المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدية ملك الملوك



امـ حمد
27-02-2011, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هدية ملك الملوك

عندما تفكر أن تهدي هدية لمن تحب,فدائماّ تفكر في شيء غير موجود لديه,وتبحث حتي تجدها فتقدمها له,وتعلم أنها ستقربك عند من تهديها له,ولكن هل فكرت في هديه تقدمها لملك الملوك,سبحانه وتعالي,تسأل نفسك,كيف أهدي شيئاّ لملك الملوك وخزائنه وسعت السماوات والأرض ووسعت كل شيء,وأي شيئ ليس في خزائن الملك,ولكن لو بحثت لوجدت شيئاّ واحداّ فقط غير موجود في تلك الخزائن شيء يقربك عنده كثيراّ,كثيراّ جداّ إنه (الإفتقار)الباب الذي يغفل عنه الكَثِير ولايعرفه الأكثر,فكلما كنت أفقر إليه , كلما كنت أقرب إليه,وارتفعت مكانتك عنده,وكنت أكمل عبودية له ,قال تعالى(ياأيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد) نحن فقراء في كل شيء,في وجودنا ,فهو الذي أوجدنا من العدم,قال تعالى(هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاّ مذكورا)فقراء في قوتنا فهو الذي قوانا بعد ضعف,قال تعالى(الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاّ وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير)فقراء في علمنا,فهو الذي علمنا بعد جهل(علم الإنسان مالم يعلم)وبدونه نحن لا شيء وبدون فضله وإنعامه وكرمه ,نحن لا شيء,فله الحمد والشكر أن أوجدنا وقوانا وعلمنا,لوتأملت هذا أيها العبد,ووقفت وقفة صدق مع نفسك, أنت الفقير الضعيف الجاهل,وقد كنت قبل ذلك عدماّ,هذه صفتك,قال تعالى(ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)وحقيقة الفقر أن لا تكون لنفسك ولا يكون لك منها شيء,بحيث تكون كلك لله ,والفقر الحقيقي,دوام الإفتقار إلى الله في كل حال,والإفتقار يحدوا العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة,وكلما إستشعرت صفاتك في داخلك أنك ضعيف محتاج إلى القوي ليقويك,وأنت جاهل محتاج إلى العليم ليعلمك,وأنك فقير محتاج إلى الغني,ليغنيك ويسد فقرك,فهو الغني العليم القوي سبحانه(والله هو الغني الحميد,والحميد المستحق للحمد والثناء لكمال صفاته,وهو الغني عنا وعن عباداتنا وطاعتنا له,ونحن المحتاجون إليها لننقذ أنفسنا من النار,فهل عرفت ربك(أعلم الناس بالله أخوفهم منه)فالله عظيم سبحانه,أيها العبد,كيف تتكبر على الخالق العظيم,وأنت تعلم أنك لا تساوي شيئاّ,وأن الله قادر عليك,ومع ذلك تتجرأ على معصيته,ودائماّ تهتم على أنه غفور رحيم وتنسى أنه شديد العقاب,تستشعر أنك غني بما معك,وتنسى أن الله هو من أغناك,وهو الذي أعطاك,وهو الذي ملكك,ألست تقول حين تخرج من بيتك(باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله)تعني أنني يارب لاحول ولا قوة لي وأني أتبرأ من حولي وقوتي ولست أقدر على فعل شيء إلا إذا أنت مننت على فاعطيتني حولاّ وقوة من عندك ,ألست تقول في أذكار الصباح والمساء (أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)طرفة عين وليس دقيقة ولاساعه,فأنا لا استطيع أن أجري نفسي,ولا أحرك نبضات قلبي ,ولا أجري الدم في عروقي,ثم بعد هذا تمضي في دربك وتحس أنك قادر على فعل كذا,فتفعل ماتشاء,ويشتد في نفسك إحساس بقدرتك,وتنسى إن الله هو الذي أعطاك القدره,فتنسى فقرك,وتنسى ضعفك وعجزك وجهلك,وتنسى غنى الله وقوته وقدرته وعلمه,كم يرحمك وأنت لاتقر بذلك ,كم يعطيك ويتفضل عليك وأنت ترجع بالمنة إلى غير,فتشكر غيره وتنساه,فيا عبد الله لتعلم أن عبوديتك شرف لك ,وفقرك إليه رفعه لك,أنت الفقير المحتاج وهو الغني,فيا فقير أقبل إلى الغني ,ألق بنفسك على أعتابه تذلل بين يديه لعله يرحمك,إنكسروتضرع لعله يقبلك,فوالله ليس لك إلا الله,لن يرحمك غيره,ولن يغفر لك سواه,


اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين,وأصلح لنا شأننا كله,لا إله إلا أنت.

عاشق الشهادة
27-02-2011, 07:57 AM
اللهم أمين - وجزاج الله كل خير اختي امـ حمد