R 7 A L
02-03-2011, 08:34 AM
التوى كاحل الفتى أثناء تعثره وتورمت قدمه، وكان رأي الطبيب بمستشفى حمد العام بعد تجبيرها إجراء عملية جراحية لها باليوم التالي، بينما عندما عرضه والده بذلك اليوم على طبيب بمستشفى أسباير رفض فكرة العملية، وأرسل الفتى إلى البيت، حيث يكفي التجبير ولا داعي للعبث بقدمه وتشويهها!!
لا يمكن التعميم حتى في حالة الأطباء، وكل طبيب حالة لوحده، وحتى في نفس المستشفى لا يمثل هذا الطبيب الكل ولكنه يعبر عن فهمه الخاص. لذلك لا تصدقوا التشخيص الأول واعرضوا مريضكم لرأي ثان وثالث دون الوحي إليهم بما قال من قبلهم، حتى تستجمعوا الخيوط وتمنحوها تفاصيل أخرى تهديكم من وعيكم وتفاعلكم ومعرفتكم بحال مريضكم. فلكل مريض طبيعة يدرك أجواءها بنفسه أو خلصائه من حوله أكثر من غيرهم، أكله ولبسه وعاداته وماذا يستخدم، ويستطيع أن يضمنها باقة التشخيصات ليكمل بها وجهات النظر ويعرف علاجه وأسباب انتكاساته.
بعض المرضى يلقون بالعبء كله على الطبيب كأنه إله ثم يستغربون كيف أخطأ!! ولا يدركون أنهم يشاركونه بنفس الدرجة، فعليهم تحمل المسؤولية قليلا، فهم أدرى بأجسادهم وما يتناولونه ويستخدمونه، وعليهم نقل تاريخهم مع الأدوية والمراهم وغيرها إليه حتى لا يعرضوا أنفسهم لنكسات هم في غنى عنها.
معظم الأطباء يأخذون بالظاهر ويذهبون بعيدا في تشخيصهم حسب الأعراض ويتوقعون الأخطر، بينما هي لا تعدو كونها عارضاً جانبياً لدواء أو طعام وشراب، وحتى لاستخدام معجون الأسنان بكثرة في حالة جفاف الفم واللسان الحاد، أو الاستخدام المزمن لمراهم الأكزيما أو الفطريات التي تسبب جفاف الجلد وذبوله، فهذه الكريمات الطبية التي يعتقد بعض المرضى بأنها ما دامت خارجية فلا ضرر من استخدامها لمدة سنوات متواصلة، ولا يخشون من تأثيراتها وتشبع الجسم منها وتحولها إلى مصادر ضارة ومؤذية له.
من الملاحظ في مراكزنا ومستشفياتنا الطبية إغفال البيئة التي يعيش فيها المريض واختزال مرضه بالأعراض الظاهرة فقط التي يكتب العلاج على ضوئها، حتى إنهم لا يسألون عن الأدوية والمأكولات والمناخ بشكل عام الذي يحياه المريض، وهذا ما حاولت تلافيه فكرة ما يسمى بطبيب العائلة التي تصاحب الفرد منذ طفولته حتى كبره، حيث يعرف الطبيب مريضه ويتابعه بكل أمراضه وظروفه وأزماته، وربما حياته الشخصية، أليست التطورات النفسية لها علاقة بالأمراض العضوية..؟ ولكن هذا مفقود لدينا فالأطباء يتغيرون بالمراكز الصحية، ولا اتجاه لبناء تلك العلاقة المرجوة من هذا المشروع المتواجد في البلدات المتحضرة.
الأدوية ليست كما يعتقد الناس بأنها علاج فقط بل إنها وسائل مدمرة وأسباب لأمراض أخرى يتسببون بها لأنفسهم، لهذا عليهم الحرص في تعاطيها، والتأكد من سلامة تشخيصاتهم لتناولها، ومقارنة أقوال الأطباء مع بذل الجهد لبحث حالتهم بأنفسهم وتقصي أسبابها وظواهرها ومراقبة دواعيها، بمعنى آخر الطبيب الفعلي يكونون هم، فلا أحد يعرف نفسه بقدره، والطبيب بشر يبني رؤيته على قراءاته وتجاربه السابقة وليست بالضرورة مطابقة، ومن هنا نرى اختلاف التشخيصات بين الأطباء ونوع العلاجات وحتى تفسير الأشعة!!
لا شيء أبداً مثل الصحة، تلك العافية التي تزهر وتحول الأصحاء إلى ملوك متوجين لا يتعرف إليهم إلا المرضى، صباح العافية وشفى الله مرضانا.
الكاتبة / مريم ال سعد
جريدة العرب
لا يمكن التعميم حتى في حالة الأطباء، وكل طبيب حالة لوحده، وحتى في نفس المستشفى لا يمثل هذا الطبيب الكل ولكنه يعبر عن فهمه الخاص. لذلك لا تصدقوا التشخيص الأول واعرضوا مريضكم لرأي ثان وثالث دون الوحي إليهم بما قال من قبلهم، حتى تستجمعوا الخيوط وتمنحوها تفاصيل أخرى تهديكم من وعيكم وتفاعلكم ومعرفتكم بحال مريضكم. فلكل مريض طبيعة يدرك أجواءها بنفسه أو خلصائه من حوله أكثر من غيرهم، أكله ولبسه وعاداته وماذا يستخدم، ويستطيع أن يضمنها باقة التشخيصات ليكمل بها وجهات النظر ويعرف علاجه وأسباب انتكاساته.
بعض المرضى يلقون بالعبء كله على الطبيب كأنه إله ثم يستغربون كيف أخطأ!! ولا يدركون أنهم يشاركونه بنفس الدرجة، فعليهم تحمل المسؤولية قليلا، فهم أدرى بأجسادهم وما يتناولونه ويستخدمونه، وعليهم نقل تاريخهم مع الأدوية والمراهم وغيرها إليه حتى لا يعرضوا أنفسهم لنكسات هم في غنى عنها.
معظم الأطباء يأخذون بالظاهر ويذهبون بعيدا في تشخيصهم حسب الأعراض ويتوقعون الأخطر، بينما هي لا تعدو كونها عارضاً جانبياً لدواء أو طعام وشراب، وحتى لاستخدام معجون الأسنان بكثرة في حالة جفاف الفم واللسان الحاد، أو الاستخدام المزمن لمراهم الأكزيما أو الفطريات التي تسبب جفاف الجلد وذبوله، فهذه الكريمات الطبية التي يعتقد بعض المرضى بأنها ما دامت خارجية فلا ضرر من استخدامها لمدة سنوات متواصلة، ولا يخشون من تأثيراتها وتشبع الجسم منها وتحولها إلى مصادر ضارة ومؤذية له.
من الملاحظ في مراكزنا ومستشفياتنا الطبية إغفال البيئة التي يعيش فيها المريض واختزال مرضه بالأعراض الظاهرة فقط التي يكتب العلاج على ضوئها، حتى إنهم لا يسألون عن الأدوية والمأكولات والمناخ بشكل عام الذي يحياه المريض، وهذا ما حاولت تلافيه فكرة ما يسمى بطبيب العائلة التي تصاحب الفرد منذ طفولته حتى كبره، حيث يعرف الطبيب مريضه ويتابعه بكل أمراضه وظروفه وأزماته، وربما حياته الشخصية، أليست التطورات النفسية لها علاقة بالأمراض العضوية..؟ ولكن هذا مفقود لدينا فالأطباء يتغيرون بالمراكز الصحية، ولا اتجاه لبناء تلك العلاقة المرجوة من هذا المشروع المتواجد في البلدات المتحضرة.
الأدوية ليست كما يعتقد الناس بأنها علاج فقط بل إنها وسائل مدمرة وأسباب لأمراض أخرى يتسببون بها لأنفسهم، لهذا عليهم الحرص في تعاطيها، والتأكد من سلامة تشخيصاتهم لتناولها، ومقارنة أقوال الأطباء مع بذل الجهد لبحث حالتهم بأنفسهم وتقصي أسبابها وظواهرها ومراقبة دواعيها، بمعنى آخر الطبيب الفعلي يكونون هم، فلا أحد يعرف نفسه بقدره، والطبيب بشر يبني رؤيته على قراءاته وتجاربه السابقة وليست بالضرورة مطابقة، ومن هنا نرى اختلاف التشخيصات بين الأطباء ونوع العلاجات وحتى تفسير الأشعة!!
لا شيء أبداً مثل الصحة، تلك العافية التي تزهر وتحول الأصحاء إلى ملوك متوجين لا يتعرف إليهم إلا المرضى، صباح العافية وشفى الله مرضانا.
الكاتبة / مريم ال سعد
جريدة العرب