ما قرأ عبد القرآن ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قرأتها والتأمل فيها رقيقاّ قد اقشعر قلبه واقشعر جلده من خشية الله تبارك وتعالى,ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب ,تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر,أن يتذكر أن لكل بداية نهاية، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار,ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه،ومن نظر إلى الميت وهو يغسل, وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله,يرق قلبه,ومن أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركون إلى الدنيا، وتجد أهل القسوة غالباّ ، يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتهم,يضحون بالصلوات,يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات، فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب,هذا العبد الذي نسي ربه، وأقبل على هذه الدنيا، فلذلك كانت عاقبته والعياذ بالله من أسوء العواقب,والجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته,ولذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكر الله تبارك وتعالى، ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه لله الواحد القهار، ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة, فتخرجه عبداّ صالحاّ مفلحاّ قد جعل الآخرة نصب عينيه,فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين,فدع عنك الوهن ,وتذكر هادم اللذات ,فكفى بالموت واعظاً لترق به قلوبنا.

R 7 A L
24-02-2011, 02:49 AM
بارك الله فيك

امـ حمد
24-02-2011, 05:37 AM
بارك الله فيك




وبارك الله فيك

sb1003535
26-02-2011, 07:23 PM
الله يوفقك

امـ حمد
27-02-2011, 01:47 AM
الله يوفقك



بارك الله فيك

مثل العسل
28-02-2011, 01:39 AM
موضوع مميز

وعبره كبيره

بارك الله فيك

امـ حمد
28-02-2011, 01:59 AM
بارك الله فيكم

وجزاكم ربي جنة الفردوس