عزوز المضارب
03-03-2011, 09:20 PM
قطر تنشئ مشروع خزّان مياه استراتيجيّ بكلفة 2.75 مليار دولار لتفادي الأزمات
قادر على تخزين مياه عذبة لمدّة سبعة أيّام
المصدر: داو جونز – مرافق
بقلم أليكس دلمار-مورغان من وكالة "زاويا داو جونز"
الدوحة (زاويا داو جونز) – بدأت قطر تنفيذ خططها لإنشاء خزّان هائل بكلفة 10 مليارات ريال قطري (2.75 مليار دولار) قادر على تخزين مياه عذبة لمدّة سبعة أيّام من أجل تفادي أزمة محتملة في حال تعطّلت محطّات تحلية مياه البحر الضخمة التي توفّر 99% من المياه في البلاد.
ويُشار إلى أنّ قطر الغنيّة بالنفط تنتج معظم طاقتها الكهربائيّة ومياهها المحلاة من مشاريع إنتاج الطاقة وتحلية مياه البحر الخاضعة لإدارة خاصّة والتي تجري بموجب نموذج مشروع إنتاج الطاقة والمياه المستقلّ. وقد يكون أيّ انقطاع في عمل هذه المحطّات كارثيّاً، على حدّ قول محلّلين، ممّا يؤدّي إلى توقّف مصدر المياه العذبة الوحيد في البلاد وربّما إدخالها في حالة طوارئ.
وفي هذا الإطار، قال سامويل سيزوك، كبير المحلّلين في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "أي إتش أس إنرجي" في لندن، إنّ "محطّات إنتاج الطاقة الكهربائيّة تشكّل أهدافاً استراتيجيّة في أوضاع شبيهة بالحرب".
وأضاف أنّ "هناك مشاكل أخرى أيضاً، فماذا سيحصل إن حدث تسرّب نفطيّ كبير قبالة ساحل أبوظبي؟ قد يلحق ذلك الضرر بسحب المياه في محطّات التحلية".
ويُذكَر بأنّ قطر، وهي دولة صحراويّة صغيرة في الشرق الأوسط تضمّ احتياطيّات متدنّية جدّاً من المياه الجوفيّة وتشهد انهمار نحو 75 مليمتراً من الأمطار في العام، تعتمد بأكثر من 99% على التحلية لتلبية الحاجات المحليّة، وذلك بحسب "الأمانة العامة للتخطيط التنموي" القطريّة.
من المتوقع أن يشهد إنتاج المياه المحلاّة الذي يتطلّب كميات كبيرة من الطاقة ارتفاع بنسبة 24% عن مستوياته الحالية، ليصل إلى 325 مليون غالون بريطاني في اليوم بحلول نهاية العام 2012، وفقاً لما تعكسه بيانات "المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء" (كهرماء)، التي تعتبر المرفق الرئيسي في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع التخزين القطري الذي من المخطط أن تبلغ طاقته الإنتاجية إلى 1.9 مليار غالون بريطاني، لا يزال في طور التصميم، وقد يشتمل على شبكة من الخزانات المتصلة ببعضها البعض عن طريق خط أنابيب بطول 183 كيلومتراً وعرض 2.5 متر يصل مرفق التحلية في راس لفان بشمال البلاد ومرفق راس أبو فنطس بالجنوب، وفقاً لأشخاص مطّلعين على المشروع.
ومن المتوقع أن تقدم "كهرماء"، عميلة المشروع، عرضاً سعرياً على عقد البناء الرئيسي في مطلع السنة القادمة.مشروع استراتيجي:
وأعلن مدير الشؤون التقنية في "كهرماء" سعد المهندي في مؤتمر انعقد مؤخراً في الدوحة: "على الأقل أننا سنتمتع بمخزونات مياه كافية خلال الأزمة".
وتلفت شركة المحاماة البريطانية "بنسنت مايسنز واتر" في كتاب الإحصاء السنوي لفترة 2010-2009 إلى أن قطر خزّنت كميات مياه تكفي لإمدادات ثلاثة أيام بالاستناد إلى متوسط حجم الاستهلاك الوطني.
ويُشار إلى أن "كهرماء" قد حدّدت 70 مليار ريال قطري لاستثمارها في قطاع الكهرباء والمياه خلال العقد المقبل بهدف تلبية الطلب المتزايد نتيجة ارتفاع عدد السكان والصناعات المزدهرة على غرار البتروكيماويات، والصلب، والزراعة. وتقدّر شركة "بزنس مونيتور انترناشونال"، البحثية التي تتخذ من لندن مقراً لها وتقدم خدمات تحليل مخاطر تشمل 175 دولةً في أنحاء العالم، أن عدد سكان قطر قد يصل إلى 1.74 مليون بحلول 2020 مقابل 1.51 مليون حاليا.
وأفادت ميشيل كارافياس، المحللة في مجال البنى التحتية لدى "بزنس مونيتور"، أن مشروع التخزين من شأنه أن يساعد قطر على التعامل مع أحداث على غرار كأس العالم لكرة القدم سنة 2022.
وقالت: "سيشكّل كأس العالم فترة طلب ذروة ومن المتوقع أن يتم تأمين طاقة تخزينٍ إضافية لتنظيم الإمداد وتلبية متطلبات هذه الفترات الذروة".
هذا وتملك دول خليجية أخرى خططاً مماثلة. إذ أنّ إمارة أبوظبي الغنية بالنفط، وهي الأكبر حجماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، منحت عقداً بقيمة 1.6 مليار درهم إماراتي (436 مليون دولار) إلى كونسورتيوم شركات لبناني-كوي جنوبي في السنة الماضية، لبناء منشأة تخزين في واحة ليوا الطبيعية التي تقع على أطراف صحراء الربع الخالي الشاسع.
وفي إمارة دبي الإماراتية أيضًا، استُكملت أعمال بناء خزان للمياه الصالحة للشرب بسعة 180 مليون غالون داخل منطقة مشرف، وذلك في شهر شباط/فبراير 2010، بحسب موقع Zawya.com.
وقد نفّذت شركة "سوغريا" الفرنسية للاستشارات تقرير المفهوم الأساسي بخصوص منشأة تخزين المياه الاستراتيجية في قطر. ولفت المهنّدي من مؤسسة "كهرماء" في هذا الصدد إلى أنّ الأعمال لا تزال جارية لاستكمال التصميم النهائي، لكن واحداً من الخيارات كان يتعلّق بثلاثة إلى خمسة خزانات، قد يكون عددٌ منها جوفياً. وسيتمّ تطبيق المشروع على 3 مراحل، بحسب ما أضافه، على أن تبدأ الأعمال الخاصة بالمرحلة الأولى عام 2013.
أمّا الخيار الآخر فيتعلّق بخمسة مواقع موزّعة بين أماكن جغرافية مختلفة في أرجاء البلاد، سيحتوي كلّ واحد منها على خزانات عدّة، وفقاً لما أعلنه باهي إمام، وهو مهندس مشاريع يعمل لدى شركة "سوغريا قطر".
بقلم أليكس دلمار-مورغان
قادر على تخزين مياه عذبة لمدّة سبعة أيّام
المصدر: داو جونز – مرافق
بقلم أليكس دلمار-مورغان من وكالة "زاويا داو جونز"
الدوحة (زاويا داو جونز) – بدأت قطر تنفيذ خططها لإنشاء خزّان هائل بكلفة 10 مليارات ريال قطري (2.75 مليار دولار) قادر على تخزين مياه عذبة لمدّة سبعة أيّام من أجل تفادي أزمة محتملة في حال تعطّلت محطّات تحلية مياه البحر الضخمة التي توفّر 99% من المياه في البلاد.
ويُشار إلى أنّ قطر الغنيّة بالنفط تنتج معظم طاقتها الكهربائيّة ومياهها المحلاة من مشاريع إنتاج الطاقة وتحلية مياه البحر الخاضعة لإدارة خاصّة والتي تجري بموجب نموذج مشروع إنتاج الطاقة والمياه المستقلّ. وقد يكون أيّ انقطاع في عمل هذه المحطّات كارثيّاً، على حدّ قول محلّلين، ممّا يؤدّي إلى توقّف مصدر المياه العذبة الوحيد في البلاد وربّما إدخالها في حالة طوارئ.
وفي هذا الإطار، قال سامويل سيزوك، كبير المحلّلين في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "أي إتش أس إنرجي" في لندن، إنّ "محطّات إنتاج الطاقة الكهربائيّة تشكّل أهدافاً استراتيجيّة في أوضاع شبيهة بالحرب".
وأضاف أنّ "هناك مشاكل أخرى أيضاً، فماذا سيحصل إن حدث تسرّب نفطيّ كبير قبالة ساحل أبوظبي؟ قد يلحق ذلك الضرر بسحب المياه في محطّات التحلية".
ويُذكَر بأنّ قطر، وهي دولة صحراويّة صغيرة في الشرق الأوسط تضمّ احتياطيّات متدنّية جدّاً من المياه الجوفيّة وتشهد انهمار نحو 75 مليمتراً من الأمطار في العام، تعتمد بأكثر من 99% على التحلية لتلبية الحاجات المحليّة، وذلك بحسب "الأمانة العامة للتخطيط التنموي" القطريّة.
من المتوقع أن يشهد إنتاج المياه المحلاّة الذي يتطلّب كميات كبيرة من الطاقة ارتفاع بنسبة 24% عن مستوياته الحالية، ليصل إلى 325 مليون غالون بريطاني في اليوم بحلول نهاية العام 2012، وفقاً لما تعكسه بيانات "المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء" (كهرماء)، التي تعتبر المرفق الرئيسي في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع التخزين القطري الذي من المخطط أن تبلغ طاقته الإنتاجية إلى 1.9 مليار غالون بريطاني، لا يزال في طور التصميم، وقد يشتمل على شبكة من الخزانات المتصلة ببعضها البعض عن طريق خط أنابيب بطول 183 كيلومتراً وعرض 2.5 متر يصل مرفق التحلية في راس لفان بشمال البلاد ومرفق راس أبو فنطس بالجنوب، وفقاً لأشخاص مطّلعين على المشروع.
ومن المتوقع أن تقدم "كهرماء"، عميلة المشروع، عرضاً سعرياً على عقد البناء الرئيسي في مطلع السنة القادمة.مشروع استراتيجي:
وأعلن مدير الشؤون التقنية في "كهرماء" سعد المهندي في مؤتمر انعقد مؤخراً في الدوحة: "على الأقل أننا سنتمتع بمخزونات مياه كافية خلال الأزمة".
وتلفت شركة المحاماة البريطانية "بنسنت مايسنز واتر" في كتاب الإحصاء السنوي لفترة 2010-2009 إلى أن قطر خزّنت كميات مياه تكفي لإمدادات ثلاثة أيام بالاستناد إلى متوسط حجم الاستهلاك الوطني.
ويُشار إلى أن "كهرماء" قد حدّدت 70 مليار ريال قطري لاستثمارها في قطاع الكهرباء والمياه خلال العقد المقبل بهدف تلبية الطلب المتزايد نتيجة ارتفاع عدد السكان والصناعات المزدهرة على غرار البتروكيماويات، والصلب، والزراعة. وتقدّر شركة "بزنس مونيتور انترناشونال"، البحثية التي تتخذ من لندن مقراً لها وتقدم خدمات تحليل مخاطر تشمل 175 دولةً في أنحاء العالم، أن عدد سكان قطر قد يصل إلى 1.74 مليون بحلول 2020 مقابل 1.51 مليون حاليا.
وأفادت ميشيل كارافياس، المحللة في مجال البنى التحتية لدى "بزنس مونيتور"، أن مشروع التخزين من شأنه أن يساعد قطر على التعامل مع أحداث على غرار كأس العالم لكرة القدم سنة 2022.
وقالت: "سيشكّل كأس العالم فترة طلب ذروة ومن المتوقع أن يتم تأمين طاقة تخزينٍ إضافية لتنظيم الإمداد وتلبية متطلبات هذه الفترات الذروة".
هذا وتملك دول خليجية أخرى خططاً مماثلة. إذ أنّ إمارة أبوظبي الغنية بالنفط، وهي الأكبر حجماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، منحت عقداً بقيمة 1.6 مليار درهم إماراتي (436 مليون دولار) إلى كونسورتيوم شركات لبناني-كوي جنوبي في السنة الماضية، لبناء منشأة تخزين في واحة ليوا الطبيعية التي تقع على أطراف صحراء الربع الخالي الشاسع.
وفي إمارة دبي الإماراتية أيضًا، استُكملت أعمال بناء خزان للمياه الصالحة للشرب بسعة 180 مليون غالون داخل منطقة مشرف، وذلك في شهر شباط/فبراير 2010، بحسب موقع Zawya.com.
وقد نفّذت شركة "سوغريا" الفرنسية للاستشارات تقرير المفهوم الأساسي بخصوص منشأة تخزين المياه الاستراتيجية في قطر. ولفت المهنّدي من مؤسسة "كهرماء" في هذا الصدد إلى أنّ الأعمال لا تزال جارية لاستكمال التصميم النهائي، لكن واحداً من الخيارات كان يتعلّق بثلاثة إلى خمسة خزانات، قد يكون عددٌ منها جوفياً. وسيتمّ تطبيق المشروع على 3 مراحل، بحسب ما أضافه، على أن تبدأ الأعمال الخاصة بالمرحلة الأولى عام 2013.
أمّا الخيار الآخر فيتعلّق بخمسة مواقع موزّعة بين أماكن جغرافية مختلفة في أرجاء البلاد، سيحتوي كلّ واحد منها على خزانات عدّة، وفقاً لما أعلنه باهي إمام، وهو مهندس مشاريع يعمل لدى شركة "سوغريا قطر".
بقلم أليكس دلمار-مورغان